لكنَّ الإبداع ليس محدوداً، ومن الطبيعي أن يزيد أو ينقص أحياناً. فإذا لم تكن أفكارك تتدفق اليوم، فلا بأس بذلك إطلاقاً لأنَّ الراحة ضرورية للجسد والعقل على حد سواء. لكن إن مر وقت طويل، وتشعر بالحاجة إلى دفعة من التحفيز، فهذا المقال لك.
15 طريقةً لتعزيز الإبداع
يظن كثيرٌ منا خطأً أنَّ الإبداع حكر على الفنانين أو الموسيقيين أو الكُتَّاب المشهورين، لكنَّه في الحقيقة أسلوب تفكير، فالإبداع هو أن ترى العالم بعين الفضول والانفتاح، ولا يتطلب الأمر الفوز بجوائز للإبداع، ولا أن تنتظر لحظة "الإلهام المفاجئ" كي تمارس الإبداع.
إنَّه يكمن في طريقة حلنا للمشكلات، وأسلوب تواصلنا مع الآخرين، والطريقة التي نجد بها الفرح في تفاصيل الحياة اليومية.
في ما يلي، 15 طريقةً عملية ننصحك بها لإعادة الإلهام إلى حياتك وإضفاء لمسة من السحر إلى أيامك.
1. ابدأ يومك بممارسة إبداعية
يُعد الصباح نقطة البداية التي تضبط يومك بأكمله، وبدلاً من أن تبدأه بتفقد البريد الإلكتروني أو تصفح التطبيقات، جرب تخصيص 5 إلى 10 دقائق لنشاط يحفز خيالك، فهذه الدقائق البسيطة تهيئ ذهنك للتفكير بطرائق جديدة طوال اليوم.
ارسم خطوطاً عشوائية، فالرسم البسيط يُنشط الدماغ ويفتح مسارات ذهنية جديدة، أو أنشئ قائمة موسيقية صباحية تُلهمك وتمنحك طاقة لطيفة، أو غيِّر ترتيب زاوية صغيرة في منزلك، مثل: إعادة توزيع بعض الأشياء على الرفوف أو تبديل مكان مزهرية، فحتى هذا التغيير الطفيف يجدد نظرتك للعالم من حولك.
شاهد بالفيديو: 8 إرشادات لتكون شخصاً مُبدعاً في حياتك
2. غيِّر المشهد من حولك
حين تشعر بأنَّك تفقد الإلهام، يساعد تغيير المكان في إعادة تهيئة ذهنك؛ ذلك لأنَّ البيئات الجديدة تقدم محفزات حسية مختلفة، تُعيد تنشيط الدماغ وتشجعه على بناء روابط وأفكار جديدة.
احمل حاسوبك إلى مقهى أو إلى الحديقة لتعمل فيها لبعض الوقت، أو اخرج في نزهة قصيرة، وركز على التفاصيل الصغيرة التي تراها، وإن لم يتسنَّ لك الخروج، فانتقل ببساطة إلى غرفة أخرى في منزلك.
3. تقبّل الملل
في عالم تنتشر فيه الشاشات والمحفزات، لا نتيح لأنفسنا مجالاً للشعور بالملل؛ بيد أنَّ الملل وسيلة خفية للإبداع، فحين لا يكون العقل منشغلاً بشيء محدد، يبدأ في إنشاء روابط جديدة وغير متوقعة.
لذلك، حين تشعر بالملل، قاوم رغبتك في تصفح الهاتف، ودع ذهنك يسرح بحرية. انظر من النافذة وتأمل حركة الغيوم، أو لاحظ مسار الضوء في غرفتك، وقد تومض أول فكرة ملهمة في يومك.

4. مارس اليقظة الذهنية
غالباً ما يكون الوعي هو البوابة الأولى للإبداع، فحين تُبطئ وتيرتك وتبدأ بملاحظة العالم من حولك، يأتيك الإلهام رويداً رويداً من تفاصيل صغيرة ربما لم تلحظها من قبل. يفتح الارتكاز في الحاضر، واختبار العالم بحواسك الخمس، المجال أمام الخيال.
جرب تمرين اليقظة الذهنية (5–4–3–2–1) لمساعدتك في التمركز والصفاء الذهني من خلال تسمية:
- 5 أشياء تراها.
- 4 أصوات تسمعها.
- 3 أشياء تلمسها.
- شيئين تشمهما.
- شيئاً تتذوقه.
5. اصنع شيئاً بيديك
يُنشط استخدام اليدين مناطق مختلفة من الدماغ، ويفتح مسارات جديدة للأفكار. جرب أن تطهو دون وصفة، أو أن تصنع شيئاً صغيراً كالأشكال الورقية، كما أنَّ اللعب بالطين أو المكعبات أو أية مادة يمكن لمسها، قد يُعيد إشعال شرارة الإبداع في داخلك.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك
6. خذ استراحةً لا تفعل فيها أي شيء
يساعد الصمت والفراغ الذهني في تدفق الأفكار؛ لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها وقت فراغ اجلس بهدوء وأغمض عينيك وخذ ثلاثة أنفاس عميقة وبطيئة. لا تفكر بشيء محدد ودع ذهنك يسرح بحرية. بعد هذه الوقفة الصغيرة، افتح عينيك، وتأمل إن كنت تشعر بصفاء أكثر أو بشعور بالانتعاش.
7. استخدم الموسيقى لتغيير حالتك الذهنية
للموسيقى أثر عميق في تعزيز الإبداع؛ إذ تُحفز مناطق مختلفة من الدماغ بحسب نوعها وإيقاعها، فإذا كنت ترغب بالتركيز، استمع إلى موسيقى هادئة أو آلية تُساعد في الدخول إلى حالة التدفق الذهني، أما إن كنت بحاجة إلى الطاقة، فاختر موسيقى إيقاعية مفعمة بالحيوية. يمكنك أيضاً تجربة أنماط موسيقية لم تسمعها من قبل، فقد تفاجئك أفكار غير متوقعة.

8. جرب تمرين تخيّل سريع
أحياناً ما يكون مفتاح الإبداع، ببساطة، هو تنشيط الحواس بطريقة مختلفة. أغمض عينيك، وتخيل مكاناً لم تزره من قبل كجبل يلفحه الضباب أو مدينة تحت الماء، ثم اسأل نفسك:
- ما الألوان التي تراها؟
- كيف يبدو الهواء هناك؟
- ما الأصوات التي تسمعها؟
تفتح هذه الأسئلة الصغيرة نوافذ جديدة في العقل، وتعزز الإبداع.
9. مارس الامتنان
حين نركز على الأمور الإيجابية في حياتنا، نخلق مساحة ذهنية جديدة للأفكار. ابدأ بكتابة 3 أشياء سارة حدثت اليوم مهما كانت بسيطة. ربما كانت محادثة لطيفة مع صديق أو لحظة مضحكة مع والدتك، أو كوب قهوة دافئ في الصباح. يغير هذا التمرين البسيط من الامتنان منظورك لليوم، ويُعيد الإلهام إلى قلبك.

10. اقرأ أو شاهد شيئاً خارج دائرة اهتماماتك المعتادة
غالباً ما نتابع النوع نفسه من المحتوى مراراً مثل: كتابنا المفضل أو برامجنا المعتادة. لا بأس بذلك، لكنَّ الإبداع يحتاج إلى التجديد.
في المرة القادمة، بدلاً من أن تعود إلى النشاط الذي اعتدت عليه، اختر تجربة جديدة: اقرأ في مجال لم تجربه من قبل، أو شاهد وثائقياً عن شيء غريب عليك، أو إذا كنت تميل إلى كتب الأعمال، فجرب الشِّعر أو الروايات. يفتح توسيع آفاقك في دماغك مسارات جديدة للربط والتفكير، وقد تخطر ببالك أفكار ما كنت لتصل إليها من قبل.
شاهد بالفيديو: 8 طرق رائعة ولا مثيل لها لتعزيز الإبداع
11. احتفظ بدفتر للأفكار
كم مرةً خطرت لك فكرة لامعة وأنت في الحمام أو على وشك النوم، ثم تلاشت في الصباح؟
لتجنب حدوث ذلك، خصص دفتر أفكار صغير أو استخدم تطبيق الملاحظات في هاتفك، ودوِّن أية فكرة فوراً، مهما بدت بسيطة أو غير مكتملة، ولا تحكم على الفكرة مسبقاً، بل ما يهم هو أن تُخرجها من رأسك إلى الورق، فحتى أكثر الخواطر عفوية قد تتحول لاحقاً إلى إبداع حقيقي.
12. جرب الكتابة الحرة
نكتب جميعاً بطريقة أو بأخرى، سواء في العمل أم في كتابة الرسائل، أم لمجرد التعبير عن أنفسنا. لكن في كثير من الأحيان، نقع في فخ تحليل كل فكرة قبل أن نسجلها على الورق.
تُعد الكتابة الحرة تمريناً فعالاً يساعدك في تجاوز الناقد الداخلي وإطلاق ما يدور في ذهنك دون خوف أو تردد.
اضبط مؤقتاً لمدة 5 إلى 10 دقائق، ثم اكتب بلا توقف ودون تعديل أو مراجعة. إن لم تعرف ما تكتبه، سجل أنَّك لا تملك أية فكرة. لا بأس إن بدا النص عشوائياً أو غريباً، فبين السطور قد تكتشف ومضة فكرة غير متوقعة.
13. غير طريقة استهلاكك للإعلام
أحياناً ما نشاهد كثيراً من المحتوى السلبي في التلفاز، أو شبكات التواصل الاجتماعي، أو خدمات البث التي لا تنتهي. وعلى الرغم من أنَّ هذه الوسائل تُعد ممتعةً، إلا أنَّها تُبقينا مستهلكين، لا مبدعين.
لذا، لكسر هذا النمط، جرب مشاهدة فيلم وثائقي لم تكن لتختاره عادةً، أو الاستماع إلى بودكاست يقدم وجهة نظر مختلفة عن قناعاتك. يمكنك أيضاً مشاهدة فيلم أجنبي بلغته الأصلية.
حين نغذي عقولنا بمحتوى جديد وغير مألوف، تنشئ أدمغتنا تلقائياً روابط وأفكار مبتكرة لم نكن لنصل إليها بطريقة أخرى.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح تُحفّزك على الإبداع
14. حرك جسدك
تُظهر الدراسات أنَّ الحركة، سواء أكانت المشي أم التمدد أم الرقص، تحفز الاتصال بين خلايا الدماغ، وتساعد في التخلص من الجمود الذهني.
إن كنت من محبي الأنشطة التي تعتمد على الحركة الواعية، مثل: اليوغا أو التاي تشي، فجرب إضافتها إلى روتينك اليومي؛ إذ تنشط هذه الممارسات الجسد، وتنعش الذهن وتعيد إليه صفاءه.
15. أطلِق العنان لفضولك
كثيراً ما نُهمِل ما يثير اهتمامنا؛ لأنَّه لا يبدو مفيداً أو منتجاً. لكن في الحقيقة، أعظم لحظات الإبداع تبدأ بشرارة فضول صغيرة.
إذا شدّ انتباهك أمر ما، فلا تتردد في استكشافه. لذا، اقرأ مقالةً عشوائيةً في موقع "ويكيبيديا" (Wikipedia)، أو زُر متحفاً وتجول فيه بلا هدف محدد، أو تصفّح كتباً في مجال لا تعرفه.
يُعد الفضول وقود الإبداع، وكل خطوة صغيرة وراء ما يُدهشك قد تفتح لك باباً واسعاً نحو الإبتكار والاكتشاف.
أسئلة شائعة
1. ما الأساليب السهلة لتنشيط الإبداع؟
لا يحتاج الإبداع إلى جهد معقد أو وقت طويل؛ بل أحياناً أبسط الأنشطة هي المفاتيح الحقيقية لإطلاق الخيال. إذا شعرت بأنَّك عالق في روتين ممل، فجرب تغيير أمر روتينك المعتاد لتوقظ عقلك. في ما يلي، 5 نصائح بسيطة لإشعال شرارة الإبداع:
- اخرج في نزهة قصيرة بلا مشتتات، ودع عقلك يسرح.
- اكتب بحرية لمدة خمس دقائق دون أن تفكر في ترتيب الأفكار أو معناها.
- استمع إلى نوع جديد من الموسيقى لم تعتد عليه من قبل.
- جرب وصفة جديدة في المطبخ لم تتقنها بعد.
- غيِّر ترتيب مساحة عملك المعتادة.

2. أعطِ أمثلةً عن مشاريع أو أنشطة إبداعية بسيطة.
يظن كثيرون أنَّ الإبداع يحتاج إلى أدوات فاخرة أو وقت طويل، لكنَّ الحقيقة أنَّ الخيال يتسع في أبسط الأشكال. في ما يلي، بعض الأنشطة الابداعية السهلة التي يمكنك تجربتها:
- الكتابة أو الرسم أو كتابة الشعر: ارسم رسماً عفوياً، أو اكتب قصيدةً قصيرةً أو قصةً مكونةً من ستّ كلمات، فهذه التمارين الخفيفة تحرر ذهنك من ثقل التوقعات.
- مشروع يدوي بسيط: جرب رسم لوحة، أو صنع رف كتب صغير طالما رغبت به، وذلك لإلهامك.
- التصوير الفوتوغرافي: التقط صوراً من زوايا مختلفة، أو جرب اللعب بالإضاءة والظلال، وستبدأ برؤية العالم بعين جديدة.
- الطبخ: اطهُ وجبة دون وصفة، أو قدم الطعام بطريقة فنية، فالإبداع في المطبخ يغذي الحواس والروح معاً.
- سرد القصص: تخيّل حكايةً عن شخص تراه في الشارع، أو ابتكر نهاية مختلفة لفيلم تحبه. تُطلق هذه اللعبة الذهنية الخيال الطفولي بداخلك وتعيد إليك متعة التخيل الحر.
3. هل تساعد اليقظة الذهنية في تنمية الإبداع؟
نعم؛ فاليقظة الذهنية والإبداع مرتبطان؛ لأنَّ كليهما يقومان على الوعي والحضور الكامل. حين تُبطئ وتيرتك وتنتبه للتفاصيل الصغيرة من حولك، تُدرب عقلك على ملاحظة ما كان يغفله، ويصبح هذا الوعي المتزايد وقوداً للإلهام.
تساعد بعض تمارين اليقظة مثل: التنفس العميق أو التصور الموجَّه، في تصفية الذهن وإتاحة مساحة لأفكار جديدة. وإذا شعرت بأنَّك عالق، فجرب الخروج إلى الهواء الطلق وركز فقط على الأصوات من حولك. فعندما يهدأ الضجيج الداخلي، يتجلى الإبداع.
إقرأ أيضاً: كيف يمكنك تملك ملكات الإبداع في أي وقت تشاء؟
4. ما تمارين الإبداع السريعة التي يمكن تجربتها؟
حتى لو لم يكن لديك سوى بضع دقائق، يمكنك أن تُحفز مخيّلتك بعدة طرائق بسيطة وسريعة، مثل:
- لعبة الارتباط بالكلمات: اختر كلمةً عشوائيةً، ثم دون أول ما يخطر ببالك، واستمر في ربط كلمة بأخرى لترى إلى أين يقودك التسلسل.
- تحويل الأشياء: اختر شيئاً عادياً كالشوكة مثلاً، وتخيل كل الاستخدامات الغريبة أو القصص التي يمكن أن تدور حولها.
- رسم سريع لخمس دقائق: ارسم أي شيء أمامك، أو شيئاً في المكان الذي تجلس فيه. النتيجة ليست هامة، بل تدفق الأفكار والأحاسيس.
- تحدي كتابة القصة في دقيقة واحدة: اضبط مؤقتك، واكتب قصة قصيرة جداً من البداية إلى النهاية في دقيقة واحدة فقط.
تذكر أنَّ الهدف ليس نتيجة مثالية، بل اللعب والانطلاق، فالعقل حين يتحرر من ضغط التقييم، يبدأ الإبداع.
5. كيف أكون مبدعاً عندما أشعر بانعدام الإلهام؟
لا يُعد الإلهام ومضةً يجب انتظارها، بل جو يمكنك تهيئته لتعزيزه، فإن لم تشعر بفيض من الأفكار، فابدأ بتهيئة الظروف التي تسهل مجيئها.
ابتعد قليلاً عمّا تفعله عادةً، فأحياناً المشي أو القيام بمهمة بسيطة: مثل ترتيب الغسيل يمنح عقلك فرصة ليربط بين أفكار جديدة دون ضغط، أو حدد وقتاً قصيراً للنشاط الإبداعي: خمس دقائق للرسم أو الكتابة كافية لتحفيز العقل.
كما يمكنك الاطلاع على أفكار جديدة من خلال قراءة كتاب خارج مجالك، أو مشاهدة فيلم وثائقي، أو التحدث مع شخص مختلف عنك في الاهتمامات.
في الختام
غالباً ما يُولد الإبداع من الفضول؛ لذلك، حين تشعر بالجمود، اتبع ما يثير فضولك، وستضيء شرارة الإبداع من جديد.
أضف تعليقاً