3 طرق للتوقف عن المماطلة والتغلب على الإحساس بالملل

هل أحسست بالملل أو الأرق أو الضجر؟ هل تحتاج إلى بعض الإلهام؟



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدونة زو بي (Zoe B)"، والتي تحدثنا فيها عن تجربتها مع التغلب على الإحساس بالملل.

من النظريات التي أؤمن بها أنَّ معدلات الإحساس بالضجر قد ارتفعت بارتفاع وتيرة التطور التقني؛ وإذا فكرت في الأمر ملياً، فستجد أنَّ التكنولوجيا قد قدمت لنا الهواتف النقالة، والحواسيب المحمولة، وأجهزة الآيباد، والجهاز تِلوَ الآخر؛ وذلك لمعالجة مشكلة واحدة، ألا وهي "الملل".

لقد أضحى العالم كله يتغذى على الترفيه، وأصبحت الحياة بالنسبة إلينا مرتبطة بالإنجازات، ولم يَعُد الناس اليوم يعرفون كيف يحافظون على هدوئهم، وأصبحنا نحسُّ بالذنب حينما نجلس دون أن نفعل أي شيء، وأضحى الجلوس دون عمل اليوم أشنع ذنب يمكن أن يُرتكَب.

قد لا تدرك ذلك، لكنَّ الملل يثير فينا شكلاً من أشكال الإحساس بالقلق والتوتر، ويحرك فينا عواطف قد تصيبنا بالإحباط وتدفعنا إلى المماطلة؛ فربَّما تعترينا رغبة في القيام بعمل ما أو الترفيه عن أنفسنا، وشوق إلى تحفيز حواسنا؛ لكنَّ كل ما نحصل عليه هو نقص التركيز؛ وإذا فكرت في المرات التي أحسست فيها بالملل، فستعرف أنَّ السبب عادة هو أنَّك لم تكن تعرف ماذا ستفعل؛ فالتردد عنصر جوهري في المماطلة.

حينما نركز الاهتمام على الأشياء الهامة بالنسبة إلينا وعلى الأهداف التي نرغب في تحقيقها، فمن الصعب جدَّاً أن نُحِسَّ بالملل؛ لذا إنَّ أحد حلول التخلص من الإحساس بالملل هو تركيز الاهتمام على الرغبات.

الإحساس بالملل مفيد في بعض الأحيان:

إذا كان الإحساس بالملل يمثل رغبة في تحفيز الحواس، فعكسه هو الإحساس بالرضا دون تحفيز؛ وبمعنى آخر، الاستمتاع بالهدوء؛ ففي بعض الأحيان، ليس الملل بحد ذاته ما يؤدي إلى الإحباط، بل مقاومة الرغبة في عدم القيام بأي شيء هي التي تفعل ذلك.

فكر في الأمر: ما الذي سيحدث إذا تخليت عن الرغبة في الترويح عن نفسك؟ لن تحسَّ أبداً بالملل، بل باسترخاء أكبر؛ ومن واقع خبرتي أقول، إنَّ هذا هو غالباً أوضح وأبسط حل فعال في الحياة، وإنَّ أسهل طريقة للتصدي للإحساس بالملل أن تستمتع به.

قد يبدو هذا الكلام غريباً، لكن تعامَل مع الملل بوصفه شكلاً من أشكال الاسترخاء، واستراحة من التحفيز الدائم الذي نعيشه في القرن الحادي العشرين عبر التلفزيونات، والهواتف المحمولة، والراديو، والإنترنت، والرسائل الإلكترونية، والمكالمات الهاتفية، وغيرها؛ ومن يعلم، قد يكون الملل مفيداً لك؟

حينما تحسُّ بالملل في المرة القادمة، فربَّما تستطيع الجلوس والاسترخاء والاستمتاع بإحساس عدم وجود ما تفعله عوضاً عن تعزيز الإحساس بالإحباط من خلال البحث كالمجنون عن أي شيء تفعله؛ وسأستعرض من خلال هذه المقالة استراتيجية من ثلاث خطوات تستطيع اتباعها لتجاوز الإحساس بالملل:

1. تركيز الاهتمام:

عوضاً عن السعي عشوائياً إلى الإثارة الحسية، ركز الاهتمام على الأشياء الهامة فعلاً بالنسبة إليك، حيث يساعد تركيز الاهتمام على الأشياء الهامة في التصدي للإحساس بالملل؛ ذلك لأنَّه يجبرك على استثمار الوقت بطريقة إيجابية.

يجب عليك أن تسأل نفسك: ما الشيء الذي يجعلك تستثمر وقتك بطريقة جيدة؟ وما الأشياء التي يمكن أن تسهم في إحراز أهم الأهداف في حياتك؟

إليك بضع أفكار:

  • خصِّص بعض الوقت لجلسة تأمُّل هادئة للتفكير في أهم الأمور بالنسبة إليك.
  • ابدأ المشروع الإبداعي الذي كنت تتحدث عنه طوال الأسابيع القليلة الماضية.
  • جرِّب العصف الذهني، وحاول التوصل إلى بعض الأفكار الجديدة الخاصة بمنتجات أو مشاريع مبتكرة.
إقرأ أيضاً: ما الذي يمكننا فعله عند الشعور بالملل؟

2. أداء المهمات التي كنت تؤجل تنفيذها:

يُعَدُّ الملل مفيداً في بعض الأحيان لكونه يمنحك الوقت للقيام بالأعمال، وهو لا يُعَدُّ مشكلة إلَّا إذا سمحت له أن يكون كذلك؛ لكن إذا استخدمته لتحفيز النفس على الإنتاج، فتستطيع التغلب على الإحساس بالملل بسهولة أكبر.

حينما تُحِسُّ بالملل في المرة القادمة، استثمر هذه الطاقة الإيجابية في تنفيذ المهمات التي كان يجب عليك أن تنفذها لكنَّ مشاغلك الكثيرة منعتك من ذلك؛ حيث يُعَدُّ هذا أيضاً وقتاً رائعاً لإعادة ترتيب قائمة المهمات، وإليك عدد من الأفكار:

  • ممارسة بعض التمرينات الرياضية.
  • قراءة الكتب.
  • تعلم مهارات جديدة.
  • التواصل مع الأصدقاء.
  • ممارسة أنشطة إبداعية كالرسم، والتلوين، والنحت، والكتابة.
  • تنظيف المنزل.
  • غسيل السيارة.
  • إصلاح المنزل.
  • إعادة ترتيب الأثاث.
  • كتابة قائمة تسوق.
  • سقاية النباتات.
  • اصطحاب الحيوان الأليف للتنزه.
  • ترتيب رسائل البريد العادي أو الإلكتروني.
  • الترتيب (تنظيف الخزائن).

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحفيز النفس وتشجيعها على اتّخاذ خطوات جريئة

3. الاستمتاع بالملل:

إذا لم يفلح أي حلٍّ من الحلول المذكورة أعلاه، فحاول اتباع نهج مختلف، ولا تستسلم للملل، واختر عوضاً عن ذلك الاستمتاع به؛ إذ لا يعني هذا أن تضيع وقتك في الملل، بل أن تتعامل معه كوقت للاسترخاء واستعادة الطاقة؛ وهما أمران يساعدانك في تعزيز الإنتاجية حينما تعود إلى العمل في المرة القادمة.

على خلاف الاعتقاد الشائع، نحن لسنا بحاجة إلى العمل باستمرار حتى نكون منتجين؛ وفي الواقع، أظهرت الأبحاث أنَّ الناس يكونون أكثر إنتاجية حينما ينالون أقساطاً من الراحة يستعيدون فيها طاقاتهم، حيث يساعد نَيل قسط من الراحة بين الفينة والأخرى في تحسين الأداء، ويمكنه أن يعزز إحساسك بالحماسة؛ لذا خصص بعض الوقت للاسترخاء، فربَّما يعجبك ذلك.

قد يكون تعلُّم التغلب على الإحساس بالملل صعباً في البداية، لكنَّه يمكن أن يكون أسهل إذا استخدمت بعض التقنيات، ويمكنك أن تبدأ باستراتيجية الخطوات الثلاث التي ذكرناها لقهر الإحساس بالملل، وأن تكون هذه الخطوات نقطة الانطلاق؛ لذا هيِّئ عقلك، واستثمر هذه النصائح، وستقهر الإحساس بالملل بلمح البصر.

المصدر




مقالات مرتبطة