10 عادات يمارسها أكثر الأشخاص إحساساً بالحماسة

أتساءلتَ يوماً كيف يمكن أن تحافظ على الإحساس بالحماسة في أثناء العمل؟ أتُحِسُّ أنَّك تفتقر إلى أيِّ إحساسٍ بالحماسة في هذه الأيام؟ أتُحِسُّ أنَّه لا يوجد ثمَّة ما يثير حماستك مهما فعلت؟ لا تقلق، ثمَّة لحُسن الحظ عاداتٌ مُعيَّنةٌ تثير ممارستها يوميَّاً الحماسة في النفس، وبالإمكان تطبيق هذه العادات في كلِّ جانبٍ تحتاج فيه إلى تعزيز مستويات الحماسة والإنتاجية.



تعتمد الحياة الشخصية والمهنية والعمل اعتماداً شديداً على هذه العادات العشر، والتي يمكنك اللجوء إليها كلَّما شعرتَ أنَّك تفتقر إلى الحماسة في أثناء العمل.

ليس ضروريَّاً أن تمارس هذه العادات كلِّها حتَّى تعزِّز حماستك، بل يكفي اتِّباع أيِّ مجموعةٍ منها لزيادة الإنتاجية وتعزيز الحماسة؛ وإضافةً إلى اتِّباع هذه العادات، أنصِت لما يقوله جسمك وعقلك، فقد يكون سبب غياب الحماسة في بعض الأحيان الحاجة إلى نَيلِ قسطٍ من الراحة، إذ قد ننسى في كثيرٍ من الأحيان أنَّ قليلاً من العناية بالنفس والابتعاد عن كلِّ ما له علاقةٌ بالعمل، هو كلُّ ما نحتاجه لاستعادة نشاطنا.

يمكن أن يُلحِق العمل لـ 7 أيامٍ في الأسبوع، وعدم تخصيص أيِّ وقت لاستعادة النشاط، وإهمال العناية بالنفس، أذىً شديداً بمستويات الإنتاجية؛ ولا يمكن لأيِّ إجراءاتٍ أو عاداتٍ أو تحدياتٍ تُمارَس لتعزيز الإنتاجية -مهما كانت جيدة- أن تساعدك حينما تكون مرهقاً.

توقَّف بُرهة، وتأكَّد من أنَّك لست مرهقاً أو بحاجةٍ إلى بعض الاسترخاء، وحينما تتأكَّد من أنَّ المسألة ليست مسألة إرهاقٍ فقط، وأنَّك تفتقر إلى الحماسة لبدء ذلك المشروع أو إنهائه؛ ستساعدك أيُّ عادةٍ من هذه العادات في تعزيز الحماسة.

10 عادات يمارسها أكثر الأشخاص إحساساً بالحماسة:

سنتعرَّف فيما يلي على طريقة الحفاظ على الحماسة اللازمة لإنجاز العمل، أو تأسيس شركة، أو حتَّى إنجاز جميع واجباتك اليومية. ما عليك إلاَّ أن تجرِّب هذه العادات جميعاً، وتحدِّد أفضلها في تعزيز الحماسة، ثمَّ تعتمده في حياتك. إليكَ هذه العادات:

1. كتابة الملاحظات:

أتعرَّضتَ قَطُّ إلى موقفٍ كنت تنجز فيه عملاً ما، ثمَّ لمعَت فكرةٌ في رأسك فجأةً؟ ثمَّة ثلاثة أمور يمكنك أن تفعلها حينما يحدث هذا:

  • الاستمرار في العمل، والمخاطرة بخسارة الفكرة الجديدة.
  • الانشغال بالفكرة الجديدة، مع احتمال خسارة الزخم الذي كنت تبذله في العمل الذي كنت تؤدِّيه.
  • تدوين الفكرة الجديدة والعودة إليها لاحقاً، والاستمرار في إنجاز العمل الذي تؤدِّيه حاليَّاً حتى تنهيه؛ فتكون قد كسبت الاثنين معاً.

يساعدك الاحتفاظ بكُتيِّب ملاحظاتٍ في متابعة إنجاز المشاريع التي تؤدِّيها، وتدوين جميع الأفكار التي تخطر في بالك في أثناء ذلك؛ فحينما تنتهي من مشروعك الذي تعمل عليه، يمكنك الانتقال حينئذٍ إلى المشروع الذي يليه، مع الاحتفاظ دائماً بالزخم.

2. التوصُّل إلى أفكارٍ جديدة:

حاول تخصيص وقتٍ كلَّ يومٍ أو كلَّ أسبوعٍ على الأقل للتوصُّل إلى أفكارٍ جديدة. من خلال التدرُّب يوميَّاً على التفكير في أفكارٍ وخياراتٍ جديدة، سيبدأ عقلك من تلقاء نفسه التوصُّل إلى أفكارٍ مبتكَرة، والعثور على مزيدٍ من الحلول للمشكلات التي تواجهك.

يساعد التفكيرُ في التوصُّلِ بسرعةٍ إلى كثيرٍ من الأفكار، ويتيح لك تمرين عقلك وأخذ الأفكار منه وتدوينها على الورق، تركيزَ الاهتمامِ على المهمَّة التي تؤدِّيها فقط.

إضافةً إلى ما سبق، إذا جاء يومٌ لم تعرف فيه من أين تبدأ عملك، فتستطيع العودة دائماً إلى قوائم الأفكار التي أعددتها، إذ ستحصل خلال جلسات التفكير هذه على أشياء تستطيع أن تفعلها حينما تحتاج إلى عملٍ تفعله.

3. التفكير في النِعَم:

ربَّما تتفاجأ إذا علمتَ كم يعزِّز التفكير الإيجابي مستويات الحماسة، وذلك من خلال التفكير كلَّ يومٍ في النعم التي منحها الله لك، حيث يُضطر عقلك إلى بدء البحث عن الأشياء الإيجابية لتدوينها.

يُعَدُّ الاحتفاظ بكُتيِّبٍ وتدوين النعم فيه مفيداً بشكلٍ خاصٍّ عند القيام بذلك كلَّ صباحٍ ومساء، فابدأ كلَّ يومٍ من أيامك واختمه بطريقةٍ إيجابية، وذلك من خلال البحث عن النعم التي منحها الله لك في كلِّ شيء.

 يُعَدُّ هذا مفيداً في تطوير العلاقات، فإذا كنت تواجه موقفاً عصيباً في علاقةٍ أو في العمل أو في أيِّ مكانٍ آخر، فحاول البحث عن صفةٍ إيجابيَّةٍ واحدةٍ في الشخص الذي تتعامل معه. مثلاً: إذا كان لديك مديرٌ يتعامل معك بحزم، فربَّما بإمكانك أن تقول: "أقدِّر فعلاً تشجيع مديري لي على التطور؛ لأنَّه يرى الإمكانات التي أتمتع بها"، عوضاً عن قول: "مديري يسبِّب لي كثيراً من الإزعاج"؛ وبهذا تكون قد أدركت الصفة الإيجابية التي يتمتع بها مديرك، حتَّى لو كان ثمَّة بلا شكٍّ مواقف لا ينطبق فيها ذلك.

من خلال تحديد الجانب الإيجابي في المواقف العصيبة، تستطيع بكلِّ سهولةٍ تغيير طريقة تعاملك مع المواقف السلبية.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

4. تحديد الأهداف يوميَّاً:

حدِّد كلَّ صباحٍ هدفاً تسعى إلى تحقيقه خلال اليوم، وحاول تحقيق ذلك الهدف. حينما تبدأ اتِّباع هذه العادة أوَّل مرة، حدِّد أهدافاً يكون إحرازها هيِّناً؛ وحينما تتمكَّن من إحراز الأهداف كلَّ يوم، فبإمكانك البدء بوضع أهدافٍ أصعب قليلاً. يمكن البدء بتنظيف الحمامات على سبيل المثال، حيث يُعَدُّ إنجاز هذه المهمَّة هدفاً سهلاً تماماً. وبعد إنجاز أهدافٍ بسيطةٍ كهذه يوميَّاً لمدة أسبوعَين، يمكن أن يصبح الهدف التالي هو "تنظيف المنزل بأكمله".

من خلال تحديد أهدافٍ بسيطةٍ في البداية، ستعتاد تحديد الأهداف يوميَّاً، وتحقيقها؛ وحينما تعتاد على ذلك، يصبح وضع أهدافٍ أكبر وإنجازها كلَّ يومٍ أكثر سهولة، وستحرز بلمح البصر أهدافاً بوتيرةٍ متسارعةٍ كلَّ يوم.

5. تقسيم المهام إلى خطوات:

يُقسِّم الأشخاص شديدو الحماسة مهامهم إلى خطواتٍ صغيرة، إذ في المثال الذي ذكرناه في الأعلى قُسِّمَت مهمَّة تنظيف المنزل بأكمله إلى تنظيف غرفٍ محدَّدةٍ فيه. يساعد هذا في إنجاز عددٍ كبيرٍ من المهام المدرجة على قائمة المهام، ويجعلك تُحِسُّ بأنَّك تحقق مزيداً من الإنجازات.

حاول أن تُقسِّم المهام الضخمة إلى خطواتٍ صغيرة، وركِّز اهتمامك على كلِّ خطوةٍ مدة 20-30 دقيقة، ثمَّ خُذ قسطاً قصيراً من الراحة لمدة دقيقتين، وبعدها انتقل إلى التركيز على الخطوة التالية؛ تساعد هذه الفترات الزمنية القصيرة من تركيز الاهتمام في إنجاز عددٍ أكبر من المهام خلال اليوم.

تُعَدُّ هذه العادة مفيدةً بشكلٍ خاصٍّ لأولئك الذين يسعون إلى تعزيز حماستهم بسرعة، فإذا كنت تُحِسُّ باليأس، ترفع هذه العادة حماستك بسرعة.

6. وضع جدول أعمالٍ والالتزام به:

يضع أكثر الناس تحلياً بالحماسة وأكثرهم تحقيقاً للنجاحات جدول أعمالٍ كلَّ يومٍ ويلتزمون به؛ حيث يستيقظ هؤلاء، ويتناولون أطعمتهم، ويمارسون التأمُّل، ويمارسون التمرينات الرياضية، ويعملون، ويلعبون، وينامون في المواعيد نفسها كلَّ يوم.

يساعد تنظيم أيام الأسبوع وفق جداول أعمالٍ في برمجة العقل على التصرُّف بطريقةٍ معيَّنة، وفي وقتٍ معيَّن؛ فمثلاً: إذا كنت تستيقظ دائماً في وقتٍ محدَّدٍ كلَّ يوم، فقد تجد بعد مدةٍ قصيرةٍ من الزمن أنَّك تستيقظ قبل أن تَرِنَّ ساعة المُنبِّه.

يساعد الالتزام بجداول الأعمال التي تضعها في تحقيق الأهداف التي وضعتها، والاستمرار بالتحلي بالحماسة؛ لذا ضع كلَّ يومٍ جدول أعمالٍ يناسبك. بإمكان كتيِّبٍ أو دفتر يومياتٍ أن يساعدانك في الالتزام بإنجاز مهامك، والالتزام بجدولة أعمالك.

إقرأ أيضاً: جدولة الأعمال بفاعلية: خطّط لأفضل استثمار لوقتك

7. ممارسة التمرينات الرياضية كلَّ يوم:

تساعد ممارسة التمرينات الرياضية الدماغ بطرائق مختلفة، فبإمكانها أن تُعيد إلى ذهنك الصفاء حتَّى تتمكَّن من تركيز الاهتمام على العمل بشكلٍ أفضل. بإمكان التمرينات الرياضية أيضاً أن تقلِّل مشاعر الإحباط والغضب والحزن، وأن تزيد إفراز هرمونات السعادة.

بإمكان امتلاك ذهنٍ صافٍ يركِّز اهتمامه على العمل أن يُسهِم إسهاماً كبيراً في تعزيز مستوى الحماسة، وتُقدِّم التمارين الرياضية إلى الجسم العديد من الفوائد الصحية التي بإمكانها أن تُحسِّن نظرتك العامة إلى الحياة؛ إذ يمكن أن يكون النظر إلى الحياة بهذه الطريقة أداةً رائعةً تُستخدَم لإثارة حماستك في العمل.

8. الكتابة عن المستقبل:

اكتب عن أفضل مستقبلٍ تتخيَّله، واقرأ ما كتبتَ كلَّ يومٍ بصوتٍ مرتفع. أين ترى نفسك بعد عامٍ من الآن؟ ما الإنجازات التي ستحققها؟ كم ستجني من المال؟ أثمَّة أشياء ستفعلها كلَّ يومٍ لتقرِّبك من إحراز هدفك النهائي؟

تساعدك قراءة الكلمات التي كتبتها عن أفضل مستقبلٍ تتخيَّله وتركيز الاهتمام في أثناء ذلك في الوصول إلى أفضل مستقبلٍ ممكن، كما ويثير تركيز الاهتمام يوميَّاً على الأشياء التي تساعدك في تحقيق النجاح في نفسك الرغبة بإتمام جميع المهام التي يجب عليك أن تؤدِّيها كلَّ يوم.

9. التأمُّل:

يمارس بعض أكثر الناس نجاحاً التأمُّل كلَّ يوم، وقد تعلَّم هؤلاء أن يجلسوا لاستعادة الصفاء الذهني مدة 10-20 دقيقةٍ في بداية اليوم، حتَّى تزداد قدرتهم على تركيز الانتباه على الأعمال التي يؤدونها. يساعد التأمُّل في تعزيز القدرة على التفكير السليم حتَّى تحرز أفضل النتائج الممكنة خلال اليوم.

ثمَّة كثيرٌ من تطبيقات التأمُّل التي تستطيع تحميلها على هاتفك، والتي تساعدك في ممارسة التأمُّل كلَّ يوم، حتى لو كان كلُّ ما تملكه من وقتٍ للتأمُّل هو الوقت الذي تقضيه في السيارة قبل بداية يوم العمل.

10. الحفاظ على المشاعر الإيجابية:

لا يتصرَّف الأشخاص الناجحون، أو الذين يتحلَّون بالحماسة، أو ذوو الإنتاج الغزير بشكلٍ سلبيٍّ أبداً؛ إذ يحتفظ هؤلاء الأشخاص دائماً بالمشاعر الإيجابية، ويصاحبون أشخاصاً آخرين إيجابيين، ويتجنَّبون السلبية في حياتهم اليومية.

يؤثِّر التفكير السلبي تأثيراً شديداً في الحماسة والإنتاجية والحياة، بينما لا يحافظ التفكير الإيجابي على الحماسة والإنتاجية وحسب، بل بإمكانه أن يُحسِّن حياتك كلَّها بشكلٍ جذري. يؤثِّر الحفاظ على الإيجابية وتعلُّم التحكُّم بالمشاعر السلبية تأثيراً كبيراً في جميع المواقف وبمقدار الإنجازات التي تحقِّقها.

كيف تحافظ على المشاعر الإيجابية؟

يسأل الناس في كثيرٍ من الأحيان عن طريقةٍ للحفاظ على المشاعر الإيجابية. يُعَدُّ اتِّباع هذه العادات أفضل طريقةٍ لتعزيز الحماسة وتحقيق مزيدٍ من الإنجازات؛ وفي حين أنَّ جميعها مفيدة، يُعَدُّ كلٌّ من التوصُّل إلى أفكار، وتدوين الملاحظات، والحفاظ على الإيجابية - أكثر نفعاً.

أفضل شيءٌ تُنصَح باتِّباعه هو أن تختار ثلاثاً من هذه العادات، وأن تلتزم باتباعها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة