3 طرق لكسر الروتين وتغيير حياتك للأفضل

في أحد أعياد ميلادي، بحثت في محرك البحث "غوغل" (Google) عن "كيف تغير حياتك عندما تكون منهكاً؟"، حينها كنت أشعر بأنَّني عالق في دوامة انشغال أُسابق فيها الوقت كل يوم دون أن أحرز أي تقدُّم يُذكر، وأنَّ الوقت حان للعثور على طريقة أفضل لأعيش حياتي؛ إذ كنت أشعر بالاكتئاب بسبب هذا الروتين المرهق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "مارك شيرنوف" (Marc Chernoff)، يُحدِّثنا فيه عن 3 طرائق لتغيير حياتك عندما تكون منهكاً.

لقد كنت أعمل أكثر من 60 ساعة في الأسبوع، وأواجه الفشل في بعض المشاريع، وأتعامل مع خسارة شخصين عزيزين عليَّ توفيا في الفترة الأخيرة، وبدا لي أنَّ التوتر ووتيرة الحياة فرضا عليَّ أن أكون مشغولاً من شروق الشمس حتى غروبها كل يوم، دون أن يتركا لي الوقت للتأمل في نفسي أو ممارسة اليقظة الذهنية، وكنت أعرف في أعماقي أنَّه لم يكن من الممكن لي الاستمرار في هذه الحلقة المفرغة على الأمد الطويل.

في أثناء تصفُّح نتائج البحث، انبهرت بالكم الهائل من الكتب والمقالات والاقتباسات المكتوبة خصيصاً لتحفيز الشخص على اتخاذ إجراءات إيجابية، وإجراء تغييرات إيجابية على حياته، مثل التي تشجع على التركيز على اللحظة الراهنة والانطلاق في الحياة والتخلي عن أعباء الماضي، لكن لم أجد أنَّ أياً منها مناسب لي تماماً، إذ إنَّني كنت أبحث عن إرشادات أكثر تحديداً.

التأمل الذاتي:

واصلتُ القراءة والبحث عن مجموعة جديدة من الإرشادات التي يمكنني اتباعها، ثم أدركت فجأة أنَّ خسائري والصعوبات الشخصية التي واجهتها، دفعتني إلى تجنُّب مشكلاتي، فكنت أشغل نفسي جداً، لكنَّني لم أتوقف مطلقاً للتفكير ومعرفة سبب قيامي بما أفعله بالضبط.

دفعتني حاجتي إلى إعالة أسرتي وتخفيف الألم الذي عانيته بسبب الفشل والخسارة إلى فعل ذلك، واستخدمت أنا بدوري تلك الظروف بوصفها أعذاراً لعدم تحديد أولوياتي، ومن ثمَّ وجدت نفسي في دوامة الانشغال غير المُجدي الذي كان يستنزف قواي شيئاً فشيئاً، وأدركت أنَّه لأمضي قدماً في حياتي، يجب عليَّ أولاً أن أتريَّث قليلاً وأمنح نفسي الوقت والمجال للتفكير.

عندما فعلت ذلك، بدأت أفكر في الصيف بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، وعادت بي أفكاري عبر الزمن إلى تلك الأيام عندما شعرت أنَّ الاحتمالات تنتظرني في كل مكان، حينها كنت قد حصلت على قبول في جامعة رائعة، كنت شاباً وطموحاً مستعداً لتحقيق أحلامي، لكنَّ تذكُّر هذا لم يُشعِرني بتحسن؛ بل إنَّ محاولة النظر إلى العالم من وجهة النظر الشابة تلك بعد أكثر من عقد من الزمان زادت من قلقي.

النصيحة التي احتجت إليها:

بدا لي عالم الاحتمالات مخيفاً، وربما كان السبب في ذلك دروس الحياة أو الخسائر التي تكبدتها والألم والفشل؛ لذا أردت أن أكون شغوفاً ومنتجاً مجدداً، لكنَّني لم أعرف كيف، حتى قدمت لي أمي الحكيمة بعض النصائح الجيدة، وأخبرتني أنَّها ما تزال ترى الشاب الإيجابي والحساس في داخلي، لكن يجب عليَّ البحث والتأمل في نفسي لإعادة الاتصال بهذا الجانب.

في أثناء محاولتي اتباع نصيحة والدتي، تذكَّرت أنَّه كان لدي اقتباسان على جدار غرفة نومي عندما كنت طفلاً:

  1. "اقبل الواقع وتخلَّ عن الماضي وثِق بالطريق التي أنت عليها الآن".
  2. "لا تخشَ من السير وحدك على الطريق الأقل ازدحاماً، ولا تخشَ من أن تحب كل دقيقة تقضيها عليه".

لذلك، كتبت الاقتباسين مرة أخرى تماماً كما أتذكرهما، وعلقتهما على جدار غرفة نومي مجدداً، وكانا أول ما رأيته في الصباح لعدة سنوات بعد ذلك، وقد ساعداني على الحفاظ على تركيزي، كما أنَّني اتخذت خطوات صغيرة يوماً بعد يوم، حتى تأكدت أنَّني وأخيراً أتحرك في الاتجاه الصحيح في حياتي مرة أخرى.

شاهد بالفديو: 10 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية

بالنسبة إلى أي شخص آخر يشعر بالإرهاق ولا يعلم كيف يأخذ الخطوة التالية إلى الأمام، إليك 3 طرائق لتغيير حياتك عندما تكون منهكاً؛ إنَّها دروس بسيطة وقابلة للتنفيذ ساعدتني لأتقدم عندما قررت أنَّ الوقت قد حان للتغيير، وربما قد تساعدك أيضاً:

1. استخدام التذكيرات المرئية للحفاظ على تركيزك وضمان أنَّك تسير على المسار الصحيح:

يمكنك تعليق اقتباسات على حائط غرفة نومك، أو العثور على فنجان قهوة يحمل رسالة تحفيزية، لكن يمكنك أيضاً فعل أكثر من ذلك.

إنَّ الأمور الجيدة لا تحصل بسهولة، وعندما تصبح الأمور صعبة، غالباً ما نختار الطريق السهل مع أنَّه الطريق الخطأ، ولمكافحة هذا، أنشر حولي تذكيرات ملموسة تعطيني القوة لتجنُّب هذا الطريق؛ على سبيل المثال، خلفية سطح الحاسوب المحمول لدي هي صورة لعائلتي؛ وذلك لأنَّني أحب النظر إليهم، ولأنَّه عندما يصبح الوضع صعباً، تُذكِّرني الصور بالأشخاص الذين أعمل لأجلهم.

لست الوحيد الذي يستخدم هذه الاستراتيجية؛ فيوجد صديق لي سدَّد ما يقرب من 100 ألف دولار من الديون في السنوات الخمس الماضية، ولديه نسخة من رصيد بطاقته الائتمانية يحتفظ بها على مكتبه، هي بمنزلة تذكير دائم بالديون التي ما يزال يريد سدادها، وصديقة أخرى تحتفظ بصورة لها عندما كان وزنها 70 كيلوغراماً بوصفها تذكيراً بالشخص الذي لا تريده أن تكون عليه مرة أخرى.

فكر في اللحظات التي من المرجح أن تستسلم فيها للمغريات التي تنهكك في النهاية وتبعدك عن الأشياء الأهم بالنسبة إليك، ثم استخدم التذكيرات المرئية لمواجهتها وإعادة حشد الزخم والعزيمة التي تبقيك على المسار الصحيح.

إذ إنَّ هدفك النهائي هو أن تعيش حياة لا تُشتِّتك فيها تلك المغريات التي يضيِّع الناس حياتهم عليها، وهذا يفسح المجال لما هو هام، ليس حياة من الانشغال المستمر والمغريات ومقاومة تلك المغريات؛ بل حياة من التأمل الواعي والإبداع والتواصل مع الأشخاص والنشاطات التي تهم.

إقرأ أيضاً: 61 قولاً محفزاً ومثيراً للإلهام لتعيش أفضل حياة

2. عدم انتظار الإلهام:

حتى مع وجود مجموعة من التذكيرات المرئية والتركيز جيداً، سينهكك الروتين في بعض الأحيان، وقد يتعب جسدك في نهاية المطاف، وتستلقي مستيقظاً في بعض الليالي تفكر في الأمور التي تندم عليها، وقد تفتقد شغفك فترى العالم من حولك مليئاً بالسلبية، هذه هي الحياة، ولا شك في أنَّها صعبة في بعض الأحيان.

لكن يوجد إجراء واحد ينجح في كل مرة للتغلب على هذه الحالة، وهو أن تعمل بشغف على المهمة الصغيرة التي بين يديك، هذا هو الجهد الإيجابي الوحيد الذي لا يستطيع ذهنك المتعب أن يستهلكه أبداً، أو ينفر منه أو يتألم بسببه أو يخشاه أو يشكك فيه أو يندم عليه.

ولا داعي للانتظار، لست مضطراً إلى البحث أو العثور على الشغف في مكان ما خارج نفسك، يمكنك ببساطة إضفاء الشغف على الشيء الذي ستفعله اليوم، بحيث تعمل عليه بإخلاص، ويُعَدُّ قول ذلك أسهل من فعله؛ لذلك ضع في حسبانك هذه الأسئلة:

  • متى كانت آخر مرة أجريت محادثة مع شخص تحبه، دون أي عوامل تشتيت للانتباه وبتركيز كامل؟
  • متى كانت آخر مرة مارست فيها الرياضة وبذلت كامل جهدك؟
  • متى كانت آخر مرة حاولت فيها أن تبذل قصارى جهدك؟

كن صادقاً مع نفسك، وإذا كنت ما تزال تنتظر العثور على شيء تكون متحمساً له، فما عليك فعله هو العكس تماماً، اعمل بشغف على المهمة الصغيرة التي بين يديك.

أنا متأكد من أنَّ لديك الكثير من الأمور في حياتك الآن التي تستحق العيش من أجلها، لديك أشخاص والكثير من الأشياء الصغيرة التي تستخف بها، ولديك مخزون من الإمكانات بداخلك التي تنتظر أن تستثمرها؛ لذا توقَّف عن الانتظار، فلا توجد فرصة ثانية، فقط الفرصة التي لديك في هذه اللحظة؛ لذا ابذل كل ما في وسعك لاغتنامها.

إقرأ أيضاً: 3 طرق تستمدُّ الإلهام منها

3. السماح للأمور التي لا يمكنك التحكم بها أن تجري على طبيعتها:

"إذا كنت تريد التحكم بحيواناتك، فانقلها إلى مرعى أكبر"، هذا اقتباس سمعته في مناقشة جماعية، تركِّز على قوة تغيير طريقة تفكيرك في الأشياء التي لا يمكنك تغييرها أو لا تحتاج إلى تغييرها.

أنا أرى "الحيوانات" و"مرعاها الأكبر" شكلاً من أشكال التخلي والسماح للأشياء أن تكون على ما هي عليه، فبدلاً من محاولة التحكم بشيء ما، أرخِ قبضتك وأعطه مساحة أكبر، ومرعى أكبر، هكذا ستكون الحيوانات أسعد؛ وذلك لأنَّها ستتمكن من التحرك بحرية أكبر، وستلبِّي احتياجاتك أيضاً؛ وذلك لأنَّه سيكون لديك مجال أكبر لتتقبَّل الحيوانات على ما هي عليه.

وتنطبق نفس هذه الفلسفة على العديد من جوانب الحياة، فالسماح بحدوث أشياء معينة يعني أنَّ هذه الأشياء ستحل نفسها بنفسها، وستلبِّي احتياجاتك، وبدورك ستشعر بضغط أقل وسيكون لديك مهام أقل، ووقت وطاقة أكثر للعمل على الأشياء الهامة، التي يمكنك التحكم بها، مثل أولوياتك ورعاية نفسك وسلوكك تجاه كل شيء.

في الختام:

عندما تمضي قدماً، يجب أن تضع في حسبانك أنَّ أحد أعظم أسرار السلام والسعادة هو ترك معظم الأمور على ما هي عليه، بدلاً من محاولة تغييرها لما تظن أنَّه ينبغي أن تكون عليه، ثم الاستفادة منها.

المصدر




مقالات مرتبطة