20 طريقة بسيطة لبناء الثقة بالنفس

يُولَد الإنسان نقياً، وكاملاً، ومدركاً لاحتياجاته الخاصة من اهتمامٍ، ورعايةٍ، وغذاءٍ، وأمانٍ، ودفءٍ، ومحبة، ويكون عالم الطفل الصغير مثالياً عندما تُشبَع هذه الاحتياجات، حتى عندما يكبر قليلاً في ظل وجود أبوين محبين وحنونين؛ فإنَّ شعوره بذاته، وتميزه يكبر أيضاً، لا سيَّما في مرحلة استكشاف العالم من حوله، وإدراك عجائب الحياة والكون الذي يعيش فيه.



تبدأ التغيرات البارزة بعد الذهاب إلى الحضانة، ومقابلة مزيد من الأطفال، فيقابل الطفل في الحضانة أطفالاً آخرين أقوى، وأذكى، وأسرع، وأجمل منه، وسيقابل أطفالاً يجرحونه ويزعجونه بكلامهم، وتبدأ في هذه المرحلة عملية التحصيل الدراسي، والسعي إلى نيل استحسان المعلم، والتزام القواعد والضوابط.

يبدأ الطفل في هذه المرحلة بإدراك عيوبه، وعدم كفاية مؤهلاته في بعض النواحي، ووجود مَن هم أفضل وأمهر منه، ويستنتج الطفل حينها أنَّ تحصيل القبول والمحبة والاستحسان في الحياة يعتمد القدرات والإمكانات، ومستوى الأداء، والمظهر الخارجي، والشخصية، والامتثال للضوابط، ويسهم الوالدان بطريقة غير مباشرة بترسيخ هذه القواعد الحياتية الجديدة عندما يتأملان ويتوقعان أن يحقق الطفل إنجازات معينة.

مع دخول الفرد في مرحلة المراهقة تبدأ مشكلات الثقة بالنفس عندما يتعرض من أقرانه لكلام وتعليقات جارحة وسلوكات مؤذية تحط من قدره، ويطَّلع على الصور المثالية التي يروج لها الإعلام طوال الوقت، ويحرز الفرد خلال هذه المرحلة عدة نجاحات، وينال المحبة، والدعم والتشجيع الذي يحتاج إليه لإرساء أسس ثقته بنفسه.

لن يُتاح للثقة بالنفس التي تنشأ في مراحل الطفولة الباكرة أن تنمو وتتطور في ظل ظروف التنشئة العائلية المختلة، والمضطربة، أو عند التعرض للنقد أو التعنيف الأسري أو المعاملة المؤذية، ويستحيل أن تتطور ثقة الإنسان بنفسه في مرحلة المراهقة إذا كان قد ترعرع في جو أسري مختل.

في مرحلة الرشد يغادر الإنسان منزله ويبدأ بتأسيس حياته الخاصة، ويمتلك الفرد في هذه المرحلة الخيار؛ فإمَّا أن يبقى متمسكاً بالاضطرابات، والألم، والخيبات، والمخاوف التي تعرض لها في السابق، أو أن يتحمل مسؤولية حياته ويتخلص من رواسب الماضي ويبدأ حياة سوية من جديد.

تكمن المشكلة في النقاط الآتية:

  • لا يدرك بعض الأفراد أنَّ هذا الخيار متاح.
  • لا يتمتع بعضهم بالمهارات اللازمة لتولي مسؤولية حياتهم الخاصة.
  • أحياناً يكون الأذى النفسي أكبر من قدرة الفرد على إيجاد الحلول.
  • قد يتأثر الفرد بشدة بمواقف وتعليقات الآخرين عن كونه كسولاً، أو معدوم الدافع، أو خجولاً، أو غير جذاب، أو أنَّه يفتقر إلى الإمكانات والمهارات اللازمة، ويحاول جاهداً نيل رضى الآخرين.
  • يعتمد بعضهم اعتماداً زائداً عن الحد الطبيعي على آراء الآخرين في تكوين نظرتهم تجاه أنفسهم وتحديد ما يستحقونه في الحياة.

يجب التذكير مجدداً والتأكيد على أنَّ بلوغ مرحلة الرشد يعني أنَّ الفرد يملك الخيار في قيادة حياته، وأنَّه قادر على اكتساب المهارات اللازمة لإجراء هذه النقلة النوعية في حياته، وتجاوز الأذى النفسي الذي تعرض له في الماضي، ورفض الأوصاف السلبية التي أطلقها الآخرون عليه، وتحمل مسؤولية حياته والعيش وفق قناعاته وشروطه الخاصة، واستعادة ثقته بنفسه.

تزدهر حياتك عندما تثق بأنَّ التغيير والنجاح ممكنان وقادمان لا محالة مع التطبيق والممارسة، وتبدأ بوادر الازدهار في الحياة حالما يقرر الإنسان أن يغير وجهة نظره وموقفه تجاه نفسه والعالم من حوله.

لا تتحدد هوية الفرد بماضيه، ولا بتوقعات والديه، أو آمالهما، أو متطلباتهما، ولا بتجاربه الفاشلة، ولا بنظرته وموقفه الحالي تجاه نفسه؛ بل إنَّ الإنسان قادر على تكوين هوية شخصية خاصة به متى ما أراد، وتبدأ الثقة بالنفس بالنمو والتطور حالما يدرك الإنسان هذه الحقيقة.

يعاني الجميع بلا استثناء مشكلات ترتبط بالثقة بالنفس ولكن بدرجات متفاوتة، وثمة أشخاص سبق أن تعرضوا لأذية نفسية بالغة تحتاج إلى العلاج، وآخرون تغلِب على شخصياتهم صفة الانطوائية أو الخجل، ويفتقر بعضهم إلى الثقة في النفس في أحد مناحي حياتهم، في حين يعاني آخرون انعدامها بالكامل.

فيما يأتي 20 طريقة لبناء الثقة بالنفس مهما كنت تفتقر إليها:

1. التخلص من الأفكار الذاتية السلبية:

تقتضي هذه الطريقة تحديد القناعات والأفكار الذاتية السلبية، ودحضها، والتخلص منها في نهاية المطاف، والإيمان بأفكار إيجابية جديدة عن الذات.

2. إعادة برمجة الدماغ:

يصبح التفكير السلبي مع مرور الوقت عادة راسخة ضمن الدماغ البشري؛ لذا عليك أن تعيد برمجة عقلك من خلال التوصُّل إلى أفكار إيجابية جديدة، حتى لو بدا الأمر غريباً في البداية فإنَّه سيؤتي ثماره بعد مدة، فتتيح لك هذه الطريقة إمكانية بناء عادات وعقلية إيجابية جديدة.

3. الابتسام:

تزداد سعادة الفرد وثقته بنفسه عندما يبتسم، حتى ولو كانت ابتسامةً مزيفة؛ إذ تثير هذه الابتسامة المشاعر في الدماغ.

4. الانتباه إلى وضعية الجسد:

يجب أن تنتبه إلى وضعية جسدك، بحيث تختار وضعية تبرز ثقة عالية بالنفس؛ كالوقوف بصورة مستقيمة مثلاً؛ الأمر الذي يؤدي إلى شعورك بمزيد من الثقة بالنفس.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

5. الممارسة:

إذا كنت تفتقر إلى الثقة بالنفس في مهارة معينة عندئذٍ يجب أن تعمد إلى ممارستها وتنميتها، فتتولد الثقة بالنفس مع الممارسة وتحسُّن المهارات.

6. تدوين المواهب والمهارات:

تقترح هذه الطريقة أن تدون مهاراتك، وقدراتك، ونجاحاتك، ومواهبك؛ لأنَّك ستنساها عندما يشتد شعورك بقلة الثقة بالنفس، عليك أن تدونها كي تتذكرها عند الحاجة.

7. التواصل الاجتماعي:

يشتد التفكير السلبي في أثناء العزلة؛ لذلك عليك أن تحرص على تخصيص بعض الوقت للتواصل الاجتماعي حتى لو لم ترغب في ذلك.

شاهد بالفيديو: ما هي مهارات التواصل الفعال؟

8. وضع حدود:

غالباً ما يترافق الافتقار إلى الثقة بالنفس مع الرغبة في إرضاء الآخرين؛ لذا يجب ألا تسمح للآخرين بالتحكم بقراراتك وتصرفاتك، فتقترح الطريقة أن تبذل ما بوسعك لتضع حدودك الخاصة وتستعيد ثقتك بنفسك.

9. تصوُّر الحياة المثالية بالنسبة إليك:

تقتضي هذه الطريقة تصوُّر الحياة التي تود عيشها لو كان بإمكانك أن تبني حياتك من نقطة الصفر، ويجب أن تبدأ العمل على بناء هذه الحياة حالما تنهي عملية التدوين.

إقرأ أيضاً: كيفية بناء الثقة بالنفس التي تحتاجُ إليها للنجاح في الحياة

10. الاهتمام بالمظهر الجمالي:

يجب أن تهتم بمظهرك الخارجي، وترتدي ملابس أنيقة، وتصفف شعرك بطريقة لائقة، وتبرز جمال وجهك، فتزداد الثقة بالنفس عندما يكون الإنسان في كامل أناقته وجماله.

11. تحدي المخاوف:

تقتضي هذه الطريقة تحديد التجارب التي تعوق تقدمك، أو التي تمتنع عن خوضها خشية الفشل؛ إذ عليك أن تخوض هذه التجارب واحدة تلو الأخرى بالتدريج.

12. قبول التجارب الفاشلة:

يتم ذلك من خلال مراجعة التجارب الفاشلة التي خضتها في الماضي، وتدوين العِبر والدروس المستفادة من كل واحدة منها؛ أي عليك أن تفكر بالجوانب الإيجابية للتجارب الفاشلة وكيف يمكنك أن تستفيد منها في المستقبل.

13. تحديد القيم الحياتية:

يكون ذلك من خلال تدوين القيم الحياتية الأساسية بالنسبة إليك، والتأكد فيما إذا كنت تلتزمها في سلوكاتك وأفعالك، فعليك أن تفكر بعدها بالأعمال التي يمكن أن تقوم بها لردم الهوة بين قيمك وأفعالك.

14. البحث عن منتور: 

قد يكون المنتور شخصاً ملهِماً وناجحاً يمدك بالدافع الذي تحتاج إليه في حياتك؛ لذا عليك أن تحدد هذا الشخص، وتدرس شخصيته، وتصرفاته وسلوكاته في الحياة، وتكتشف الطرائق والأساليب التي اتبعها ليحقق التقدم والنجاح في حياته.

إقرأ أيضاً: من هو المنتور؟ وما أهميته بالنسبة إليك؟

15. التركيز على الحاضر: 

تنجم معظم مشكلات الثقة بالنفس عن القلق بشأن المستقبل والندم على الماضي، وعليك أن تركز على المهام التي تعمل عليها؛ بل أن تندمج فيها بالكامل وتستمتع، ولا تشغل بالك بأي موضوع آخر.

16. مساعدة الآخرين:

يشعر الإنسان بمنتهى الرضى والثقة بالنفس عند المشاركة والعطاء وخدمة الآخرين، لا سيَّما عندما يكون لطيفاً ومعطاءً بمحض إرادته.

17. تخصيص بعض الوقت للتفكير السلبي:

يمكنك أن تخصص بعض الوقت؛ وليكن 10 دقائق يومياً للتفكير بمشكلاتك وتجاربك الفاشلة.

إقرأ أيضاً: أسباب التفكير السلبي وكيفية التخلص منه

18. خوض تجارب جديدة:

لتكن هواية، أو رياضة، أو وصفة طعام جديدة، فتكمن الفكرة في القيام بنشاط أو عمل لم يسبق أن فعلته من قبل.

19. قراءة كتابات ملهِمة:

يمكنك مثلاً أن تستخدم الكتب التحفيزية لتعزيز ثقتك بنفسك؛ فيوجد كتاب للكاتب والكوتش "ستيف تشاندلر" (Steve Chandler) تحت عنوان "قهر الخوف: إيجاد الشجاعة لتغيير الأشياء التي تستطيع تغييرها" (Fearless: Creating the Courage to Change the Things You Can).

20. طلب المساعدة:

يمكنك أن تنضم إلى دروس تعزيز الثقة بالنفس، وفي حال عجزت عن تجاوز تجارب الماضي عندئذٍ يمكنك أن تطلب مساعدة المتخصصين.




مقالات مرتبطة