14 مفهوماً خاطئاً عن تحديد الأهداف:
1. لا أحتاج إلى تدوين أهدافي ما دمتُ أعرفها:
لن تعرف أهمية الأهداف ما لم يكن لديك هدف في حياتك، ومع ذلك، كثيراً ما يتم الخلط بين الأفكار والرغبات والأحلام وبين الأهداف، وتعدُ الرغبات والأحلام تصورات مجرَّدة في العقل البشري، بينما تُعد الأهداف غايات عملية تسعى إلى تحقيقها في الحياة الشخصية أو المهنية.
حتى لو كنت دائم التفكير في هدفك، فمن الضروري أن تدوِّنه، يوجد إطار عمل لتحديد الأهداف يُرمز له بـ "ستامب" (STAMP)، وينص على أنَّ الهدف يجب أن يكون: مُحدداً، ويساعد على تطويرك شخصياً، وقابلاً للتحقيق، وقابلاً للقياس، ومنسجماً مع تصورك عن مغزى الحياة.
2. ليس من الضروري تدوين الأهداف:
وفقاً للدكتور "جيل ماثيوز" (Gail Matthews) من جامعة "الدومينيكان" (Dominican University) في "ولاية كاليفورنيا" (California)، تزداد فرصنا في تحقيق الأهداف بنسبة 42% عندما نقوم بتدوينها، ولقد أصبحت كتابة الأهداف عملية سهلة جداً بفضل وجود أدوات التخطيط الرقمية ذات الواجهة سهلة الاستخدام، فيمكنك استخدام هذه البرمجيات على جهاز لوحي، أو أي هاتف ذكي، فاختر البرنامج الذي يعجبك، وابدأ بتدوين أهدافك.
3. من الخطأ الإفصاح عن أهدافي للآخرين:
لا فائدة من كتمان الأمر ما لم يكن هدفك شخصياً، ولقد عفا الزمن على أسلوب العمل بمعزل عن الآخرين، وحل محله العمل الجماعي، والشفافية المتبادلة سواء على صعيد الأقسام المختلفة في الشركات، أم على صعيد الأفراد.
4. بدء العمل على الهدف مع بداية السنة الجديدة:
الأهداف أكثر من مجرد قرارات تتعلق ببداية العام الجديد، لذلك لست مضطراً للانتظار حتى نهاية العام الحالي حتى تبدأ العمل على هدف جديد، ابدأ بالعمل على أي هدف جديد في أقرب وقت ممكن حتى تمتلك الوقت لتحقيق مزيد من الأهداف، يُعد الوقت مورداً ثميناً لأنَّ تأجيل العمل لسبب غير ضروري يؤدي إلى تفويت كثير من الفرص.
شاهد بالفديو: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف
5. تزداد فرص تحقيق مزيد من الأهداف مع ازدياد عدد الأهداف المحددة:
من غير السهل العمل على عدة أهداف في نفس الوقت، فيؤدي هذا الأسلوب إلى تشتيت تركيزك بين عدة مجالات؛ لذا ضع في حسبانك أنَّ العمل على عدة أهداف في نفس الوقت يتطلب تجزئة الجدول الزمني لتخصيص وقت لكل واحد من هذه الأهداف، حتى يُتاح لك التركيز على كل واحد من هذه الأهداف على حدة وتعزيز فرصتك في النجاح.
إذا كنت ترغب بتحقيق كثير من الأهداف، فالأفضل أن تعطِ الأولوية لبعض من هذه الأهداف تبعاً لأهميتها، وفرص نجاحك، ومساهمتها في تعزيز عملية تطوير الذات، وستمتلك في المستقبل ما يكفي من الوقت للعمل على الأهداف الأخرى.
6. من الضروري إجراء عصف ذهني للتوصل إلى أفكار تساعد على تحديد الأهداف:
لا يتطلب تحديد الأهداف والعمل عليها نقاشات جماعية، بل يعتمد على قيم الشخص وموقفه الذهني وتخطيطه الفردي، ويمكنك دائماً تحديد الأهداف بالاعتماد على معارفك والأشياء التي تلهمك وأفكارك الخاصة.
7. يجب اتِّباع نمط الأهداف الذكية:
يعتقد الكثيرون أنَّ أفضل طريقة لتحديد الأهداف هي اتَّباع نموذج الأهداف الذكية، والتي تتصف بأنَّها: محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومحددة بمدة زمنية، والمشكلة أنَّنا نميل إلى وضع أهداف بسيطة كي نضمن قدرتنا على تحقيقها، ولكن لا يؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى إحراز كثير من التقدُّم، سواء على صعيد الحياة الشخصية، أم المهنية.
غالباً ما يؤدي تأجيل المواعيد النهائية، والعمل على مهام بسيطة وقصيرة إلى عدم تحقيق تقدُّم كبير، أو حتى عدم تحقيق أي تقدُّم إطلاقاً، وفي حين قد يكون نموذج الأهداف الذكية مثالياً للمبتدئين في وضع الأهداف وتحقيقها، إلا أنَّه يتم العمل على معظم الأهداف الاحترافية من خلال إطار عمل أكثر تعقيداً مثل نمط "أوه كي آر" (OKR)، والذي يشير إلى مجموعة الأهداف التي يتكون منها الهدف الكبير، والنتائج الرئيسة التي يتم تتبُّعها لمعرفة مقدار التقدم المُحرز.
8. تؤدي الأهداف الصعبة إلى الإرهاق:
غالباً ما يشكِّل الخوف من الفشل عائقاً في وجه تحقيق الأهداف الصعبة، ولكن يختلف الأمر بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينظرون للإخفاق على أنَّه درس يمكن التعلُّم منه، ويوفِّر لك وضع أهداف صعبة الفرصة لتحدي الصعوبات، ويعمل من ثم على تعزيز خبراتك التي تشكِّل الأساس لتحقيق النجاح.
9. الأهداف طويلة الأمد غير مجدية لأنَّه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل:
يمتنع الكثيرون عن تحديد أهداف طويلة الأمد حتى على صعيد الحياة المهنية؛ لأنَّ الحياة تحمُّل دائماً كثيراً من المفاجآت، والأشياء التي لا يمكن توقعها، ويصعُب أحياناً تحقيق الأهداف طويلة الأمد، وقد تضطر، في هذه الحالة، إلى وضع خطط لمختلف المراحل لتحقيق النجاح، فيكمن الحل بتقسيم الهدف الكبير إلى مجموعة من المهام الأصغر والعمل على إنجاز كل واحدة منها حتى تتمكن من تحقيق هدفك طويل الأمد.
10. تحديد الأهداف كفيل بتحقيقها:
لا يعني مجرد تدوين الأهداف أنَّك ستحقق النجاح لا محالة، ويجب أيضاً أن تعمل بجد، ووفق خطة عملية لتضمن تحقيقها، فيُعد تحديد الأهداف مجرد الخطوة الأولى لتحقيق إنجاز ما في الحياة، لكنَّه ليس إنجازاً بحد ذاته.
11. لا يجب تحديد أكثر من هدف:
لا يوجد شيء يمنع من تحديد أكثر من هدف، يمكنك تحديد قدر ما تشاء من أهداف في حياتك الشخصية أو المهنية أو أي شيء آخر، ومن الأفضل تدوين أي هدف جديد يخطر في ذهنك، وسيكون لديك ما يكفي من الوقت لاحقاً لإجراء أية تغييرات، أو تعديل المواعيد النهائية، أو وضع خطة عملية لتحقيق هدفك، فقد يكون أسلوب التدوين التقليدي (باستخدام الورقة والقلم) غير فعال عند تحديد عدة أهداف؛ لذا ضع في حسبانك استخدام تطبيقات، أو برمجيات لسهولة وضع نسخة مبدئية عن أهدافك، وإجراء التعديل، أو حذف أية قوائم مهام، أو تعديل الخطط لاحقاً.
12. لا يمكن إجراء أي تعديل على الأهداف:
هو أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة، والمُحبطة في نفس الوقت عن تحديد الأهداف، قد تُفاجأ في أثناء العمل على تحقيق هدفك، بظروف ومستجدات تجعل من الضروري إجراء بعض التغييرات على هدفك، ويعتمد الأمر برمته على وجهة نظرك، لذلك كن مرناً في تعديل أهدافك (جزئياً، أو كلياً) بناءً على المعطيات الحالية حتى تتمكن من تحقيق هدفك في المستقبل.
13. لا يمكن إجراء أي تعديل على المواعيد النهائية:
يُعد الوقت، بصرف النظر عن الغاية التي تدفعك لتحديد الهدف، عاملاً هاماً في هذه العملية، ومع ذلك، ليس من الضروري أن تكون جميع الأهداف محددة بمدة زمنية، فيعزز وجود موعد نهائي من تركيزك على عامل الوقت في أثناء العمل على تحقيق الهدف، ومع ذلك قد تُفاجئك الحياة بأشياء لم تكن بالحسبان، وهذا يجعل تحقيق الهدف في الموعد النهائي أمراً مستحيلاً في بعض الأحيان، فلا بأس بذلك، إذ يمكنك تحديد موعد نهائي جديد في هذه الحالة، وتذكَّر أنَّ النجاح في عملية تحديد الأهداف يعتمد على المرونة.
14. عدم تحقيق الهدف يعني الفشل:
عدم تحقيق الهدف لا يعني الفشل، فأنت بذلت قصارى جهدك، ولم تحقق النجاح بسبب عامل معيَّن، ومع ذلك ستتعلم من التجربة وستصبح أكثر دراية بعملية وضع الأهداف القابلة للقياس والتحقيق في المستقبل، يساعد تحديد الأهداف، والعمل على تحقيقها على التركيز على الخطة العملية اللازمة لتحقيق الهدف.
في الختام:
تؤدي المفاهيم الخاطئة عن تحديد وتحقيق الأهداف إلى تقويض إمكاناتك في تحقيق تقدُّم حقيقي في الحياة، ولكن تذكَّر أن تدوِّن أهدافك، وتضع خطة واضحة لتحقيقها، كي تزداد فرصك في تحقيق النجاح.
أضف تعليقاً