3 تعديلات في لغة جسدك يمكنها تغيير حياتك

يُقال إنَّ أجسادنا لا تكذب أبداً، ويمكنك فهم ذلك من خلال كتم الصوت حين تشاهد فيلماً في المرة القادمة؛ إذ ستجد عندها أنَّ المحفز الوحيد هو حركة الممثلين، وستلاحظ كيف ستركِّز عيناك بصورة طبيعية على حركة أجسادهم ووضعياتهم، وستكتشف أنَّ قصة الفيلم والمشاعر التي أحسست بها، على الدرجة نفسها من الإقناع فيما لو وُجد الصوت.



تملك لغة الجسد تأثيراً هاماً؛ إذ تؤثِّر في نظرة الآخرين إليك، والأكثر أهميةً أنَّها تؤثر في نظرتك إلى نفسك، وهذا صحيح؛ إذ تؤثر طريقة كلام وتصرُّف كل منَّا في نظرة الشخص وتقديره لنفسه، ويمكن لمن يستخدم لغة الجسد ويطبقها في حياته الخاصة أن يشهد على ذلك.

تكون التغيُّرات الداخلية التي ستلاحظها في البداية بعد تعديل لغة جسدك طفيفةً للغاية، لكن بعد تدريب جسدك باستمرار وتوجيهه نحو التصرُّف بهذه الطريقة، ستبدأ ملاحظة تأثيراتها فيك؛ إذ تبدأ بالشعور بأنَّك أكثر قوة وثقةً، وتزداد نظرتك التفاؤلية تجاه العالم، حين تستخدم لغة جسدٍ قوية وواثقة، وهو ما لا يجب إغفاله والتغاضي عنه، وتتوضع هذه القوة والقدرة على تغيير لغة الجسد في داخل كلٍّ منا، وما من داعٍ لإضاعتها والتفريط بها.

سنعرض فيما يأتي ثلاثة تعديلات على لغة الجسد يمكنها تغيير حياتنا سواء أكانت الغاية منها رفع مستوى طاقتنا أم تعزيز الثقة بالنفس أم تبنِّي معتقدات جديدة:

1. وضعية المحافظة على استقامة الظهر:

يمكن القول إنَّ الظهر هو العضو الأكثر أهمية لسلامة بنية الجسم؛ إذ يؤمِّن الدعم للرقبة والرأس والكتفين، كما يؤمِّن الهيكل الذي ترتكز عليه عضلات الجذع العلوي جميعها؛ لذلك، وبسبب معاناة معظمنا من اتخاذ وضعيات خاطئة للجسم، ينبغي لك المحافظة على وضعية رأسك على استقامة واحدة مع الرقبة، والتي ينبغي أن تنساب بسلاسة مع المنحنى الطبيعي للظهر ذي الشكل "S".

ينبغي لك أيضاً الحرص على توسيع قفصك الصدري بدرجة جيدة، مع تثبيت صدرك إلى الأمام وإراحة كتفيك بوضعيتهما الخلفية الطبيعية، وعندما تنظر إلى نفسك في المرآة بعد تجربة هذه الوضعية المعدلة، ستلاحظ الاختلاف الذي سيلاحظه الآخرون أيضاً؛ إذ تمنحك الوضعية القوية الاحترام في نظر الآخرين، وتشعرك بالتحول الذي يحدث في داخلك تحت تأثير قوة سلوكك المنضبط الجديد.

2. وضعية المرأة الخارقة:

تتمثل وضعية المرأة الخارقة بالوضعية التقليدية للأبطال الخارقين مع وضع اليدين على الوركين، إضافة إلى وجوب المحافظة على وضعية الظهر السابقة في أثناء تطبيق هذه الوضعية، ولا ينبغي تطبيق هذه الوضعية كلما طبقت وضعية جسد جيدة، لكن يمكن القيام بها في أيِّ مكان حيثما تكون واقفاً أو تتحرك ببطء.

تعكس هذه الوضعية ثقتك الداخلية، وستتمكن من الشعور بتلك الثقة بنفسك عند تطبيق هذه الوضعية المنفتحة على نحو مستمر وكافٍ، كما تعبِّر هذه الوضعية لا شعورياً عن عدم شعورك بالخوف على الإطلاق، واستعدادك للقيام بأيِّ شيء، ولذلك تُدعى وضعية الأبطال الخارقين.

شاهد: 14 أمراً لتحسين مهارات لغة الجسد لديك

3. وضعية تقبُّل الحياة:

تتطلب هذه الوضعية إرجاع الظهر إلى الخلف، مع رفع اليدين باتجاه السماء وأخذ نفس عميق عدة مرات، وتُعد هذه الوضعية قوية وعظيمة للغاية، فضلاً عن كونها الأكثر انفتاحاً بين جميع وضعيات لغة الجسد، وأضف إلى ذلك أنَّ فاعليتها في تحرير الطاقة العاطفية أو المادية لا مثيل لها.

يُعد التنفس هاماً للغاية لتطبيق هذه الوضعية؛ وذلك لأنَّه يؤدي إلى إكمال عملية تحرير وإطلاق الطاقة، فتشعر كما لو أنَّك تحرِّر رغباتك جميعها إلى الكون الخارجي.

يمكنك تطبيق هذه الوضعية في كثير من الأحيان في أثناء المشي، وبدرجة أقل في أثناء الوقوف بلا حراك، ويمكنك تنفيذها بجوار العديد من الناس من حولك إن أردت أن تزيد من حريتك الاجتماعية وهيمنتك واتِّزانك، ممَّا سيؤدي إلى تطور ثقتك بنفسك بصورة هائلة.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم لغة جسدك لإقناع الآخرين والتأثير بهم؟

في الختام:

عليك أن تبدأ بتنفيذ هذه الوضعيات في حياتك اليومية، وكلَّما طبقتها أكثر مهما كانت حالتك المزاجية، زاد إحساسك بالتغيرات الدائمة التي تحدث في عقلك وجسدك ونظرتك إلى الحياة؛ إذ يكمن جزءٌ كبير من قوَّتنا الداخلية كبشرٍ داخل أجسادنا، وبالتالي إن تمكَّنا من الاستفادة من مصدر القوة هذا واستخدامه في حياتنا اليومية وتحويله إلى نمط روتيني فيها، فسرعان ما ستتحطم الحدود التي بنينا على أساسها أيَّ معتقدات سابقة لدينا.

المصدر




مقالات مرتبطة