كان معدل السعادة بين المشاركين الذين يعتقدون أنَّ السعادة يمكن التحكم بها هو 7.39، وعلى الجانب الآخر، كان معدل السعادة بين من يعتقدون أنَّ لا يد لهم في الشعور بالسعادة هو 5,61.
حتى إن أخذنا بالحسبان ما يُسمَّى الانحياز للمصلحة الذاتية؛ وهو عندما ينسب الفرد الفضل لنفسه عندما يحدث له أمر إيجابي، ولكنَّه يلوم الآخرين إن وقع له حادث سيء، لا يزال البحث على قدر من الأهمية.
شاهد بالفيديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة
يقول الباحث القائم على الدراسة هوغو هوير (Hugo Huyer) للقناة الباكستانية جي جي إن (GNN): " لم أتوقع أن أرى هذا الفارق الهائل في معدل السعادة بين من يعتقدون أنَّ في إمكانهم التحكم بالسعادة، وبين من لا يعتقدون ذلك؛ حيث لا تظهر هذه الترابطات بوضوحٍ عادةً في العلوم الاجتماعية؛ نظراً لأنَّ النتائج تتأثر بعوامل لا يمكن تجنبها في هذه الأبحاث".
ومع ذلك، فإنَّ الدراسة تتفق مع الدراسات الأخرى في هذا المجال، وتشير إلى حقيقة أنَّ أسعد الناس هم من على دراية بأنَّه يمكنهم التحكم ببعض جوانب حياتهم؛ وعندما تركِّز على هذه النقطة، فإنَّك من المرجح أن تشعر بالسعادة أكثر "، وإن كنت لا تشعر أنَّ في مقدورك التحكم بالسعادة، فعلى الأرجح إنَّك أقلُّ سعادة.
طُرح على المشاركين أسئلة مثل: "هل تعتقد بأنَّ السعادة شيء يمكن التحكم به؟"، و"كيف تقيِّم سعادتك على مقياس من 1 إلى 10 بالنظر إلى حياتك في السنة الفائتة؟".
انقسموا بعد ذلك إلى ثلاث مجموعات اعتماداً على إجاباتهم فيما يتعلق بمعدل سعادتهم، كان ذوو معدلات السعادة القليلة 6 أو أقل، هم أكثر عرضة بـ 5 مرات للشعور بأنَّ السعادة خارجة عن سيطرتهم، مقارنة بالأشخاص ذوي معدلات السعادة المرتفعة 9 أو 10.
كما لم يكن هناك فارق بين الجنسين؛ حيث أظهر الذكور والإناث النتائج نفسها؛ إذ أفاد 89% منهم بأنَّه يمكنهم التحكم بسعادتهم.
يقول هوير (Huyer) وفريقه من الباحثين في هولندا إنَّ دراستهم أظهرت أنَّ الأشخاص ذوي المستوى التعليمي الأعلى، هم أكثر عرضة للشعور بأنَّ السعادة يمكن التحكم بها، كما تُظهر الدراسة أنَّ الموظفين الذين يعملون بدوام جزئي أو بدوام كامل، كانوا أكثر اعتقاداً أنَّه يمكنهم التحكم بسعادتهم.
وفقاً لهذا التحليل: عند الانتقال من الدراسة في الجامعة إلى ميدان العمل، يمكنك أن تتوقع أن تشعر بتحكم أكبر بالسعادة بنسبة 75% إلى 90% كمعدل وسطي.
يتغير مدى تحكمك بالسعادة كلَّما تقدَّمت في السن:
بدا من خلال البحث أنَّ العمر له تأثير هام في السعادة؛ حيث يتضاءل مقدار شعورنا أنَّ سعادتنا في متناول إرادتنا، عندما نكون في مقتبل العمر ويزداد كلَّما تقدَّمنا في السن.
إحدى النتائج المثيرة للاهتمام هي أنَّ العمر يلعب دوراً هاماً في درجة سعادتنا، ففي دراسات مكثفة حول علاقة السعادة بالعمر، وجد الباحثون أنَّ السعادة تتناقص من سن 18، وتصل إلى ذروة التعاسة في سن 47 تقريباً؛ وبعدئذٍ، ترتفع مستويات السعادة تدريجياً مرة أخرى، وقد أُكِّد هذا في جميع أنحاء العالم.
ما يبشر بالخير أنَّ الشعور بأنَّك تستطيع التحكم بالسعادة يزداد في الأعمار المتقدمة؛ لذا فإن كنت في مقتبل العمر، فيمكنك أن تتفاءَل؛ وذلك لأنَّك ستصبح أكثر سعادة في المستقبل.
أضف تعليقاً