3 أسباب خاطئة و4 صحيحة تدفعنا إلى الإقدام على الزواج

تخيف فكرة الزواج من اعتاد العيش عازباً يطير حراً كالعصفور؛ إذ تبقى مسألة الزواج عنده غير مطروحة للنقاش؛ لكن عندما يدخل قفص الزوجية، يَسرُّه شعور الاستقرار والنضج العاطفي، كونه أصبح جزءاً من مؤسسة تضمه طوال العمر.



في الحقيقة، عندما يفكر شخص في الإقدام على الزواج، ينصبُّ جلُّ اهتمامه على إيجاد الشريك المناسب، لكن يشتكي الكثيرون من المقبلين على الزواج من الصعوبات التي تواجهها علاقتهم؛ وربما لا يدركون أنَّ ذلك قد يستدعي إنهاء العلاقة، حيث يؤدي الزواج لأسباب خاطئة إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على الصعيد العاطفي، بل والمالي أيضاً.

إليك قائمتين تحيطان بالأسباب الخاطئة والصحيحة للزواج:

الأسباب الخاطئة للزواج:

ربما تبدو معظم هذه الأسباب الرهيبة للزواج واضحةً وسخيفةً بعض الشيء؛ لكن يصعب على الكثيرين إلقاء نظرة موضوعية على دوافعهم ورؤيتها على حقيقتها؛ ففي بعض الأحيان، تختبئ نواياك الحقيقية في سراديب نفسك المظلمة، فتحتاج إلى مَن ينيرها لك بشعلة حبه ويكتشفها؛ لذا دعنا نساعدك في اكتشاف ذلك:

1. حل مشكلات العلاقة:  

لسبب ما، يعتقد الكثيرون أنَّ الزواج هو الوصفة السحرية لحل جميع المشكلات والنزاعات وسُمِّيَّة العلاقة؛ لكنَّ هذه محض خرافات ستقلب السحر على الساحر.

يعزز التشارك مع شخص في إطار الزواج علاقتكما من جميع الجوانب؛ لذا إنَّ جمعكما الحب والاحترام الصادق لبعضكما بعضاً، يمكن أن يجعل هذا الحب والاحترام ينموا ويتطورا لدى كليكما.

كما ينطبق الشيء نفسه على المشكلات التي تواجهها في علاقتك؛ فإن لم تعرف كيفية التواصل في علاقتكما قبل الزواج، ستزداد مشكلة التواصل سوءاًَ بعده؛ وإن لم تكنَّا الاحترام لبعضكما بعضاً قبل الزواج، فلن تفعلا بعده، وربما يقل أكثر.

يمكن أن تتحسن الأمور إذا كانت جيدة أساساً عندما تتزوج، لكنَّها سوف تزداد سوءاً إذا كانت سيئة بالفعل.

إقرأ أيضاً: أهمية فترة الخطوبة وطرق تقوية العلاقة مع الشريك

2. خشية أن ينتهي بك المطاف وحيداً:

لا أحد يطيق الوِحدة؛ لكن لا يوجد أسوأ من أن تعيش وحيداً، إلَّا أن تقرر الزواج لتكسر تلك العزلة، فتُصدم عندما تتزوج الشخص الخطأ. 

اعلم أنَّ أحداً لن يُسعد بصحبتك، إن لم تستطع أن تُسعَد بنفسك. ربما يبدو لك الأمر كمعضلة، إذ عليك أن تكون سعيداً لتُسعد غيرك، وفي الوقت نفسه أنت تشعر بالتعاسة لأنَّ ليس لديك مَن يمنحك السعادة.

تكمن المشكلة في الطريقة التي تحكم بها على نفسك وتقدِّرها؛ فأنت تقدِّر آراء الآخرين عنك أكثر ممَّا تقدِّر رأيك في نفسك، وربما تعتقد أنَّ قيمتك كشخص محددة بمن معك، لكنَّك لا تعي مدى سلبية ذلك عليك.

عليك في البداية تطوير نفسك لتصبح الشخص الذي تطمح أن تكون عليه، والمحافظة على صحتك، حتى لو تطلَّب الأمر الاستقالة من وظيفتك التي تعيق نموَّك، وأن تكون جدياً في مسيرتك المهنية، وتنظيم أمورك المالية؛ ثم البحث عن شخص يتحمس ليكون بصحبتك، لأنَّك تستحق ذلك بعد النجاح الذي حققته.

3. إثبات أمر ما:

يتزوج الشخص أحياناً ليتخلص من تلميحات الأهل والأقارب عن ضرورة الزواج قبل أن يفوته القطار، أو لأنَّه نشأ في أسرة مفككة، ويريد أن يثبت للجميع أنَّه أفضل من ذويه، أو لأنَّ جميع أصدقائه قد تزوجوا، ولا يريد أن يكون العازب الوحيد بينهم.

يكون الأمر في بعض الأحيان أكثر صعوبةً وتشعباً، فمثلاً قد يعتقد بعض الأشخاص أنَّ الزواج يمنحهم المكانة الاجتماعية؛ لذا يتزوجون معتقِدين أنَّهم سيتجولون بين العامة الذين سيقفون وأَمارات الإعجاب تعلو وجوههم للنصر المجيد الذي حققوه، فيلوحون لهم ويقولون انظروا إلينا كم نحن سعداء!!

أيَّاً كان الأمر، فإنَّ الزواج لإثبات شيء ما لشخص ما -أو لنفسك- هو سبب مريع للقيام بذلك. وفي الحقيقة، لن ينجح الزواج ما لم يرتكز على محبة الزوجين ودعمهما لبعضهما بعضاً، وليس على أي أحد آخر.

لا أحد يهتم لزواجك، فهناك المليارات ممَّن تتزوجوا قبلك، وليس الزواج بالأمر الذي تستحق عليه الثناء والتصفيق، كما أنَّك لن تغيظ أحداً به إلَّا لفترة وجيزة، ثم يصبح الأمر عادياً. 

إن كان الأمر كذلك بالنسبة لك، فأنت عالق في أزمة الزواج ومحتار إن كان عليك الاستمرار فيه أم لا؛ لذا إن كنت تخطط للزواج للأسباب الخاطئة، فغَضَّ النظر عن الموضوع أولاً، ثم اعمل على تحسين مهارات علاقتك، وتعرَّف بالسلوكات الصحية والسامة في العلاقات، وكيفية عمل الاحتياجات العاطفية كي تُحسِن تلبية احتياجاتك واحتياجات الآخرين.

قد يستغرق الأمر الكثير من الوقت، لكنَّه سيوفر عليك الكثير من الألم وربما الطلاق في المستقبل. ومن جهة أخرى، إذا كان بإمكانك إلقاء نظرة صادقة على علاقتك، والقول أنَّ أيَّاً من هذه الأسباب الخاطئة للزواج لا ينطبق على وضعك، فهنيئاً لك.

شاهد بالفيديو: 7 أشياء أتمنى لو أنَّني عرفتُها قبل الزواج

الأمور التي تجب مراعاتها قبل أن تُقدِم على الزواج:

بعد أن عرفت ما هي الأسباب الخاطئة للزواج، عليك الآن تعلُّم الصحيحة. سنقدم فيما يلي بعض أهم جوانب العلاقة التي تبشِّر بالخير من أجل زواج صحي وسعيد.

قد تكون تلك قائمة بأفضل الأسباب، إذ لا يمكن تلخيص هذا القرار الكبير في عدد قليل من الأسئلة وحسب؛ ولكن إذا كانت علاقتك لا تتضمن هذه الأمور بالفعل، سيكون من الصعب جداً إنجاح الزواج على المدى الطويل:

1. معرفة كيفية توظيف الخلافات:

لا تخلو أيَّة علاقة صحية من الخلافات، فالعلاقة الصحية هي التي يتخللها بعض الخلافات الصحية. واعلم أنَّ الشجار أمر متوَّقع حتى في أسعد الزيجات، كما أنَّه مفيد جداً للعلاقة إن عرف الزوجان كيف يوظفانه لتحسين علاقتهما.

يعني هذا أنَّه عندما تنزعجان وتتجادلان مع بعضكما بعضاً، فإنَّكما تحاولان الوصول إلى أساس المشكلة نفسها، ولا تهاجمان أحدكما الآخر.

على سبيل المثال، قد تُجرَح مشاعرك إن صدَّك الشريك وأنت بأمسِّ الحاجة إليه، وبدلاً من اتهامه بالأنانية وعدم الاكتراث لمشاعر الآخرين، حاول فهم سبب تعرضك للأذى في المقام الأول، ومعالجة تلك المسألة معه.

هل تخشى عدم وجود من يقف إلى جانبك في أحلك الظروف؟ وإن كانت تلك هي المسألة، فهل سيتفهمك الشريك؟ وهل هناك مِن طريقة تمكنك من التواصل معه عندما تكون في حاجة إليه حقاً، وهل هو على استعداد لمعالجة المسألة سوياً؟

يسبِّب سوء فهم الاحتياجات العاطفية نشوء الخلافات في العلاقة. ولكن هذا يعني أيضاً أنها فرصةً لكما من أجل معرفة احتياجات كلٍّ منكما، وتعلُّم كيفية تلبية احتياجاتك أنت وشريكك.

عندما يقع الخلاف ويُعالَج من منطلق الاحترام المتبادل لاحتياجات بعضكما بعضاً، هنا تصبح هذه الحجج جزءاً صحياً من العلاقة.

وعندما تتشاجران، من الهام أن تسامحا بعضكما بعضاً ونفسيكما في النهاية، وألَّا تستمرا في استحضار القضايا القديمة العالقة، وبدلاً من ذلك، أقِرَّا عندما يخطئ أحدكما وتقبَّلا الاعتذار، وتحمَّلا مسؤولية أفعالكما وغيِّرا سلوككما. كما عليكما الاعتراف بأخطائكما، ومسامحة نفسيكما بدلاً من جلد الذات المستمر.

لا مفر من الخلافات، لذا عليك التأكد من أنَّك تعرف كيف توظفها قبل الزواج، وإلَّا لن يستمر زواجك، وتعيش في ظل علاقة تعاني فيها من المشكلات باستمرار.

إقرأ أيضاً: الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأسرة والمجتمع

2. مشاركة الشريك بوجهات النظر والنظرة المستقبلية:

اسأل نفسك: "هل تبتغيان الأمور ذاتها في الحياة، وهل تتشاركان نفس القيَم؟، أم أنَّ قرارات الحياة المصيرية تسبب صداماً؟، هل تتناغم طموحاتكما المهنية وأسلوب حياتيكما - أحدهما أو كلاهما - جيداً؟

في حال اختلفت رغباتكما وطموحاتكما، فهل تستطيعان التوصل إلى أرضية مشتركة؟ قد يساوم أحدكما على حساب أحلامه أو حياته المهنية أو شغفه؛ لكنَّه سيحتقن داخلياً بالاستياء والندم، وبالنتيجة لا يكون أحد راضياً، فيكون مصير العلاقة الفشل المحتوم.

وإذا اضطر أحدكما أو كلاكما إلى قمع أو تغيير قيَمه بشكل أو بآخر، فستعرِّضان زواجكما للانهيار، إضافةً إلى الصدام حول مسائل مثل تربية الأطفال والمعتقدات والإدارة المالية، وما إلى ذلك.

لا أحد يرغب في مواجهة مثل هذه الخلافات؛ لكن إن لم تُحل المشكلات العالقة في أوانها فستتفاقم مع الزمن، وكلَّما كانت المشكلة أكبر، كان من الصعب تجاهلها لفترة طويلة.

3. بناء العلاقة على صداقة متينة:

تتراجع الرومانسية في أيَّة علاقة طويلة الأمد، وتقل الرغبة في الشريك، وتتغير كثير من الأمور في الحياة؛ لذا من الأفضل أن ترتبط بشخص يمكنك الاعتماد عليه عندما تتغير الظروف. يجب أن ترتبط بشخصٍ ليس مجرد شريك رومانسي مثالي لك، بل صديق أيضاً.

تتمثل الصداقة الجيدة بقبول بعضكما بعضاً دون شروط وتقبُّل العيوب. قد تنزعج من الشريك في بعض النواحي وتغضب منه أحياناً، ولكن في نهاية المطاف، ستكونان موجودَين لمساندة بعضكما بعضاً.

يجب ألَّا تسأما من صحبة بعضكما بعضاً؛ لكن عندما يحتاج أحدكما إلى متنفَّس، يجب ألَّا يأخذ الآخر الأمر على محمل شخصي، وأن يمنحه مساحةً من الحرية.

كما يجب عليكما أن تفكرا بمصلحتكما المشتركة وتبتعدا عن الأنانية، وذلك انطلاقاً من القيَم المشتركة التي تتجلى كصداقة قوية ومُحبَّة. عليكما بالطبع إدراك واحترام استقلالية بعضكما بعضاً؛ لكن اعملا كفريق واحد لتحقيق الأهداف نفسها.

أمَّا إن كنت تشعر أنَّ الشريك يمنع استقلاليتك دائماً، فهذا معناه أنَّ قيمكما غير متوائمة، أو تميلان لتجنب بعضكما، وهذا ما يجب معالجته قبل الإقدام على الزواج.

4. النظر إلى الزواج كأمر مثير وليس كالتزام:

أخيراً، يجب ألَّا ترى الزواج على أنَّه شيء أنت مرغَم على القيام به لأيِّ سبب كان.

طبعاً لا نقصد هنا أن يهددك الشريك أن تتزوجه وإلَّا سينفصل عنك - على الرغم من أنَّ هذه علامة خطر -  لكن يجب ألَّا تشعر أيضاً أنَّه يتعين عليك الزواج اقتداءً بالآخرين، أو لأنَّك تشعر أنَّك مدين لشريكك بذلك.

الزواج مؤسسة تحتاج شخصين ليكتمل بناؤها، وهو مشروع أكثر من كونه التزاماً. ومثل أيِّ مشروع يستحق القيام به في الحياة، يمكن أن يكون صعباً في بعض الأحيان، ولكن يجب أن يكون مثيراً أيضاً، فأنت تستحق زواجاً كهذا.

 

المصدر




مقالات مرتبطة