3 طرق سهلة لتبقى متحفِّزاً حتى في حالات الفشل

هل سبق لك أن استيقظت في الصباح وأنت تفكِّر، ما هو الهدف من حياتي، وما الذي يدفعني للاستيقاظ كل يوم؟ لماذا يجب أن أستمر في العمل حتى عندما لا ينجح أي شيء؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "باتريك ماكالا" (Patrik Macala)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في كيفية حفاظه على الحافز والدافع حتى في حالات الفشل.

أنت لست وحدك من ينتابه هذا الشعور، فمن وقت لآخر، يعاني كلُّ واحدٍ منَّا من هذه الحالة، وأعلم من واقع تجربتي الخاصة، مقدار صعوبة الاستمرار في العمل وبذل الجهد عندما لا ترى أي نتائج ملموسة.

فيمكنك الاستمرار في العمل حتى تفقد دوافعك كلياً؛ لذا ستكتشف في هذا المقال ثلاث طرائق سهلة تبقيك متحفِّزاً حتى عندما لا تنجح أي خطوة تُقدم عليها أو أي عمل تقوم به، وهذه الطرائق هي:

1. تحديد الأهداف:

تفتقر غالباً إلى الدافع الذي يبقيك متحفِّزاً ومفعماً بالنشاط عندما لا تمتلك هدفاً واضحاً تسعى من أجل تحقيقه، أو أنَّ الأهداف ليست محفزة بدرجة كافية، فمن ليس لديه هدف، يفقد بوصلته ويجهل الوجهة التي عليه اتباعها.

فعندما لا يكون لديك وجهة محددة تذهب إليها، سينتهي بك الأمر في مكان لم ترغب في الوصول إليه؛ لذلك أوصيك بتحديد "أهداف ذكية" (smart goals)، والتي تكون محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وواقعية ومحددة زمنياً.

احرص عندما تحدِّد أهدافك أن تبدأ دائماً بهدف كبير، هدف يكاد يرعبك، لأنَّ هذا النوع من الأهداف فقط هو الذي يمكن أن يحفِّزك حقاً في الأوقات الصعبة.

فعلى سبيل المثال، إذا كان هدفك الكبير هو أن تكون قادراً على الركض لمسافة 10 أميال، لن تستطيع التدرُّب عندما تكون متعباً أو تفتقر إلى الحافز، لكن إذا كان هدفك الكبير هو أن تكون قادراً على المشاركة في سباق المسافات الطويلة خلال عام واحد، فهذا مختلف تماماً، فعندها سترغب في التدريب للوصول إلى هدفك الجديد، وستكون متحمِّساً في كل مرة تفكِّر فيها في كيفية إنهاء السباق الأول بعد بضعة أشهر.

لذا، قسِّم هدفك الكبير بعد تحديده إلى أهدافٍ أصغر يسهل تحقيقها؛ إذ سيمنعك هذا الإجراء من الشعور بالإرهاق والإحباط ونقص الحافز مرة أخرى.

تحديد هدف غير أناني:

يرغب الناس في بذل مزيد من الجهد من أجل الآخرين أكثر من أنفسهم، لذا حدِّد هدفاً من أجل شخص آخر، فالعدَّاء الذي يقول: "سأفوز بهذا السباق من أجل أمي" لديه فرصة أعلى بكثير للفوز من العدَّاء الذي يقول: "سأفوز بهذا من أجل الحصول على الكأس والمال"، بالطبع، عندما تكون مهاراتهم متساوية.

فلا تنسَ في أثناء عملية تحديد الهدف إضافة هدف واحد غير أناني على الأقل؛ لذلك في المرة القادمة التي سوف تتعب فيها أو تفتر عزيمتك على الاستمرار في هدفك، أو تفكِّر في الاستسلام، تذكَّر هدفك السامي الأول وقل: سأفعل ذلك لأنَّني أريد توفير حياة أفضل لعائلتي، أو أريد أن يذهب أطفالي إلى مدرسة أفضل، وعندها فقط تخيَّل قوة الدافع ودرجة الحماسة التي ستشعر بها.

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

2. الشعور بالامتنان:

كثيرٌ من الناس لا يعرفون هذه النعمة، لكنَّ الامتنان هو أقوى أداة للبقاء متحفِّزاً بصرف النظر عمَّا يحدث؛ إذ يساعدك الامتنان على تغيير مزاجك الحالي في بضع ثوانٍ من السلبي إلى الإيجابي ويكسبك دوافع كبيرة، وتوجد مقولة رائعة للكاتب الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins): "لا يمكنك أن تكون غاضباً وممتناً في نفس الوقت".

فأنا أفهم جيداً تلك المرات التي تعود فيها إلى المنزل من العمل متعباً لأنَّ مديرك كان ينهال عليك بطلباته طوال اليوم، أو ربما كان زملاؤك يثرثرون عنك، وكل ما تريد فعله هو مجرد الاستلقاء أمام التلفاز دون القيام بأي نشاط آخر، متناسياً شريك حياتك، ومشروعك الذي من شأنه أن يساعد عائلتك على عيش حياة أفضل (هدفك غير الأناني)، وتركِّز فقط على المشكلات التي تواجهك؛ لكن توجد طريقة رائعة للتغلب على هذا الشعور في بضع ثوان، وهي أن تكون ممتناً.

كن مُمتناً لامتلاكك منزلاً في المقام الأول، ولوجود عائلة كبيرة تهتم لأمرك، ولحصولك على وظيفة، وتذكَّر ذلك دائماً، وبعد أن تفكِّر وتتذكَّر كم لديك من نِعم يتمنَّاها كثير من الناس في جميع أنحاء العالم ويحلمون بامتلاكها، سوف تتغيَّر على الفور حالتك السلبية إلى حالة إيجابية وتزيد دوافعك.

إنَّني أفضِّل أن أمارس شعور الامتنان مباشرةً بعد أن أستيقظ، وبفضل ذلك لم أعد أواجه أي صباحات رهيبة أنهض فيها من السرير غاضباً وفاقداً القدرة على التحدث مع أي شخص، بل أصبحت سعيداً ومتحفِّزاً لأعيش يوماً آخر مميز في حياتي.

لذلك، في كل مرة تشعر فيها بالغضب والإحباط والتعب والخوف وما إلى ذلك، فقط تذكَّر ما لديك واشعر بالامتنان.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

3. التخطيط ليومك:

يفقد الناس حافزهم في كثير من الحالات عندما يعانون من الارتباك بسبب كثرة المهام الملقاة على عاتقهم، كأن تأتي إلى العمل وتجد خمس ملاحظات على مكتبك كلها عاجلة.

كما يحدث ذلك أيضاً عندما لا تعرف ما يفترض بك أن تفعله أولاً، أو عندما لا يكون لديك نظام لتنفيذ مهامك، أو أنَّك تترك حياتك تمرُّ بعشوائية، وهذا سيؤدي فقط إلى نتائج عشوائية غير مرغوبة.

يُقال: "الفوضى الخارجية تؤدي إلى فوضى داخلية"، لكن الحل لذلك سهل جداً، ويكمن في جدولة يومك، والتخطيط له بدقة، ومعرفة ما الذي ستركز عليه في الصباح، وبعد الظهر، وهكذا حتى نهاية اليوم، فمن خلال جدولة يومك، لن تشعر بالإرهاق بعد الآن، والذي يؤدي دائماً إلى فقدان دافعك واختيار التسويف والكسل.

إليك فيما يأتي بعض النصائح المتعلقة بجدولة يومك:

  1. أنشئ روتيناً صباحياً فعالاً؛ إذ تحدد الساعة الأولى من يومك كيفية سير بقية اليوم.
  2. حدِّد أهم مهمة بالنسبة إليك وامنحها الأولوية، إذا كان لديك أكبر قدر من الإرادة والطاقة للقيام بذلك.
  3. ابتعد عن تعدد المهام، وخصِّص وقتاً لكل نشاط وركز عليه بنسبة 100%.
إقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تخطط ليومك؟ وكيف تقوم بذلك؟

في الختام:

يشعر كل شخص من وقت لآخر بالسوء ويفتقر إلى الحافز، ولهذا من الهامِّ جداً معرفة كيفية تغيير هذا الوضع؛ فقد قدمنا لك في هذا المقال كيفية تحديد الأهداف التي تحفزك، وكيف تغيِّر حالتك في بضع ثوانٍ باستخدام أسلوب واحد، وهو الامتنان، وأخيراً كيف تحدِّد جدولاً ليومك حتى لا ترهق نفسك وتفتقر إلى الحافز مرة أخرى؛ لذا اتبع هذه القواعد الثلاث ولن تفتقر إلى الحافز، وحتى عندما يحدث ذلك، فستعرف بالضبط كيفية التغلب عليه.

المصدر




مقالات مرتبطة