20 شيئاً يجب عليك تذكره إذا كنت تحب شخصاً مصاباً بالاكتئاب

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يوجد أكثر من 350 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب؛ واستناداً إلى هذه الإحصائية المذهلة، فمن المرجَّح للغاية أن نتعامل جميعاً في مرحلة ما مع شخص يعاني من نوبة اكتئاب؛ ومع وضع هذا الاحتمال في الحسبان، ربَّما يقاسي الأشخاص الذين لا تتوقَّع أنَّهم يعانون من الاكتئاب -كالأصدقاء، وأفراد الأسرة، وزملاء العمل، وحتى رئيسك في العمل- مرارة الاكتئاب دون أن تعلم ذلك.



يؤكِّد المعالجون النفسيون على أنَّ أحد الجوانب الأشد تدميراً في التعامل مع الاكتئاب هي وصمة العار والنقد السلبي الذي يخلِّفه الآخرون على الشخص المكتئب؛ بالإضافة إلى ذلك، قد لا يعرف الناس حتى أنَّ سلوكاتهم وتعليقاتهم سلبية أو مؤلمة، بل وتزيد أحياناً من سوء وضع مريض الاكتئاب.

ومع وضع ذلك في الاعتبار، إليك 20 أمراً بسيطاً يجب أن تتذكره عند التعامُل مع أولئك الذين يخوضون صراعاً مع الاكتئاب؛ ولن تساعد هذه النقاط على التخلُّص من وصمة العار المتعلِّقة بالاكتئاب فحسب، بل قد تساعد الفرد الذي يعاني من الاكتئاب على التعافي أيضاً:

1. يمتلك مريض الاكتئاب شخصية قوية:

لقد قال الطبيب النفسي الدكتور "نيل بيرتون" (Neel Burton) في حديثله لمنصة "تيد إكس" (TEDx) أنَّ الاكتئاب قد يكون تعبيراً عن بحث أعمق عن المغزى والأهمية في الحياة، إذ يمكن النظر إلى الشخص الذي يعاني من الاكتئاب على أنَّه يعمل على فهم الحياة ويحاول تحقيق وإصلاح وتحسين مزيد من الأمور.

فضلاً عن ذلك، قد يشكِّل الاكتئاب وسيلة لإعداد مستقبل أفضل، بل وأكثر صحة لأنفسنا ولمن حولنا؛ كما يشير الدكتور "بيرتون" إلى أنَّ بعض الأشخاص الأكثر نفوذاً وإلهاماً عانوا من الاكتئاب مثل "أبراهام لينكولن" (Abraham Lincoln) و"وينستون تشرشل" (Winston Churchill)؛ فقد قاد بحثهم عن السلام والسعادة قلوبهم وعقولهم إلى المعاناة من الاكتئاب، ولكن انتهى بهم الحال إلى تغيير مجرى التاريخ.

يتطلب الاعتراف بوجود الاكتئاب قدراً هائلاً من الإرادة والشفافية، ولكنَّه يدفع الناس أيضاً إلى إيجاد الحلول في أحلك لحظات الحياة؛ وباختصار: قد يجعل الاكتئاب الناس يلجون إلى أعماق أرواحهم، ويساعد على حل أي أحجبة غير ضرورية قد تخفي جمال الحياة؛ فهو ليس ضرباً من الخوف أو الجبن أو الجهل.

2. يحب مريض الاكتئاب أن تتواصل معه على نحوٍ غير متوقع:

غالباً ما يعتقد الناس أنَّ أي شخص يعاني من نوبة اكتئاب يُفضل أن يُترَك بمفرده؛ ورغم أنَّ هذا قد يبدو صحيحاً أحياناً، إلَّا أنَّ مجيء صديق أو أحد أفراد الأسرة أو الجيران لإلقاء التحية يمثِّل جرعة صحية من العلاقات الاجتماعية التي تكسر عزلته؛ فإحدى النظريات المتصاعدة حول سبب تأصُّل الاكتئاب في مجتمعنا هي الافتقار إلى العلاقات الاجتماعية، حيث توجد جرعة ثابتة من الفراغ وعدم التواصل في تفاعلاتنا اليومية بسبب كثرة العمل وإلهاء التلفاز والتكنولوجيا؛ لذا يحتاج الأشخاص المصابون بالاكتئاب مزيداً من الصحبة والأصدقاء، ومن الأشخاص الذين يتواصلون معهم ويرغبون في قضاء الوقت معهم، وليس العكس.

في المرة القادمة التي تفكِّر فيها في شخص يمر بحالة اكتئاب، فكِّر في عمل لطيف وودود يمكنك مشاركته معه بدلاً من اختيار الابتعاد عنه، وضع في اعتبارك أنَّ أحباءك وأصدقاءك الذين يعانون من الاكتئاب يحتاجون إليك وإلى وجودك أكثر من أي وقت مضى، وأنَّ الأسرة والمجتمع قد يكونون علاجاً طبيعياً لهم؛ لذا فلنبدأ استخدامه بصورة أكبر.

لقد عبَّرت "الأم تيريزا" عن ذلك بصورة جيدة للغاية عندما قالت: "إنَّ أفظع فقر هو الوحدة والشعور بأنَّك غير محبوب".

3. لا يريد مريض الاكتئاب أن يكون عبئاً على أحد:

يدرك الشخص المصاب بالاكتئاب مدى صعوبة إخفاء مشاعره وأفكاره عن الآخرين لتجنُّب الشعور بالخزي، فمن سمات الشخص الذي يعاني الاكتئاب أنَّه واعٍ تمام الوعي بنفسه وأفكاره ومشاعره، وكذلك بسلوك الآخرين تجاهه؛ لذا يُفضِّل إخفاء الحِمل الذي يفرضه الاكتئاب عليه طوال الوقت كيلا يُثقِل كاهل أحد.

ولكن من المؤسف أنَّ الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب يفضِّلون البقاء بمفردهم لأنَّهم لا يريدون التأثير سلباً في أي شخص آخر؛ ورغم أنَّ هذا قد لا يكون هو الحال دوماً، يرغب المكتئبون في التعامل مع اكتئابهم بنجاح وعدم السماح له بمساس أي شخص ولو بقدرٍ ضئيل، وقد يكون هذا موقفاً متناقضاً؛ إذ قد تؤدي الوحدة إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.

قد يؤدي الاكتئاب إلى شعور الشخص وكأنَّه عبء على العالم، خاصةً على من حوله؛ إذ لا يبحث مريض الاكتئاب عن الاهتمام أو التدليل، ولا بد أن ندرك أنَّ أهم هدف للشخص المكتئب هو التعامل مع اكتئابه بصورة فعَّالة دون التسبُّب بأي أعباء أو آلام لمن حوله؛ فإذا صدَر من الشخص المصاب بالاكتئاب أي أذى أو إساءة لك، تذكَّر أنَّه ليس العدو، بل اكتئابه هو العدو الحقيقي؛ لذا أخبره أنَّك تتقبله تماماً على نحو غير مشروط، وذكِّره بجميع السمات الإيجابية التي تحبها فيه.

شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على إصابتك بالاكتئاب

4. إنَّه ليس "محطماً" أو "معيوباً":

إنَّ جسم الإنسان عبارة عن آلة معقَّدة؛ ورغم أنَّه قد لازمنا منذ آلاف وربما ملايين السنين، لكن لا زلنا لا نعرف كيف نمنعه تماماً من الانهيار، ولا يزال الدماغ البشري بوظائفه وهيكليته الأكثر تعقيداً على الإطلاق؛ ورغم أنَّ السبب وراء بعض أنماط الاكتئاب ليس معروفاً أو مفهوماً تماماً، يفترض الكثيرون منَّا أنَّ الفرد المصاب بالاكتئاب ناقص أو معيوب؛ ولكنَّ شخصية المرء لا ترتبط بتشخيص الاكتئاب، فالأمر مثل لون العينين أو الأهبة لزيادة الوزن أو الشيب التي تعدُّ سمات توجد دون سبب محدَّد، حيث قد يحدث الاكتئاب في حياة الشخص لأسباب عديدة دون أن يكون دليلاً على أنَّه محطم داخلياً أو يعاني عيباً في الشخصية؛ وأفضل ما يمكنك القيام به هو الاستمرار في تقدير الشخص المصاب بالاكتئاب، والاستمرار في رؤيته كاملاً وقوياً وذا قيمة عالية.

5. إنهم فلاسفة بطبيعتهم:

يمتلك الأشخاص المصابون بالاكتئاب العديد من الأسئلة الوجودية والآراء حول الحياة والسعادة، وحول أهمية وجودهم على هذه الأرض؛ ولا يكفيهم مجرد كسب المال أو بدء حياة مهنية ناجحة، كما لا يكفيهم العَيش في الحاضر وتمنِّي تحقيق كل ما يريدونه؛ إذ للاكتئاب طريقة غريبة في جعل منظور الشخص أوسع وأشمل.

يرغب الأفراد المكتئبون في جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر عدلاً، كما يرغبون في الحصول على إجابات عن جميع تحديات الحياة، ويرغبون في مشاركة هذه المعرفة مع أكبر عدد ممكن من الناس؛ وقد يكون هذا الفضول عدواً لهم أحياناً، لكونه يثير أسئلة أكثر ممَّا يجد إجابات؛ لذا عليك أنَّ تدرك أنَّ الأشخاص المكتئبين في جوهرهم هم أذكياء وفضوليون ومبدعون، وهذا أمر إيجابي وليس سلبياً.

6. إنهم يحاربون الاكتئاب بقوة ويقدِّرون الكثير من الدعم:

يحتاج الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الناس الداعمين لهم في أكبر معركة في حياتهم، وليس إلى المتنمرين؛ ففي أحلك اللحظات، يمكن للأصدقاء أن يصبحوا ملائكة ينقذون حياتهم حرفياً، وستمتلك الخيار في مرحلة ما من حياتك لتنقِذ حياتهم أو تنهيها؛ فكُن منقذاً، وامنحهم القبول والمساعدة والتشجيع والتواجُد.

7. إنهم يحبون الفرص المتاحة للمرح والضحك:

يُعدُّ الضحك مفيداً للروح والعقل، وهو يفيد الأفراد المصابين بالاكتئاب أيضاً؛ لذا امنح أحباءك المكتئبين أو أصدقاءك وقتاً مليئاً بالضحك وروح الدعابة، وافعل ذلك كلما أمكنك؛ فجل ما يحتاجه هؤلاء الأشخاص هو مساحة للمرح والتسلية تلهيهم عن مآسيهم وأفكارهم المُحبِطة.

8. إنهم حساسون تجاه مشاعر الآخرين وأفعالهم:

يكترث الأفراد المصابون بالاكتئاب كثيراً لمن حولهم، فهم يكترثون لما تشعر به، وطريقة رؤيتك لهم، وطريقة رؤيتك لنفسك؛ ويهتمون لما يحتاج إليه الآخرون، بل وإنَّهم شديدوا الاهتمام بكل التفاصيل؛ كما لوحظ أنَّ بعض الأشخاص الأكثر اهتماماً بمن حولهم هم أشخاص يعانون من نوعٍ من الاكتئاب، لذا أطلِعهم على ما تحتاجه وما لا تحتاجه.

كما يجب أن تضع حدوداً محترمة وواضحة ومراعية لهم، وتسأل عن احتياجاتهم ورغباتهم، وتطلعهم على ما يمكنك أو ما لا يمكنك تقديمه؛ فليس هناك ما هو أفضل من العلاقة السليمة القائمة على الحدود والتواصل السليم.

9. يجب أن يُعامَلوا باحترام:

يوجد وصمة عار سلبية مرتبطة بمرض الاكتئاب، ولا يعدُّ الشخص المكتئب هو السبب في هذا، بل المجتمع؛ لذا من الهامِّ جداً أن نعرف أنَّ الحد من وصمة العار سيساعد في تخفيف الآثار المجتمعية للاكتئاب، وأنَّ الاحترام قيمة أكثر بكثير من كونه فعلاً؛ ويشمل ذلك رؤية الشخص بأكمله، وليس جزأه المكتئب فحسب.

يمكن للاكتئاب أن يحجب العديد من الصفات الإيجابية والرائعة التي يتحلَّى بها المرء؛ فلا تدع الاكتئاب يخدعك أو يخدع من تحب، وابحث عن الصفات الجيدة التي يتحلَّى بها أولئك الذين يعانون من هذا المرض القاسي.

10. يجب أن يعامَلوا مثل أي شخص آخر:

لا حاجة إلى التعامُل مع مريض الاكتئاب وكأنَّه شخص حسَّاس للغاية، بل تعامَل معه باعتباره شخصاً سليماً بنسبة 100٪ ولكنَّه يمرُّ بفترة صعبة كأي شخص آخر؛ إذ قد تكون معاملته على أنَّه شخص طبيعي لا تشوبه شائبة علاجاً شافياً للاكتئاب.

11. إنَّهم ذوو مواهب واهتمامات:

نمتلك جميعاً مواهب وقدرات تُميِّزنا، وينطبق الأمر نفسه على المُصابين بالاكتئاب؛ فهم يمتلكون مواهب واهتمامات مثلهم مثل الآخرين، وقد يمارسونها بصورة جيدة للغاية.

إذا كنت لا تعرف موهبة الشخص المكتئب أو ما يُميِّزه، فقد عثرت على مَهمَّتك التالية، وهي اكتشاف ذلك ومساعدته على العثور على شغفه الحقيقي، والبحث عن طرائق لتنمية هذا الشغف وتطويره وصقله، ومحو تلك الهوية السلبية التي تنتج عن المعاناة من الاكتئاب.

إقرأ أيضاً: كيف تُنشِئ قائمة بالأمور التي تمتلك شغفاً نحوها لتطوير حياتك

12. إنَّهم قادرون تماماً على منح الحب وتلقِّيه:

يستطيع كل إنسان على وجه الأرض غَمر الآخرين بمشاعر الحب وتلقيها منهم أيضاً، ولا يختلف المكتئب عن البقيَّة في هذا الصدد؛ لذا امنحهم الحب لتتلقَّاه منهم، وعامِلهم كما تحب أن تعامَل.

لا يهم إن كان الطرف الآخر يعاني من الاكتئاب أم لا، إذ لا تتغير جودة الحب التي تمنحها أو تتلقَّاها؛ لذا تواصل معهم بمزيدٍ من الحب لتتلقَّى مثله، وستجد محبة أكثر ممَّا كنت تعتقد.

لا يعني كون شخص ما يُعاني من الاكتئاب أنَّه سيكون في حالة مزاجية سيئة طوال الوقت، فقد يمر هؤلاء الأشخاص بفترات رائعة من الفرح والضحك والتواصل؛ لذا عليك انتظار هذه اللحظات، والتفكير في الأمر كما لو كان هذا الشخص بطل فيلمك المفضل؛ حيث لن تكون جميع اللقطات مثيرة ومبهجة، لكنَّك لا زلت تحبه وتشاهده مراراً دون ملل.

13. إنَّهم يحبون معرفة طريقة سَير الحياة:

يتمكَّن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب من حل المشكلات في أثناء البحث عن طرائق تحدُّ من اكتئابهم، فلا تتفاجأ إذا كانوا قارئين أو متعلمين نهمين، ولا تتفاجأ إذا طرحوا أسئلة لا يمكن الإجابة عنها بسرعة؛ فقد كان العديد من قادة العالم ورواده يقودهم تحليل وتفكير عميق ومعتقدات وقيَم راسخة الجذور، وكانوا ثاقبي الرؤية؛ فالاكتئاب ليس إعاقة، بل هو امتلاك قدرة تسبِّب الاكتئاب.

لا يمكن لأي شخص أن يجيب عن جميع أسئلة الحياة، أو يحل جميع أوجه التفاوُت؛ ولكن في بعض الأحيان، قد يكون مجرد السماح بطرح الأسئلة كافياً ببساطة.

14. إنَّهم لا يخططون لخسارة معركتهم ضد الاكتئاب:

قد تستمر معركتهم ضد الاكتئاب مدى الحياة، وربما تستغرق بعض الوقت وتمُر؛ وبغض النظر عن ذلك، لا بد من الفوز بهذه المعركة؛ ودائماً ما يكون سؤالهم هو: "متى سأتعافى من هذا الاكتئاب؟ وماذا أفعل ليحدث هذا سريعاً؟"؛ فخطتهم هي الانتصار على الاكتئاب، وليس الخسارة والعيش في أسى؛ لذا من الهام أن تتذكَّر أنَّ الاكتئاب يمكن علاجه، وأنَّ هناك العديد من الموارد لمساعدة الأشخاص المكتئبين على القيام بذلك.

إنَّ من أولى خطوات محاربة الاكتئاب الاعتراف بوجوده، حيث يمكن حينئذٍ معالجته؛ وإنَّه لمن المؤسف في كثير من الأحيان أنَّ الشخص يهدر طاقة لا حصر لها في حالة إنكار لإخفاء اكتئابه، أو محاولة التعامل معه من خلال إرادته فحسب.

15. قد يشعرون بالحزن دون سبب واضح، لذا كُن بجانبهم فقط:

تماماً مثلما يجتاح الضباب الطُرق ويُفسِد رحلتك الصباحية إلى العمل، قد يتسلل الاكتئاب إلى ضحاياه ويتسبَّب بتقلُّب مزاجهم، وهذا ليس شيئاً يسهُل التحكم به.

هل يمكن أن تتمنَّى أن توجِدَ الضباب؟ على الأغلب لا، ولكن لا يمكنك التحكُّم بالأمر؛ فغالباً ما يحاول المكتئب أن يكون سعيداً ولطيفاً ومشارِكاً، ولكن ما يحتاج إليه بسيط للغاية، وهو أن تكون بجانبه فحسب.

ما عليك سوى الجلوس مع الشخص المكتئب لقراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم كوميدي، أو الذهاب إلى المقهى واحتساء مشروب معاً؛ ولا حاجة إلى طبيب نفسي في هذا الأمر البسيط، بل يكفي وجودك بجانبه وقبولك له؛ لذا دَع الضباب يتلاشى مع شروق شمس الصباح، ورحِّب بيومٍ جديد تمنح فيه صديقك بعض السعادة.

شاهد بالفيديو: كيف تعيش بعيداً عن الاكتئاب؟

16. قد لا يملكون القدر نفسه من الطاقة التي يرغبونها:

يُعدُّ الإرهاق أو الافتقار إلى الطاقة من أعراض الاكتئاب، وقد أثبتت الأبحاث أنَّ ممارسة الرياضة من أكثر مضادات الاكتئاب فائدة.

ربما سمعت هذه النصيحة من قبل، ولكن دعنا نكون أكثر تحديداً؛ قد يختلف نوع التمرين ومدَّته، ولكنَّ الحد الأدنى لإحداث التأثير هو ممارسة المشي السريع ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لمدة 30 دقيقة في كل مرَّة، وهذا هو مقدار التمرين الذي يحتاج إليه الشخص ليشعر بتأثير مضاد للاكتئاب.

لذا، إذا كانت الشمس مشرقة والنسيم عليلٌ في الخارِج، فادعُ الشخص المكتئب للسير معك؛ قد لا يشعر بتأثير فوري، أو قد يشعر بتحسُّن بعض الشيء؛ وكن في كلتا الحالتين، تؤدِّي ممارسة الرياضة بهذه الطريقة إلى زيادة فرصه في التغلُّب على الاكتئاب وتعزيز مستويات طاقته.

17. قد يبدو عليهم الغضب أحياناً، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي:

يُعدُّ الغضب السريع عرضاً آخر من أعراض الاكتئاب، ورغم عدم وجود مبرِّر لمعاملة الناس بقلة احترام، فمن الهام أن تتغاضى عن أي خلافات تحدث بينك وبين شخص مكتئب.

من ناحية أخرى، من المقبول والهام تحديد التوقُّعات ووضع الحدود بينك وبين الشخص المكتئب؛ فالتوقُّع هو أدنى مستوى تتوقعه من شخصٍ ما، ويمكن أيضاً اعتبار الحدود بمثابة توقُّع يُوضَع من أجل الحفاظ على علاقة متناغمة.

إذا آذى شخص مكتئب مشاعرك بطريقة ما، فلا بأس من إخباره بذلك؛ ولكن كما هو الحال مع أي علاقة، فمن المستحسن التعامل مع أي لوم متبادَل؛ وما عليك سوى السماح له بمعرفة ما تشعر به وماذا تريد منه بدلاً من ذلك؛ وإذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب غير مستعد للإنصات حالياً، فحاول مرة أخرى لاحقاً عندما تهدأ مشاعره، ودعه يعرف أنَّك تحبه، ولكنَّك تحب نفسك أيضاً؛ وستريه بهذه الطريقة أهمية حب الذات، ومهارات التواصل، ووضع الحدود.

18. لا يريدون أن يُملي عليهم أحد ما يجب عليهم فعله:

ينزعج الشخص المصاب بالاكتئاب من عبارات مثل: "ينبغي أن تخرج أكثر مع أصدقائك"؛ إذ يمتلك المكتئبون بالفعل عادة عميقة ومتأصلة في "مساءلة" أنفسهم إلى أقصى حد.

لا يؤسس هذا علاقة متعالية فحسب، بل يفترض الشخص المكتئب أنَّك تعامله باعتباره لا يملك وعياً أو إرادة مستقلة؛ وخلاصة القول هي أنَّ الشخص الذي يدلي بهذه العبارات يبدو وكأنَّه أحد الوالدين، ولا يحتاج الذين يعانون من الاكتئاب إلى والد يخبرهم بما "ينبغي" عليهم فعله، بل يجب أن يُسأَل الشخص المصاب بالاكتئاب أكبر عدد ممكن من الأسئلة المفتوحة؛ ممَّا سيساعده على التفكير في خياراته، والتفكير في البدائل، واستكشاف الأفكار، وتوسيع قدراته، وما إلى ذلك؛ ولن تؤدي كلمة "ينبغي" إلَّا إلى إقامة جدار عازل بينكما دون إنجاز أي شيء.

تذكَّر أنَّ السؤال المفتوح ليس سؤالاً تكون إجابته "نعم أو لا"، بل تكون إجابته واسعة تعتمد على تدفق الأفكار؛ واسأله على سبيل المثال: ما هي خياراتك الآن؟ "حسناً، كذا وكذا...".

إقرأ أيضاً: كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

19. إنَّهم يحتاجون إلى الكثير من دعم وتشجيع الأسرة:

هذا أمر لا بد منه، كما أنَّه ليس صحيحاً أنَّ الأسرة تجعل الاكتئاب أشد سوءاً، أو أنَّها لا تساعد المريض على التعافي؛ وفي الواقع، يوجد نماذج علاجية للاكتئاب تشمل الأسرة أو الشريك؛ ورغم أنَّ الاكتئاب قد يجعل العلاقة تتوتَّر، يوجد أيضاً قوة كبيرة في استخدام العلاقة كوسيلة لمساعدة الأفراد المكتئبين على التعرُّف على أنفسهم وعلى كيفية تنظيم التفاعلات.

إحدى أفضل الطرائق لإحداث فرق في حياة الشخص المصاب بالاكتئاب هي إخباره بأنَّك موجود من أجله؛ فهذا أمر لا يجب أن يفترضه هو، بل ينبغي عليك توصيله مباشرة وجهاً لوجه؛ كما ينبغي عليك مراعاة الطريقة التي تظهر بها الدعم والتشجيع؛ وسنقدم فيما يأتي قائمة صغيرة من التوصيات:

  • امنحه مجاملة صغيرة وصادقة.
  • أشِر إلى نقاط قوته وصفاته الإيجابية.
  • أشرِكه في الأحداث أو الخطط.
  • لا تملِ عليه ما ينبغي عليه فعله.
  • احترم مشاعره وأفكاره، ولكن استخدم الأسئلة المفتوحة قدر الإمكان.

20. إنَّهم يحتاجون الدعم إيجابي أكثر من النقد أو الدعم السلبي:

عند التدرب على تنشئة الأطفال، تبيَّن أنَّ الدعم الإيجابي يعمل بصورة أفضل من الدعم السلبي في الحصول على السلوك الذي تريده من الطفل، ويعدُّ تسليط الضوء على الأمور الإيجابية والاحتفاء بها في أي علاقة تقريباً طريقة صحية وفعَّالة لتعزيز السلوك المرغوب؛ كما يُضفي تلقِّي الدعم الإيجابي شعوراً رائعاً حتى في مكان العمل، إذ يزيد تلقِّي الثناء على عملنا واحترام جهودنا من إنتاجيتنا وتفانينا في العمل.

سيتعزَّز تقدير الذات لدى الشخص المصاب بالاكتئاب كلما قرَّرت استخدام التعزيز والدعم الإيجابي؛ فجرِّب ذلك دون تردد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة