3 خطوات بسيطة لترسيخ المعارف التي تتعلمها

نحن نصطدم يومياً بكميات هائلة من المعلومات الجديدة سواء من مقال إخباري أم قصة أم تجربة، فترانا مرهقين من سيل المعلومات التي يتلقَّاها الدماغ، ويشق على المرء أحياناً تذكر أيٍّ من هذه المعلومات، وربما يجد نفسه غير قادر على تذكُّر النقاط الأساسية وعاجزاً عن المضي في الأمر الذي عزم على تعلمه.



لكن لحسن حظنا، يوجد تمرين بسيط وفعَّال بوسعه مساعدتنا على ترسيخ المعلومات، يستخدمه صفوة المعلمين في المؤسسات التعليمية، ومع ذلك ترانا نهمله في أنشطتنا التعليمية الفردية، هذا التمرين هو التفكُّر.

ما هو التفكُّر؟

يقوم التفكُّر على النظر بالمعلومات الجديدة التي نتلقَّاها وبالكيفية التي تؤثِّر فينا؛ أي هو التفكير بالتفكير؛ إذ تحلِّل أدمغتنا المعلومات الجديدة، وتبدأ بوضعها ضمن مسارات المعلومات المعدَّة مسبقاً.

لفهم المبدأ فهماً مجازياً، تخيَّل وصول قطعة ملابس جديدة إلى المتجر، ستقوم الموظفة بتقييم هذه القطعة ثم تخزينها في الرف المناسب، تقوم أدمغتنا بتخزين المعلومات الجديدة ضمن فئات مشابهة طورتها أدمغتنا من قبل.

يذهب التفكر إلى أبعد من ذلك، فهو لا يساعد على تنظيم المعلومات الجديدة فحسب؛ بل يرينا أين يمكن استخدامها في المستقبل؛ إذ نبدأ ببناء أفكار عن كيفية ارتباط وتأثير هذه المعلومات فينا وأين يمكننا استخدامها؛ أي هو ببساطة عبارة عن اختلاق معنى يؤدي إلى رفع مستويات الطاقة في حياتنا وترسيخ المعلومات.

إقرأ أيضاً: أفضل الطرق للتعلم بفاعلية

كيفية تطبيق مبدأ التفكر لترسيخ واستذكار المعارف:

يمكن تطبيق التفكر بسهولة في الحياة اليومية؛ وذلك من خلال ثلاث خطوات بسيطة:

1. تدوين أفكارك وتصوراتك المتعلقة بالموضوع قيد الدراسة:

كثيراً ما نتعلم فكرة جديدة، ثم ننتقل مباشرةً إلى أخرى ثانية، وهذا طبيعي إذا أخذنا بالحسبان سيل المعلومات المتدفقة يومياً في حياتنا؛ لكنَّ هذا التقدم السريع إلى المعلومة التالية لا يتيح الوقت اللازم للدماغ لاستيعاب ما تعلمه للتو ومعالجته، وبناءً عليه يمكن للتدوين المباشر بعد تلقي المعارف أن يساعد على حفظها وترسيخها.

يعود التشديد على التدوين بعد تلقي المعلومات الجديدة وليس خلاله؛ وذلك لأنَّ الأخيرة لا تعدُّ تفكُّراً، وعلى الرَّغم من أنَّ تدوين الملاحظات يُعدُّ فعَّالاً، إلا أنَّ التفكُّر يجب أن يحدُث بعد التعلم؛ إذ يُتاح للدماغ فرصة إضفاء معنى على المعلومة، كما يمنحك لحظة يقظة ذهنية تساعدك على تحسين إنتاجيتك.

يساعدك تدوين النقاط الرئيسة المختصرة على استبقاء معارفك المكتسبة، ولا يُشترط أن تكون ملاحظاتك مفصَّلة وعميقة؛ بل إنَّ مجرد مناقشة تصوُّرك للمعلومات الجديدة يحرِّض الذاكرة طويلة الأمد في دماغك.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم

2. مناقشة الآخرين فيما تعلَّمته:

يمكن لمناقشة الأفكار الجديدة مع الآخرين أن يعود بالفائدة على حفظ المعلومات وتثبيتها؛ لأنَّ الكتابة قد تبدو جدية ورسمية بالنسبة إلى بعضنا على النقيض من المحادثات العفوية التلقائية التي يمكن أن تتم مع صديق أو زميل عمل في أثناء تناول العشاء مثلاً؛ إذ تقدِّم الأفكار الجديدة مادة رائعة لبناء محادثات يومية بين الناس.

إنَّ ممارسة التفكُّر من خلال المناقشات العفوية تُعدُّ مفيدة؛ وذلك لسببين وجيهين، يفيد الأول في أنَّك تشرح فكرة جديدة لشخص آخر؛ ومن ثَمَّ تكرِّر معالجتها واستيعابها للمرة الثانية، وهذا يساعد على تثبيت الفكرة في دماغك، والثاني لأنَّ المحادثات تفضي إلى مزيد من الآراء ووجهات النظر والأسئلة الاستيضاحية المتتابعة؛ إذ يفضي كل سؤال إلى أسئلة عديدة في أثناء النقاش.

إنَّ تداول المعلومة أو الفكرة سيحمل دماغك على إجراء تحليل مفصَّل لمضمونها ومعناها والغاية منها، وما الذي تمثله بالنسبة إليك، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تثبيتها في دماغك.

3. بدء سلسلة من أسئلة المتابعة:

إذا كنت فضولياً بالفطرة، يمكنك طرح أسئلة استيضاحية متتابعة عن المعارف التي تعلمتها من دون الحاجة إلى مشاركة هذه الأسئلة مع الآخرين، الأمر الذي يزيد من جديتها وأهميتها، ويمكن أن تُلاحَق المعلومة بهذه الطريقة عبر بحث بسيط في الإنترنت أو تجربة أخرى أو نشاطات مستقبلية.

عندما تطرح سؤالاً، يقوم دماغك بمراجعة مفصلة لما تعلَّمته، وما تعنيه المعلومة، وسبب أهميتها وما الذي لم تأخذه في الحسبان، وبالنتيجة يساعد تعقب المعارف المكتسبة بهذه الطريقة على تنظيمها، والفضول بدوره يساهم في تحديد شغفك واقتفاء أثره.

لا يحدث التفكُّر في جو من الأسئلة والأبحاث العبثية؛ وإنَّما يجب أن يكون السؤال هادفاً ومدروساً، كما يجب أن تكون شديد الدقة في البحث عن الإجابة، وهذه الطريقة يستنتج دماغك معنى ما تعلمته، وبالنتيجة الحتمية سيترسخ في ذهنك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

في الختام:

إنَّ التفكر تمرين بسيط يمكن تطبيقه في الحياة اليومية بغرض استبقاء المعارف التي نتعلمها وترسيخها؛ ولذلك بدلاً من الشعور بالإحباط والتوتر، استخدم هذا التمرين لرفع كفاءة دماغك في معالجة المعلومات وتحليلها؛ ومن ثَمَّ تحسين ذاكرتك وتقدُّمك في تحقيق أهدافك.




مقالات مرتبطة