20 عذراً واهياً يعوق تقدُّم الناس الجيدين

تتبنَّى على مرِّ السنين - وغالباً دون أن تشعر - معتقداتٍ مُقيِّدةً تعمل تدريجياً على تدمير أفضل جهودك في سبيل نموك الشخصي، وإذا انتبهت جيداً لحوارك مع ذاتك ستجد أنَّ هذه المعتقدات مجرَّد أعذار؛ فإذا كنت ترغب بشدة في تحقيق شيءٍ ما ستجد طريقة لتحقيقه، وإذا كنت لا تريده ستجد عذراً حتماً لعدم تحقيقه، وبعد ذلك ستعتاد هذا العذر يومياً في حياتك، وهذا هو بالضبط ما يجعل كثيرين منَّا غير سعداء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن بعض الأعذار السيئة التي يتبنَّاها الأشخاص لتبرير فشلهم.

أتحدَّث أنا وآنجل (Angel) - زوجتي وشريكتي في مدونة "مارك وآنجل" - مع مئات من عملاء التدريب وقرَّاء مدونتنا كل شهر، ودائماً ما نلمسُ لديهم هذا الداء المدمِّر للذات؛ وهو اختلاق الأعذار، كما أنَّني أنا أيضاً لست مُحصَّناً ضدَّ داء الأعذار هذا؛ فلطالما أجدُ نفسي اختلقها أحياناً كثيرةً؛ لذلك يكمنُ الحل في الامتناع عن اختلاق الأعذار قبل أن نندم عليها دون جدوى؛ لذا توقف عن تبرير سبب عدم قدرتك على القيام بأمرٍ ما، وابدأ في التركيز على جميع الأسباب التي تدفعك للقيام به، فلا مزيد من السلبية، ولا مزيد من الكسل، ولا مزيد من الإصلاحات السريعة، ولا من لوم الآخرين، ولا مزيد من التسويف، ولا مزيد من الأعذار.

إليك فيما يأتي 20 عذراً سيئاً يمكن أن يعوق طريقك في تحقيق ما تريد:

1. فات الأوان:

لن يفوت الأوان أبداً على أن تحيا حياةً تجعلك فخوراً؛ فلا يوجد عمرٌ محدَّد لتغيير مسارك، وإذا كنت لا تعيش حياتك وفقاً لقيمك وأهدافك فذلك يعدُّ مضيعة للوقت.

لمَّا يفت الأوان أبداً أو ليس من السابق لأوانه أن تحقِّق ما ترغب به وتصبح الشخص الذي تتمنَّاه؛ فلا يوجد حدٌّ زمني؛ إذ يمكنك البدء والتوقف وقتما تشاء، ويمكنك التغيير أو البقاء على ما أنت عليه، ويمكنك تحقيق الأفضل أو الأسوأ؛ فالأمر متروك لك؛ لذا افعل الأشياء التي تذهلك، وتمنحك شعوراً جديداً، وحاول أن تقضي الوقت مع الأشخاص الذين يقدمون لك الدعم ويساعدونك على النمو، وعش حياةً تفتخر بها، وإذا اكتشفت أنَّك لا تحيا هذه الحياة تَحَلَّ بالشجاعة لإجراء التغيير.

2. أنا لست جيداً بعد بما فيه الكفاية:

هذا كلام فارغ، عليك فقط أن تبذل جهدك في سبيل ما تريد، وألَّا تخاف من ارتكاب الأخطاء؛ لأنَّ ارتكاب الأخطاء يعني أنَّك تقوم بأشياء جديدة، وتجرِّب أشياء جديدة، وتتعلَّم، وتعيش، وتدفع نفسك إلى الأمام، وتغيِّر من نفسك، وتغيِّر العالم نحو الأفضل؛ إذ لا يمكننا صنع أي شيء ذي قيمة دون ارتكاب الأخطاء، لا رسم لوحة، ولا بناء علاقة، ولا مهنة، ولا حياة، وإذا انتظرت حتى تفهم وتكتشف كل شيء قبل أن تحاول ستنتظر إلى الأبد.

3. أنا أبحث عن استحسان الآخرين أولاً:

لا تخف من مخالفة القواعد،؛ فلا بأس من الخروج عن المألوف أحياناً طالما أنَّك واثق من قدراتك وأنَّ مسيرك في اتجاهٍ مختلف عن الآخرين مناسباً لك، قد يستاء بعض الناس من الحرية التي تعيشها في حياتك عندما تختار أن تكون صادقاً مع نفسك، فإذا صادفت هؤلاء الأشخاص حاول أن تتجاهلهم واستمر في سعيك، وفقط عندما لا تسعى خلف استحسان الآخرين وقبولهم يمكنك أن تعزِّز ثقتك بنفسك، وإذا كنت صادقاً مع نفسك ولم يعجب ذلك الآخرين من حولك غيِّرهم.

4. لا أريد أن أكون عرضة لانتقادات الآخرين:

لا يطلق معظم الناس عليك الأحكام طوال الوقت كما تظن؛ فإنَّك حين تقلق وتشغل نفسك بآراء الآخرين فهم كذلك قلقون بشأن رأيك فيهم، وهذا جنون؛ لكنَّه صحيح، ولحسن الحظ أنَّ إدراكك لهذا الأمر يحرِّرك من خوفك من الخطأ والخسارة، ويحثك على تحقيق مزيد ممَّا تريد، وبتحرُّرك من هذه المخاوف ستُحرِّر الآخرين تلقائياً من مخاوفهم.

إقرأ أيضاً: الاعتماد على الثقة بالنفس لتحقيق النجاح بدلاً من آراء الآخرين

5. أنا لا أستحق ذلك:

يوجد نوعان من هذا العذر؛ يجعلك الأول تظن أنَّك لا تستحق أي شيء جميل مثل مشاعر الحب، والاحترام، والنجاح، وما إلى ذلك، ويجعلك الثاني تشعر أنَّك مُبتلى بالمصائب، وفي كلتا الحالتين يقيِّدك هذا العذر ويُثقل كاهلك؛ لذلك حان الوقت لتجاوزه؛ فعندما تجد نفسك تتساءل: "لماذا أنا؟"، اسأل: "لماذا لست أنا؟" اعلم أنَّ الحياة لا تحابي أحداً؛ فالجميع مُبتلى، ولكن ربَّما بطريقة مختلفة؛ لذلك تعلَّم أن تتقبَّل نصيبك من الخير والشر مع الامتنان لكل ما لديك.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لبناء خطة نمو شخصي

6. أخاف من الخسارة والندم:

في النهاية لن تندم على الأشياء التي فعلتها بقدر ما تندم على الأشياء التي لم تفعلها؛ فمن الأفضل دائماً أن تسعى وتواجه بعض خيبات الأمل بدلاً من العيش مع مجموعة من الأمنيات غير المحققة، ومن الأفضل أن تحيا عمراً مليئاً بالتجارب والأخطاء التي تعلمت منها بدلاً من قلب مليء بالندم والأحلام الفارغة، ويوماً ما سترغب في إلقاء نظرة على حياتك السابقة بإعجابٍ وفخر لما وصلت إليه وحققته بدلاً من شعور التمني والندم.

7. لا فائدة من ذلك:

عبارة كهذه هي هزيمة للذات في أسوأ الأحوال، ومع ذلك أسمعها كثيراً؛ لذا حاول التخلص منها؛ فثمَّة دائماً فائدة ممَّا تفعله، والفائدة هي أنَّك تساعد نفسك والآخرين، وتفعل شيئاً إيجابياً في الحياة، وتعمل، وتحاول، وأنَّك لا تعيش في حالة هزيمة ذاتية مسبقة؛ بل تطوِّر أفكارك وتطبِّقها، وتضيف بذلك قيمة إلى العالم، وحتى لو لم يرَ أحدٌ هذه القيمة يمكنك أن تشعر بالرضى عندما تعلم أنَّك قدمت أفضل ما عندك.

8. صعبٌ جداً:

كل عمل يستحق العناء في الحياة هو عملٌ صعب، فكِّر في الأمر، متى كانت آخر مرة حصلت فيها على مكافأةٍ كبيرة لمجرد قيامك بمهمةٍ سهلة؟ ففي الحياة غالباً ما يكون الشيء الصعب والصحيح هو الشيء نفسه؛ فلا يمكنك الاستخفاف بشخص يعمل بجد دائماً؛ لذا حاول أن تكون ذلك الشخص؛ لأنَّك لن تحصل على ما تتمنَّاه؛ بل ستحصل على ما تعمل بجدٍ من أجله.

9. أنا غير محظوظ:

هذا غير صحيح، والناس الآخرون غير محظوظين أكثر منك أيضاً؛ فالحظ النقي والخالص هو مجرد أسطورة، وإذا كان شخصٌ ما "محظوظاً" بنظرك؛ فذلك لأنَّه يبذل جهداً خلف الكواليس لا تراه أنت؛ لذلك إنَّ اتخاذ إجراء والبدء بالعمل بدلاً من اختلاق الأعذار سيُحدث المعجزات في مسار حظك؛ ففي النهاية ينشأ الحظ عندما يلتقي العمل والتحضير بالفرصة المتاحة.

10. لديَّ كثير من مشكلات الماضي وهمومه:

يأتي وقت يتعيَّن عليك فيه الاختيار بين قلب الصفحة أو إغلاق الكتاب؛ إذ يجب لبعض القصص أن تنتهي قبل أن تبدأ قصصاً جديدة؛ فالحياة أقصر من أن تقضيها في حالة حرب مع نفسك؛ لذا إنَّ التخلي والسماح للماضي بأن يمرَّ بسلام هو خطوتك الأولى نحو تحقيق سعادتك التي تسعى إليها اليوم.

إقرأ أيضاً: لماذا نبقى معلقين بالماضي؟

11. لم يكن من المفترض أن يكون الأمر هكذا من البداية:

عندما نقاوم الواقع سنصبح أسرى لهذا الواقع؛ لذلك سرُّ السعادة والسلام هو ترك كل موقف على ما هو عليه، بدلاً من التشبُّث بفكرة أنَّ ما تعتقده هو ما يجب أن يكون، ومحاولة الاستفادة القصوى منه؛ ومع مرور الوقت ستجد أنَّ الحياة ليست بالضرورة أسهل أو أصعب ممَّا كنت تتوقع، كل ما في الأمر أنَّ الأمور السهلة والصعبة ليست بالضبط بالطريقة التي توقعتها، ولا تحدث دائماً عندما تتوقع أنت ذلك، وهذا ليس بالشيء السيِّئ؛ بل إنَّه يجعل الحياة أكثر متعة، ومع موقفك الإيجابي دائماً ستُفاجأ بالسرور والسعادة.

12. ذلك الأمر خارج عن سيطرتي:

لا يمكنك التحكُّم بكل ما يحدُث لك، لكن يمكنك فقط التحكُّم بالطريقة التي تستجيب بها لما يحدث؛ ففي طريقة استجابتك تكمن قوتك.

13. مع عوائقي وظروفي هذا مستحيل:

لا شيء مستحيل، "جوش بلو" ( Josh Blue) هو ممثِّل كوميدي مصاب بالشلل الدماغي، "نيك فيوتش" (Nick Vujicic) هو واعظ مشهور عالمياً، ومتحدث تحفيزي ليس لديه أي أذرع أو أرجل، "كايل ماينارد" ( Kyle Maynard) لا يمتلك أذرعاً أو أرجل أيضاً، وهو رياضي فنون قتالية مختلطة حائز على جائزة التميز في الأداء الرياضي، "إيسبي" (ESPY) متحدث تحفيزي، ومعروف بأنَّه أول شخص مبتور الأطراف يصل إلى "جبل كليمنجارو" (Mount Kilimanjaro) دون مساعدة الأطراف الصناعية.

ثمَّة فنَّانون أيضاً يبدعون بأفواههم، ومتسابقون يفوزون في سباقات على أرجل اصطناعية، وكتَّاب لامعين لا تلمس أصابعهم لوحة مفاتيح الحاسب أبداً، ومجموعة من الأشخاص الناجحين الآخرين ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية الذين يرفضون السماح لظروفهم بإعاقتهم.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

14. لا يمكنني الالتزام الآن:

لا تستخدم هذا العذر لتأجيل شيء ما إلى الأبد؛ فإذا كان الأمر مثيراً للاهتمام حقاً راجع التقويم الخاص بك، واسأل "متى يمكنني الالتزام؟" وابدأ بالمسار الذي يجعل عملك سهلاً ومثمراً، وإذا كنت لا تريد أن تلتزم فكن صريحاً واعترف بأنَّك غير مهتم؛ إذ يفضِّل الناس دائماً الصدق على المراوغة، وستشعر أنت أيضاً بتوتر أقل عندما تلغي الالتزامات غير الضرورية.

15. أطفالي (أو عائلتي) يستهلكون كثيراً من وقتي:

لا شك أنَّ تحقيق التوازن بين الأطفال (أو العائلة) مع أي نوع من الأهداف الشخصية الجوهرية أمر صعب؛ ففي وقت كتابة هذه السطور كان لديَّ أنا و"آنجل" (Angel) ابن حديث الولادة، وكان لدينا عملنا الخاص، والعديد من المشاريع المفتوحة في قائمة الانتظار، كان عملاً قائماً على الموازنة بين المهام؛ لكنَّه ممكن، وإذا استطعنا نحن تحقيق هذا التوازن، يمكنك ذلك أنت أيضاً.

كل ما يتطلَّبه الأمر هو ضبط النفس والاستخدام الأمثل للعادات المفيدة، ومع ذلك قد تشعر في نهاية اليوم بالتعب والانزعاج في بعض الأحيان؛ لذا تابع التقدُّم على الرَّغم من ذلك، وسوف تزداد قدرتك على التحمل، وهذه القدرة على التحمل لن تجعلك أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف فحسب؛ بل ستسمح لك بالاستمتاع بوقتك مع العائلة أيضاً.

16. أنا مرتاح بما أنا عليه الآن:

الإدمان الأكثر شيوعاً وضرراً في العالم هو البحث عن الراحة، فلماذا تسعى وراء العظمة طالما أنَّ لديك 324 قناة لتشاهدها وكرسي مريح وما عليك سوى أن تحظى بوجبةٍ خفيفةٍ ولذيذة وتنسى خططك الكبرى؟ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ نمو قدراتك وتطورها يبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك؛ إذ سيؤدي الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك إلى وضع الأمور في نصابها من زاوية لا يمكنك فهمها الآن، ويفتح أبواب الفرص أمامك التي ما كنت لتراها لولا ذلك.

17. لا أحد يفهمني:

كل شخص لديه حياته الخاصة التي يقلق بشأنها، والجميع مشغولون، وفي نهاية اليوم لا أحد لديه الوقت أو الطاقة لمعرفة مشكلات أي شخص آخر، إذا كان من الهام حقاً أن يفهمك شخص ما فما عليك سوى التواصل معه وتسهيل الأمر عليه، توقف عن العبث واللف والدوران، وقُل ما تريد قوله بوضوح، وتذكَّر أنَّه ليس من الضروري أن يفهمك الجميع ويتفقون معك طوال الوقت.

18. لا أحد يهتم لما أهتم به:

هل يمكنك تخيُّل ما سيحدث لو أنَّ كل شخص يدعم قضية هامَّة اتخذ مثل هذا الموقف؟ ما كنَّا لنمتلك أي منظمات خيرية، أو سيارات اقتصادية، أو اكتشافاتٍ صحية، أو جهود سلام، أو حملات محو أمية، وما إلى ذلك، انسَ أمر الآخرين للحظة، واهتم بقضيةٍ ما لأنَّها هامة، واتخذ موقفاً جاداً، وإذا كنت تهتم حقاً فكن مناصراً لما تهتم به، وساعد الآخرين على فهم سبب اهتمامك سواء كانوا يتَّفقون معك أم لا.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح فعّالة تساعدك على تحسين حياتك نحو الأفضل

19. لقد خسرت كثيراً سابقاً:

كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية، وإذا لم يكن كذلك فهي ليست النهاية، لقد مررنا جميعاً ببعض الأوقات الصعبة، ومن المحتمل أن تمر أنت شخصياً بمزيد منها في المستقبل أيضاً؛ لكنَّها صعوبات تستحق العناء؛ فهي تساعد على بناء شخصيتك، وتمنحك بعض الدروس الضرورية لنموك؛ فبالنسبة إلي يمكنني أن أعزو بعض أفضل الأشياء في حياتي الآن إلى المواقف الصعبة التي مررت بها؛ لذلك عندما تبدو الأشياء مستحيلة، أو تشعر أنَّك لن تتقدَّم أبداً فقط اعلم أنَّك ستنظر في النهاية إلى ماضيك وتندهش من التقدُّم الذي أحرزته.

20. لا يمكنني الاستمرار دون أولئك الذين رحلوا:

هذه النقطة الأخيرة هي بالفعل نقطة صعبة، ومع ذلك عليك أن تتذكَّر إذا دخل شخصٌ ما حياتك وكان له تأثير إيجابي فيك، ولكن لسببٍ ما لا يمكنه البقاء؛ فليس من المنطقي أن تحزن إلى الأبد؛ بل بدلاً من ذلك كن شاكراً لأنَّ مساراتكما قد تقاطعت يوماً وجعلتك سعيداً بطريقة ما، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة فقط، الحياة هي التغيير، والناس حقاً يأتون ويرحلون، وبعضهم يعود، وبعضهم لا يعود، ولا بأس في ذلك؛ فمجرد مغادرة شخص ما لا يعني أنَّك يجب أن تنسى أيَّ شخص آخر ما يزال يقف إلى جانبك، استمر في تقدير ما لديك وابتسم للذكريات.




مقالات مرتبطة