10 قصص إخفاق مشهورة لأشخاص ناجحين

ثمَّة حوادث إخفاقٍ تقع كلَّ يومٍ في المدارس والمكاتب وداخل المنازل، وهي حوادثٌ مزعجةٌ لا مفرَّ منها، وتثير التشاؤم. حتَّى لو كانت فكرة الاستسلام والتوقُّف عن المحاولة مغريةً جدَّاً، فتوقَّف برهةً وعُد إلى قصصِ أشخاصٍ أخفقوا وتمكَّنوا من تجاوز إخفاقاتهم.



إليكَ 10 قصص إخفاقٍ مشهورةٍ تعرَّض إليها أشخاصٌ مشهورون من مختلف أرجاء العالم، لعلَّها تُشجِّعك على المُضي قُدُماً وتحقيق النجاح:

1- جوان رولينغ (J.K. Rowling):

خلال خطابٍ ألقته في جامعة هارفارد ذكَرَت "جوان رولينج" -كاتبة سلسلة روايات هاري بوتر والمعروفة باسم ج. ك. رولينغ- أهمية الإخفاق وقيمته. لقد فعلَت "جي. كي. رولينغ" ذلك لأنَّها هي أيضاً قد أخفقَت في يومٍ من الأيام، إذ بعد بضع سنواتٍ من تخرُّجها من الجامعة وقع أسوأ ما كانت تتخيله، فتقول واصفةً ما حدث: "لقد أخفقتُ إخفاقاً كارثيَّاً، فقد انهار زواجي الذي لم يُعَمِّر طويلاً، وفقدتُ عملي، ورَعيتُ ابنتي وحدي، وعانيتُ أقسى أشكال الفقر الذي يمكن أن يُعانيه شخصٌ في بريطانيا الحديثة: لقد كنتُ بلا مأوى. وقع ما كان يخشى والداي أن يقع لي، وما كنت أنا نفسي أخشى وقوعه، وكنت بكلِّ المعايير المعروفة أفشلَ شخصٍ عرفته"؛ ولقد أسهم خروجها من هذا الإخفاق أقوى وأشدَّ إصراراً، إسهاماً كبيراً في النجاح الذي حقَّقته.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح الكاتبة جوان رولينج مؤلفة قصة هاري بوتر

2- ستيف جوبز (Steve Jobs):

ستيف جوبز مؤسس شركة أبل

أطلق شركة آبل التي أحدثَت ثورةً في عالم التكنولوجيا رجلان يعملان في كراج، ونعلم جميعاً أنَّها أضحَت بعد عامين شركةً تبلغ قيمتها مليارَي دولار، ويعمل فيها أكثر من 4 آلاف موظَّف. لكن من الصعب أن تُصدِّق أنَّ ستيف جوبز قد طُرِد من الشركة التي أطلقها هو بنفسه، لقد جعلته حادثة الطَرد تلك يُدرك أنَّ حبَّه لعمله يفوق الإحباط الناجم عن الإخفاق، وقادته مشاريع أخرى مثل: (NeXT)، و(Pixar) إلى العودة في النهاية إلى منصب المدير التنفيذي في شركة آبل مرّة أخرى. قال جوبز في عام 2015: "لم أرَ هذا في حينه، لكن تبيَّن أنَّ الطرد من آبل كان أفضل ما يمكن أن يحدث لي قَطّ ". هل فقدتَ عملك اليوم؟ إذاً تابع المحاولة وقد تصبح مثل هذا الرجل.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس شركة أبل العالمية

3- بيل غيتس (Bill Gates):

بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت

ترك بيل جيتس الدراسة في جامعة هارفارد وكان في حينها أحد مالِكي شركةٍ تُدعَى (Traf-O-Data) التي أخفقَت إخفاقاً شديداً، بيد أنَّ مهارته في برمجة الكمبيوترات وحبَّه لها حوَّلا إخفاقه إلى واحدةٍ من أولى الشركات المشهورة في عالم البرمجيات، وأصبح في سن الـ 31 أصغر مليارديٍر في العالم يجمع ثروته بجهوده الخاصة. يقول بيل جيتس: "لا بأس في أن تحتفل بالنجاح، لكنَّ الأهمَّ أن تستفيد من دروس الإخفاق"، هذا لا يعني أنَّ ترك الدراسة في جامعة هارفارد سيجعلك مليارديراً، لكنَّ هذه الشهادة المُزركشة قد لا تُضاهي من حيث قيمتها السعيَ إلى تحقيق النجاح والرغبة بذلك. ابحث مثل بيل جيتس عن الشيء الذي يثير فيك الشغف، وتعلَّم كيف تثير الحماسة في نفسك وتستيقظ سعيداً كلَّ يوم.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: كيف بدأ بيل جيتس

4- ألبرت أينشتاين (Albert Einstein):

ترتبط كلمة "أينشتاين" بالذكاء، وتُعَدُّ مرادفةً للعبقرية، لكن من المعروف أنَّ ألبرت الذي أوجد النظرية النسبية العامة، لم يتمكَّن من الحديث بطلاقةٍ حتَّى بلغ التاسعة من عمره. لقد أدَّت طبيعته المتمردة إلى فصله من المدرسة، ورُفِض الطلب الذي تقدَّم به للالتحاق "بالمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ". لم تمنعه الانتكاسات التي تعرَّض إليها لاحقاً من نَيل جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1921، ويعتقد أينشتاين أنَّ: "النجاح هو التقدُّم الذي تحرزه بعد الإخفاق". ما زال تأثير بحثه مستمراً إلى يومنا هذا في عديدٍ من جوانب الحياة، ومن ضمنها: الثقافة، والدين، والفن، وحتَّى البرامج التلفزيونية التي تُعرَض آخر الليل. إنَّ عدم إحراز أيِّ إنجازاتٍ عظيمةٍ إلى الآن لا يعني أنَّك لا تستطيع أن تكون مثل "أينشتاين".

إقرأ أيضاً: قصة نجاح ألبرت آينشتاين

5- أبراهام لينكون (Abraham Lincoln):

بعد إخفاقه في عالم الأعمال في عام 1831، ومعاناته من انهيارٍ عصبيٍّ في عام 1836، وخسارته الانتخابات الرئاسية في عام 1856؛ لم يكن الرفض والإخفاق غريبَين على أبراهام لينكون. عوضاً عن أن تدفعه هذه المواقف إلى الاستسلام، رفض لينكون التوقُّف عن بذل كلِّ ما في وسعه، حيث يقول: "أكثر ما يشغل تفكيري ليس الإخفاق، بل الرضى عن الإخفاق". انتُخِب أبراهام لينكون في عام 1861 ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية.

لذا لا تُعَدُّ كمية الرفض التي تتلقَّاها عاملاً حاسماً، إذ يبقى النجاح في متناول يديك.

6- مايكل جوردن (Michael Jordan):

يقول جوردن: "لقد ضيَّعتُ أكثر من 9 آلاف تسديدةٍ خلال مسيرتي، وخسرتُ 300 مباراةٍ تقريباً، وأخفقت 26 مرةً حينما أُوكِلت إليَّ مهمَّة تسديد الرمية الحاسمة. لقد أخفقت مراراً وتكراراً في حياتي، ولهذا حقَّقتُ النجاح".

لا تحتاج هذه الكلمات التي قالها أسطورة كرة السلة المُعتزِل "مايكل جوردن" إلى مزيدٍ من الشرح. يمكن أن تُنسَب مهارات كرة السلة التي يتمتع بها جوردن إلى موهبةٍ فطرية، لكنَّ مدربي كرة السلة واجهوا في الحقيقة مشكلةً في التغاضي عن حقيقة أنَّ جوردان لا يبلغ الحدَّ الأدنى من الطول المطلوب، لذا كانت سنوات الجهد والتمرُّن والإخفاق هي ما شكَّلَت النجم الذي نعرفه اليوم.

يعود الفضل في كلِّ النجاح الذي حقَّقه مايكل جوردن إلى الدافع الذاتي، وهو أحد أكثر أنواع الدوافع قوّةً والتي تقود الناس إلى تحقيق النجاح.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح مايكل جوردن لاعب كرة السلة العالمي الشهير

7- ستيفن سبيلبرغ (Steven Spielberg):

ستيفن سبيلبرغ مخرج الأفلام العالمي

يُعَدُّ ستيفن سبيلبرغ -الذي هو واحدٌ من أكثر صُنَّاع الأفلام تأثيراً على مَرِّ العُصور- اسماً مألوفاً للعائلات، لذلك قد تتفاجأ إذا علمتَ أنَّ العبقري الذي أخرج فيلمَي "الفك المفترس" (Jaws)، و"إي تي" (E.T. the Extra-Terrestrial) قد حقَّق درجاتٍ سيئةً في المرحلة الثانوية، جعلته يُرفَض من جامعة كاليفورنيا الجنوبية ثلاث مرات.

حينما كان في الجامعة، لفت سبيلبرغ انتباه المديرين في شركة يونيفرسال لصناعة الأفلام، وتعاقدوا معه بصفة مخرجٍ تلفزيونيٍّ في عام 1969، وكان هذا يعني أنَّه لن يحصل على شهادةٍ جامعيةٍ إلَّا بعد 33 عاماً؛ لكن في النهاية، يُعَدُّ كلٌّ من المثابرة وتقبُّل الإخفاق مفتاحَي تحقيق النجاح. يقول سبيلبرغ: "على الرغم من أنَّني أشيخ إلَّا أنَّ ما أقوم به لا يشيخ أبداً، وهذا الذي أعتقد بأنَّه يحافظ على نَهمي". أخرج سبيلبيرغ حتَّى هذه اللحظة 51 فيلماً، ومُنِح ثلاث جوائز أوسكار.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ

8- والت ديزني (Walt Disney):

والت ديزني مؤسس ديزني

ترك والت ديزني -مُبتكِر شخصية ميكي ماوس- المدرسة في سنٍّ مبكِّرة، وحاول الانضمام إلى الجيش، لكنَّ محاولته باءت بالإخفاق. أفلسَت شركة "لاف أو جرام" -التي تُعَدُّ إحدى أولى مشاريعه- بسبب افتقاره القدرةَ على إدارة العمل بنجاح، وطُرِد بعد ذلك من مجلة "ميزوري" بسبب عدم امتلاكه ما يكفي من الإبداع؛ لكنَّ العبقري الذي أسَّس استوديوهات ديزني رسمَ ذكريات أجيالٍ من الأطفال وأحلامهم، واستمرَّت ديزني في الترفيه عن العالم لأجيالٍ مقبلة. يُفسِّر والت ديزني ذلك بقوله: "نحن لا ننظر طويلاً إلى الخلف، بل نستمر في التقدُّمِ إلى الأمام، وفَتْحِ أبوابٍ جديدة، وممارسةِ نشاطاتِ جديدة؛ ذلك لأنَّنا فضوليون، والفضول يستمر في قيادتنا إلى طرائق جديدة".

9- فينسنت فان جوخ (Vincent Van Gogh):

شهدَت حياة "فينسنت فان جوخ" أمراضاً عقليةً وعلاقاتٍ فاشلة، وانتحر في سن الـ 37، ولم يبِع طيلة حياته إلَّا لوحةً واحدة، وهذا جعله فناناً فاشلاً؛ بيد أنَّ ذلك لم يطفئ حماسته وحبَّه للفن. لم يكن فان "جوخ يعلم" أنَّه بعد سنواتٍ من وفاته سيصبح واحداً من أهمِّ شخصيات حقبة ما بعد الانطباعية، وواحداً من أعظم الفنانين الذين عاشوا في هذا العالم في النهاية؛ ولم يكن فان جوخ يعلم أنَّه سيكون من المواضيع الهامَّة التي ستُناقَش في دروس الفن، وأنَّ صورتَه ستُستخدَم في التلفاز والكتب وغيرهما من الوسائط الثقافية المعروفة.

يقول هذا الإنسان الذي عاش حياةً مأساوية: "إذا سمعتَ صوتاً داخلك يقول: "لا ترسم"، مارس الرسم مهما كلَّف الأمر، وسيصمُتُ ذلك الصوت".

إقرأ أيضاً: قصص عن الذكاء العاطفي: قصة طالب جامعي مع إحدى الشركات

10- ستيفن كينغ (Stephen King):

لا عَجَبَ أن يكبر طفلٌ مثل "ستيفن كينغ" مُضطرباً ومُصاباً بجنون العظمة، إذ قضى حياته فقيراً مذعوراً بالأحلام التي يراها، وينال لقب "أستاذ الرعب". لقد كان الإدمان على المخدرات والكحول الطريقة التي اتبعها للتأقلم مع شعور التعاسة الذي أحسَّ به في حياته، وقد دفعه الإحباط الذي أحسَّ به نتيجة عديدٍ من مواقف الرفض التي قابله بها الناشرون، إضافةً إلى تعاطيه عقاقير غير مشروعة؛ إلى التفكير في ممارسة العنف ضد أطفاله.

لقد ركَّز ستيفن كينغ الاهتمام في كتاباته على هذه العواطف الحادة، ولهذا السبب يقول: "نحن نختلق مواقف الرعب لتساعدنا في التأقلم مع مواقف الرعب الحقيقية". أصبحت الكتابة الطريقة الجديدة التي يستخدمها للتأقلم، وبهذه الطريقة شقَّ الكاتب الفذّ الذي نعرفه اليوم طريقه إلى النجاح.

إقرأ أيضاً: لم يعتبر الفشل أمراً ضرورياً قبل تحقيق النجاح!

ارتكِب مزيداً من الإخفاقات حتَّى تحقِّق النجاح:

مثلما يقول ألبرت أينشتاين: "النجاح في الحقيقة هو التقدُّم الذي تحرزه بعد الإخفاق".

إذا لم تخفق، فلن تنجح على الأرجح. مصدر النجاح هو لحظات الإحباط التي تُحِسُّ فيها بأشدِّ درجات الضيق، لكن بعد أن تتجاوز كلَّ تلك الأوقات العصيبة ستصبح أقوى وستقترب من تحقيق النجاح. إذا أحسست بالفشل، واعتقدت بأنَّك أخفقتَ في كثيرٍ جدَّاً من المرات؛ فلم يفُت بعد أوان التغيير وتحويل القيود المفروضة عليك إلى فرص؛ فلا تخشَ الإخفاق، وابدأ مشوارك حتى لو كان فيه الكثير من الإخفاقات، وبهذه الطريقة ستحقِّق النجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة