عندما نجد أنفسنا في هذا المأزق، فإننا بحاجة إلى شرارة لإشعال حماستنا من جديد، وطاقة تقوي عزيمتنا. وهنا يأتي دور القصص الإيجابية الملهمة. سواء كانت قصص نجاح أو تحدي أو تذليل الصعاب، فهي تحمل في طياتها قوة هائلة لاستعادة الدافع والحماسة.
إن سماع أو قراءة قصة شخص ما، سواء كان شخصية مشهورة أو شخصاً عادياً، نجح في تذليل الصعاب وتحقيق أهدافه، يمكن أن يبعث فينا شعوراً بالأمل والتفاؤل. فنحن نرى في قصصهم انعكاساً لإمكاناتنا، وندرك أن ما يبدو مستحيلاً يمكن تحقيقه بالتصميم والمثابرة. إنها تذكرنا بأن الحياة مليئة بالفرص، وأن كل عقبة يمكن تخطيها، وأن النجاح قد يكون على بعد خطوة واحدة إذا استمرينا في المحاولة.
في هذا المقال، نستكشف قوة القصص الإيجابية في استعادة الدافع، ونغوص في أعماق بعض القصص الملهمة التي من شأنها أن تعيد إشعال الشرارة داخلنا، وتساعدنا على النهوض من جديد لمواصلة مسيرتنا نحو النجاح وتحقيق الذات. لذا، إذا كنت تشعر بالتعب والإرهاق، وتفتقر إلى الدافع للمضي قدماً، فإننا نقدم إليك عزيزي القارئ 20 قصة قصيرة ملهمة رواها أشخاص عاديون قد تساعدك على استعادة الدافع.
قصص نجاح تمكنك من استعادة الدافع
القصة الأولى
يصادف اليوم مرور عام كامل على اتباعي لنظام غذائي صحي وممارستي للتمارين الرياضية يومياً. وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان وزني 140 كيلوجرام، وعندما رأيت وزني على الميزان في عيادة الطبيب، أدركتُ أن وقت التغيير قد حان.
والآن، بعد عام من ممارسة قوة إرادتي، ودون استخدام أي حبوب حمية أو ربط معدي أو أي شيء اصطناعي، عدت إلى عيادة الطبيب لإجراء الفحص السنوي.
حيث قال طبيبي: "لقد فقدتِ 80 كيلوجرام، وقد أضافت التغييرات الإيجابية في نمط حياتك نحو 10 سنوات إلى متوسط العمر المتوقع لك"، حينها أمسكت ابنتي الصغيرة التي رافقتني بيدي، وقالت: "أتطلع إلى قضاء تلك السنوات الإضافية معك، يا أمي".
القصة الثانية
إن عازف الطبول في فرقتنا المحلية للجاز أصم منذ ولادته، بيد أنه ما يزال قادراً على سماع النغمات المنخفضة وإدراك الاهتزازات الصادرة من الطبول والآلات الموسيقية الأخرى.
وبصراحة، فإن مهارته في العزف على الطبول مبهرة حتى أن معظم الناس لا يصدقون أنه أصم، وأحياناً لا أستطيع أنا نفسي تصديق ذلك.
القصة الثالثة
لقد حصلتُ على رسالة القبول والمنحة الدراسية الكاملة في مجال التكنولوجيا الأسبوع الماضي، والآن تستطيع والدتي استثمار المال الذي كانت تدخره بجد على مدى السنوات الـ 18 الماضية من العمل في ثلاث وظائف، كل يوم تقريباً، في تحسين حياتها.
القصة الرابعة
اليوم، توظف شركتي 47 فرداً من الأذكياء والمجتهدين في العمل، وتحقق ربحاً صافياً يبلغ نحو 5 ملايين دولار سنوياً، لقد أسستُ هذه الشركة قبل 11 عاماً بعد أن سرحتني الشركة التي كنت أعمل بها. ولو لا ذلك، لكنت أعمل الآن في مكتب مشترك في مقر تلك الشركة.
القصة الخامسة
في الليلة الماضية، تقدم جدي -كما فعل عدة مرات في السنوات الثلاث الماضية- لخطبة جدتي التي تعاني من مرض الزهايمر وتجد أحياناً صعوبة في تذكر من هو.
القصة السادسة
في الساعة الرابعة من صباح اليوم، استيقظت على صوت ابنتي تناديني. كنت نائماً على أريكة في غرفتها في المستشفى، فتحت عيني لأرى ابتسامتها الجميلة، لقد كانت ابنتي في غيبوبة منذ 99 يوماً بالضبط.
القصة السابعة
يتسبب العلاج الكيماوي في تساقط خصلات من شعري الطويل الأشقر المائل للحمرة، وهي سمة لطالما اعتقدت أنها تجعلني جذابة، بعد ظهر هذا اليوم، طلبتُ من ممرض وسيم أن يحلق لي شعري لأنه أصبح خفيفاً بشكل ملحوظ.
وبينما كنت على وشك البكاء لأنني وجدت صعوبة في رؤية ما تبقى من شعري يتساقط على الأرض، انحنى الممرض أمامي وقال بصدق: "يا إلهي، ما أجمل عيناك".
شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع
القصة الثامنة
مضى 15 عاماً على مساعدة جمعية خيرية محلية لي عندما اشترت اللوازم المدرسية والملابس لابنتي لأنني كنت لا أملك المال، الآن تخرجت ابنتي في الجامعة، وبدأت عملاً ناجحاً، وأنا أعمل لديها، وأتبرع بالمال لنفس الجمعية الخيرية لرد الجميل.
القصة التاسعة
لقد أجريت الأسبوع الماضي مقابلة توظيف مع عاملة في أحد الفنادق من أجل مشروع جانبي أعمل عليه. سألتها: هل تحبين عملك؟ فابتسمت وصمتت بضع ثوان. أخيراً استجمعت قواها، وقالت: "لا أستطيع أن أصف لك مدى حبي لعملي، فأنا أُسعد العشرات من ضيوفنا كل يوم وأطعم طفلي الجميلين في نفس الوقت".
القصة العاشرة
ستخضع مريضة تبلغ من العمر 9 سنوات للعملية الجراحية الثانية عشرة لها خلال العامين الماضيين لمحاربة شكل نادر من أشكال السرطان، وحتى بعد كل هذه العمليات الجراحية، لم أرها قط عابسة.
ما تزال متأكدة من أنها ستنجو. وأنا متأكد من أن موقفها هو السبب الرئيسي في نجاتها حتى هذه اللحظة، فهي ما تزال تضحك وتلعب مع أصدقائها وعائلتها، ولديها أهداف مستقبلية إن مثل هذه الطفلة هو ما يجعلني أتفانى في عملي.
القصة الحادية عشر
لقد عثرت حديثاً على مذكرة قديمة مكتوبة بخط اليد كتبتها أمي البالغة من العمر 86 عاماً عندما كانت في السنة الأولى في الكلية، توجد فيها قائمة بالصفات التي كانت تأمل أن تجدها في شريك حياتها.
والقائمة هي في الأساس وصف دقيق لوالدي، الذي ما تزال متزوجة منه حتى اليوم، والذي لم تقابله حتى بلغت 39 عاماً.
القصة الثانية عشر
أنا موسيقي انطوائي إلى حد ما بسبب معاناتي المستمرة مع الاكتئاب، لطالما اعتقدت أن مسيرتي الموسيقية ستأخذني إلى أبعد مما أنا عليه الآن، وبعد حفل محلي هذا المساء، اقترب مني صبي مراهق وصافحني ثم عانقني، وقال: "شكراً لك". فسألته: "على ماذا؟" فأجاب: "لقد كنت متوتراً للغاية في الآونة الأخيرة.
دعنا نقول أنني لست من الأطفال المشهورين في المدرسة، لكن لدي شيء أتطلع إليه كل يوم فعندما أعود إلى المنزل من المدرسة ولا يكون أحد في المنزل، أشغل ألبومك وأغني بصوت عالٍ قدر استطاعتي".
القصة الثالثة عشر
بعد مرور عشر سنوات على تعرضي لست حالات إجهاض متتالية وإخباري بأنني لن أستطيع الإنجاب، وأن رحمي غير قادر على حمل طفل بعد مرور اثني عشر أسبوعاً، جلستُ هذا الصباح على سرير ابني البالغ من العمر ثماني سنوات لأوقظه في عيد ميلاده.
إن مجرد الجلوس هناك، والتنفس معه، وتذكُّر تلك المعجزة تجعلني أريد أن أحقق الأفضل في أي شيء كل يوم.
القصة الرابعة عشر
لقد ظهر الرجل المتشرد الذي كان ينام بالقرب من شقتي عند باب منزلي بعد ظهر هذا اليوم مرتدياً بدلة العمل التي قدمتها له منذ أكثر من عقد من الزمن، وقال: "لدي منزل نظيف، وعمل جيد، وعائلة الآن. منذ عشر سنوات، ارتديت بدلة العمل هذه في جميع مقابلات التوظيف التي أجريتها. شكراً لك".
القصة الخامسة عشر
اليوم، عزف ابني المصاب بالتوحد البالغ من العمر 18 عاماً، على الجيتار وغنى كل كلمة، دون أخطاء، في أغنية كتبها لصديقته (التي تعاني أيضاً من التوحد). لقد فعل ذلك احتفالاً بالذكرى السنوية الثانية لصداقتهما، أضاءت ابتسامة صديقته الغرفة.
وعلى الرغم من أن ابني يعاني من إعاقة شديدة في النطق، فقد كان يتدرب على ذلك كل يوم على مدار العام الماضي، وقد نجح في النهاية.
القصة السادسة عشر
بالأمس، بعد إكمال ثمانية أشهر متتالية من إعادة التأهيل من الاكتئاب في مركز علاج محلي، قضيت يومي الأول بالخارج مع ابنتي البالغة من العمر خمس سنوات.
جلسنا على الشرفة الأمامية لمنزل والدي طوال اليوم نصنع مجموعات من ورق البناء، إن منظر وصوت ضحكة ابنتي والمتعة البسيطة المتمثلة في قص ورق البناء وتقشير الغراء عن أيدينا هي أفضل ما يذكرني منذ ثمانية أشهر بسبب اختياري للحياة.
القصة السابعة عشر
جلستُ هذا العصر مع ابنتي، اللتين تبلغان من العمر ست وثماني سنوات، لأشرح لهما أننا سنضطر إلى الانتقال من منزلنا المكون من أربع غرف نوم إلى شقة مكونة من غرفتي نوم مدة سنة أو سنتين حتى أتمكن من العثور على وظيفة أخرى وبناء مدخراتنا من جديد.
وكنت أتجنب هذه المحادثة منذ شهر، حيث كنت أعاني من الشكوك والندم على عدم قدرتي على بناء أسرة مستقرة، ولكن بعد أن أخبرتهما، نظرت كل واحدة منهما إلى الأخرى، ثم التفتت ابنتي الصغرى إلي، وسألتني: "هل سننتقل جميعاً إلى تلك الشقة معاً؟" فأجبت فوراً: "بالطبع". فقالت: "إذاً لا بأس في ذلك".
القصة الثامنة عشر
والدي ناجٍ من السرطان وكفيف، فقد بصره عندما كان في أوائل الثلاثينات من عمره بسبب نوع نادر من السرطان، رغم ذلك، قام بتربيتنا أنا وأختي، واعتنى بوالدتي التي كانت تدخل وتخرج من مراكز إعادة التأهيل بسبب الاكتئاب.
الآن، تعافت والدتي تماماً، وتخرجتُ أنا وأختي في الجامعة، أنا متأكد أن هذا لم يكن ليكون ممكناً لولا أن والدي كان قوة إيجابية وقوية في حياتنا ساعدت قوة والدي الداخلية عائلتنا في أحلك الأوقات.
شاهد بالفديو: 7 أنواع من الأطعمة تكافح مرض السرطان
القصة التاسعة عشر
في تمام الساعة الثامنة صباحاً هذا الصباح، بعد ما يقرب من أربعة أشهر من غياب علامات الحياة في سريرها في المستشفى، أوقفنا أجهزة دعم الحياة عن أمي، وظل قلبها ينبض من تلقاء نفسه وواصلت التنفس من تلقاء نفسها.
ثم في هذا المساء، عندما ضغطت على يدها ثلاث مرات، ردت بالضغط على يدي ثلاث مرات.
القصة العشرون
يحتفظ جدي بصورة قديمة على منضدة سريره تجمعه وجدتي وهما يضحكان معاً في حفلة ما في السبعينيات، توفيت جدتي بنوبة قلبية في عام 1999 عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري.
هذا المساء عندما كنت في منزله، رآني جدي وأنا أتأمل الصورة. تقدم نحوي، وعانقني من الخلف وقال: "اعلم، كون الأشياء لا تدوم إلى الأبد، لا يعني أنها لا تستحق وقتك".
رسائل تذكير يومية مفيدة يجب التفكير فيها أيضاً
نرجو أن تكون القصص المذكورة أعلاه قد حفزتك على التفكير بشكل أفضل في ظروفك الحالية، ولكن ربما ذكرتك بعضاً منها بمدى تقصيرك. وإذا كان هذا هو الحال، فأنت بحاجة إلى رسائل التذكير هذه:
1. لا تهدر طاقتك في الندم
استثمر طاقتك في الوصول إلى المكان الذي تطمح إليه، تخلَّ عن كل ما لا يخدمك من الماضي، وكن ممتناً لأنه أوصلك إلى ما أنت عليه الآن، إلى هذه البداية الجديدة.
2. لا تعُد إلى أنماط معيشتك القديمة لمجرد أنها أريح وأسهل
تذكر أنك تركت بعض العادات والمواقف وراءك لسبب ما: تحسين حياتك وفي الوقت الحالي، لا يمكنك المضي قدماً إذا واصلت العودة إلى الوراء.
إقرأ أيضاً: 15 طريقة للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع
3. تحمّل مسؤولية حاضرك
قد لا تكون مسؤولاً عن كل ما حدث لك عندما كنت صغيراً، وقد لا تكون مسؤولاً عن كل ما حدث لك بالأمس أيضاً، ولكن يجب أن تكون مسؤولاً عن تصحيح أنماط التفكير التي خلقتها تلك الظروف.
وإن إلقاء اللوم على ماضيك بسبب تلك الظروف لا يحل المشكلة، عليك تغيير نظرتك في كل ما حدث.
4. احتفل بنجاحاتك وإنجازاتك
عندما تنظر إلى ماضيك، فكر في القوة التي اكتسبتها، وقدِّر مدى تقدمك لم يكن الأمر سهلاً، لقد مررت بالكثير ولكنك تطورت كثيراً أيضاً. وامنح نفسك الثناء على قوتك وصمودك، وانطلق مرة أخرى برشاقة وثقة.
5. اصنع فرصتك
في كثير من الأحيان نقضي وقتنا في انتظار الفرصة المثالية. لكنها لا تأتي أبداً، لأننا ننسى أننا نحن من نصنع الفرص، الآن هو الوقت المناسب. لا، لا ينبغي أن تشعر بمزيد من الثقة والتحفيز قبل اتخاذ الخطوة التالية، إن اتخاذ الخطوة التالية هو ما يبني ثقتك بنفسك ويحفزك تدريجياً.
6. الطريق للسعادة والسلام الداخلي
أحب عملك إلى أن تعثر على العمل الذي تحبه. أحب مكانك الحالي إلى أن تنتقل إلى المكان الذي تحبه، أحب الأشخاص في حياتك إلى أن تجد الأشخاص الذين تحبهم أكثر. وهذه هي الطريقة التي نجد بها السعادة والفرصة والسلام على الأمد الطويل.
في النهاية، يتعلق الأمر بالتخلي عما تظن أنه من المفترض أن تكون عليه حياتك الآن، وتقديرها بصدق كما هي. وفي نهاية هذا اليوم، قبل أن تغمض عينيك، ابتسم وارض بوضعك الحالي وقدِّر كل النعم التي تمتلكها. الحياة جميلة.
في الختام
عندما تشعر بالتعب واليأس من الحياة، اقرأ القصص ورسائل التذكير المذكورة أعلاه لتجديد طاقتك واستعادة رغبتك في المضي قدماً مهما كانت الظروف قاسية والتحديات كبيرة. اعلم، ما دام الأمل موجود، فلا شيء مستحيل على الإطلاق.
أضف تعليقاً