ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (Marc Shernoff)، ويُشاركنا فيه 11 عادة قديمة في العلاقات ينبغي لنا استعادتها، وذلك إكراماً للزوجين المسنَّين البديعين ولمساعدة صاحب البريد الإلكتروني.
إليك 11 عادة قديمة يجب إعادتها إلى علاقاتنا:
1. إمضاء بعض الوقت معاً لتقوية العلاقة بعيداً عن جداول الأعمال والتكنولوجيا:
ينبغي لكما الاستمتاع بصحبة بعضكما على الطريقة القديمة شخصياً وجهاً لوجه بعيداً عن الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة، تكمن متع الحياة في المحادثات الطيِّبة والضحكات الصادقة والنزهات الطويلة والرقصات اللطيفة بين الأحبَّة، وقد تغدو التفاصيل العادية استثنائية عندما تشاركها مع الشخص المناسب.
لذلك عليك أن تحرص على تقرُّبك من الأشخاص المناسبين وإمضاء معظم أوقاتكم معاً دون الحاجة إلى وضع خطط كبيرة؛ وإنَّما جعل إمضاء الوقت معاً هو الخطة.
يُعدُّ التواصل الصريح بصورة منتظمة واللقاءات الشخصية في كل فرصة سانحة أمراً أساسياً في العلاقات؛ لأنَّ معرفتكما لبعضكما تستحق المجهود الإضافي.
2. أن تكون حاضر الذهن في صحبة الآخرين:
ليس ثمَّة أجمل من شعور المرء بأنَّ شخصاً آخر يُعنى بحضوره وغيابه؛ لذلك عليك أن تُظهر اهتمامك بأحبَّتك كلما كنت في صحبتهم، ولا يمكنك تقديم ما هو أثمن من اهتمامك الصادق والمركز وحضورك الكامل في علاقاتك وتفاعلاتك مع الآخرين، وإنَّ وجودك مع شخص ما، وإصغاءك إليه دون الإحساس بمرور الوقت وتوقع الخطوة التالية هو أقصى مجاملة وأثمن بادرة يمكنك تقديمها إلى إنسان آخر.
إنَّ عائلتك وأصدقاءك أجمل بكثير من أن تتجاهلهم؛ لذلك عليك أن تمنحهم حضورك ووقتك واهتمامك الكامل ولطفك؛ فهي أعظم بكثير من الهدايا المادية الفانية.
3. التعبير عن خالص تقديرك لأحبَّتك في كل فرصة سانحة:
نحبِّذ أن يذكِّرنا أحبَّاءنا بإعجابهم وتقديرهم لنا بين الحين والآخر مهما كنَّا واثقين من مشاعرهم.
بناءً عليه يجب ألا يثنيك دعم أحدهم الدائم وإمكانية اعتمادك عليه وقت حاجتك إليه عن شكره والتعبير عن التقدير والامتنان بصورة منتظمة؛ لأنَّ عدم تقديرك لوجود شخص ما كما ينبغي، ينذر بخسارة طيبته قبل رحيله.
يحدث هذا فقط عند تذكيرنا على نحو مأساوي بقصر الحياة، وأنَّ اليوم يمكن أن يكون الأخير مع أحبتنا، حتى نبدأ بتقدير كل يوم نمضيه معاً، ولا تنتظر فوات الأوان حتى تخبر أحبتك بمقدار تقديرك وعرفانك لهم.
4. العمل معاً ومساعدة أحدكما الآخر على التقدُّم والنماء:
ليس ثمة صديق حميم أو توأم روح قادر على حل جميع مشكلاتك، ولا يدوم الحب من النظرة الأولى للأبد دون بذل الجهد والالتزام، لكن ثمة أناس يستحقون أن نبذل جهدنا ووقتنا في سبيلهم ليس لأنَّهم مثاليون؛ بل لأنَّ نواقصهم تناسبنا في جميع جوانبها، ويجب أن يكمل كل منكما الآخر بطريقة تسمح لأرواحكما بالاتحاد والعمل بكفاءة أكبر بوصفكما روحاً واحدة.
ستدرك ذلك عند لقائك بمثل هؤلاء الأشخاص لأنَّك ستقابل من خلالهم أعظم جوانب ذاتك.
شاهد بالفيديو: 7 عادات سيئة تنفر الآخرين منك
5. التركيز على الجمال الداخلي:
عندما تتسنَّى لك معرفة أحدهم على حقيقته، فإنَّ معظم صفاته الجسدية البارزة ستتلاشى من عقلك، وستبدأ بالاهتمام بطاقاتهم وتمييز رائحتهم وتقدير طرافتهم؛ أي إنَّك ستبصر جوهر الإنسان بدلاً من ظاهره.
لذلك لا يمكنك الوقوع في حب الجمال الجسدي، قد تُفتَن به أو ترغب في امتلاكه لبعض الوقت، لكن قلبك لن يتقبَّله على الأمد الطويل، وعندما تتواصل مع الذات الداخلية لإنسان آخر، فإنَّك ستترفع عن معظم عيوبه الجسدية.
6. إخبار الحقيقة:
يفضل معظم الناس الكذب اللطيف على الحقائق القاسية، إلا أنَّه من الأفضل أن تجرحك الحقيقة بدلاً من أن تواسيك كذبة، وغالباً ما تنتهي العلاقات القائمة على الكذب بسرعة.
الكذب عملية تراكمية تبدأ بكذبة صغيرة وبريئة (لا تهدف إلى أذية أي أحد)، ثم لا تلبث أن تتطور إلى واقع زائف فيه عامل أساسي يمنعك من مشاركة الحقيقة، ألا وهو صيت الكذب الذي سينسب إليك.
نحن نكذب على الآخرين وأحياناً على أنفسنا لحماية ذواتنا الهشَّة، قد نكذب على أنفسنا في أثناء قراءتنا لهذا المقال غير راغبين في الاعتراف كم مرة تجنبنا فيها الحقيقة.
7. الاعتذار عند الضرورة:
عليك تحمل مسؤولية أفعالك وكلماتك الخاطئة عندما تدرك أنَّها جرحت أحد أحبَّتك، وأن تعترف بأخطائك وتواجه واقع أعمالك، ويساعد الاعتذار على تقويم العلاقات واستمرارها، ومن الهام أن يكون صادقاً وأن تعنيه تماماً، ولا تتكبَّد عناء الاعتذار إذا كنت ستستمر باقتراف الأفعال الذي اعتذرت بشأنها، ولا تفسد الاعتذار بالمبررات لأنَّ الذرائع لا تعدُّ اعتذاراً.
8. العمل على حل مشكلات العلاقة مع بعضكما بعضاً وليس مع الآخرين:
قد يبدو الأمر بديهياً؛ لكنَّه جدير بالذكر في هذه الأيام؛ لذا عليك ألا تنشر منشورات سلبية عن أحد أحبَّتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فينشر مراهقو المدارس منشورات سلبية عن أصدقائهم وأحبَّائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي طريقة غير محبَّذة للفت الأنظار والتنفيس عن المشاعر؛ لأنَّ الاستجابة السليمة عاطفياً تقتضي مناقشة شكواك مع الشخص المعني مباشرة عندما يحين الوقت المناسب.
لا تحاول كسب الآخرين إلى صفك لأنَّ العلاقات السليمة تحوي جانباً واحداً فقط، فقد لا تبدو العلاقات منطقية من الخارج؛ لذلك لا تدع الغرباء يقودون علاقاتك، وإذا كان لديك مشكلة في علاقتك مع أحدهم عليك مناقشتها وحلها معه وحده.
9. أن تكون دافعاً إلى الإيجابية والتشجيع:
عليك أن ترفع مستوى وعيك، ولا تدع المواقف السلبية تُحبِطك، فتُحدِث إيجابيتك فارقاً كبيراً في حياتك وحياة الآخرين حولك، ومن هذا المنطلق عليك أن تتبنى الإيجابية والتفاؤل، وفي حال اعترضك أمر لا يعجبك غيِّر موقفك حياله ثم واصل تقدُّمك بسعادة، وعليك أن تستخدم أفكارك وكلماتك لتحفيز أفضل النتائج الممكنة، وأن تنقل هذه الفلسفة إلى الآخرين حولك.
10. الوفاء بأكثر ممَّا وعدت به:
يعني الالتزام التفاني والوفاء بالوعود على الرَّغم من تغير حالتك المزاجية التي قطعت خلالها الوعد وانقضاء فترة طويلة عليه، وهو أمر هام في علاقاتك ونجاحك على الأمد الطويل في كل نواحي الحياة، وعليك ألا تقطع وعوداً فارغة؛ وإنَّما أن تثبتها؛ بل وتفي بأكثر مما وعدت به؛ فالعطاء لا يؤدي إلى الفقر أبداً.
عليك أن تبذل جهدك في كل فرصة سانحة للقيام بأفعال لطيفة وغير متوقعة للأشخاص في حياتك، وخاصة لمن لا يستطيع رد جميلك في القريب العاجل.
11. الإخلاص:
عليك مساعدة أحبَّتك في أوقاتهم العصيبة على تجاوز مشكلاتهم ومواجهة أزماتهم حتى يصبحوا قادرين على إيجاد نور السعادة، وعليك الوقوف إلى جانبهم عند نجاحهم أيضاً ومشاركتهم تألُّقهم وسعادتهم.
ليس الإخلاص في علاقاتك خياراً مطروحاً؛ بل أولوية قصوى، وهي تعني الكثير لأحبَّتك، وعندما يؤمن بك أحدهم ويرفع من معنوياتك عليك ألا تخذله، وليس عليك أن تعد أحداً ببقائك بجانبه إلى بقية حياته؛ لكنَّك تستطيع أن تدعمه بصدق إلى بقية حياتك أنت.
أضف تعليقاً