هل تظن أنَّ ما سبق كافياً لتصبح بحال أفضل؟ ليس تماماً؛ فعندما تظنُّ أنَّ الأمر سهل جداً هذا سيجعلك تشعر بالأمان والتراخي عن العمل دون أن تشعر، وهنا تكمن الخطورة؛ ومن ثمَّ تقع في فخ الأخطاء واللجوء إلى الحلول السريعة لمشكلاتك؛ فالإنسان بطبيعته يميل إلى الطرائق السهلة، ولا بأس في ذلك؛ فلا أحد يرغب في أن تستمرَّ معاناته طويلاً؛ لكنَّ الهامَّ ألَّا يغفل الإنسان عن حقائق الحياة ووقائعها.
3 أخطاء تعوق تقدُّمك وينبغي تجنُّبها خلال رحلة تطوير الذات:
1. اتِّباع النصائح والحلول السريعة:
كم مرَّة صادفت عناوين لمقالات بالصيغة الآتية: "اتَّبع هذه النصائح لتحصل على حل فوري لمشكلتك"، "اختصر الطريق على نفسك واحصل على جسدٍ مثالي خلال أسبوعين"؟
تبدو هذه العناوين جاذبة ويمكن أن يكون محتواها غنياً بالمعلومات سهلة التطبيق؛ لكنَّ المشكلة عندما يظن القارئ أنَّها كافية وحدها أو أنَّها ستكون حلاً سحرياً لمشكلته في حين أنَّ الواقع ليس كذلك في معظم الحالات.
الحل: يجب أن تمتلك أساساً قوياً للمواجهة من خلال العمل الجاد؛ فهو الحل الأكيد لأي مشكلة تواجهها؛ مثلاً إذا كان هدفك خسارة الوزن؛ فشربُ الماءِ المثلَّج في الصباح لرفع معدل الاستقلاب في الجسم لن يكون كافياً دون اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة، وإذا كان هدفك تحقيق ربح مادي من المدونة الخاصة بك اعمل بجد وابحث عن طرائق لتطويرها وإيصالها إلى عدد أكبر من القراء؛ لأنَّ اتباع طرائق شائعة لتحقيق دخل سريع لن ينجح دون أساس متين.
الحلول الفاعلة واضحة؛ لكنَّ الإنسان بطبيعته يميل إلى الخيارات السهلة والسريعة لمشكلاته، وهذه الطرائق لن تفيد دون أساسٍ متين من العمل والاجتهاد، وستنعكس سلباً على الشخص، وتجعله يشعر بأنَّ لا شيء يعمل لصالحه وتؤدي به إلى الاستسلام؛ لذلك لا مفرَّ من العمل والاجتهاد لتحقيق أي تطوُّر في الحياة، ومن بعده تأتي النصائح والحلول السريعة.
2. محاكاة القصص والتجارب المُلهِمة:
كثيراً ما يحاول الناس إيجاد الأمل من خلال قصص الآخرين ونجاحهم بدءاً من الصفر وتغلُّبهم على الصعوبات، وهذا أمر جيد ومفيد؛ ولكن بشرط عدم محاولة تقليدهم وتَوقُّع الحصول على النتائج نفسها؛ فالتقليد لن يكون مفيداً وسيجعلك دائماً بحالة مقارنة مع الآخرين؛ وهذا سيسبِّب لك الإحباط إذا لم تحصل على النتيجة ذاتها.
الحل: اصنع تجربتك الخاصة على أرض الواقع التي ستتمكَّن من خلالها من معرفة الأشياء المناسبة لك وتحديد وجهتك الحقيقية؛ وهذا معناه أن ترى كل شيء وتجربه بنفسك لتحدِّد الأنسب لك، قد تفشل في بعض المراحل، ثمَّ تستعيد قوتك؛ وبهذا ستتكوَّن تجربتك الفريدة والمُلهِمة التي ستتعرَّف من خلالها إلى نصيبك في الحياة بدلاً من تركيزك في حياة الآخرين وإنجازاتهم؛ فقد يكون في الطريق الذي تسلكه شيء أجمل وذو معنى أكثر من الأمور المادية سواء أكان مالاً أم شهرة وستدركه فور شعورك بالارتياح تجاهه.
إقرأ أيضاً: ما الذي يحفز الناس على العمل؟
3. الاستسلام بسهولة والتخلِّي عن العمل:
في العصر الحالي يمكنك قراءة كثير من المعلومات عن أيِّ مشكلة وإيجاد حلولٍ لها بسهولة، وهذا بحدِّ ذاته عائقٌ لتطوير الذات؛ فالناس يظنون أنَّ اطلاعهم على المعلومات المفيدة كافٍ ليحلَّ مشكلاتهم بين ليلة وضحاها، والأسوأ أن تُشتَرى بعض المنتجات الخادعة التي تقدِّم وعوداً كاذبة، والمشكلة الأخرى هي عدم الاستمرارية؛ فحتى عندما يبدأ الشخص بتنفيذ المعلومات التي قرأها ويجد أنَّ التطبيق على أرض الواقع ليس بالسهولة التي كان يظنُّها؛ فإنَّه يميل بسرعة إلى الاستسلام.
الحل: ابدأ بالعمل ولا تستسلم؛ فمهما كانت طبيعة المشكلة التي تواجهها وترغب في معالجتها، احرص على المحاولة والسعي؛ فكلُّ القصص الناجحة التي تقرؤها لن تكون مفيدة إن لم تبدأ بالعمل فوراً على بناء أساسٍ قوي يساعدك على الخروج من أيِّ مشكلة.
في وقت ما ستشعر بالتعب والإحباط، وهذه مرحلة طبيعية في الحياة، وبإرادتك القوية ستتمكَّن من الاستمرار؛ فالأوقات الصعبة هي أكثر ما يساعدك على النضج والنمو، وما دمت مستمراً في السعي؛ فستحقق أهدافك.
في الختام:
الحياة جميلةٌ لمن أدرك قيمتها وتحمَّل مسؤولية نفسه وآمن بقدرته على التطوُّر على الرَّغم من الأوقات الصعبة التي تمرُّ على جميع البشر، ولكن مع سهولة الوصول إلى أي معلومة في الوقت الحالي، لن تبقى هناك أيُّ مشكلة من دون حلٍّ، لا سيَّما مع وجود الإرادة.
أضف تعليقاً