12 نصيحة للتعافي من الألم العاطفي

"إذا كنت تعاني من ألم عاطفي، فهذا لا يعني أنَّ العيب فيك؛ بل بخلاف ذلك تماماً فهو يُظهر أنَّك إنسان". الكاتبة "لومينيتا د. سافيوك" (Luminita D. Saviuc).



توجد لحظات في الحياة يقرع فيها الألم العاطفي بابنا ليس بهدف جرحنا أو إيذائنا؛ وإنَّما ليُعلمنا بأنَّ هناك شيئاً في حياتنا يحتاج إلى المعالجة، وليُشير إلينا أيضاً بعدم توازن شيء بداخلنا وحاجته إلى حبنا واهتمامنا.

إن تعلمنا أن ننتبه إلى الإشارات من خلال معالجة السبب الجذري بدلاً من مقاومة الأعراض، فسوف نعالج أجزاءَنا التي تحتاج إلى الشفاء ونعيد جميع الأجزاء التي كانت مبعثرة ومشتتة ذات يوم إلى وضعها الطبيعي مكتملة متحدة.

12 نصيحة للتعافي من الألم العاطفي:

1. استقبل كل ما تواجهه بحب:

"يُضعفك كلُّ شيء تقاومه، ويُقويك كل أمرٍ تسايره". "المؤلف واين داير" (Wayne Dyer).

تصالَح مع الحالة التي أنت عليها في هذه اللحظة وضع جانباً أيَّة مشاعر غضب أو اشمئزاز أو إحباط قد تعتريك تجاه نفسك وألمك العاطفي وواقعك الحالي، وابذل قصارى جهدك لكي تستبدل كل تلك السلبية بالحنان والحب والتفاهم.

2. امنح نفسك الوقت للتعافي من الألم العاطفي:

ذكِّر نفسك قدر الإمكان بأنَّ الشفاء يستغرق وقتاً، فالتئام الجرح وتحول كل الألم العاطفي إلى فرح يأخذ وقتاً؛ لذا امنح نفسك الوقت؛ أي وقتاً للراحة والشفاء ووقتاً لتتعافى تماماً مما مررت به، وأتِح الفرصة للوقت كي يتخلَّص من كل هذا الألم العاطفي.

3. تخلَّ عن السيطرة:

"يوجد وقت للتقدم ووقت للتراجع، وقت للحركة ووقت للراحة، وقت تكون فيه نشيطاً ووقت تشعر فيه بالإرهاق، وقت تكون فيه آمناً ووقت تكون فيه في خطر، ويرى الحكيم الأشياء كما هي دون محاولة منه للسيطرة عليها ويسمح لها بأن تسير بطريقتها الخاصة، بينما يستقر هو في وسط الدائرة". "الفيلسوف لاو تزو" (Lao Tzu).

ستمر في أيام ترغب فيها في التحكم بالأمور وتسريع عملية الشفاء، ولكن عليك ألَّا تقوم بذلك؛ فلن تؤدي العجلة إلَّا إلى المزيد من الألم والمعاناة العاطفية، فاسمح للأشياء أن تأخذ مجراها الطبيعي وسلِّم نفسك لحكمة عقلك وجسدك مُتيحاً للشفاء أن يحدث بشكل طبيعي.

4. راقِب ألمك:

اعتَد على ملاحظة ألمك العاطفي ومعاناتك وإحباطاتك، وراقب التدفُّق المستمر للأفكار السلبية التي تدور في ذهنك والقصص المروعة التي تستمر في تغذية ألمك والإساءة إلى ذاتك والإدمان على كل ذلك الألم والمعاناة العاطفية، واختر التخلي عنها جميعها.

دعها تتجاوزك وتذكَّر دائماً أنَّ أفكارك وألمك لا يُحددان مَن أنت؛ بل ما يُحدد من أنت هو الوعي الذي يكمن وراء كل ذلك.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

5. أبعِد الألم عنك من خلال حبك له:

لا توجد قوة أعظم من قوة الحب؛ إذ للحب قدرة على مداواة كل الجروح وتحويل كل ظلمة إلى نور وكل ألم إلى فرح وكل الجروح إلى حكمة؛ لذلك لا تلعن ألمك؛ بل احتضنه وتقبَّله وغذِّه، ورحِّب به بأذرع مفتوحة وسترى أنَّه من خلال الحب الذي تمنحه؛ سيتحول الألم إلى فرح والظلمة إلى نور وكل مخاوفك إلى حب.

6. كُن موجوداً فحسب:

خذ وقتك فقط لتكون موجوداً بسكون وهدوء دون الاضطرار إلى فعل شيء ما أو تتبُّع وإشغال نفسك باستمرار بكل أنواع الأمور التي تسلب منك حياتك، كن موجوداً فقط، وامنح عقلك وجسمك استراحة من كل الضوضاء والمشتتات التي تتعبك وترهقك، واسمح لكيانك أن يعود إلى الحياة من خلال منح نفسك الراحة والسكون.

7. قدِّم نفسك هديةً لنفسك:

خذ وقتاً لتكون وحيداً مع نفسك، لتعترف وتُحب وتُقدِّر الأجزاء الجميلة منك، والمُهمَلة جداً في الوقت نفسه، خذ وقتك لتتصالح مع أجزائك التي تتألم، وتلك التي تتوق إلى حبك وعاطفتك، وانغمس تماماً في كيانك الخاص وقدِّم لنفسك وقتك وحضورك ولطفك وعطفك وحبك وعاطفتك كهدية.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة لتكون لطيفاً مع نفسك

8. اطلب المساعدة والدعم:

"أَحِط نفسك بالأشخاص الذين يجعلونك سعيداً؛ أي الأشخاص الذين يجعلونك تضحك ويساعدونك عندما تكون مُحتاجاً، وأحِط نفسك بالناس الذين يهتمون بصدق فأولئك هم الأشخاص الذين يستحقون أن تحتفظ بهم في حياتك، أما البقية فهُم مجرد عابرون". "الفيلسوف كارل ماركس" (Karl Marx).

اطلب المساعدة والدعم - عندما يكون الوقت مناسباً - من أولئك الأشخاص الذين في إمكانهم فهمك ومساعدتك ودعمك؛ أولئك الذين قد يُلهمونك للتفكير في المستقبل وليس الماضي المخيف، واطلب المساعدة والإرشاد والدعم من كيانك الداخلي من خلال الصلاة والتأمُّل والتفكُّر والوصال، واطلب المساعدة والدعم، وأتِح المجال لتلقي المساعدة.

9. دع الطبيعة تُشفيك وتُريحك:

"على المرء أن يكون بمفرده تحت السماء قبل أن تتحسن الأمور، ويجد مكانه الطبيعي، ويجب أن نتحلى بالتواضع لندرك أنَّنا جزء من الطبيعة". الشاعر "توماس ميرتون" (Thomas Merton).

اقضِ أكبر وقت ممكن في الطبيعة واسمح لها أن تؤدي دورها في شفائك وتعافيك، واسمح لها بأن تعالجك وتُريحك وأن تُعلِّمك المزيد عن دائرة الحياة اللانهائية؛ أي عن الولادة والحياة والموت والعودة إلى الحياة، وعن نفسك.

اسمح للطبيعة أن تكون صديقك ومعلمك ورفيقك الحكيم، وأتِح لها المجال أن تُظهِر لك الدليل على الاضمحلال والدمار والموت من جهة، والعودة إلى الحياة والتجديد من جهة أُخرى، ودعها تُذكِّرك أنَّك لست وحدك وأنَّك جزء من الطبيعة أيضاً.

10. لا تدَّعِ ملكية أي شيء:

القلب المحب

"تذكر أنَّه لن يكون في إمكانك أخذ أي شيء قد حصلت عليه عندما تغادر هذه الأرض، ولكنَّك ستأخذ فقط ما قد منحته؛ أي ستأخذ قلباً ممتلئاً غنياً بالخدمة الصادقة والمحبة والتضحية والشجاعة". "القديس فرنسيس الأسيزي" (St. Francis of Assisi).

أحب كل شيء ولكن لا تتشبث بأي شيء ولا حتى ألمك العاطفي، وتصالح مع الفكرة القائلة بأنَّه لا شيء يدوم في هذه الحياة إلى الأبد، ولا شيء هو ملكك حتى تحتفظ به، وعِش كل يوم كما لو كان اليوم الأخير في حياتك، وكل لحظة وكأنَّها لحظتك الوحيدة، وحقِّق أقصى استفادة من كل شيء تواجهه في حياتك، ولا تُضِع الوقت في مقاومة الحاضر.

11. اعلَم أنَّ تجاربك المؤلمة مفيدة لك:

حتى أكثر التجارب إيلاماً تأتي في طريقك لتوقظك وتحرِّرك من ألمك ومخاوفك وحزنك وظلامك؛ إذ إنَّ هذه التجارب لا تأتي في طريقك لمعاقبتك، فإنَّ مواجهتك لهذه التجارب المؤلمة تجعلك توازن الفوضى الموجودة في داخلك وتُعيد الانسجام مرة أخرى إلى حياتك، فيحوِّل الألم الظلمة إلى نور والخوف إلى محبة، ويُعيد كيانك كاملاً إلى الحياة؛ لذلك عليك ألَّا تخَف؛ فيحدث كل هذا من أجل مصلحتك العليا.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للاستفادة من تجاربك المؤلمة

12. اعلَم أنَّ الألم لا يدوم إلى الأبد حتى ألمك العاطفي:

"غالباً ما تظهر لنا النعم الحقيقية على شكل آلام وخسائر وخيبات أمل، ولكن دعونا نتحلى بالصبر وسنعرف حقيقتها". الكاتب "جوزيف أديسون" (Joseph Addison).

لكل شيء في الحياة بداية ونهاية، فلا يدوم شيء إلى الأبد وكل هذا سوف ينتهي في النهاية؛ لذلك عندما يحدث كل هذا وتُغسل كل آلامك العاطفية ويُزال الحجاب عن عينيك، سترى أخيراً أنَّ ما كان يحدث كان من أجل مصلحتك وليس ضدها.

شاهد بالفيديو: كيفية التعافي من الألم العاطفي

في الختام:

هذه هي النصائح الـ 12 التي تهدف إلى مساعدتك على التعافي من الألم العاطفي، ومن الهام تذكير نفسك في أثناء خوضك رحلة الشفاء بأهمية أن تكون لطيفاً ولبقاً ورحيماً مع نفسك، فلقد مررت بالكثير ولا تود أن تُضيف المزيد من الألم إلى الألم الذي تشعر به حالياً.

أحبْ نفسك وكن جيداً معها، وعند قيامك بذلك ستشعر بتحسن كبير حيال نفسك وحياتك، وستسمح بحدوث الشفاء بشكل أسرع أيضاً، واعلم أنَّ ألمك لا يُمثل قصة حياتك الشخصية؛ فلا تدَّعِ أنَّه كذلك، فإذا نظرتَ إليه بهذه الطريقة، سيكون بالفعل كما تراه.

المصدر




مقالات مرتبطة