ولكي تحقق ذلك، قم بما يلي:
1. اجعل جمهورك جزءاً من الحدث:
تخيّل حفلة غنائية لمطربك المفضل. ما هو أول شيء سيقوله ذلك المطرب للجمهور بعد أن يعتلي المسرح؟ "مرحباً مصر" (على سبيل المثال) إنَّ مجرد إثباته أنَّه متماسك بما يكفي لمعرفة أين يتواجد الآن، كفيلٌ بإثارة حماس الجمهور وجعله يدخل في جوِّ الحفلة. فذلك يدفع كل فرد منهم لكي يشعرَ كما لو أنَّه جزءٌ من شيء أكبر.
والأمر ذاته ينطبق على أيِّ حدثٍ خطابي. فعندما يسمع الجمهور عبارةً من قبيل: "أنتم هنا الآن لأنَّكم تهتمون بشدة بالحفاظ على الحياة البرية"، فإنَّ ذلك يمنحهم شعوراً بأنَّهم ليسوا هنا لمجرد الاستماع، بل بأنَّهم موجودين للتواصل مع الأشخاص الذين يشبهونهم في طريقة التفكير.
2. تواصل مع عواطفهم:
يحاول الخطباء دوماً إشراك جمهورهم بشكل عاطفي في أي موضوع يناقشونه. وهناك أساليب متنوعة للقيام بذلك، مثل استخدام الإحصائيات أو القصص أو الصور أو مقاطع الفيديو التي تُظهر بحق، أهمية الموضوع المطروح.
فمثلاً: من المؤكد أنَّ عرض صور لنتائج حادث سببه القيادة في حالة سكر، سيرسل رسالة محددة إلى جمهور مكونٍ من مراهقين وشباب. وفي حين أنَّ قيامك بذلك قد يكون مرهقاً لأعصابهم، فقد يكون من الضروري إيصال وجهة نظرك وإشراكهم بشكل كامل.
3. عُد باستمرار للحديث عن النقطة التي قد بدأت منها:
أعد التذكير بالرسالة التي تود إيصالها من خلال محاضرتك هذه. فعلى الرغم من أنَّه عليك أن تُظهر كم تثق بأنَّ جمهورك قادرٌ على متابعة واستيعاب ما تقول، فإنَّ الارتباط بالأفكار التي قد تمّ طرحها في البداية، يمكن أن يعمل بمثابة تذكير لا واعي يذكِّر بالسَّبب الذي يجعل ما تقوله الآن أمراً بالغ الأهمية.
من جهة أخرى، إذا ذكرت فكرتك الرئيسية ببساطة في بداية خطابك ولم تعد لذكرها مجدداً، فإنَّ هذا سيعطي جمهورك الانطباعَ بأنَّ تلك الفكرة ليست بذلك الأهمية.
4. ارتبط بدوافع جمهورك:
بعد أن أقريتَ بالمصالح المشتركة التي تدفع جمهورك للتواجد ضمن هذا الحدث، ناقش دوافع وجودهم هناك. وكن دقيقاً.
إذا ما عدنا للمثال السابق، إن كان جمهورك يهتم بوضوح بالحفاظ على الحياة البرية، ناقش ما الذي بإمكانهم أن يقوموا بفعله للمساعدة على إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض.
لا تكتفِ بإعطائهم حقائق باردة وصعبة؛ بل استخدم تلك الحقائق لإثبات وجهة نظرٍ محددة. والتي بإمكانهم أن يستخدموها من أجل أن يعملوا على تحسين أنفسهم، أو العالم بطريقةٍ أو بأخرى.
5. رفِّه عنهم:
على الرَّغم من أنَّه لا يُقصد من جميع الخطب أو العروض التقديمية أن تكون مسلية بشكلٍ كوميدي، إلا أنَّ الجماهير ستنخرط بشكل كامل في القصص التي تصُبُّ في مصلحة الموضوع العام للخطاب.
لقد تكلمنا عن فكرة التواصل مع العواطف، وهذا بالضبط ما يرمي إليه أيُّ خطيبٍ عندما يروي قصةً عن ماضيه، أو قصةَ إحدى الشخصيات التاريخية المعروفة. إذ يروي الخطباء عادةً أكثر من قصة واحدة، وذلك لإظهار أنَّ القصة الأولى التي يروونها ليست مجرد حالة شاذة، وأنَّ أي نتيجة يحاولون إثباتها ستُعَاوِدُ الحدوث بصورة ثابتة في ظل ظروف معينة.
6. خاطب ولائهم:
تماماً كما أنَّ ذِكرَ مطربك المفضل لاسم المدينة التي يغني فيها سيجعل الجمهور على أتمِّ الاستعداد لسماع أغانيه، فالمتحدثون بحاجة إلى مخاطبة ولاء الجمهور لبلدهم أو شركتهم أو منتجهم أو قضيتهم.
أظهر لهم مدى أهمية حضورهم واستماعهم إلى كلامك عبر جعل كلماتك تصل إلى ذهن لكل فردٍ منهم. عند قيامك بذلك، سيشعر كل شخص من جمهورك كما لو أنَّك تخاطبه شخصياًَ.
7. أخبرهم عن الفوائد التي سيجنوها من حديثك هذا:
يجب أن تخبر جمهورك في وقت مبكر من المحاضرة، ما الذي سوف يتعلمونه منها على وجه الدقة، وكيف سَيتعلمون ذلك. لا تنتظر منهم أن يصغوا لك إن لم يكن لديهم معلومات محددة المعالم عَمّا سيصغون إليه.
من ناحية أخرى، إن كانوا يعرفون ما الذي سيستمعون إليه، فلسوفَ يكونون أكثر قابليةً لأن يظلوا متفاعلين طوال وقت الحدث، ذلك حتى لا يفوتهم أيُّ شيء.
أضف تعليقاً