11 سبباً يجعلك تفكر قبل أن تتكلم

سبق وأن قلنا أشياء في حياتنا ندمنا عليها كثيراً، وتمنينا لو أنَّنا لم نقلها، وهذا جزء لا يتجزأ من طبيعتنا الإنسانية؛ إذ قد ننفعل كثيراً لدرجة أنَّنا ننسى التفكير قبل أن نتكلم، كما لو أنَّ هناك شيئاً يشل دماغنا ويمنعنا من التفكير بعقلانية، حيث تتولى عاطفتنا زمام الأمور وتجعلنا ننطق بكلمات لم يتعين علينا قولها.



لكن ومع ذلك، يميل بعض الناس إلى فعل ذلك أكثر من غيرهم؛ فإذا كنت تريد أن تتعلم كيفية التفكير قبل أن تتكلم، فيسرنا أن نخبرك أنَّك في المكان المناسب؛ إذ ربَّما يكون بعض الناس قد تعلموا هذا الأمر من والديهم، ولكن يوجد الكثيرون ممَّن لم يحظوا بذلك؛ فإذا كنت تنتمي إلى الفئة الثانية، فعليك أن تفكر في هذه الأسباب الهامة بجدية؛ لذا، دعنا نتعرف على 11 سبباً يجعلك تفكر قبل أن تتكلم:

1. تعكس الكلمات شخصيتك:

لعلَّ والديك كانا يطلبان منك الابتعاد عن استخدام الألفاظ البذيئة عندما كنت صغيراً في محاولة منهما لتهذيب سلوكك؛ ولكن يوجد سبب أعمق وراء ذلك الطلب، وهو أنَّ كلماتك كفيلة بتحديد شخصيتك؛ حيث إنَّها لا تؤثر فيك فحسب، بل في الطريقة التي يراك بها الناس.

2. للكلمات قوة:

عليك أن تتحاشى استخدام الكلمات أو العبارات التي تحمل في طياتها معانٍ سلبية وتؤدي إلى إحباط معنويات الآخرين، واستبدالها بأخرى لطيفة وباعثة للأمل في قلوبهم.

توجد إجراءات استُخدِمت فيما مضى لمنع توجيه الإساءات إلى الأقليات والمهمشين والمضطهدين اجتماعياً وتاريخياً، والتي يُطلَق عليها مصطلح "الصوابية السياسية" (Political Correctness)، حيث تهدف إلى القضاء على التمييز اللفظي والقوالب النمطية السلبية عبر استبدالها بألفاظ أكثر لطفاً؛ على سبيل المثال: استُبدل مصطلح "المعوقين" الذي بات يُستخدَم كوسيلة للتنمر وتوجيه الإهانات بمصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة".

إقرأ أيضاً: قوة الكلمات والحديث مع النفس

3. تؤلم الكلمات الناس أو تساعدهم:

كما ذكرنا سابقاً، تتمتع كلماتنا بالقوة، وقد تكون هذه القوة إيجابية أو سلبية؛ إذ قد يؤلم الناس ما تقوله لهم، ويؤذيهم عاطفياً ونفسياً؛ وحتى لو ادعينا أنَّ أقوال الناس لا تؤثر فينا، فهذا ليس صحيحاً؛ ذلك لأنَّ الكلمات تؤلم بشدة؛ لذا، عليك أن تحرص على أن يكون ما تقوله يساعد الناس ولا يؤذيهم.

4. قد تدفعك انفعالاتك إلى قول أشياء لا تعنيها:

لعلَّك شعرت بالغضب من أحد ما، وقلت أشياء آلمته؛ ولكنَّك ندمت على ما قلته عندما هدأت أعصابك، وفكرت بعقلانية.

يؤدي شعور الغضب إلى تعطيل تفكيرك المنطقي، وفقدان السيطرة على كلماتك، والسماح لعواطفك بالتكلم عنك؛ ممَّا يدفعك إلى قول أشياء لا تعنيها.

5. ربَّما أخطأت في فهم الشخص الآخر:

لعلَّك تشعر بالاستياء من شخص ما لأنَّك تعتقد أنَّه كان ينوي إلحاق الضرر بك، ممَّا يدفعك إلى التهجم عليه بسبب ذلك؛ ولكنَّ الناس قد لا تنوي ذلك دائماً، وقد يحدث سوء تفاهم يدفعنا إلى فهم خلاف ما كان المتحدث ينوي قوله أحياناً؛ لذا، جرب أن تتحدث معهم لتتأكد ممَّا يعنيه كلامهم بالضبط قبل أن تفترض أي شيء.

6. ربَّما تبالغ في ردة فعلك:

عندما نفترض أنَّ شخصاً ما قد أخطأ بحقنا، يتأجج الغضب داخلنا، ممَّا يدفعنا إلى الانفجار في وجهه؛ ولكنَّك قد تبالغ في ردة فعلك؛ لذا عليك أن تتأكَّد من أنَّ ما قاله ذلك الشخص يبرر غضبك العارم، والذي قد لا يكون له أي داعٍ في كثير من الأحيان.

إقرأ أيضاً: التحكم في ردة الفعل

7. لا تبرر علاقتك مع الآخرين استخدام كلمات معينة معهم:

يختلف الانفجار غاضباً في وجه أخيك أو صديقك أو شريكك تماماً عن التصرف بهذا الشكل أمام مديرك أو رئيس عملك؛ لذا، عليك أن تفكر فيما إذا كان ما ستقوله يتناسب وعلاقتك مع ذلك الشخص أم لا، وأن تقيَّم الوضع أيضاً؛ فإذا كنت في العمل أو تحضر حفلاً خاصاً بالشركة، فمن الأفضل أن تصمت، وتتكلم فيما بعد.

8. قد تطلق أحكاماً قاسية للغاية:

يوجد الكثير من الناس الذين يطلقون أحكاماً على غيرهم قبل أن يسمعوا القصة الكاملة؛ إذ من السهل استباق الأمور، والشعور بالغضب، وإطلاق كلمات قد تكون صحيحة أو قد لا تكون؛ فإذا بدأت انتقاد الناس تلقائياً، فسيدافعون عن أنفسهم بالتأكيد، وتتعقد الأمور أكثر بكثير، ويؤثر ذلك سلباً في العلاقة فيما بينكم.

9. قد تدمر الكلمات علاقاتنا:

كلما وجَّهت إلى غيرك كلاماً سلبياً أكثر، سيزداد تأثيره عليه، ويتألم بعمق؛ ممَّا سيهدم العلاقة فيما بينكما.

فكر في الأمر، هل تقبل بالبقاء مع شخص يشتمك، ويتكلم معك بقسوة طوال الوقت؟ بالطبع لا؛ لذا، ستدمر كلماتك علاقاتك مع الناس بالتأكيد.

10. تؤثر كلماتنا في سلوك الآخرين:

لنفترض أنَّك غضبت من طفلتك الصغيرة، ونعتَّها بـ "السمينة" دون أي تفكير. إنَّ لهذه الكلمة وقع سلبي سيؤثر فيها لبقية حياتها، خصوصاً إذا كنت تكررها باستمرار؛ فقد تتعرَّض إلى فقدان الشهية، أو تعاني من مشكلات أخرى، كأن تكره نفسها أو تحاول إيذاءها.

11. لن تتمكن من التراجع عن كلماتك:

بمجرد أن تخرج الكلمات من فمك، لن تتمكن من التراجع عنها أبداً مهما حاولت ذلك؛ فهي كالرصاصة من مسدس في يد عابث، لا تمحوها كل كلمات الاعتذار.

ماذا عليك أن تفعل حيال هذا الأمر؟

بما أنَّك عرفت الآن الأسباب التي تدفعك إلى التفكير قبل التحدث، سنرى الطريقة التي تساعدك على تحقيق ذلك؛ حيث قد يجدها بعض الناس بسيطة، أو قد تكون صعبة لبعضهم الآخر:

  • عليك أن تنتظر 5 أو 10 ثوانٍ قبل أن تتحدث، خصوصاً إذا كنت تشعر بالاستياء أو الغضب.
  • إذا واجهت صعوبة في الصمت، فجرِّب أن تخرج من الغرفة أو مكان المشكلة بدلاً من ذلك؛ حيث ستتمكن من منع نفسك من قول أشياء تندم عليها فيما بعد.
  • بعد أن تفعل ذلك، عليك أن تفكر فيما إذا كانت تعليقاتك مناسبة أو ملائمة أو مفيدة؛ كما عليك أن تفكر في مشاعر الشخص الآخر قبل أن تتحدث، وفي مدى تأثير كلماتك فيه؛ وإذا اكتشفت أنَّك قلت شيئاً لم تكن تعنيه، فعليك أن تعتذر منه، وتتحمل مسؤولية أفعالك وكلماتك.
  • وأخيراً، لا تنسَ أن تتعلم من أخطائك؛ إذ ننطق كلنا بأشياء نندم عليها فيما بعد، ولكنَّ الفارق هو أن نتعلم كيف نتجنب الأمر ونعالجه.

أفكار أخيرة:

إذا كنت تواجه صعوبة في التفكير قبل التحدث، فلا تقسُ على نفسك، واسعَ جاهداً إلى تحقيق التغيير الإيجابي في حياتك؛ إذ عليك أن تتذوق كلماتك قبل أن تنطقها، وتسعى إلى إحداث تأثير إيجابي في الناس؛ لذلك، احرص على أن تختار كلماتك بحكمة، ولن تندم أبداً.

شاهد: أهمية التفكير قبل الكلام

المصدر




مقالات مرتبطة