3 أسباب خفية تؤثر على طريقة تحفيزك لنفسك

هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إريكسون آي ماير" (Ericson Ay Mires)، ويُخبرنا فيه عن بعض الأسباب الخفية التي تؤثر في كيفية تحفيز نفسه.



تخيَّل أن يكون دافعك هو شخصٌ ما، ولكي يحفِّزك ويقدِّم لك الدعم يهمس لك ببعض عبارات التشجيع التي يظنُّ أنَّها ستجعلك أكثر نشاطاً وإنتاجاً، مثل:

  • "يمكنك أن تفعل ذلك".
  • "حسناً فعلت".
  • "ثابر على عملك".

تُعدُّ هذه عبارات نموذجية تفكِّر فيها وتستخدمها عندما يتعلَّق الأمر بتحفيز نفسك، لكن عليك أن تتساءل هل أي من تلك العبارات "الإيجابية" تُجدي نفعاً؟

تجربة شخصية:

لقد مرَّ على عملي في مجال تحسين الذات أكثر من 14 عاماً، وقد جرَّبتها كلها؛ ولكي أكون صادقاً لم تساعدني الإيجابية كثيراً، فبعيداً عن الشعور المؤقت الذي كانت تمنحني إيَّاه بأنَّني أفعل شيئاً مفيداً، نادراً ما كنت أحافظ على حافزي لأكثر من بضع دقائق، وبعد ذلك، يتلاشى ذلك الشعور وأعود إلى نقطة البداية، وإذا كنت محظوظاً، أكتسب الزخم الكافي الذي يعينني على إنجاز مهمتي، لكن في كثير من الأحيان، تتلاشى الإيجابية وتكون قوة الإرادة والانضباط هما ما يدفعاني إلى الأمام؛ ولكنَّ الجميع يعرف صعوبة الاعتماد على هاتين السمتين.

هل من المنطقي الاستمرار في مثل هذه الاستراتيجية "التحفيزية"؟ إنَّه تكتيك شائع ومرغوب، ويجب عليك أن تستمرَّ في تطبيقه حتى ينجح، أليس كذلك؟ لكنَّني لا أعتقد ذلك؛ فبصرف النظر عن مدى شعبية شيء ما، أو إلى أي مدى "تريد" لفكرة أن تنجح، إذا لم يعزِّز التكتيك التحفيزي أيَّاً من أهدافك، فثمَّة شيء واحد فقط يمكن فعله به، وهو التخلِّي عنه.

أعلم أنَّ هذا يتعارض مع ما يقوله معظم الأشخاص عبر الإنترنت، لكن إذا لم ينجح الأمر معك، فلا مانع من المحاولة، وفيما يأتي أفكار تحفيزية بعيدة قليلاً عن المسار المطروق، وربما لن يحبها الكثيرون أو يتفقون معها، لكن لأنَّك وصلت إلى هذا الحد، فأنا أظنُّ أنَّها مثالية بالنسبة إليك:

إقرأ أيضاً: 12 أمراً يجب أن تفعله عندما لا تمتلك الدافع للقيام بأي شيء

1. العالم غير عادل ولا يبالي بنجاحك:

لا شكَّ أنَّ تلك حقيقة صعبة القبول أو التصديق؛ لذا اذكر بعض الأشياء التي ترغب في تغييرها في حياتك، وسأبدأ أنا أولاً:

  • أتمنى لو كان لديَّ بنية جسدية أفضل وأقوى.
  • أتمنى لو كنت أملك المزيد من المال.
  • أتمنى لو كنت أكثر جاذبية.

كان سهلاً عليَّ التفكير في هذه الأشياء الثلاثة، ولكنَّ الحقيقة المطلقة بأنَّني "لا أمتلك" هذه الأشياء الآن، وأنَّ الحصول عليها يتطلَّب عملاً ووقتاً وصبراً، فمن الواضح أنَّ الكون (الذي لم يمنحني ثروة أو موهبة لاكتساب هذه الأشياء دون جهد شاق وحظ) ربما لا يهتم كثيراً بي.

من المحتمل أن يعاملك الكون (وكل شخص آخر في الوجود) بنفس الطريقة؛ فمع أنَّ بعض الأشخاص محظوظون وقد ولدوا أثرياء، أو يتمتعون بمظهرٍ جيد، أو قدرة جيدة، فإنَّني كنت أراهن بشدة أنَّ حتى هؤلاء الأشخاص يشعرون بالنقص تجاه شيء واحد على الأقل في الحياة، وأنَّه من الصعب عليهم الحصول عليه أيضاً، فلا يمكن للمال شراء كل شيء، والمظهر لا يجذب كل شخص، والموهبة لا تضمن النجاح.

2. الضرورة تحكم العالم (ليس الحب أو السعادة أو حتى الجشع):

الناس على استعداد لفعل شيء ما في الحياة فقط إذا كان عليهم القيام به؛ لذلك إذا كانت حياة الشخص على المحك، أو إذا كان مصدر رزقه معرضاً للخطر (بمعنى دخله، أو حياته الاجتماعية، أو أسلوب حياته) عندها فقط سوف "يجد" الدافع للعمل.

يمكن لأي شخص أن يتصرف بدافع الحب؛ لأنَّه يخشى ألَّا يبقى في حياته من يعبِّر له عن حبه، ويمكن لأي شخص أن يعمل لتحقيق السعادة، لأنَّه يخشى أن يكون غير سعيد في المقام الأول، ويمكن لأي شخص أن يعمل لإرضاء الجشع المالي؛ لأنَّه يخشى عدم امتلاكه للمال في المقام الأول (أو حتى خوفه من انتقاص الآخرين له بسبب نقص المال).

الآن وقبل اعتراضك على ما سبق، ربما ترغب في قراءة وجهة النظر الآتية أيضاً.

شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

3. نادراً ما يكون لدى الناس الدافع للتصرف وفقاً لأهدافهم؛ لأنَّهم يظنُّون أنَّ ما يقومون به يفي بالغرض:

فكِّر في المواقف المتكرِّرة الشائعة في الحياة:

  • يختار شخص مشاهدة منصة "نتفليكس" (Netflix)، بدلاً من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
  • يختار الشخص الوجبات السريعة، بدلاً من الوجبات الخفيفة الصحية.
  • شخص يظل مستيقظاً لوقت متأخر في مشاهدة موقع "يوتيوب" (Youtube)، بدلاً من الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً.

تحدُثُ هذه الأشياء طوال الوقت، لكن ضع في حسبانك أنَّه إذا كان اختيارك لمشاهدة منصة "نتفليكس"، بدلاً من ارتياد صالة الألعاب الرياضية يكلِّفك 100 دولار في كل مرة، فهل تظنُّ أنَّك ستختاره؟ أو إذا أدَّى تناول الوجبات السريعة إلى زيادة وزنك زيادةً واضحةً، فهل ستستمر في تناول تلك الوجبات السريعة بدلاً من الطعام الصحي؟

بالطبع لا، لكنَّ المشكلة هي أنَّ أيَّاً من هذه الأشياء لا تحدث عندما تتخذ قرارات سيئة، ولا توجد تداعيات فورية لهذه الأفعال، والأسوأ من ذلك، أنَّ الميل البشري هو القيام بالشيء الأسهل والأكثر إرضاءً إذا أتيحت له الفرصة؛ لذلك نحن "بالفعل" نميل نحو أسوأ خيار ممكن في المقام الأول.

الآن، بعد مراجعة كل هذه الأفكار، أليس من الغريب أن يصرَّ معظم الناس على استخدام الإيجابية (وطرائق التحفيز الشائعة الأخرى) رغم عدم نجاعتها؟ فبعد كل شيء، إنَّ قول "يمكنني فعل ذلك" لا يعني كثيراً بعد يوم طويل وشاق في العمل ويكون مزاجك في الحضيض، فلن يغيِّر أي قدر من الإيجابية ذلك أبداً.

إقرأ أيضاً: كَيف تُعِيد الزخم إلى حياتك؟ 10 نصائح تضمن لك ذلك

توجد طريقة أقوى بكثير، وهي إيجاد طرائق صغيرة ومقبولة لـ "معاقبة" نفسك على اختيار المهام السيئة بدلاً من المهام الجيدة، تخيَّل أنَّك تخسر نقوداً في كل مرة تشاهد فيها "نتفليكس"، ألن يؤلمك ذلك بما يكفي لإبعادك عن تلك الممارسة؟ دع شريكك أو أحد أفراد أسرتك يفعلون ذلك؛ إذ يمكنك حتى أن تجعلهم يسجلون لك مقطع فيديو عندما تتكاسل، وتحميله على وسائل التواصل الاجتماعي مع اقتباس "يضر" بسمعتك، حتى لو تم ذلك بطريقة غير جادة، فمن يرغب في أن يراه الناس شخصاً كسولاً؟ مجرد التفكير في الأمر له قوة أكبر ممَّا لو كان الناس مهتمين به حقاً.

لكن مع ذلك، ثمَّة تأثير كبير لهذه العقوبات "الصغيرة"، ونظراً لأنَّ الناس يكرهون أخذ الأموال منهم ولا يريدون أن يُحكم عليهم بسبب تصرفات غير نزيهة (مثل أن يُنظر إليهم على أنَّهم كسالى، أو سمات أخرى غير مرغوب فيها)، فسوف تحقق نتائج جيدة جداً في التحفيز والإنتاجية إذا بدأت بتلك الطريقة.

في الختام:

كانت هذه دائماً تجربتي مع هذه الطريقة، والأفضل من ذلك، أنا أكثر إنتاجية وتحفيزاً وقدرة على تحقيق أهدافي بسبب ذلك، ولديَّ شعور أنَّها ستفعل الشيء نفسه بالنسبة إليك أيضاً.




مقالات مرتبطة