15 طريقة للخروج من منطقة راحتك وعيش الحياة التي تريدها (1)

نعلم جميعاً أنَّ الخروج من منطقة الراحة هو الطريقة الوحيدة لتحقيق نجاح أكبر وعيش حياة أفضل؛ لأنَّك إذا واصلت القيام بالأشياء نفسها، فسوف تحصل على النتائج نفسها، ولن يتغير أي شيء ما لم تتخذ الخطوة الأولى، وهي الخروج من منطقة راحتك والقيام بالأمور على نحو مختلف؛ وبالتالي يجب أن تُعدُّ منطقة راحتك هي الحد الذي ستظلُّ وراءه إذا لم تتجاوزه.



إنَّه لمن المريح أن تظلَّ في منطقة راحتك، ولكنَّ هذا الركود لن يحقق لك النجاح الذي تريده في الحياة؛ لذا فالطريقة الوحيدة هي الخروج من هذه المنطقة.

ثمَّة اقتباس رائع لـ "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein)، يقول: "الجنون هو أن تقوم بالشيء نفسه مراراً وتكراراً وتتوقَّع نتائج مختلفة".

وبالتالي إذا أردتَ الحصول على نتائج مختلفة وأكثر فاعلية؛ فيتعيَّن عليك القيام بالأشياء بصورة مختلفة، وللقيام بذلك، يجب أن تخرِج نفسك من منطقة راحتك، ولكن هناك مشكلتان شائعتان تحدِّدان سبب فشل معظم الناس في تطبيق ذلك، وهما:

1. عدم إدراك أنَّهم داخل حدود منطقة الراحة:

لا يدرك الناس أحياناً أنَّهم يكونون في حالةٍ من التراخي حينما يتَّخذون القرارات وينفذونها، بعبارة أخرى، يعيش معظم الناس داخل منطقة راحتهم دون أن يدركوا ذلك - كالأسماك التي لا تدرك أنَّها تعيش في الماء؛ لذا تتمثَّل الخطوة الأولى في إدراك هذا الأمر.

2. عدم معرفة كيفية الخروج من منطقة راحتهم:

قد يفهم معظم الناس حقيقة أنَّ التغيير العام يحتاج إلى تغييرٍ على المستوى الشخصي، ولكنَّهم لا يعرفون سبيلاً للقيام بذلك؛ لذا نقدِّم لك في هذا المقال 15 خطوة يمكِنك استخدامها للخروج من منطقة راحتك، وتحقيق التقدُّم، وعيش الحياة التي تريدها.

إقرأ أيضاً: منطقة الراحة: هل من الأفضل مغادرتها حقاً؟

الأشياء الجيدة التي قد يُحدِثها الخروج من منطقة راحتك:

قبل أن نتحدث عن طرائق الخروج من منطقة راحتك، يجب أن نناقش أهمية القيام بذلك؛ لكي نفهم سبب أهمية الأمر قبل أن نشرع في كيفية تنفيذه؛ حتى تكون أكثر اقتناعاً باتِّخاذ الإجراءات وتطبيق الأساليب المطروحة.

هناك أسباب عدَّة تدفعك إلى الاستمرار في تطوير ذاتك وعدم تقييدها داخل منطقة راحتك:

1. زيادة الإنتاجية:

لقد أوضح عالما النفس "روبرت م. يركس"(Robert M. Yerkes) و"جون د. دودسون"(John D. Dodson) في دراسة أجرياها في عالم 1908 أنَّ الارتياح النسبي يخلق مستوىً ثابتاً من الأداء، وقد يُحقَّق هذا الارتياح النسبي في ظل حالة من القلق النسبي، والذي يُعرف عادةً باسم "القلق الأمثل".

القلق الأمثل هو حالة تكون فيها مستويات التوتر لدينا أعلى قليلاً من الطبيعي، وفي هذه الحالة، قد نحصل على نتائج أفضل ونصبح أكثر إنتاجية، ولكن عندما يكون التوتُّر شديداً، تنخفض إنتاجيتنا، ويتراجع ​​أداؤنا؛ لأنَّ هذا التوتر يتسبَّب في ضعف تركيزنا وشعورنا بالضغط.

يعمل مفهوم القلق الأمثل على نحو مماثل لقاعدة جولديلوكس (Goldilocks’ Rule)، والتي تنص على أنَّنا نحتاج فقط إلى "المقدار المناسب" لأداء أفضل؛ على سبيل المثال: عندما تكون المَهمة سهلة للغاية، لا تشعر بالحافز للقيام بها؛ وعندما تكون المَهمة صعبة للغاية، لا ترغب في تنفيذها لأنَّك لن تستمتع بها؛ وبالتالي، يجب أن تكون المهمة "مناسبة تماماً" حتى تتمكن من تنفيذها، ويضعك الخروج من منطقة راحتك في حالة تشعر فيها بمستوى توتر أعلى قليلاً، ممَّا يزيد من إنتاجيتك وأدائك.

2. تحسين الإبداع:

سيساعدك الخروج من منطقة راحتك على تعزيز القدرة على الإبداع؛ لأنَّك تعرِّض نفسك لتجارب مختلفة وأشياء جديدة تمكِّنك من التجربة والتعلم وتحسين المعرفة؛ وبالتالي، يمهِّد لك هذا اكتساب أفكار جديدة وثقافة جيدة.

قد تجعلنا تجربة أشياء جديدة نفكِّر في أفكارنا القديمة وفيما يتعارض منها مع معرفتنا الحالية، وتلهمنا لتعلُّم مزيدٍ والتغلُّب على الانحياز التأكيدي (أي الميل إلى البحث فقط عن المعلومات التي تتفق مع أفكارنا بالفعل). علاوة على ذلك، قد تساعدنا التجارب الإيجابية التي تجعلنا نُحِسُّ بعدم الارتياح – حتى على الأمد القصير - على تبادل الأفكار، ورؤية المشكلات القديمة من وجهة نظر جديدة، ومعالجة التحديات التي نواجهها بطاقة جديدة؛ لذا إذا احترتَ في إيجاد حل لمشكلةٍ ما، عليك القيام بشيء جديد والتوقُّف عن التفكير في المشكلة؛ هكذا ستتمكن من رؤية الأمور من زوايا جديدة وإيجاد حلول أفضل.

إقرأ أيضاً: نصائح ثمينة لاستثمار الذات وتحقيق الأحلام

3. ارتقاء مستواك:

قد يكون هذا أهم الفوائد وأكثر مبرِّرٍ يدفعنا إلى الخروج من منطقة راحتنا، وبدون الخروج من منطقة الراحة، لن نجد طريقة يمكِننا من خلالها التقدُّم والارتقاء؛ وهذا ما يجعل الأمر هامَّاً للغاية؛ لأنَّنا عندما نتقدَّم، نصبح أفضل، ونقدر على التعامل مع الأمور، ونستطيع اتِّخاذ قرارات وتحقيق نتائج أفضل في كل ما نقوم به.

تخيَّل أنَّك تلعب لعبة تتكوَّن من مستويات من المعارك؛ ستكون المعركة صعبة عندما تكون أنت في المستوى الثالث وتواجه خصماً في المستوى الخامس، ولكنَّك تتقدَّم وترفع مستواك في أثناء مغامرتك طوال الرحلة، وعندما تصل إلى المستوى التاسع، ستصبح مواجهة خصمٍ في المستوى الخامس أمراً سهلاً بالنسبة لك، وهكذا تجري الأمور في جميع مجالات الحياة.

على سبيل المثال: عندما تطلق مدوَّنة جديدة، ستبدو الأمور صعبة بالنسبةِ لك، ولكن مع تطوُّر مدونتك، ستصبح الأمور أسهل مقارنةً بالوقت الذي بدأتَ فيه لأول مرة.

وعلى ذلك، يجب أن تغامر بالخروج من منطقة راحتك، وأن تتقدَّم وتطوِّر مستواك من أجل تحقيق النجاح المنشود.

شاهد بالفديو: 20 طريقة بسيطة للخروج من منطقة راحتك

كيف تخرج من منطقة راحتك؟

كما ذكرنا من قبل، تُعدُّ الطريقة الوحيدة للحصول على نتيجة مختلفة هي القيام بأشياء مختلفة؛ ممَّا يتطلب منك الخروج من منطقة راحتك، وفي الواقع، ليس عليك أن تُحِسَّ بالضغط أو تتوتر كثيراً؛ إذ يمكِنك دائماً أن تبدأ بأمور بسيطة ثم تسير خطوة بخطوة.

تذكَّر فكرة القلق الأمثل وقاعدة جولديلوكس (Goldilocks’ Rule)، ولا ترهِق نفسك على نحو يستنفد طاقتك، بل كُن بطيئاً وطوِّر نفسك تدريجياً، وستصبح الأمور الصعبة بسيطة بالنسبة إليك بمرور الوقت.

لقد كان هذا الجزء الأول من هذا المقال عبارة عن مقدمة فقط، وسوف نتحدَّث في الجزء الثاني عن بعض النصائح التي تساعدك في الخروج من منطقة راحتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة