12 سلوكاً خاطئاً يُبعد الآخرون عنك

في الحياة العملية نقابل كثيراً من الناس على اختلاف طبائعهم، ومن خلال هذه التعاملات تتضح السلوكات التي تقرب الناس من بعضهم أو التي قد تدمِّر العلاقات بينهم، ويمتد تأثير هذه السلوكات في نجاح الشخص على الصعيد المهني والاجتماعي وفي المحيطين به.



في الواقع كل منا مر بمواقف من وقت إلى آخر تصرَّف بها بطريقة سلبية، فلا أحد معصوم عن الخطأ خاصة في ظل التقلبات المزاجية، لكن أغلب الناس يستطيعون السيطرة على أنفسهم؛ إذ لا تحدث تلك الانفعالات إلا نادراً، وفي مواقف معينة.

بكل الأحوال يجب أن تدرك مدى تأثير سلوك الإنسان في سعادته ونجاحه وضرورة تغييره عندما يتطلب الأمر.

نستعرض فيما يأتي أشيع السلوكات المؤذية التي تبعدك عن الآخرين:

1. الحسد والغيرة من الآخرين:

لا تسمح للغيرة أو الحسد أن يسيطرا عليك، فبدلاً من التركيز على النعم الموجودة لدى الآخرين ركِّز على تطوير نفسك لتصبح بحال أفضل من ذي قبل، ومن الأفضل التوقف عن مقارنة نفسك مع الآخرين كي تتجنب الإحساس بأنَّك في سباق أو تشعر بالغيرة.

بإمكانك تقييم التقدم الذي حققته من خلال مقارنة حالك اليوم بما كنت عليه أمساً، بدلاً من المقارنة مع الآخرين، فأنت تسعى إلى تطوير نفسك فقط.

2. أخذ الأمور على محمل شخصي:

إنَّ الوجود مع أشخاص يعدُّون أنفسهم مستهدفين دائماً هو أمر غير محبب؛ إذ غالباً ما تعبِّر أفعال الناس أو أقوالهم عنهم، ولا علاقة للشخص الآخر بالأمر؛ فتصرفات الناس تنبع من وجهات نظرهم وتجاربهم في الحياة، ومن المؤكَّد أنَّ نظرة الناس لك كونك شخصاً جيداً أم سيئاً تعبِّر عنهم، ولا تتعلق بك أنت، وهذا الأمر لا يعني أن يكون الشخص مغروراً غير مبالٍ برأي أحد؛ وإنَّما فقط التوقف عن التعاطي مع الأمور تعاطياً شخصياً لتجنب الألم أو الحزن وخيبة الأمل الناجمة عن ذلك، ومن الأفضل أن تتخذ من حدسك وحكمتك الداخلية دليلاً لك بدلاً من الالتفات إلى آراء الآخرين سواء السلبية أم الإيجابية.

3. تأدية دور الضحية دائماً:

الشكوى الدائمة هي من السلوكات السامة التي تفاقم من شعورك بالأذية والظلم، إنَّ اتخاذ موقف الضحية يبقيك عالقاً في مكانك عاجزاً عن إحراز أيِّ تقدم بسبب اعتقادك أنَّ لا سيطرة لك على مسار حياتك.

معظم الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات كبرى في حياتهم استطاعوا بشجاعتهم وبإيمانهم بأنفسهم أن يغيروا من وضعهم كلياً، وهذا يؤكد قدرات البشر وقوتهم الكامنة التي تفوق التوقعات.

عندما تتوقف عن الشكوى وترفض أن تكون ضحية لا حول لها ولا قوة ستكتشف أنَّك أقوى مما ظننت فقط إذا آمنت بذلك.

إقرأ أيضاً: دور الضحية

4. الاحتفاظ بمشاعر الألم والخسارة:

يجد الإنسان صعوبة كبيرة في التحرر من المشاعر السلبية سواء الغضب أم تأنيب الضمير أم الفقدان أم حتى الحب؛ فالتغيير ليس بالأمر الهيِّن، ويتطلب الأمر جهداً كبيراً ليواجه الإنسان مشاعره، ويتحرر منها ليتقدم في حياته بطريقة صحية؛ فالتخلي عن هذه المشاعر يسمح بالتخلص من أفكار الماضي المؤذية؛ لذا يجب أن تتحرر من الأشياء التي كنت متعلقاً بها لتتخطى الماضي وما سببه لك من ألم؛ فالأمر يستحق ما يتطلبه من جهد كبير للتحرر وإعادة ترتيب أفكارك.

5. إدمان التفكير السلبي:

من الصعب جداً أن تكون محاطاً بأشخاص كل أحاديثهم تدور حول الأشياء السلبية التي حدثت من ذل أو ظلم أو التي يمكن أن تحدث، فهم يرفضون التخلي عن السلبية ومصرون على تجاهل الجانب المشرق من الحياة واستخلاص العِبر الإيجابية مما يحدث.

تجدر الإشارة إلى أنَّ التشاؤم شيء يختلف عن البقاء أسير طريقة تفكير سلبية ومشوهة تجعلك ترى الأشياء كلها من منظور سلبي؛ إذ لا بدَّ من تغيير هذه العقلية كي لا تؤثِّر سلباً في حياتك.

6. قلة الانضباط الانفعالي:

عدم القدرة على ضبط النفس مضر لك وللآخرين، ولا شك أنَّك قابلت أشخاصاً ينفجرون غضباً أو يدخلون بنوبة بكاء هستيرية على أشياء بسيطة كالمواقف اليومية المثيرة للتوتر في العمل أو المنزل مع العائلة، فإن كنت تعاني من هذه الحالة فقد تحتاج إلى متخصص ليساعدك على التحكم بانفعالاتك وفهم السبب الحقيقي وراءها، والذي لا تدركه غالباً، فتتجلى تلك الانفعالات على شكل نوبات غضب في مواقف لا تستدعي ذلك، ويمكن لرأي شخص محايد أن يغير الحالة تماماً.

7. إطلاق الأحكام السطحية على الآخرين:

لا تحكم على الأشخاص وفق ما تراه منهم؛ لأنَّ ذلك هو جزء من حياة الشخص، والذي اختار مشاركته معك ربما بدافع ألم داخلي أو قلق، للأسف غالباً الشخص المتألم لا يرغب في رؤية من حوله سعيداً، فيحاول أن يتسبب لهم بمضايقات؛ ومن ثَمَّ هو شخص بحاجة إلى المساعدة أكثر من العقاب أو السخرية، فإن لم تستطع مساعدته على التعامل مع معاناته الداخلية فتجاهل تصرفاته.

شاهد بالفيديو: 10 مهارات بسيطة تجعلك محبوباً بين الناس

8. القسوة:

القسوة في التعامل وأذية الآخر أو الغدر هي سلوكات مؤذية سببها الافتقار التام للتعاطف مع الآخرين أو الاهتمام لأمرهم، كما أنَّها سلوكات مؤذية للطرفين؛ إذ أصبحت هذه الظاهرة شائعة اليوم في ظل انتشار وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح بمقدور الجميع الدخول وكتابة كلام سلبي من خلال حسابات وهمية تخفي هويتهم الحقيقية بوصفها نوعاً من الحماية لهم.

إن وجدت نفسك تتصرف بطريقة تؤذي الآخرين توقف فوراً عن ذلك، واعمل على إحياء قيم الرحمة والتعاطف في قلبك.

9. الغش والتجاوزات الأخلاقية:

التجاوزات الأخلاقية اختيار شخصي ولا يوجد لها عذر أو مبرر، ونجاحك بخداع شخص ما لا يعني أنَّه مغفل؛ وإنَّما لأنَّه أعطاك ثقة كبيرة لم تكن أهلاً لها؛ لذا من الأفضل اعتماد الصدق مع النفس، وفي التعامل مع الآخرين والترفُّع عن التصرفات اللاأخلاقية؛ فالأخلاق الحسنة والنزاهة أساس أيِّ عمل ناجح.

إقرأ أيضاً: فلسفة الأخلاق: كيف يمكن للمعرفة أن تشكل الأخلاق؟

10. إخفاء الحقيقة:

إنَّ إخفاء الحقيقة يمنعك من التواصل الحقيقي مع الناس أو قد يصبح الأمر خطيراً في حال أحبك الناس لشخصية مزيفة تعتمد إظهارها لهم، تذكَّر أنَّك في الأصل إنسان بروح نقية وجميلة بصرف النظر عن كل المظاهر الخارجية، فكلٌّ منا لديه ألقه الخاص وأهدافه في الحياة.

كن سعيداً باختلافك وتميزك وذاك الجانب الغريب من شخصيتك الذي يلهمك الإبداع، وإذا شعرت بأنَّك في المكان غير المناسب أوجد لنفسك مجتمعاً خاصاً يلائمك، وتتصرف به على طبيعتك، وتعمل على تطوير نفسك.

11. الحاجة المستمرة إلى القبول:

تصعب مرافقة الأشخاص الذين يبحثون دائماً عن تأييد الآخرين وينشغلون بإثبات جدارتهم طوال الوقت، محاولين التفوق على الجميع لأنَّ ذلك متعب جداً؛ فالإصرار دوماً على الظهور بأفضل صورة أمام الناس هو أمر مرهق لك ومُحبِط لهم، والحياة أعمق من نظرة الناس لك، وما يهم حقيقة هو رحلة الحياة بتفاصيلها وأحداثها وما تتعلمه منها وتقدمه من نفع للآخرين.

12. البحث عن المثالية:

بطبيعتنا بوصفنا بشراً غالباً ما ننشد الكمال عند سعينا إلى شيء ما سواء كان عملاً أم صديقاً أم علاقة حب؛ لكنَّ الكمال ليس حالة ثابتة لأنَّ الحياة بطبيعتها متغيرة ومتقلبة من يوم إلى آخر، فما تراه اليوم مثالياً سواء كان منزلاً أم عملاً أم صديقاً أم حبيباً سيتغير مع الوقت وعندها ستراه ناقصاً، ومن جهة أخرى فإنَّ التحلي بالمرونة والصبر بمرور الوقت يجعلك قادراً على تأمين مسكن أفضل وعمل مجزٍ أكثر، وسيزيد من قوة علاقاتك مع الأصدقاء والأحبة، وكل هذا سيبدأ بالتحقق عندما تتخلى عن البحث عن الكمال.

في الختام:

إن كانت لديك إحدى السلوكات السابقة، فلا تظن أنَّك وحيد، جميعنا لديه خصال سلبية كامنة في شخصياتنا، وتظهر بوضوح في بعض الأحيان، فالأهم هو الوعي بها والحد منها كي لا تشكِّل حاجزاً بيننا وبين الآخرين.




مقالات مرتبطة