3 نصائح لتعزيز إدماج الموظفين

وفقاً لتقرير تدقيق الإنتاجية الأمريكية (American Productivity Audit)، يُكلِّف غياب الموظفين ذهنيَّاً عن العمل الشركات أكثر من 225 مليار دولار سنوياً، عندما حلَّت جائحة كوفيد-19 على العالم وأُجبر الموظفون على العمل عن بُعد، أصبحت الأخطاء المُرتَكبة في مسألة إدماج الموظفين واضحة عندما واجهت الشركات مشهداً متغيراً.



بعد الانتقال إلى العمل عن بُعد، أَعطَت العديد من الشركات الأولوية لبرامج إدماج الموظفين كوسيلة لضمان أن تكون صحة الموظف وسعادته في صميم استراتيجية إدارة المواهب، على سبيل المثال، وسَّعت شركة "زووم" (Zoom) مزايا الخدمات الصحية المُقدَّمة لموظفيها وكلَّفت فريقاً من المتطوعين يُدعى "فريق إسعاد الموظفين" بتنظيم مناسبات افتراضية لهم، ونتيجة لذلك، وضع معهد "دراكر" (Drucker) شركة "زووم" (Zoom) على رأس قائمة أبرز الشركات التي تسعى إلى إدماج الموظفين وتطويرهم.

على الرغم من أنَّ العديد من الشركات أَتقنَت كيفية تحسين إدماج الموظفين، إلا أنَّ شركات أخرى لم تحقق ذلك؛ وذلك لأنَّها فشلت في قياس إدماج الموظفين من الأساس، أو أنَّها قاسته على المستوى الجماعي، حينما تُجري بحثك على الموظفين بأكملهم، فقد تفهم التوجهات السائدة في مسألة الإدماج والصعوبات التي تواجهها، ولكنَّ هذا لن يوفر بيانات قابلة للتنفيذ تساعدك على معالجة ضعف الإدماج علاجاً مدروساً على المستوى الفردي، وهو الأمر الأكثر أهمية للإنتاجية.

أسلوب جديد لتعزيز إدماج الموظفين:

كان لجائحة كوفيد-19 وما نتج عنها من انتقال إلى العمل عن بُعد جانب إيجابي؛ حيث بدأ القادة في فهم أهمية إدماج الموظفين بشكل لم يفعلوه سابقاً، في عام 2020، صعَّبت عمليات الإغلاق على معظم القادة مراقبة إدماج الموظفين أو إنتاجيتهم بالطريقة القديمة؛ لذا أجبرهم هذا على إعادة النظر في وجهات نظرهم.

خلال مناقشة دارت في عام 2020، والتي تضمنت 15 اجتماعاً افتراضياً مع 150 من كبار مسؤولي الموارد البشرية في شركاتٍ كبرى، اكتشفت شركة "غالوب" (Gallup) أنَّ هذه الأزمة غيرت الطريقة التي يفكر فيها موظفو الموارد البشرية في الإدماج والإنتاجية؛ حيث أدرك موظفو الموارد البشرية أنَّهم كانوا يرتكبون أخطاء فادحة في إدماج الموظفين؛ لذا فقد تخلوا عن اهتمامهم الذي كان محصوراً بالأداء للتركيز بدلاً من ذلك على الثقة.

بدأ العديد من القادة الآن بالتفكير في مدى تأثير إدماج الموظفين في أعمالهم، بدلاً من النظر إلى إدماج الموظفين بوصفه مفهوماً جماعيَّاً يتأثر تأثراً شديداً بالمدير، أضحوا يدركون أنَّه حالة ذهنية فردية؛ حيث إنَّ الإدماج ظاهرة نفسية تتأثر بتوقعات الموظفين ودوافعهم، بالإضافة إلى ممارسات القيادة والإدارة الجيدة؛ لذا يُطلَب من صاحب العمل الاهتمام في ما يهتم به الموظف وما يستمتع به؛ وذلك لأنَّ ضمان توافق اهتمامات الموظف ومتعته مع الدور الذي يقوم به هو أمر أساسي، لا سيما في سوق العمل؛ حيث يصعب العثور على المواهب.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز (The New York) أنَّ أرباب العمل طرحوا 916 ألف وظيفة في مارس (آذار) عام 2021؛ لذلك يمكن للباحثين عن العمل أن يكونوا أكثر انتقائية ويختاروا أرباب العمل الذين يعطون الأولوية للسلامة والهدف.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لتحسين أداء الموظفين باستخدام الكوتشينغ

كيف تحسِّن إدماج الموظفين؟

من خلال تخصيص الوقت الكافي لفهم توقعات الموظفين واحتياجاتهم وأولوياتهم وتطلعاتهم، فإنَّك تستخدم أسلوباً قوياً في الإدارة، ويُعَدُّ ارتفاع نسبة إدماج الأفراد وزيادة إنتاجيتهم مكسباً لكلٍّ من الموظف ورب العمل، لا يكون ضعف الإدماج واضحاً دائماً عندما يُقاس على المستوى الجماعي؛ لذا توقف عن ارتكاب الأخطاء نفسها، وركز على إدماج الموظفين حقَّاً باتباع النصائح الآتية:

1. اربط احتياجات الموظفين بأهداف الشركة:

إذا كنت تريد معرفة كيفية تحسين إدماج الموظفين، جرِّب تقييم الموظفين تقييماً فردياً؛ إذ إنَّ الحلول العامة لا تناسب إلَّا جزءاً من الموظفين، بيد أنَّ النهج الفردي يضمن حصول العاملين على ما يحتاجون إليه ليشعروا بالإدماج واهتمام الشركة كلَّها، يمكنك تحقيق ذلك من خلال الربط بين احتياجات الموظفين واحتياجات الشركة.

إنَّ الموظفين الذين يشعرون بالارتباط بقيم شركاتهم، هم أكثر اهتماماً بالعمل بمقدار خمس مرات من غيرهم؛ لذا حاول إجراء محادثة حول كيفية مساهمة كل شخص في أهداف شركتك، في منظمة "ووتر إيد" (WaterAid) العالمية غير الربحية، على سبيل المثال، يعمل أعضاء مجلس الإدارة معاً لتعزيز إدماج الموظفين من خلال إجراء محادثات منتظمة مع المديرين التنفيذيين والموظفين حول كيفية تحقيق كل موظف لرؤية المنظمة.

2. تذكَّر جانبَي إدماج الموظف:

يعتمد معظم قادة الأعمال على الإدارة الوسطى لضمان إدماج الموظفين في عملهم، لكنَّ الإدماج في العمل يتأثر بالعديد من العوامل المختلفة؛ لهذا السبب هناك حاجة إلى أسلوب فردي يعتمد على كلٍّ من المدير والموظف.

في النتيجة، لا يقتصر الأمر على المدير في تشجيع إدماج الموظفين؛ وذلك لأنَّه أمر يقع على عاتق الطرفين، إنَّ وضع المسؤولية بالكامل على عاتق المدير لا يأخُذ بالحسبان التوقعات الفردية المختلفة التي يجب على الموظف تحقيقها، على سبيل المثال، لا يمكن للمديرين تشجيع الموظفين على إعطاء الأولوية لعافيتهم دون منحهم متسعاً من الوقت للقيام بذلك؛ لذا يجب أن يعمل المدير والموظف معاً لتعزيز الإدماج ثم تحقيق نتائج العمل.

3. اسأل موظفيك عن توقعاتهم المهنية، وقِس مستوى الرضا لديهم:

الآن بعد أن فهمت الدور الذي يؤديه الموظفون، تحتاج إلى طرح الأسئلة الصحيحة حول إدماج الموظفين؛ ما هي أهم أهدافهم المهنية؟ وهل حققوها في مناصبهم الحالية؟ إذا لم يكن كذلك، فهل الأهداف واقعية؟ وهل يمتلك الموظف السلوكات اللازمة للنجاح، وهل تمتلك الشركة فرصة الربط ربطاً متناغماً بين الأهداف والسلوكات؟ سيساعدك التحدث إلى الموظفين محادثةً فرديةً حول توقعاتهم المهنية وأي تحديات محتملة على تحديد السلوكات الفريدة التي تدفع إلى الإدماج والإنتاجية والبقاء في الوظيفة.

إقرأ أيضاً: 5 أفكار للشركات لاستقطاب المواهب

يتوقع العديد من الموظفين التطور داخل شركاتهم، لكنَّ التطور يبدو مختلفاً بالنسبة إلى كل شخص؛ حيث يمكنك معرفة ما يعنيه التطور لكل موظف بمجرد طرح الأسئلة عليه، بمجرد أن تعرف ما يتوقعه، يمكنك تحديد ما إذا كان هناك مجال للنمو بناءً على المنصب وسلوك الموظف، ومن خلال المحادثة، يمكنك إنشاء حوار مفيد للطرفين حول توافق توقعات الموظفين مع أهداف الشركة، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الموظفين الذين يشعرون بأنَّ أصواتهم تلقى آذاناً صاغية أكثر قدرة على تقديم أفضل ما لديهم.

لقد نُوقِش موضوع زيادة إدماج الموظفين سنوات عدة، لكنَّ الأزمة التي حلَّت عام 2020 جعلته يحتل واجهة النقاش، والآن يتحدث أرباب العمل بنشاط مع الموظفين حول الإدماج والإنجاز في العمل أيضاً؛ لذا يمكنك تجنُّب ارتكاب الأخطاء القديمة نفسها باستخدام أفضل ممارسات إدماج الموظفين الثلاث الآنفة الذكر.

المصدر




مقالات مرتبطة