12 نصيحة للتخلص من التسويف

هناك العديد من الأسباب الوجيهة لعدم تمكُّنك من إنجاز الأمور، وفي الكثير من الأحيان هناك عوامل خارجيَّة تقف ضدك، مثل طفل مريض أو سيارة معطلة أو جائحة عالمية، لكنَّ هناك أوقاتاً يتبيَّن فيها أنَّنا أكبر عقبة في طريق أنفسنا، ويدعى ذلك تخريب الذات، ويمكن أن تكون عواقبه وخيمة على إنتاجيتنا وعافيتنا.



لحسن الحظ يمكنك التغلب عليه بإفساح المجال لاتباع النصائح الـ 12 الآتية:

1. باشر بالعمل:

"الخطوات الأولى هي الأصعب دائماً، ولكن إلى أن تبدأ بها سيظل مفهوم التقدم مجرد فكرة وليس إنجازاً" - المؤرخ الأمريكي "أبيرجاني" (Aberjhani).

لدينا جميعاً أسبابنا الخاصة للمماطلة والتسويف، ومن أكثر المبررات شيوعاً هي عدم القدرة على التحكم بدوافعنا والافتقار إلى الثقة بالنفس أو الطموح الكبير، ولكن في بعض الأحيان يكون الحل واضحاً، وهو ببساطة أن تبدأ بالعمل، وذلك ممكن تماماً إذا:

  • بذلتَ الجهد في البداية وخططتَ مسبقاً، على سبيل المثال: يمكنك إعداد جدول أعمال الاجتماع قبل أسبوع كي لا تنشغل في آخر دقيقة.
  • استخدمتَ التقويم وحددتَ أولوياتك والتزمتَ بها.
  • وصلتَ إلى حالة التدفق، ويمكنك تحفيز ذلك عبر العمل خلال وقت ذروة إنتاجيتك أو ممارسة اليقظة الذهنية وإزالة مشتتات الانتباه، مثل إيقاف تشغيل هاتفك وترتيب مساحة عملك.
  • قسَّمتَ المهام والمشاريع الكبيرة إلى أجزاء أصغر تستطيع التعامل معها.
  • حددتَ إطاراً زمنياً لإنجاز كل عنصر في قائمة مهامك.
  • سامحتَ نفسك؛ أي لا توبِّخ نفسك إذا كنتَ تماطل؛ إذ وجد الباحثون أنَّ مسامحة أنفسنا تساعدنا على تجاوز سلوك التسويف والتركيز على ما يجب القيام به.
  • لم تقلق بشأن الكمال، وتذكَّر أنَّ الكمال غير موجود في الواقع، وللتغلب على هذا العائق، ضع توقعات أكثر واقعية، واكتفِ بأن تكون النتيجة جيدة بما فيه الكفاية، واستخدِم "اختبار الفرضية"؛ والذي يعني أن تقترف خطأً صغيراً كي تشعر بالراحة تجاه العيوب.

بالطبع من الصعب البدء بالعمل، لكن عندما تفعل ذلك ستجمع الزخم اللازم لتخطِّي أي عائق.

2. تذكَّر دافعك:

عوضاً عن العمل دون تفكير وفعل الأشياء دون سبب، تذكَّر هدفك، وإذا لم تتمكن من فهم علاقة ما تفعله بالنتيجة التي تتمناها، فتوقَّف عن فعله، ولا يعني هذا أن تتجنب المهام التي لا تستمتع بها دائماً، على سبيل المثال: بصفتك رب عمل جديد، قد تخشى استلام مهام المحاسبة لكنَّها مسؤولية أساسية إذا كنتَ تريد أن تزدهر شركتك؛ لذا ذكِّر نفسك بأنَّ إدارة أموالك والالتزام بالميزانية وتنظيم ضرائبك سيساعدك على تحقيق أهداف شركتك، ومع تطوُّرها ونموِّها، ستتمكن من تفويض هذه المهام لشخص آخر.

3. واجه النقد الذاتي السلبي:

يجب علينا جميعنا إسكات ذلك الصوت المُقيِّد الذي يخاطبنا من الداخل؛ ذلك الصوت الذي يصرخ أنَّك لستَ جيداً بما يكفي أو أنَّك ستفشل، سيكون من الرائع أن تخبر مَن يوجِّه لك هذه الكلمات أنَّ كلامه لا معنى له فيصمت، لكن في بعض الأحيان، يتطلب الأمر أكثر من ذلك، على سبيل المثال: اقلب الموازين باستخدام حديث ذاتي إيجابي.

يوصي الدكتور "جريجوري إل جانتز" (Gregory L. Jantz): "اكتب بعض الأفكار السلبية التي تراودك وتقوض قدرتك على التخلص من الاكتئاب، وكن محدداً قدر الإمكان، واذكر أي شخص تتذكره ساهم في هذه الأفكار، ثمَّ توقف للحظة وواجه تلك الأفكار السلبية بالحقائق الإيجابية في حياتك، ولا تستسلم إذا لم تجدها بسرعة، فمقابل كل فكرة سلبية، هناك حقيقة إيجابية أقوى منها، وهذه الحقائق موجودة دائماً؛ لذا استمِر في البحث حتى تجدها"، لكن كن على علم بأنَّ الحديث الإيجابي مع النفس لا يعني إنكار الحقيقة؛ بل الاعتراف بالتحديات والمشاعر التي يجب عليك التغلب عليها.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار للتعامل مع النقد الذاتي وفقاً للأبحاث

4. تعرَّف إلى نفسك:

تقول الطبيبة النفسية "جيل برينر" (Gail Brenner): إنَّ إفساح المجال لنفسك يعني "التعرُّف جيداً إلى عالمك الداخلي"، وعندما تفعل ذلك، سوف "تكتشف ما الذي تفعله ويجعلك تواجه صعوبةً في اختيار السلام عوضاً عن ذلك، وستدرك أنَّه يمكنك التوقف في أيَّة لحظة عن ممارسة عاداتك القديمة التي تكررها باستمرار".

وتتابع: "عندما تفعل ذلك، ستفهم ما الذي يحدث بالفعل؛ إذ يمنعك استياء قديم من التقدم، ويقيِّدك تصديق أفكارك، وينشر ترك مشاعرك تتحكم بك الفوضى في حياتك، لكن بعد أن تدرك ما الذي يحصل، ستكون مستعدَّاً للعيش بطرائق ذكية ومتماشية مع رغباتك"، وهنا تصل إلى الوضوح، ولإنجاز هذا توصي الدكتورة "برينر" باتباع العملية الآتية:

  • اسأل نفسك في هذه اللحظة "ما الذي أريد أن أشعر به؟".
  • لاحظ الأفكار والمشاعر التي تجذب انتباهك.
  • اعلم أنَّه ليس من الضروري التحكم بكل شيء.
  • استمتع بالفراغ الذي يتركه التخلِّي عن بعض الأفكار والمشاعر.

5. أدرِك نقاط قوَّتك:

يوضِّح المؤلِّف والباحث "ماركوس باكنغهام" (Marcus Buckingham): "القوة هي نشاط يقوِّيك"، ولا حاجة لأن تكون شيئاً أنت بارع فيه؛ بل هي شيء تتطلع إليه وتشعر بالنشاط بعده، "القوة هي حافز وليست قدرة، وهذا الحافز هو الذي يدفعنا إلى القيام بالنشاط مرَّة أخرى، والتمرُّن أكثر، وصقلها حتى نحترفها".

يشرح "باكنغهام": "الحافز يدفعنا إلى الممارسة التي تؤدي إلى الأداء"، ويقول: "لا تقتصر فوائد استثمار نقاط قوَّتك والتعامل مع نقاط ضعفك فقط على الشعور بالرضا عن نفسك؛ بل يتعلق الأمر بإعداد نفسك للمساهمة وتقديم أفضل ما لديك كل يوم؛ أي يتعلق الأمر بالأداء".

6. لا تقارِن نفسك بالآخرين:

ربَّما تبذل قصارى جهدك لكنَّك لستَ منتجاً بقدر زميلك، أو تشعر وكأنَّك فاشل حين تسمع أنَّ أحد أصدقائك اشترى سيارة جديدة أو يستمتع بإجازة فاخرة بينما أنت لا تستطيع تحمُّل عيش نمط حياتهم، ولكن كما قال الكاتب الأمريكي "مارك توين" (Mark Twain): "المقارنة هي مقبرة الفرح"، وتدعم الأبحاث هذه الفكرة؛ إذ إنَّ مقارنة نفسك بالآخرين تؤدي إلى تدني ثقتك بنفسك وشعورك بالاكتئاب، حتى أنَّها قد تسبب الحسد وإضعاف الحافز، وكل هذا دون أن تساعدك على تحقيق أهدافك.

باختصار، إذا كنتَ تقارن نفسك بالآخرين، فسوف تفشل دائماً؛ لذا عوضاً عن ذلك مارس الامتنان، والأفضل من ذلك أن تقارن نفسك بنفسك عبر تتبُّع تقدُّمك والاحتفاء بما أنجزتَه.

7. اختر الأصدقاء المناسبين:

يقول المثل: "قل لي مَن تصاحب أقل لك مَن أنت"، وتتفق المدوِّنة "مارينا لينوكس" (Marina Lenox) مع هذا الرأي؛ حيث كتبَت قائلة: "يؤثر الأشخاص الذين تتفاعل معهم يومياً تأثيراً مباشراً في هويتك وفيما تفعله؛ لذا تأكد من إحاطة نفسك بأشخاص يشجعونك ويحاسبونك ويمكنك تعلُّم العادات الإيجابية منهم".

8. لا تتساهل مع نفسك:

لا بأس بأن تسامح نفسك على الأخطاء، لكنَّ هذا لا يعني ألا تحاسب نفسك، وعوضاً عن اختلاق الأعذار ركز على ما يمكنك التحكم به حتى تتمكن من إجراء التعديلات الصحيحة، على سبيل المثال: ربما تعمل من المنزل بسبب الجائحة، وقد لا تتمكن من العمل خلال فترة ذروة إنتاجيتك لأنَّك تُدرِّس أطفالك في المنزل، لكنَّ هذا لا يعطيك الحق لتشتكي من أنَّك لا تستطيع إنجاز أي شيء.

عوضاً عن ذلك اعثر على طريقة للتعامل مع هذا الجدول الجديد، فربما يمكنك أن تستيقظ مبكراً أو أن تعمل بعد أن ينام الأطفال، أو ربما تستطيع أن تطلب من أحد أفراد عائلتك الاعتناء بهم من حين لآخر، وكن صارماً مع أطفالك، على سبيل المثال: أخبرهم أنَّه لا يُسمَح لهم بمقاطعتك في أثناء الاجتماعات الافتراضية.

9. تخلَّص من مصادر القلق غير الضرورية:

المشاغل في الحياة كافية، ولا داعي لأن تزيد الوضع سوءاً على نفسك عبر الالتزام بأمور تفوق قدرتك أو وضع توقعات غير واقعية؛ لذا كن واقعياً بشأن ما يمكنك تحقيقه بالفعل، وإذا لم تتمتع بالمهارات أو لم يكن لديك الوقت، فارفض الالتزام، على سبيل المثال: إذا كنتَ مشغولاً خلال فترة ما بالفعل، فلا توافق على الالتزامات التي تتطلب وقتك مثل الاجتماعات غير الضرورية أو المحادثات الهاتفية الطويلة.

إقرأ أيضاً: القلق وتأثيراته السلبيّة على جسم الإنسان

10. مارس العناية الذاتية:

قد يُعَدُّ بعض الأشخاص العناية الذاتية ممارسةً أنانيةً، لكن في الواقع، العناية الذاتية هي تخصيص وقت للنشاطات التي تجعلك تشعر بالهدوء والنشاط، وهذا أمر ضروري لصحتك النفسية والجسدية والعاطفية، على سبيل المثال: يمكنك التنزه أو كتابة اليوميات أو ممارسة هواياتك أو التأمل، وكي لا تقلق بشأن الوقت خصص موعداً في تقويمك للعناية الذاتية، على سبيل المثال: اترك ساعة فراغ في فترة الظهيرة لتقضيها بالطريقة التي تريدها.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للتخلص من التسويف

11. آمن أنَّك تستطيع فعل ما تريد:

هناك قول بمعنى: "إذا كنتَ تعتقد أنَّك تستطيع، فإذاً يمكنك ذلك، وإذا كنت تعتقد أنَّك لا تستطيع، فأنت على حق ولا يمكنك ذلك".

غيِّر طريقة تفكيرك، فبدلاً من قول: "لا يمكنني فعل هذا"، قل: "يمكنني القيام بذلك"، وقد يبدو ذلك بسيطاً، ولكنَّ أثره كبير، فعندما تؤكد لنفسك أنَّك قادر على فعل شيء ما تزداد ثقتك بنفسك، حتى لو لم تكن متأكداً من أنَّك تستطيع؛ وذلك لأنَّك ستجد طرائق للتغلب على التحدي طالما تؤمن أنَّك ستنجح في النهاية.

12. تجنَّب اجترار الأفكار:

اجترار الأفكار هو دوامة من الأفكار التي تجد نفسك عالقاً فيها؛ مما يعوق قدرتك على التفكير وحل المشكلات، وللخروج من هذه الدوامة يجب عليك إلهاء نفسك، على سبيل المثال: يمكنك القيام بالأعمال المنزلية أو القراءة أو الاتصال بصديق، أو تحدي معتقداتك وتحديد أهداف أكثر قابلية للتحقيق واتخاذ خطوات صغيرة لحل المشكلات.

المصدر




مقالات مرتبطة