أنت مثل معظم الناس، لديك كثير من هذه الأفكار، لكن كم فكرة التزمت بها على الأمد الطويل؟ أنت تعلم أنَّه يجب عليك القيام بذلك، لكنَّ معرفتك أو رغبتك في الالتزام بهذه الأفكار لن تحقق شيئاً.
لماذا لا تتغير الأمور بالطريقة التي تريدها؟ لماذا لم تلتزم بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أكثر من مرة في الأسبوع؟ أو لماذا لم تستيقظ قبل ثلاثين دقيقةً لمراجعة عرضك التقديمي؟
تكمن الإجابة في الحافز الذي يدفعك إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق أهدافك أيَّاً كانت، وإنَّ الشيء العظيم في الحياة هو أنَّك تستطيع تعلُّم وتطوير وإتقان مهارة الحصول على الحافز والحفاظ عليه، حتى تتمكن من تحقيق الأمور التي طالما رغبت فيها.
عندما تشعر بمزيد من الحافز، ستصبح أكثر نشاطاً واستعداداً وقدرةً وقوةً لمواجهة التحديات والعقبات في الحياة، ومع وجود الحماسة والتحفيز ستتحمل كل شيء وأي شيء وستستمر في المضي قُدماً حتى تنجز ما تريد القيام به؛ وستتطلع بحماسة وشغف إلى زيارتك القادمة لصالة الألعاب الرياضية، أو الاستيقاظ مبكراً لمراجعة عرضك التقديمي.
لكن ما هي القوة المحفزة التي يمكن أن تجعلَك تستمر حتى تحقق إمكاناتك الحقيقية؟
الشغف، ونحن لا نتحدث عن مجرد أمنية أو رغبة بسيطة أو طلب واضح؛ وإنَّما عن رغبة شديدة وشغف حقيقي، بحيث تفعل كل ما بوسعك لتحقيق ما تسعى إليه، وكلما زاد شغفك بما تريده، كان دافعك أقوى من ثم ستكون أكثر نجاحاً، وبمجرد أن تجدَ شغفك، يصبح التحفيز سهلاً، فرغبتك وشغفك الشديدان يغذِّيان الحافز الأساسي والداخلي؛ وسيؤدي هذا الحافز إلى اكتساب الإلهام لتحقيق ما تسعى إليه.
الدافع والرغبة الشديدة هما أمران متلازمان، وهذه الرغبة هي رحلتك وحافزك الذي سيوصلك إلى حيث تريد؛ لذا حوِّل هذه الرغبة إلى هدف ثابت وامتلك الحافز، وتقدَّم خطوة تلو الأخرى حتى تحقق هدفك، ففي معظم الأحيان، تكون الخطوة الأولى هي الأصعب، وبعد أن تتخذَ مجموعة من الخطوات حتى لو كانت صغيرة يصبح الأمر أسهل.
3 خطوات لتعزيز الحافز:
نقدم لك فيما يأتي 3 خطوات لتعزيز حافزك:
1. معرفة رغبتك:
خطوتك الأولى هي قياس قوة شغفك؛ وذلك عبر النَّظر إلى نفسك بوضوح ومعرفة من أنت حقاً، فما الذي يحفزك؟ وما الذي يجعلك سعيداً وراضياً؟
غالباً يخبرنا الآخرون بما يجب أن يجعلنا سعداء، وما الذي يجب أن يجعلنا ناجحين، وفي الحقيقة أنت قادرٌ على معرفة الأمور التي تجعلك سعيداً، فالعالم لا يحدد من أنت، وإنَّما أنت من يبني عالمك الخاص، وأنت مسؤول عن سعادتك وإنتاجيتك، ولن تجدَ هذه السعادة أو الإنتاجية أو الحافز أو الإلهام إذا كنت تحاول تحقيق الأمور بناءً على معايير الآخرين.
بمجرد أن يصبح شغفك واضحاً ومقنعاً ومتأصلاً في أفكارك، يصبح من السهل عليك الاحتفاظ به في ذهنك؛ نظراً لأنَّ هذا الشغف هام جداً بالنسبة إليك، فسيكون من السهل عليك الاحتفاظ بصورة واضحة عن رغبتك أو شغفك أو هدفك.
شاهد بالفديو: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟
2. تحديد الفوائد التي ستحققها:
خطوتك الثانية هي تعزيز هذا الشغف أكثر؛ لذا أحضر دفتر يوميات وضعْ قائمة بالفوائد التي ستجنيها في رحلتك بينما تتابع شغفك والمكاسب التي ستحصل عليها عندما تحقق كل شغف أو هدف، وفي هذه المرحلة، من الهام أن تستخدم حواسك الأربع قدر المستطاع، وعندما تكتب فائدةً ما، أغمض عينيك وحدِّد قوتها، فإذا كانت لا تحفزك، فهي ليست بالقوة الكافية، من ثم أعد كتابة كل فائدة حتى تشعر بالتحفيز، ومن الضروري أن تستخدم حواسك، وترى الفوائد وتسمعها وتشعر بها وتلمسها.
3. تحديد خطوات العمل الخاصة بك:
ستكون هذه الخطوة الأخيرة سهلة جداً بالنسبة إليك؛ لأنَّك طبَّقت الخطوتين السابقتين، فعندما تكون شغوفاً جداً بهدفك، وعندما يكون لرغبتك تأثير كبير فيك ستتخذ الإجراءات اللازمة حتماً لجعل هذا الشغف حقيقةً واقعةً، وحتى عندما لا تكون في حالة مزاجية جيدة أو متعباً أو في وقت متأخر من الليل، لن تكون لديك أعذار، فحافزك سيدفعك تلقائياً إلى العمل؛ لذا اعمل على زيادة حافزك من خلال مراجعة رغبتك وشغفك وهدفك، وستكون قادراً على المضي قُدماً لتحقيق ما تريده بجهد أقل.
في الختام:
يمكن القول أن الحافز هو القوة التي تدفعنا إلى الأمام، والشغف هو مصدر هذا الحافز، فعندما نكون شغوفين بشيء ما، نكون أكثر استعداداً للعمل بجد لتحقيقه، ونواجه التحديات دون تردد.
أضف تعليقاً