4 تقنيات للحفاظ على التركيز والحافز:
من الواضح أنَّ قلَّة التواصل البشري والعزلة الاجتماعية لها تأثير سلبي في الإنتاجية الإجمالية، إذاً ما الحل؟ بالطبع، تطبيق تقنيات عملية للحفاظ على استمرارك، ولكن إذا كنت تريد زيادة إنتاجك بوتيرة ثابتة، فعليك التعمُّق في البحث.
مع أخذ ذلك في الحسبان، يتعمَّق هذا المقال في تقنيات أقل شهرة مثل إنشاء مساحة عمل مخصَّصة، وتحديد أهداف صغيرة، والاستفادة من تقسيم الوقت، وبتطبيق هذه التقنيات، سوف تتعلم كيفية التغلب على التحديات والحفاظ على مستويات عالية من التحفيز.
إليك 4 تقنيات للحفاظ على التركيز والحافز عند العمل عن بُعد:
أولاً: إنشاء مساحة عمل مخصَّصة
قد يكون العمل باستخدام السرير أو الأريكة مريحاً، لكنَّه يعوق إنتاجيتك ويؤذي صحتك؛ لذا عليك الفصل بين أوقات الفراغ والعمل، فإذا كان لديك غرفة احتياطية، حوِّلها إلى مكتب منزلي مؤقت.
إذا لم تكن لديك غرفة إضافية، فعليك إنشاء بيئة عمل مؤقتة في غرفة المعيشة أو غرفة النوم أو العلية؛ مثالياً، يجب أن تكون مساحة العمل غرفة منفصلة أو زاوية هادئة في منزلك، وبمجرد البدء في إعداد بيئة العمل، ركِّز على هذه الجوانب:
1. الإضاءة:
احرص على وصول الضوء الطبيعي إلى الغرفة، وإلا استخدم المصابيح الصفراء التي توفر إضاءة تساعد على تعزيز الإنتاجية، فتؤثر الإضاءة في مساحة العمل في حالتك المزاجية وتحفيزك في أثناء العمل إلى حدٍّ بعيد، إضافة إلى ذلك، تقيك الإضاءة الكافية من مشكلات صحية، مثل: الصداع والتعب وإجهاد العين.
2. معدات العمل المريحة:
عند تنظيم مساحة العمل، خذ في الحسبان المعدات التي تحتاج إليها؛ لأنَّها تؤثر في المدة التي يمكنك أن تظل فيها مرتاحاً ومركزاً، ويشمل ذلك إعداد معدات مكتبك بطريقة تقلل من إرهاق العضلات وتوفر الراحة في أثناء العمل؛ لذا أنشئ بيئة عمل تقلل أو تستبعد التعب الجسدي كلياً، وبذلك، يصفو ذهنك وتنجز المهام بكفاءة أكبر، وحاول اقتناء المعدات الآتية:
- مكتب مريح.
- كرسي قابل للتعديل مع دعم للظهر.
- سماعات رأس خفيفة الوزن أو سماعات أذن داخلية.
- حامل لوحة المفاتيح.
- مساند للمعصم.
- مكتب عمل قابل للتعديل للجلوس والوقوف.
شاهد بالفيديو: كيف تعمل عن بعد من منزلك
ثانياً: إنشاء جدول زمني
ابدأ يومك بإنشاء جدول زمني يناسبك، ولا يعني هذا جدول زمني من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً كما يظن الجميع عندما يسمعون كلمة جدول زمني، بالتأكيد، التخطيط لنوبة العمل التقليدية 8 ساعات هو الأسهل، ولكن العمل بدوام جزئي والأعمال الإضافية مختلفين تماماً.
وظيفة السائق خير مثال على ذلك، فعلى الرغم من أنَّ هذا العمل ليس عن بُعد، فإنَّه وظيفة غير تقليدية وقد يتسبب في إنهاك جسمك وعقلك؛ لذا فكر ملياً قبل أن تقرر العمل بهذه الوظيفة، وإذا حسمت أمرك، ففكر في فترات ذروة الإنتاجية لديك وحاول العمل في تلك الفترات.
بالمثل، يجب أن تكون صارماً في الفصل بين وقت الفراغ وساعات العمل، فالعمل عن بُعد مغرٍ أكثر لأنَّه يحقق أرباحاً أكبر، لكن لا تنجرَّ لهذا الاتجاه، فتعد الراحة وقضاء الوقت مع عائلتك والنشاطات الأخرى أمراً ضرورياً للحفاظ على صحتك العقلية.
ثالثاً: تحديد أهداف صغيرة
عند العمل عن بُعد، فإنَّ إحدى أقوى التقنيات وأكثرها فاعلية لتحسين الإنتاجية هي تقسيم المهام الكبيرة إلى أهداف صغيرة واضحة؛ لذلك لا تصدق تلك الأساطير التنظيمية التي تروِّج فكرة أنَّ النجاح لا يتحقق إلا بالأهداف الكبيرة.
بدلاً من ذلك، اختر أهدافاً صغيرة ومحددة وقابلة للتنفيذ يمكنك إنجازها بسرعة، فيؤدي السعي إلى إنجاز مهمة كبيرة دفعة واحدة إلى الإرهاق والإرباك، في حين أنَّ الأهداف الصغيرة تساعدك على الاستمرار وتمنحك حافزاً إضافياً.
مع أنَّ الأهداف الصغيرة مفيدة في المواقف التي تنطوي على مسؤولية محدودة، فإنَّها تتألق في المجالات المعقدة والحساسة، مثل الرعاية الصحية، وسواء كان ذلك دعم المرضى أم تنظيم الوثائق أم الحفاظ على الامتثال حسب قانون نقل التأمين الصحي والمساءلة (HIPAA)، فأنت عرضة لتدمير سمعتك بسبب أي خطأ.
يصادف أنَّ هذا القانون يعد مثالاً جيداً عن مدى قدرة تحديد الأهداف على نحو صحيح على تحسين الأمور، وبدلاً من البحث عشوائياً عن الإجابات والضغط على أعضاء الفريق الآخرين، يمكنك تقسيم النشاط إلى أهداف صغيرة.
أولاً، يجب عليك إجراء تدريب امتثال على قانون نقل التأمين الصحي والمساءلة، ثم إعداد قنوات اتصال آمنة، وبعد ذلك فقط يمكنك التعامل مع أشياء مثل تقييد الوصول إلى المعلومات الصحية المحمية (PHI) والمراقبة.
ثانيَا: فكر في الأمر، إذا كانت الفرق التي تعمل عن بُعد في مثل هذه الصناعات الحساسة تستفيد من الأهداف الصغيرة، فيمكنك أنت أيضاً الاستفادة منها؛ لذا تعامَل مع كل شيء كأنَّك طبيب يحمي معلومات المرضى، وسترى النتائج في النهاية.
رابعاً: الاستفادة من تقسيم الوقت
إنَّ تعلُّم كيفية الاستفادة من وقتك هو سر إنجاز كثير من المهام عند العمل عن بُعد؛ لذا استفد من مفهوم تقسيم الوقت، فهو استراتيجية لإدارة الوقت بغية الحفاظ على التركيز، ويعني تقسيم يومك إلى عدة فترات زمنية، وتخصيص كل فترة لتنفيذ مهمة محددة أو مجموعة مهام، ومع ذلك، من الهام أيضاً تخصيص فترات زمنية محددة على نحو صحيح، وهو أمر ممكن إذا اتبعت الخطوات الآتية:
1. تحديد المهام:
ابدأ ببالعصف الذهني وأدرِج مهام العمل التي يتعين عليك إنجازها غداً أو في الأسبوع القادم، وبعد ذلك، حدد الأوقات التي تكون فيها أكثر إنتاجية وخصِّصها للمهام الهامة، وبالنسبة إلى المهام ذات الأولوية المتوسطة والمنخفضة، يمكنك تنفيذها عندما لا تكون في ذروة إنتاجيتك.
2. تجميع المهام:
تجميع المهام هو عملية تجميع عدة مهام متشابهة، ويساعد ذلك على التركيز على مهام معينة في فترة زمنية محددة، على سبيل المثال، يمكنك تجميع مهام حفظ الملفات والمهام الإدارية الروتينية لإنجازها في نهاية الأسبوع حتى تتمكن من التركيز على عمل العملاء، ففكر في متوسط المهام التي تنجزها في يوم عملك، وحاول تحسين إدارة المهام المزعجة عن طريق تجميعها.
3. إدراج الفترات الزمنية المخصَّصة في التقويم:
يمكنك استخدام تطبيق التقويم للحصول على نظرة عامة واضحة عن كل فترة زمنية مخصَّصة، ولهذا السبب من الهام تعيين أطر زمنية واقعية لمجموعة المهام المتشابهة في تقويمك، على سبيل المثال، يمكنك عقد جميع الاجتماعات يوم الأحد، مع التركيز على الأمور الأكثر تعقيداً حتى نهاية الأسبوع.
في الختام:
يوفر العمل عن بُعد كثيراً من الفوائد، ومن ذلك المرونة والاستقلالية، ومع ذلك، فإنَّ حقيقة أنَّ أعضاء الفريق معزولون تقنياً تطرح تحدياً فريداً، تحدٍّ يمكن أن يؤثر إلى حدٍّ بعيد في الإنتاجية والدافع والتركيز. عن طريق تنفيذ تقنيات عملية، يمكنك حماية نفسك من جميع المشتتات وزيادة الإنتاجية والدافع؛ لذا حدد دائماً أهدافاً واضحة، وأعطِ الأولوية للمهام الهامة، وضع جدولاً زمنياً والتزم به، فربما تطبيق هذه التقنيات أصعب مما يبدو، ولكنَّها أيضاً بسيطة وواضحة، وهذا يجعلها الطريقة المثلى لأي عامل عن بُعد.
أضف تعليقاً