20 استراحة ذهنية لتنشيط الأطفال

حين تعلِّم أطفالاً بعمر الرابعة، ستدرك على الفور أنَّك إن أردتَ مساعدتهم على تطوير مهاراتهم، فيتحتم عليك أولاً العثور على طريقة لمساعدتهم في التركيز لفترات متواصلة.



هناك طريقتان أساسيتان لفعل ذلك:

  1. إثارة اهتمامهم بالنشاطات؛ حيث يمكِنك استخدام أي أسلوب قد يخطر في بالك، بدءاً من إحضار مُهرِّجين ليلعبوا مع الطلاب، ووصولاً إلى دمج ألعابهم المفضلة بموادهم التعليمية؛ إذ عليك أن تستثمر حب الطفل للمرح لتساعده على التركيز.
  2. منحهم الاستراحات الذهنية.

الاستراحات الذهنية هي أوقات مستقطعة قصيرة تساعد الأطفال على التركيز، ولفهم تأثيرها تخيَّل أنَّ للدماغ مؤشراً يُظهِر كمية المعلومات التي يمكِنك التفكير بها خلال فترة زمنية معيَّنة؛ فحين يعمل الطفل بجد ويركز تماماً، يكون المؤشر عند أعلى درجة، وعندها يستطيع الأطفال تلقِّي المعلومات بسهولة ونقلها إلى ذاكرتهم طويلة الأمد، ولكن حين يبدأ المؤشر بالهبوط ستلاحظ أنَّ الطفل يشعر بالضجر أو يبدو قلقاً، وفي هذه الحالة تُرسَل المعلومات والتجارب الجديدة من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة الأمد، حيث ستلاحظ حينها أثر الاستراحات الذهنية؛ فهي تسمح بإنعاش الدماغ لنستمر بالتعلم بدرجة أعلى من التركيز.

ستُقدِّر أهمية هذه الاستراحات إن كنتَ تعمل في مجال التدريس الخصوصي؛ فهي تساعد في التخفيف من الضجر والإحباط لدى الطفل، على سبيل المثال: فكِّر بتلك الأوقات حين تحاول مساعدة الطفل على حلِّ مسألة صعبة، فهو نشاط مرهِق لكليكما، وخصوصاً إذا أضفتَ إليه انخفاض مستوى الطاقة بعد يوم كامل قضاه في المدرسة أو جالساً يشاهد التلفاز، فيأتي دور الاستراحات الذهنية حين تتراكم هذه الضغوطات لدرجة تؤثر في تركيز الطفل.

سنستعرض في هذا المقال مجموعةً من أفكار الاستراحات الذهنية للأطفال؛ فبعضها عبارة عن أنشطة جسدية، وبعضها الآخر يبعث على الاسترخاء؛ لذا جرِّبها وبدِّل بينها حتى تعثر على أفضل خيار للطفل الذي تعمل معه، ويمكِنك بالطبع أن تُكرِّر الاستراحة الذهنية نفسها؛ فحين تضع للاستراحة اسماً وهدفاً، ستتمكن من رفع حماس الطفل، لأنَّه سيتطلع إلى المشاركة في جولة ثانية من هذا النشاط فيما بعد.

استراحات ذهنية نشطة:

جرِّب هذه الاستراحات الذهنية التي تتضمن نشاطاً جسدياً:

1. التبادل:

اطلب من الأطفال الوقوف خلف كرسي، وعليك أن تنادي بصفةٍ مثل: "أصحاب العيون البنية"، حيث يجب أن يبدِّل كل مَن يحمل هذه الصفة مكانه مع شخص آخر يمتلكها أيضاً، ولا يتحرك أولئك الذين لا تنطبق عليهم هذه الصفة، كما يمكِنك أن تنادي بالكثير من الصفات والأمور الأخرى، مثل: "جميع الذين يرتدون أحذية رياضية" أو "مَن يرتدي ملابس صفراء".

2. حفلة الرقص:

أضف خمس أو ست أغانٍ إلى قائمة التشغيل تتضمن الأغاني المحببة لدى الأطفال مثل: "بيبي شارك" (baby shark)، ثمَّ اخفِت الأضواء واترك الأطفال ليرقصوا على نغماتها، ثمَّ بدِّل بين الأغاني ليغيروا أسلوب رقصهم؛ فهو نشاط لطيف ومرح.

3. تجميد الرقص:

هذا النشاط مشابه لحفلة الرقص، لكن عوضاً عن التبديل بين الأغاني عليك إيقافها بشكل مفاجئ، وعلى الأطفال التوقف عن الحركة تماماً عند انقطاع الموسيقى حتى تبدأ مجدداً، كما يمكِنك زيادة المرح بأن تحاول إضحاكهم، وإذا ابتسموا فسوف يخسرون.

4. الأرض أشواك:

على التلاميذ أن يمنعوا بالوناً من ملامسة الأرض، أو يمكِنك استخدام بوالين عدَّة، ويمكِنك أيضاً تقسيمهم إلى فريقين، وكلٌّ منهما مسؤول عن بوالين بلون معيَّن، والفريق الذي يلامس أحد بوالينه الأرض أولاً هو الخاسر، أو يفوز الفريق الذي لا يزال لديه أكبر عدد من البوالين في الهواء بعد 60 ثانية.

5. يقول المعلم:

هذه لعبة قديمة ولا تزال محبوبةً، ويمكِنك التعديل عليها قليلاً باستخدام الحركات القتالية، أو الرقصات، أو حركات الأبطال الخارقين، وغيرها.

6. تقليد حركات الحيوانات:

على الأطفال تقليد حيوانات مختلفة، وهي لعبة مفضلة بين الأطفال الصغار؛ فأخبِرهم أن يقفوا على قدم واحدة مثل: الفلامينغو، أو يزحفوا مثل: الدب، أو يركضوا مثل: الفهد، أو أن يمشوا مثل: البطريق.

7. العثور على الكنز:

هذه اللعبة أحد أشكال البحث عن الكنز؛ إذ عليك أن تُحدِّد اسم شيء موجود في الغرفة وعلى الأطفال الوقوف بجانبه، كشيء له وجه، أو رائحة، أو ساعة، أو هاتف.

8. الضفدع:

التحديات الجسدية أفضل مصدر للمرح، وفي هذا التحدي يجلس الشخص القرفصاء مثل: الضفدع، ثمَّ يميل جسده إلى الأمام حتى يرفع رأسه وقدميه عن الأرض، فهذه إحدى وضعيات اليوغا القديمة؛ لذا ننصحك بالاطلاع عليها على الويب، أو من كتيِّب تعليمي قبل تجريبها كي لا تؤذي نفسك، كما يمكِنك رفع التحدي بأن تمسك أنفك بيدك اليسرى وتلمس ركبتك مع كوعك الأيمن.

9. خدمة التوصيل:

أعطِ كلاً من التلاميذ صحناً ورقياً، واطلب منهم حمله فوق راحة يدهم المبسوطة، ثمَّ عليهم الجري حول الغرفة دون أن يسقط الصحن من يدهم، وارفع التحدي بإخبارهم أنَّ عليهم إيقاع الصحون من أيدي بعضهم، وإن لامسَ صحن أحدهم الأرض، يتعاقب بالقيام بثلاث قفزات في الهواء.

10. رقصة الليمبو:

استخدِم الأحزمة، أو الحبال المربوطة من جهتين، وعلى الطلاب المرور من تحتها بالتناوب، كما تضفي الموسيقى الحماسية جواً رائعاً هنا.

11. العُقدة البشرية:

قسِّم المشاركين إلى مجموعتين؛ حيث يجب أن تقف المجموعة الأولى في دائرة، ثمَّ يمسكوا بأيدي بعضهم كي يشكلوا عقدةً، ثمَّ تأتي المجموعة الثانية لتفك هذه العقدة وتعيد الأفراد إلى وضعهم الأول.

إقرأ أيضاً: 7 أنشطة تساعد طفلك على التطور

12. موازنة الريشة:

يمكِنك أن تعزز هذه الاستراحة الذهنية بتشغيل مع الموسيقى الهادئة، ويمكِنك استخدام بالون أو قشة إن لم يكن لديك ريشة.

13. بناء الأبراج:

يجب على التلاميذ بناء أعلى برج أو هرم مثلاً، باستخدام الأكواب البلاستيكية أو المكعبات الورقية.

استراحات ذهنية للاسترخاء:

تحدَّثنا عن الاستفادة من الاستراحات الذهنية لتنشيط الأطفال، ولكن يمكِن استخدامها أيضاً لتهدئتهم؛ فنتائج هذه الاستراحات أقرب إلى اليقظة الذهنية؛ أي تهدف إلى تخفيف القلق والتوتر:

14. التأمل:

التأمل وسيلة شائعة للتخفيف من التوتر، ويمكِنك إيجاد العديد من الأمثلة الرائعة لجلسات التأمل المسجلة مسبقاً على موقع "يوتيوب" (YouTube).

15. المِشكال:

المشكال (Kaleidoscope) طريقة ممتعة للاسترخاء؛ فهي ساحرة مثل دوامة من الهدوء تشدُّك إليها.

16. قراءة القصص والاستماع إليها:

أحد أكثر الاستراحات الذهنية شعبيةً هي قراءة القصص أو الاستماع إليها، فأحلام اليقظة تساعد الأطفال على إعادة شحن طاقتهم، ولكن بالطبع يجب أن تكون القصة ممتعةً.

شاهد بالفيديو: 6 فوائد لقراءة القصص للأطفال

17. الرسم:

امنح طفلك بضع دقائق لرسم أيِّ شيء يرغب به؛ فهذا التمرين يساعده في العثور على السكينة، وسيكون مسلِّياً أكثر إن توافرَت أقلام وألوان مختلفة، كما يمكِنك أيضاً إضافة الموسيقى الهادئة في الخلفية، وبهذا تخلق جواً مناسباً للاسترخاء.

18. التلوين:

هذه طريقة أخرى لإراحة الذهن، حيث يمكِنك شراء دفاتر التلوين، أو تحميلها مجاناً من مصادر عامة على الإنترنت.

19. التنفس بعمق:

التنفس بعمق طريقة ممتازة لتساعد طفلك على تهدئة نفسه، كما أنَّها أسلوب سريع للتخلص من التوتر قبل الاستعداد للنشاط التالي.

علِّمهم التمرين كما يلي: ضع يدك فوق بطنك وتنفَّس عبر أنفك لمدة 4 ثوانٍ حتى تشعر ببطنك ينتفخ مثل البالون، واحبس نفسك لمدة 4 ثوانٍ مجدداً، ثمَّ اخرج الزفير ببطء عبر فمك واشعر بمعدتك تتقلص، ثمَّ كرِّر ذلك 10 مرات.

20. التنزه في الهواء الطلق:

هذا ثاني أكثر الأساليب شعبيةً بين الأهالي، فالهواء الطلق له تأثير إيجابي دوماً فيهم، وذلك تبعاً لاستطلاع عن الاستراحات الذهنية للأطفال في المنزل، كما تستطيع ممارسة لعبة البحث عن الكنز في أثناء قضاء الوقت في الخارج، مثلاً: حاوِل العثور على السيارات ذات اللون الأحمر، أو الطيور من نوع محدد، أو حتى الأشجار إن كنتَ على معرفة جيدة بأنواعها.

يمكِنك أيضاً استخدام تطبيق على هاتفك المحمول يتعرف إلى أنواع الفطر؛ ففي هذا النشاط، تبحث عن الفطر أو العشبة حولك، ثمَّ تستخدم التطبيق للتعرف إلى نوعها، حيث يجذب هذا النشاط الأطفال جداً، ولكن يجب أن تتأكد من التزامهم بقواعد الأمان مثل: عدم لمس الفطر أو العشبة، كما يمنحهم اللعب في الخارج فرصةً لإنعاش حواسهم والاستراحة من مهامهم الدراسية.

إقرأ أيضاً: فرط الحركة عند الأطفال: تعريفه، وأعراضه، وأسبابه، وأهم طرق علاجه

متى يجب أن تستخدم الاستراحات الذهنية؟

مفتاح الاستراحات الذهنية هو توقيتها؛ لذا استخدِمها قبل أن يبدأ الطفل بالشعور بالإرهاق أو يتشتت انتباهه، وبعد وقتٍ ستوازن بين فترات الاستراحة وفترات التعلم.

تكون الذاكرة العاملة أقصر لدى الأطفال الصغار عادةً من التلاميذ الأكبر سناً؛ فيمكِنك تخصيص 5 دقائق من التعلم أو التدريب، و5 دقائق من الاستراحة بالنسبة إلى الأطفال تحت سن السابعة، ويمكِنك تخصيص 15 دقيقة من التدريب، و5 دقائق من الراحة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والثانية عشر عاماً.

في الختام:

تطبيق الاستراحات الذهنية مع الأطفال طريقة فعالة وسريعة لتُعلِّم التلاميذ ضبط أنفسهم، وتكسبهم مهارة الموازنة بين الذهن والطاقة، وهي مهارة مفيدة في كافة جوانب الحياة، وستجد أنَّ استخدام الاستراحات الذهنية بالرغم من أنَّه يخفض حجم المواد التي يمكِنك تعليمها للطفل، لكنَّه سيحافظ من جهة أخرى على تقدُّم ثابت في قدراته، كما سيكون التلاميذ أسعد وسيحظون بالمرح في أثناء التعلم دون توتر، وبذلك يكسب الجميع.

إن كان تلاميذك يواجهون صعوبةً في التركيز، فجرِّب مزيجاً من هذه الاستراحات الذهنية النشيطة والمريحة حتى تعثر على أنسبها لهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة