21 طريقة للتوقف عن الندم على الماضي

يقول الكاتب الأمريكي "ل. رون هوبارد" (L. Ron Hubbard): "حذارِ أن تتحسَّر على الماضي، فالحياة تُعاش في الحاضر، وأنت قادر اليوم على بناء مستقبلك كما تشاء".



لو تسنَّى للإنسان أن يعود بالزمن إلى الماضي، لصوَّب أخطاءه، وسوَّى خلافاته، وتمسَّك بالخيارات التي بات يدرك الآن أنَّها أهم من العمل والمال، وما كان ليفوِّت على نفسه الفرص التي أُتيحت له؛ إذ تتسبَّب مشاعر الندم والخزي بأذية نفسية بالغة؛ وذلك لأنَّ الإنسان لا يتوقف عن لوم نفسه وتقريعها على نفس الأخطاء والأفعال والقرارات مراراً وتكراراً، ويصبح عاجزاً عن تجاوز هذه المشاعر، بل إنَّ فكره يبقى حبيس تجارب الماضي إلى أجل غير مسمَّى.

تجدر الإشارة الآن إلى أنَّ الندم لا يعدو كونه مجرد خيار شخصي وعادة محضة، وأنَّ حياتك يمكن أن تتحسَّن إلى حدٍّ بعيد من الآن فصاعداً إذا تمكَّنت من تغيير طريقة اتخاذ القرارات والتزمت بعادة مفيدة جديدة تقتضي العيش بلا ندم.

تساعدك هذه العادة الجديدة على إيقاف مشاعر الندم التي تواصل تدمير حياتك حتى اللحظة، والمضي بسلام في بناء المستقبل الذي تحلم به بيسر وسهولة.

فيما يأتي 21 عادة للتوقف عن الندم على الماضي:

1. التوقف عن التفكير بأنَّ الأوان قد فات:

لم يفُت الأوان على تصويب أخطاء الماضي، وحتى لو كان الشخص الذي أخطأت بحقه فيما مضى قد توفي، فثمَّة دائماً ما يمكنك فعله لتكفِّر عن ذنبك، يمكنك على سبيل المثال أن تقدِّم تبرعاً مالياً في ذكرى وفاة الشخص الذي أخطأت بحقه لصالح إحدى الجمعيات الخيرية التي تُعنى بالأهداف والقضايا التي كان يدعمها المرحوم خلال حياته.

2. فصل الواقع عن الخيال:

لدى معظم الأفراد ذاكرة انتقائية تُتيح لهم تخزين جوانب معينة ومحدودة من تجارب الماضي بصورة خاطئة وغير مقصودة في بعض الحالات، فقد يعدُّ الإنسان نفسه مذنباً غافلاً عن حقيقة أنَّه بذل ما بوسعه في تلك المرحلة، أو أنَّه عمل بمقتضى المعطيات التي أُتيحت له وقتئذٍ.

3. التوقف عن طرح الأسئلة غير الهادفة:

استبدل السؤال: "ماذا لو؟ ماذا لو أنِّي فعلت أو لم أفعل ذاك الأمر؟" بالسؤال: "ماذا لو أنِّي تابعت حياتي على هذا المنوال؟ ألن أهدر حياتي ويزداد ندمي؟ هل أرغب فعلاً بأن أستمرَّ على هذا الحال؟".

شاهد بالفيديو: 3 نصائح لتجاوز الماضي إلى الأبد "Robin Sharma" "روبن شارما"

4. تحمُّل مسؤولية أخطائك:

عليك أن تعتذر عندما تخطئ، وتدرك أنَّ هذا الاعتذار من أجلك ولمصلحة سلامك الداخلي؛ إذ يساعدك الاعتذار على وضع نهاية لائقة للموقف والمضي في حياتك، حتى لو كان هذا الخطأ قديماً وعفا عليه الزمن.

5. الانفصال عن شعور الندم:

يجب أن تفصل نفسك عن شعور الندم، وتتعامل معه على أنَّه كيان مستقل لا يمكنك أن تتفق معه بأي حال، عليك أن تنهي ارتباطك معه بعد ذلك، وتستأنف حياتك من جديد.

6. التوقف عن تفويت الزمن الحاضر:

لا يستطيع الإنسان النادم أن يتجاوز مواقف وذكريات الماضي المؤلمة؛ بل إنَّه دائم التفكير فيها، عليك أن تُدرك كم الفرص التي تفوِّتها على نفسك في الوقت الراهن بتمسُّكك بالذكريات المؤلمة، وتضع في حُسبانك الاقتباس الآتي: "الحياة تُعاش في الحاضر، وأنت قادر اليوم على بناء مستقبلك كما يحلو لك".

7. التكفير عن أخطاء الماضي في الوقت الحاضر:

قد تندم لأنَّك لم تكن معطاءً في السابق، ولربما كنت ترفض مساعدة الآخرين، فيمكن تصويب هذا الخطأ والتكفير عنه من خلال القيام بأعمال خيرية تتبرَّع فيها بوقتك ومالك.

8. التوقف عن التركيز على نفسك:

إذا كنت تتحسَّر لأنَّك لم تحصل على فرصة مناسبة لإثبات ذاتك في الماضي، فعندها يجب أن تحرص على مساعدة شخص آخر للحصول على مثل هذه الفرصة في الوقت الحاضر، فعلى افتراض أنَّك لم تكن قادراً على دفع تكاليف دراساتك الجامعية في الماضي، عندئذٍ يمكنك أن تتكفَّل بالمصاريف الدراسية لأحد الطلاب، وتمنحه الفرصة التي لم تحصل عليها أنت في الماضي.

9. مجابهة أفكار الندم:

إيَّاك أن تسمح لأفكار الندم بالنيل من عزيمتك؛ بل يجب أن تصدَّها وتردد العبارة الآتية: "لقد حدث ذاك الأمر في الماضي، وفي ظروف مختلفة، وإنِّي نضجت مذ ذلك الحين".

10. إدراك التقدم الذي أحرزته:

تقتضي هذه الخطوة إدراك التقدم والنماء الذي أحرزته منذ وقت الحادثة التي أججَّت في صدرك مشاعر الندم وحتى اليوم؛ لأنَّك على الأرجح نضجت وتعلَّمت من تجاربك، ولن تكرِّر أخطاء الماضي.

11. عيش الحياة في الزمن الحاضر:

يقتضي النهج السليم في كثير من الحالات أن يتجاهل الإنسان أفكار ومشاعر الندم، ويركِّز على الحاضر، لا بد أن تختفي هذه الأفكار من تلقاء نفسها عندما تشغل بالك ببناء حياة طيبة وفق ظروفك الحالية.

12. الاستعانة بحكمة الآخرين:

يمكنك أن تلجأ إلى الحكمة التي استخلصها الآخرون من تجارب تماثل تجربتك الشخصية لتستخدمها في التغلب على مشكلة الندم التي تعاني منها، يمكنك أن تبدأ بالاقتباسات؛ كالاقتباس الوارد في بداية المقال.

13. التركيز على الصورة الكبيرة:

الأشياء التي تندم عليها في الماضي على الأرجح لا تعدُّ هامَّة أو مؤثرة من وجهة نظر أكثر شمولية؛ إذ يقول عالِم النفس الأمريكي "دانيال كانيمان" (Daniel Kahneman): "يغالي الإنسان في تقدير أهمية الحدث؛ لأنَّه اختار أن يركِّز عليه بمحض إرادته".

14. الاستعانة بالتعاطف لتجاوز الظروف الصعبة:

يقول أحد الحكماء: "عليك بالتعاطف والرحمة إذا أردت أن تسعد الآخرين، وعليك بهما أيضاً إذا أردت أن تسعد نفسك"، فإذا أردت أن تتجاوز شعور الندم، فعندها عليك أن تركِّز على مساعدة الآخرين، وسرعان ما ستنسى همومك.

15. تدوين مشكلة الندم بطريقة هادفة:

يساعد تدوين الأفكار على حثك على إيجاد الحل الذي تحتاج إليه؛ إذ تقتضي الطريقة أن تشرح شعور الندم بالتفصيل والآلية التي تعتزم أن تعالجه وفقها، وعليك أن تعاود قراءته حتى تتأكد من تجاوزك لشعورك به.

16. السعي إلى الخلاص من الندم من أجل مصلحة الآخرين في حياتك:

يعاني الأشخاص المقربون من الشخص الذي يسيطر عليه الندم ولا يستطيع تجاوز الماضي، وبناءً عليه يجب أن تبذل ما بوسعك لكيلا تكون حملاً ثقيلاً على المقربين منك، وتتجاوز مشكلة الندم بأسرع ما يمكن.

17. إعادة اكتشاف ذاتك:

أحياناً يكون التغيير هو الإجراء المثالي للتغلب على مشكلة الندم، قد يشمل هذا التغيير مكان السكن، أو المهنة، أو اسمك إذا اقتضى الأمر، وأحياناً يساهم تغيير الاسم في إعادة اكتشاف الذات.

18. التوقف عن تكرار نفس الأخطاء:

تكمن مشكلة الندم في أنَّ الإنسان يعاود تكرار الخطأ في أثناء معاناته من مشاعر الندم، فإذا كنت تشعر بالندم مثلاً لأنَّك فوَّت فرصة الترقية في عملك، فيجب أن تكون مستعداً عندما تحين الفرصة مجدداً ولا تكرِّر خطأك السابق.

19. قبول الأخطاء:

يستحيل أن يكون الإنسان معصوماً عن الخطأ كائناً من كان؛ إذ تُعدُّ الأخطاء مكونات راسخة في الطبيعة البشرية، شأنها شأن عملية التنفس والشعور بالحب.

إقرأ أيضاً: كيف تحول أخطاءك إلى فرص ثمينة للنجاح؟

20. حرق شعور الندم:

تقتضي هذه الطريقة تدوين مشاعر الندم التي تؤرق عيشك بالتفصيل الممل، وحرق الورقة بعد الانتهاء، ولتحرص على مشاهدة ألسنة اللهب وهي تلتهم ندمك وتحررك منه، كما يمكنك أن تحرق الأشياء المرتبطة بموضوع الندم أيضاً.

إقرأ أيضاً: الشعور بالندم: أسبابه وعلاماته وطرق التخلص منه

21. قبول فكرة أنَّك نلت جزاء خطئك:

لقد عاقبت نفسك بما فيه الكفاية، وحان الوقت لتحظى بفرصة جديدة، فأنت تستحق هذه الفرصة، الإنسان بطبعه خطَّاء، ولكنَّ الغفران خيار مطروح دوماً.

في الختام:

تتسبَّب مشاعر الندم بإيقاف التقدم في الحياة، لكنَّك تملك خيار التغيير، فلتتخيل حالة الخلاص من آلام الندم للأبد، واستعادة الشعور بالسلام والحيوية، يمكن أن يصبح هذا الخيال واقعك عندما تتجاوز الماضي؛ إذ يتطلَّب تجاوز الندم كثيراً من الوقت والصبر، وبوسع الطرائق الواردة في المقال أن تساعدك في هذا الصدد.

اعلم أنَّك عاقبت نفسك أكثر من اللازم على الأشياء التي فعلتها أو لم تفعلها في الماضي، وأنت تستحق أن تنعم بالسلام الآن، وتتجاوز الندم وتمضي قدماً في حياتك.




مقالات مرتبطة