13 طريقة مذهلة تساعدك على الاستمرار في تحقيق أهدافك

تُعدُّ الاستمرارية إحدى أبرز العوامل التي تميِّز بين الشخص الناجح والفاشل؛ إذ يستطيع الأشخاص الناجحون تحقيق نتائج استثنائية من خلال متابعة خططهم واتِّخاذ الإجراءات اللازمة كل يوم تقريباً، سواء وُجِد الدافع أم لا؛ لذا إذا كنت ترغب في تحقيق نتائج رائعة وتحقيق أهدافك، فيجب أن تتعلَّم كيف تواظب على ما تفعل.



قد لا تكون الاستمرارية أمراً يسيراً، فعندما نحدِّد أهدافنا، أو نبدأ مشروعاً جديداً، أو نقرِّر اكتساب عادة جديدة، سواء كانت ممارسة التمرينات الرياضية أم تأسيس مدوَّنة ناجحة، نكون جيدين في البداية، وتملؤنا الحماسة، ونعمل بجد، ولكن تتلاشى الطاقة بعد مرور أيام عدَّة، وقد يستطيع آخرون الاستمرار لأشهر، ولكن في النهاية، يستسلم أغلب الناس؛ وذلك لأنَّهم يفقدون شغفهم ويفشلون في الاستمرار.

هناك حكمة تقول: "يفعل الأشخاص الناجحون ما يتعين عليهم فعله، سواء شعروا برغبة في القيام بذلك أم لا"، وهذا ما يصنع الفارق؛ إذ لا يقتصر النجاح على ما تفعله من حينٍ لآخر؛ بل الأساس فيه هو ما تفعله كل يوم؛ وذلك لأنَّ ما تفعله يومياً هو الذي يحدد مكانك الآن.

ومن ثم إذا كنت تريد تغيير حياتك، فابدأ بتغيير روتينك؛ وذلك لأنَّ ما سيحدد حياتك ونتائجك النهائية هو ما تفعله كل يوم.

يُعدُّ لاعب كرة السلة الراحل "كوبي براينت" (Kobe Bryant) أحد أفضل لاعبي كرة السلة في العالم، وما جعله لاعباً استثنائياً استمراره في ممارسة التمرينات بانتظام، ولقد قال لاعب السلة الشهير "مايكل جوردان" (Michael Jordan) إنَّ "كوبي" هو اللاعب الوحيد الذي حاكى أداءه والتزامه، وإنَّه الوحيد الذي يستحق أن يُقارَن به.

وحتى في أثناء المدرسة الثانوية، اعتاد "كوبي" على الذهاب إلى التمرين في الخامسة صباحاً، والمغادرة في السابعة صباحاً قبل موعد المدرسة، وحتى بعد أن اعتزل كرة السلة، ظل يمارس بعض العادات الرائعة، وهذا ما قاله خلال حديث له:

"أتمرن في الخامسة صباحاً كل يوم، ثمَّ أوصل الأطفال إلى المدرسة، وأتناول الفطور مع زوجتي، ثم أذهب إلى المكتب وأعمل هناك، ثم أذهب لآخذ الأطفال من المدرسة، وبعد ذلك، ألعب كرة السلة أو كرة القدم أو كرة الطائرة لبعض الوقت".

كما ترى، يتعلَّق النجاح بما تفعله كل يوم، وليس بما تفعله من حينٍ لآخر؛ ومن ثم إذا تمكَّنت من الالتزام بخطتك والاستمرار فيما تفعله، فسوف تحقِّق النجاح المنشود؛ لذا نقدِّم لك عشر طرائق رائعة تساعدك على الاستمرار في العمل، واتِّباع خطتك، وتحقيق أهدافك:

1. التخلُّص من جميع المعوِّقات:

أول ما يجب عليك القيام به لتستمر في العمل على أهدافك، هو التخلُّص من جميع المعوقات التي تحول دون القدرة على المثابرة؛ حيث يعتقد معظم الناس أنَّهم بحاجة إلى الحافز من أجل الاستمرار، وقد يكون هذا صحيحاً، لكنَّ الحافز عنصر متغيِّر؛ لذا لا يمكننا الاعتماد عليه وحده؛ ومن ثم ينبغي علينا تدارك ما يمنعنا من الاستمرارية والعمل، وبعد ذلك نكون قادرين على اتباع خططنا اتِّباعاً أكثر سلاسة.

على سبيل المثال: إذا كنت تسعى إلى الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مرتين في الأسبوع، وبعد أن اتَّبعت الخطة لمدة 3 أسابيع، فقدت الحافز وفشلت في المتابعة؛ يجب أن تسأل نفسك عن السبب، فقد يكون ذلك بسبب:

  • أنَّ صالة الألعاب الرياضية مزدحمة للغاية.
  • أنَّك تمارس تمرينات قاسية جداً.
  • أنَّ صالة الألعاب الرياضية تبعد كثيراً عن مكان إقامتك.
  • أنَّك لا تستمتع بممارسة التمرين.

الآن بعد أن حددت العوائق التي تمنعك من الاستمرارية، صرت تعرف ما يمكنك فعله للتغلُّب عليها، على سبيل المثال: إذا كانت الصالة الرياضية مزدحمة للغاية، فيمكنك إما التمرُّن في وقت أو يوم مختلف، أو الذهاب إلى صالة ألعاب رياضية أخرى.

وإذا كانت تدريباتك قاسية للغاية وتشعر أنَّ جسمك لا يستطيع تحمُّلها، ففي إمكانك أن تبدأ بتمرينات بسيطة في المرة القادمة، ثم تنتقل تدريجيَّاً إلى تمريناتٍ أصعب، وإذا لم تجد التمرين ممتعاً، فقد يساعدك إيجاد شريك لتشجيعك أو الاستماع إلى أغانيك المفضلة في أثناء التمرين، أو مارس تمريناً آخر تحبه.

تكمن مشكلة معظم الناس في أنَّهم عندما يشعرون بأنَّهم عاجزون عن الاستمرار، يعتقدون أنَّهم بحاجة إلى مزيد من الحافز، وهو ما قد يكون خاطئاً غالباً؛ لأنَّه بمجرد أن تتخلص من هذه الحواجز التي تمنعك من الالتزام بخطتك، ستكون قادراً على المضي قدماً مضيَّاً أسرع، وستشعر بمزيدٍ من الحافز لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة، تماماً مثلما ترفع مكابح اليد لكي تقود سيارتك، فتجدها تتحرَّك بسرعة وسلاسة.

دوِّن كل الأسباب التي تمنعك من الاستمرار والمضي قدماً، وبعد ذلك حاول أن تتخلَّص من تلك الحواجز.

إقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات للتغلب على العقبات التي تعوق نجاحك

2. تطبيق تقنية تقويم "جيري ساينفيلد" (Jerry Seinfeld):

تُعدُّ تقنية "جيري ساينفيلد" (Jerry Seinfeld) طريقة فعَّالة تساعدك على الاستمرار في تحقيق أهدافك، ويسمي بعض الناس هذه طريقة "التقويم"، وما عليك القيام به باختصار، استخدام التقويم لتحديد الأيام التي عملت فيها واتَّبعت خطتك، ضع علامة "X" كبيرة فوق كل يومٍ تتَّبع فيه الخطة وتؤدي العمل الضروري، والمطلوب منك ألَّا تكسر سلسلة إشارات الـ "X" نهائيَّاً.

تقنية تقويم جيري ساينفيلد (Jerry Seinfeld)

وكلما رأيت السلسلة تطول، ازدادت رغبتك في الحفاظ على السلسلة، واستمريت في القيام بهذه العادة، قد تعتقد أنَّها طريقة ساذجة بعض الشيء، ولكن جرِّبها وسترى نجاحها بنفسك.

مرَّة أخرى، أحضِر تقويماً، وحدِّد العمل الوحيد الذي ينبغي عليك القيام به كل يوم، وفي كل مرة تؤدي فيها هذا العمل، ضع علامة فوق اليوم في التقويم، ولا تنسَ وضع التقويم في مكانٍ واضح يتيح لك رؤيته دائماً ليساعدك على التذكُّر والاستمرار.

3. تقديم تقارير لشريك مساءلة:

لقد أجرت الدكتورة "جيل ماثيوز" (Gail Matthews)، أستاذة علم النفس في جامعة "دومينيكان" (Dominican University)، دراسة خلصت إلى أنَّ الأشخاص الذين شاركوا تقارير تقدُّمهم نحو أهدافهم مع شخص آخر، ازدادت احتمالات إحراز أهدافهم بنسبة 76%.

لقد قسَّمت المشاركين في دراستها إلى مجموعات صغيرة، وكانت المجموعة التي أظهرت نتائج أفضل وتمكَّن أعضاؤها من تحقيق أهدافهم، هي التي شارك أعضاؤها تقارير تقدُّمهم مع الآخرين.

وقالت "جيل": "تقدِّم دراستي دليلاً تجريبياً على فاعلية ثلاث وسائل كوتشينغ: المساءلة والالتزام وكتابة الأهداف الشخصية"؛ ومن ثم ما عليك فعله للحفاظ على الاستمرارية في تحقيق هدفك، هو مشاركة تقدُّمك مع شريك مساءلة أو منتور أو كوتش وإرسال تقرير إليه كل أسبوع؛ إذ قد يساعدك وجود شخص يتابع تقدُّمك، على اتِّباع خطتك واتِّخاذ الإجراءات اللازمة.

لذا حدِّد شريكاً، قد يكون زميلك في العمل، أو منتورك، أو زوجتك، أو صديقك؛ الفكرة أن يكون شريكك في المساءلة شخصاً يدعمك ومستعداً للإشراف على تقدُّمك، وبعد ذلك شارك هدفك معه، وأخبره بخطتك وما عليك القيام به كل يوم، وبحلول نهاية كل أسبوع، أرسل له تقريراً بكل ما أنجزته؛ حيث سيجعلك هذا تشعر بمزيد من المسؤولية والالتزام باتِّخاذ إجراءات للوصول إلى أهدافك.

إقرأ أيضاً: كيف تبني عادات جديدة مع شريك المساءلة؟

4. الاستفادة من بيئتك للاستمرار في تحقيق أهدافك:

قد تتمكَّن من الاستمرار في تحقيق أهدافك إذا سخَّرت بيئتك لتساعدك على ذلك، على سبيل المثال: تخيَّل أنَّك تريد أن تدوِّن كل يوم، ولكنَّك لا تجد الفرصة للالتزام بذلك؛ إذ يشتِّت أطفالك أو زوجتك أو التلفاز انتباهك؛ ومن ثم تمنعك البيئة المحيطة من اتَّباع خطتك، فما يمكنك فعله بعد ذلك هو تحسين بيئتك لتعمل لصالحك وليس ضدك من خلال التخلُّص من جميع عوامل التشتيت، وتهيئة مكان هادئ للعمل، ووضع ملصقات تحفيزية ولوحات تخيُّلية، وتسهيل العمل على أهدافك.

على سبيل المثال: إذا كنت تشاهد التلفاز كثيراً، فأغلقه أو خبِّئْه في مكانٍ ما كي لا تتمكَّن من المشاهدة، أو اذهب إلى صالة ألعاب رياضية تقع بين مكان عملك ومنزلك حتى يسهل عليك الذهاب إليها دائماً؛ باختصار اجعل أداء المهام أسهل من خلال تغيير بيئتك.

حدِّد العقبات أو العوامل المُساعِدة الموجودة في البيئة المحيطة، وإذا اكتشفت أنَّ بيئتك تعوقك عن تحقيق أهدافك، ففكِّر في بعض الحلول التي تساعك على التغلُّب على ذلك.

5. البدء بخطوات بسيطة مع الحفاظ على التقدُّم:

أحد أسباب فشل معظم الناس في الاستمرار في تحقيق أهدافهم هو أنَّهم يحاولون القيام بالكثير من الأشياء في آنٍ واحد؛ وذلك لأنَّه إذا كنت تحاول تغيير جميع عاداتك اليومية وإجراء تغيير روتيني جذري في الوقت نفسه، فمن المحتمل جداً ألَّا تنجح في ذلك، وذلك أنَّ أدمغتنا مصمَّمة لمقاومة التغيير، ومن ثم إذا كنت تريد أن تستمر فيما تفعله، فيجب أن تبدأ بخطوات بسيطة حتى يتمكَّن عقلك من التعود عليها بسرعة.

على سبيل المثال: إذا كنت ترغب في إنشاء مدوَّنة ناجحة، فلا داعي لقضاء 4 ساعات في العمل على مدونتك كل يوم؛ بل يمكن أن تبدأ بخطوات بسيطة وتستمر فيها، مثل العمل 15 دقيقة فقط يومياً، ثم زيادة المدة تدريجياً إلى 30 دقيقة وساعة وساعتين وما إلى ذلك.

قد تكون محاولة تغيير كل شيء في الوقت نفسه فكرة سيئة إذا لم تمتلك إرادة قويَّةً وحافزاً قويَّاً للغاية؛ لذا فاتِّخاذ خطواتٍ تدريجية هو الخيار الأفضل، وينطبق الشيء نفسه على خطة التأمل؛ إذ يجد معظم الناس صعوبة في التأمل في البداية؛ وذلك لأنَّهم يحاولون ممارسته لمدَّة طويلة.

ولكن كما قلنا؛ ابدأ بخمس دقائق فقط في اليوم، وبعد أسبوع، زِد الوقت إلى 10 دقائق، ثم 15 دقيقة، وهكذا دواليك.

الفكرة هي أنَّه ينبغي عليك تقليل مقاومة عقلك في أثناء اتِّخاذ الإجراءات وتكوين العادات؛ لذا راجع خطتك، واحرص على ألَّا تبالغ في القيام بأشياء يصعب متابعتها، واختر دائماً البدء بخطوات بسيطة حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول؛ وذلك لأنَّه بمجرد أن تكتسب هذه العادة، ستواصل تقدُّمك بلا توقُّف.

6. مكافأة نفسك على عملك الشاق:

تُعدُّ مكافأة نفسك طريقة جيدة تساعدك على الاستمرار في العمل لتحقيق هدفك، وفي الواقع، ليس من الضروري أن تكون مكافأتك كبيرة، ولكن يجب أن تكون شيئاً يثيرك حتى تتحمَّس لمواصلة العمل، وكما يقول "توني روبنز" (Tony Robbins): "الناس ليسوا كسالى؛ ولكنَّهم يمتلكون أهدافاً لا تلهمهم".

قد يكون هدفك هو مكافأة نفسك على ما أحرزته من تقدُّم؛ وذلك لأنَّه كلما كانت المكافأة مثيرة، أصبحتَ أكثر استعداداً للقيام بالعمل، على سبيل المثال: هل ستستيقظ ساعة مبكراً لمدَّة 5 أيام في الأسبوع لتربح 10 دولارات إضافية شهرياً؟ لن تفعل ذلك على الأرجح؛ وذلك لأنَّ المكافأة ليست محفِّزة للغاية، ولكن لو كانت المكافأة 1000 دولار إضافي في الشهر مقابل الاستيقاظ ساعة مبكراً، سيضحي معظم الناس بوقت نومهم ويستيقظون مبكراً؛ وذلك لأنَّ المكافأة جيدة.

ومن ثمَّ يجب أن تكون المكافأة التي تختارها شيئاً قابلاً للتحقُّق لتصدق أنَّك ستحصل عليها؛ ممَّا يعزِّز دافعك، وفي الوقت نفسه، لا يجب أن تكون صغيرة جداً لدرجةٍ لا تثير اهتمامك؛ لذا اختر شيئاً مناسباً يحفِّزك ويدفعك إلى اتخاذ إجراء كي لا تفقد اهتمامك بسرعة وتتوقَّف عن المواصلة.

قد تودُّ أن تكون مكافأتك يوم عطلة، أو تناوُل الآيس كريم بنكهتك المفضلة، أو احتساء فنجان من قهوتك اللذيذة، أو قضاء ليلة في الخارج مع الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم، وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تكتشف أسرار نظام المكافآت في الدماغ وتحافظ على الدافع؟

7. الحفاظ على طاقتك:

إذا كنت تريد أن تستمر في تحقيق أهدافك، فيجب أن تحمي طاقتك من الاستنفاد ومن الأمور التي تؤثر في مزاجك وتمنعك من مواصلة التقدُّم؛ إذ تتطلَّب الاستمرارية الانضباط؛ لذا تجنَّب كل ما يتعبك ويجعل التعب عذراً للتوقف في اليوم التالي.

من بين الأمور التي ينبغي عليك أن تفعلها الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ وذلك لأنَّك إذا شعرت بالنعس، سيصبح من السهل تأجيل عملك وتأخيره، كما يجب أيضاً أن تتناول أطعمة صحية وتأكل المزيد من الخضروات والفاكهة؛ إذ يمنحك الاعتناء بجسمك مستوى طاقة أفضل يساعدك على القيام بالعمل اللازم، ولا تنسَ ممارسة الرياضة والتحرُّك دائماً؛ فكما يُقال: العقل السليم في الجسم السليم.

8. تحديد وقت لكل هدف والالتزام به:

إذا كنت ترغب في إنجاز هدفٍ ما، فحدِّد له وقتاً ثابتاً والتزم به، على سبيل المثال: إذا كنت تريد الالتزام بكتابة المقالات يومياً؛ فدَع الوقت المخصَّص لهذه المهمة يبدأ الساعة 9 صباحاً، على سبيل المثال، وأجِّل أي مهمَّة أخرى حتى تنتهي من هذه، وبهذه الطريقة، ستتمكَّن من الالتزام بالكتابة كل يوم دون تشتُّت.

إذا كنت تعمل في مجال المبيعات، فحدِّد وقتاً للعمل على مهمتك الأكثر أهمية، وهي الاستكشاف، ولا تفعل أي شيء آخر خلال هذا الوقت حتى تنجز العمل، فهذا ما يفعله الأشخاص الناجحون للالتزام ببرامجهم ومواصلة يفعلونه.

لقد قال "هاروكي موراكامي" (Haruki Murakami) أحد أشهر المؤلفين الناجحين، في مقابلة له:

"عندما أنوي كتابة رواية، أستيقظ في الرابعة صباحاً وأعمل لمدة خمس إلى ست ساعات، وفي فترة ما بعد الظهر، أجري لمسافة عشرة كيلومترات أو أسبح لمسافة ألف وخمسمئة متر (أو أفعل كليهما)، ثم أقرأ قليلاً، وأستمع لبعض الموسيقى، وفي التاسعة مساءً، أذهب إلى الفراش، وأحافظ على هذا الروتين يومياً دون تغيير؛ وذلك لأنَّ التكرار في حدِّ ذاته هو الشيء الهام، وتأثيره سحري؛ لذا أكرِّر روتيني حتى أصل إلى حالة ذهنية أعمق.

ولكن يتطلَّب التمسك بهذه العادة لفترة طويلة -من ستة أشهر إلى سنة- قدراً كبيراً من القوة النفسية والبدنية، ومن هذا المنطلق، أعُدُّ كتابة رواية طويلة بمثابة تدريب على النجاح؛ إذ تكون القوة البدنية حينها ضرورية مثل الحس الفني تماماً".

إذا اتَّبعت هذه الطريقة، سيكون في إمكانك تحقيق نتائج استثنائية في مجالك؛ لذا حدِّد وقتاً لمهمتك الأكثر أهمية، ولا تمنح نفسك أي خيار أو عذر لعدم متابعة ما حددَّته، واحرص على الالتزام ببرنامجك وإنجاز العمل في الوقت المُحدَّد.

9. وضع هدفك كأول مهمَّة في الصباح:

إذا كنت تمتلك هدفاً وتتطلَّع إلى تحقيقه، فيجب أن تعمل عليه في الصباح قبل أي شيء، كما تقول "لورا فاندركام" (Laura Vanderkam) مؤلِّفة كتاب "ما يفعله أكثر الأشخاص نجاحاً قبل الإفطار" (What The Most Successful People Do Before Breakfast).

تقول "لورا": إنَّ الأشخاص الناجحين يستمرون في تحقيق أهدافهم؛ وذلك لأنَّهم يمنحونها الأولوية، ويخصصون لها أولى ساعات الصباح؛ إذ تكون عوامل التشتيت أقل في الصباح ويكون العقل نشيطاً والإرادة قوية، بينما إذا حاولت القيام بذلك في فترة ما بعد الظهر، فربما تكون طاقتك قد استُنفِدَت، وقد تُشتِّتك المهام الأخرى التي يجب الاهتمام بها؛ لذا خصِّص ساعات الصباح لتنفيذ المهمة التي تريد إنجازها.

إقرأ أيضاً: 8 عادات إيجابيّة يجب أن تقوم بها في الصباح الباكر

10. التخلُّص من جميع المُشتِّتات:

إذا فكَّرت ملياً فيما يعوقك عن التركيز والاستمرارية في عملك، ستجد أنَّ مصادر تشتيت الانتباه هي التي تفعل ذلك؛ فعندما ترغب في ممارسة الرياضة، على سبيل المثال، قد يتصل بك صديق ليدعوك إلى احتساء الشاي، وعندما تريد كتابة مقال في مدونتك، يُشتَّت انتباهك بفيلم يُعرَض على التلفاز.

ومن ثم يُعدُّ التخلُّص من جميع مصادر تشتيت الانتباه المحتملة أفضل طريقة للاستمرار فيما تفعله والحفاظ على تركيزك؛ لذا أوقف تشغيل هاتفك، وضَع لافتة "ممنوع الإزعاج على باب غرفتك" أو أخبِر عائلتك أنَّك لا تريد أي مقاطعة في أثناء العمل، وإذا أراد أي شخص شيئاً يستنزف وقتك أو اهتمامك، فارفض بأدب؛ وذلك لأنَّك إذا لم تكُن حريصاً على الاستفادة من وقتك، فسوف تفقده دون أن تنجز أيَّاً من أعمالك؛ باختصار أنشئ بيئة عمل إيجابية تساعدك على التركيز التام والاستمرار فيما تفعله.

11. إدراك سبب رغبتك في تحقيق هدفك:

تُعدُّ معرفة سبب رغبتك في تحقيق هدفك إحدى الطرائق التي تساعدك على الاستمرار في أعمالك؛ وذلك لأنَّه إذا كان هدفك مثيراً، ستكون رغبتك في تحقيقه قويَّة؛ ممَّا يدفعك إلى الالتزام بخطتك والقيام بكل ما يلزم لمتابعة خطواتك.

قد يكون سبب فشل بعض الأشخاص في الاستمرار وميلهم إلى المماطلة عدم وجود هدف يسعون إلى تحقيقه في الحياة، على سبيل المثال: قد يقول أحدهم إنَّه يريد إنشاء مدونة ناجحة، لكنَّه لا يتَّخذ أي إجراء واقعي؛ وذلك لأنَّ رغبته في تحقيق هدفه ليست قوية بما يكفي.

وكما يقول الكاتب الأمريكي "نابليون هيل" (Napoleon Hill): "الرغبة نقطة البداية لكل إنجاز، ليس الأمل، ولا التمنِّي؛ بل الرغبة القوية هي التي تتجاوز كل شيء"؛ لذا في المرة القادمة التي تماطل فيها، فكِّر في هدفك مرة أخرى، وما إذا كنت على استعداد لفعل كل ما يلزم لإحرازه؛ وذلك لأنَّه حينما يكون هدفك واضحاً وحينما تدرك سبب رغبتك في تحقيق ما تريد، لن يوقفك شيء.

12. التركيز على مهمَّة واحدة:

يجب أن تلتزم بمهمَّة واحدة دون البدء بأخرى حتى إنجازها؛ إذ قد يدفعك تعدُّد المهام إلى عدم الالتزام بالخطة نظراً لأنَّه يشتِّت تركيزك، ويتطلَّب الاستمرار دائماً التركيز، وإلَّا ستفقد الاستمرارية؛ لذا اختر شيئاً واحداً وافعله حتى يصبح عادة أو أمراً روتينياً، وبعد ذلك اختر شيئاً آخر وركِّز عليه.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعدد المهام في الإنتاجية والصحة العقلية؟

13. المواظبة على العمل ولو بحدِّه الأدنى:

إذا كنت تريد تطوير عادة الاستمرار فيما تفعله، فيجب أن تحافظ على القيام بذلك حتى بأقل الإمكانات والحفاظ على الزخم والعمل كل يوم.

على سبيل المثال: إذا كنت تريد الاستمرار في أداء 30 تمرين ضغط كل يوم، فستأتي أوقات بالتأكيد لا تمتلك فيها الطاقة والحافز للقيام بذلك، فعندما تمرُّ بهذه الأوقات، يمكنك تقليل عدد تمرينات الضغط التي ستفعلها من خلال ممارسة 10 تمرينات على سبيل المثال؛ الفكرة أن تتَّخذ إجراءً وتبذل جهداً، حتى لو كان بسيطاً.

وإذا أردت كذلك اكتساب عادة كتابة 1000 كلمة باستمرار كل يوم، فحاول كتابة ولو جزء بسيط عندما لا تشعر بالرغبة في فعل ذلك أو لا تمتلك الوقت الكافي، فكل ما يهم، ألَّا تماطل أو تختار عدم القيام بأي شيء على الإطلاق، ومرَّة أخرى بغض النظر عما تفعله، اتَّخذ أي إجراءٍ حتى لو كان بسيطاً.

  • إذا كنت لا تستطيع كتابة 1000 كلمة، فاكتب 100 كلمة.
  • إذا كنت لا تستطيع أداء 50 تمرين ضغط، فقم بـ 10 تمرينات فقط.
  • إذا لم تستطيع الركض لمسافة 5 أميال، فاركض لمسافة ميل واحد فقط.
  • إذا لم تمتلك وقتاً لممارسة الرياضة لمدة ساعة كما اعتدت، فتمرَّن لمدة 10 أو 15 دقيقة فقط.

احرص على الحفاظ على زخمك مهما بدت الخطوات بسيطة؛ وذلك لأنَّه إذا توقَّفت، ستصبح المواصلة ثانيةً أمراً صعباً، وهذا هو سبب فشل معظم الناس في الاستمرارية؛ فهم يبذلون جهداً مكثفاً في البداية، وبعد ذلك عندما يمرُّون بأيام عصيبة أو يفقدون الدافع، يختارون التوقف، ولتجنُّب ذلك اتَّبِع هذه الخطوات في حال فقدت رغبتك في السعي إلى تحقيق هدفك.

في الختام:

إذا كنت تقرأ حتى هذه اللحظة، نود أن نهنِّئك على بقائك معنا حتى النهاية، لقد تطرقنا إلى كثيرٍ من الأمور ونأمل أن تكون استفدت ممَّا قرأت. طبِّق هذه الخطوات للحفاظ على استمراريتك في تحقيق أهدافك، وستحقق نجاحاً مذهلاً في حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة