10 طرق للتخلص من اكتئاب الشتاء

ليس الأشخاص المصابون بـ "الاضطرابات العاطفية الموسمية" وحدهم من يُبغضون ساعات النهار القصيرة، والطقس البارد، وغيرها من الأمور المزعجة التي ترافق حلول فصل الشتاء، إذ قد يؤثر غياب أشعة الشمس في الساعة البيولوجية للإنسان التي تتحكّم بنشاطِ نوعٍ معيّنٍ من الموجات الدماغية وتنظّم إفراز الهرمونات. لا بُدَّ من أنَّك شعرت في بعض الأحيان حينما استيقظت ورأيت السماء داكنة وملبدةً بالغيوم في الرغبة بالبقاء في السرير، وقد تكون الأمور أسوأ بالنسبة إلى كبار السن والأشخاص الذين يتحسّسون من البرد. إذا لم تكن من محبّي فصل الشتاء قد تُضطر إلى بذل جهودٍ مضاعفة للتأقلم مع الأجواء التي تسود فيه فإليك بعض التقنيات التي تساعدك في التأقلم مع شهور الشتاء الباردة:



1- تصرَّف مثل مَن يعيشون في المناطق الباردة:

يتعلّم الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتجمّدة التي يبدأ تساقط الثلوج فيها في شهر تشرين الأول ولا يذوب حتى شهر أيار كيف يتأقلمون مع أجواء الشتاء الباردة، بل ويحبون تلك الأجواء. يخرج هؤلاء للتنزه مصطحبين معهم الأدوات الضرورية، ويذهبون للصيد في البحيرات المتجمدة، ويتزلجون على الجليد، ويفعلون كلّ ما في إمكانهم أن يفعلوه للاستمتاع بهذا الفصل. تصرَّف في أيام الشتاء كما لو كنت واحداً من سُكَّان المناطق المتجمدة واستمتع بكُتَل الجليد المتدلية المتشكلة على سيارتك وبمنظر الماء المغلي وهو يتحول إلى جليد عند رشِّه في الهواء. حينما تتوقف عن الهروب من درجات الحرارة الباردة ستتمكّن من التأقلم مع فصل الشتاء بشكلٍ أفضل.

2- ارتدِ ألواناً زاهية:

قد لا يوجد أبحاث تدعم هذه النظرية لكن من المؤكد أنَّ ثمَّة علاقةً بين الشعور بالتفاؤل وارتداء الألوان الزاهية، قد يكون للأمر علاقة بالمحاولات الحثيثة التي يبذلها الشخص للتظاهر بأنَّه يشعر بإحساسٍ ما حتى يشعر به فعلاً، فإذا أوهم الشخص نفسه أنَّ الجوّ في الخارج مشمسٌ وجميل قد يشعر فعلاً بذلك حتى لو كان الجو في الخارج متجمداً. ربما يجعلك ارتداء اللون الأسود تبدو أنْحَف، لكنَّك قد تبدو ذاهباً إلى جنازة -وقد تشعر بذلك- لذلك حاول أن ترتدي الأخضر الفاتح، أو الأرجواني، أو الأزرق، أو الوردي - أو جميعها معاً إذا كنت في عجلةً من أمرك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على اختيار معطف مناسب لفصل الشتاء

3- تناوَل فيتامين د:

لأنَّ معظم فيتامين د الذي نحصل عليه يأتينا من أشعة الشمس يُعَدُّ تناول مُكمِّلات فيتامين د خلال أشهر الشتاء فكرةً سديدة. ترتبط العديد من الأمراض مع انخفاض مستويات فيتامين د، لا سيما الاكتئاب، لذلك توصي "المعاهد الوطنية للصحة" بتناول 600 وحدة دولية (IU) من فيتامين د كلّ يوم، لكن ثمَّة خبراء يقترحون أن تكون الكمية 5 آلاف وحدة دولية كلّ يومٍ بالنسبة إلى البالغين. ثمَّة أطعمةٌ معينة تُعَدُّ مصادر جيدةً يمكن من خلالها الحصول على فيتامين د منها زيت كبد سمك القد، وسمك أبو سيف، والسلمون، والتونا، والحليب، واللبن، والسردين، والبيض، والحبوب المُدعَّمة بفيتامين د.

إقرأ أيضاً: 5 أعراض يُعاني منها الإنسان بسبب نقص فيتامين د

4- اقرأ الكتب وشاهد الأفلام:

يُعَدّ الشتاء أروع وقتٍ لقراءة الكتب التي كنت تنوي قرائتها ومشاهدة الأفلام التي كنت تخطط لمشاهدتها، وبما أنَّ العديد من الدراسات أشارت إلى أنَّ الابتسامة يمكن أن تخفف الألم ننصحك بمتابعة البرامج الكوميدية. خلال أيام الشتاء قد تكون الأفلام والمسلسلات طوق النجاة الذي ينقذك من الكآبة.

5- صاحِب أشخاصاً إيجابيين:

تُعَدّ هذه النصيحة مهمةً بشكلٍ خاص في فصل الشتاء حيث تقضي معظم وقتك عادةً داخل الأماكن المغلقة تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين وتحتسي القهوة معهم. إذا سادَتْ السلبية المكان قد تصبح الأجواء خانقة، ومثلما هو معروف نحن نتأثر بالأشخاص المحيطين بنا، إذ تبيَّن في إحدى الدراسات التي أجراها كلٌّ من "نيكولاس كريستاكيس"، الطبيب الذي يعمل في كلية الطب في جامعة هارفارد، و"جيمس فولر" الدكتور في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنَّ الأفراد الذي صاحَبوا أشخاصاً سعيدين كانوا أكثر ميلاً إلى الإحساس بالسعادة.

وأظهرت دراسةٌ أخرى أجراها كلٌّ من عالما علم النفس الدكتور "جيرالد هيفل" و"جينفر هيمس" من جامعة نوتردام أنّ عوامل الاكتئاب يمكن أن تنتقل مثل العدوى حقيقةً حينما تكون الأجواء الاجتماعية غير مستقرة. لذلك إذا صاحبتَ أشخاصاً إيجابيين يعيشون في مناطق ذات مناخٍ باردٍ قد تجد أنَّك بدأت تحبّ الشتاء.

6- جرِّب أشياء جديدة:

بدأ ينتشر منذ فترةٍ مصطلح "اللدونة العصبية" (neuroplasticity) الذي يعني أنَّ أدمغتنا تتغير وتتطور خلال حياتنا، وأدمغتنا التي وُلدنا بها لا تبقى مثلما كانت. باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي استطاع باحثون مثل عالم الأعصاب "ناثان سبرينغ" الدكتور في جامعة كورنيل تصوير نشاط الدماغ في أثناء تعلّم مهارات جديدة واكتشفوا أنَّ الخلايا العصبية في أثناء عملية التعلّم يتصل بعضها بالبعض الآخر. حينما ترسل الخلايا العصبية معلوماتٍ عن المهمة التي يعكف الشخص على تنفيذها وحينما تتلقى هذه المعلومات تزداد كفاءتها ويتقلّص الوقت الذي تحتاج إليه لنقل ما يحدث إلى الخلية التالية. يعيد تجريب أنشطةٍ جديدةٍ الاتصال بين خلايا الدماغ بشكلٍ أساسي، فاستثمر الأيام التي تقضيها في الأماكن المغلقة لتعلّم العزف على آلةٍ موسيقيةٍ جديدة (أو مقطوعةٍ موسيقيةٍ واحدةٍ ربما)، أو ممارسة لعبة بطاقات جديدة، أو طهو نوعٍ جديدٍ من الطعام على وجبة العشاء.

7- ابدأ مشروعاً:

لا يوجد وقتٌ أفضل من الشتاء لبدء مشروعٍ منزليّ مثل ترتيب المنزل أو التخلّص من جميع الثياب البالية الموجودة في خزانة الأطفال. أحد الأشخاص على سبيل المثال حينما كان يَمُرّ بأوقات عصيبة طَلا منزله بالكامل - وطَلا كلّ غرفةٍ في الطابق السفلي بلونين مختلفين. لم يساعده ذلك في نسيان المشاكل وحسب بل منحه شعوراً بالإنجاز كان في أمَسِّ الحاجة إليه في تلك الأوقات. لقد كان في حاجةٍ إلى شيءٍ يمنحه إحساساً جميلاً بينما كانت جميع الأشياء حوله تتهاوى. تُعَدُّ مشاريعٌ مثل ترتيب خزانة الكتب، والتخلص من الأوراق القديمة، وتنظيف الكراج أنشطةً من الرائع أن تُمارَس في شهور الشتاء الكئيبة.

إقرأ أيضاً: كيف تستنزف الفوضى تفكيرك وكيف يمكنك التخلّص منها؟

8- تناوَل أطعمةً تناسب مزاج الشتاء:

يُعَدّ الشتاء أروع وقتٍ لتجريب أنواع الشوربات والحساء اللذيذة التي تعدل المزاج. ويُعَدُّ كلٌّ من القرع (من أفضل المصادر التي تُمِدُّ الجسم بالمغنيزيوم والبوتاسيوم)، والباذنجان (الذي يحتوي على الألياف، والنحاس، وفيتامين ب1، والمنغنيز)، والبطاطا الحلوة (الغنية بفيتامينات ب5، وب6، والبيوتين، والفلافونويدات المضادة للالتهابات)، والكركم بعضاً من أروع الأطعمة التي تتوافر في فصلي الخريف والشتاء.

إقرأ أيضاً: أفضل الفواكه والخضروات التي يجب عليك أن تتناولها في فصل الشتاء

9- استعمِل المصباح الشمسي:

لقد تبيَّن أنَّ الضوء الساطع يُعَدُّ علاجاً فعالاً للاضطرابات العاطفية الموسمية لأنَّ غياب أشعة الشمس -مثلما ذكرنا سابقاً- يؤثر في الساعة البيولوجية. تُعَدُّ المصابيح الشمسية -وهي ألواحٌ مسطحةٌ تُصدِر ضوءاً مُشعَّاً ساطعاً تبلغ شدته غالباً 1000 لوكس- النظام الضوئي الذي يُستخدَم عادةً في الدراسات السريرية التي تُجرى على مرضى الاضطرابات العاطفية الموسمية. توفِّر بعض النوادي الصحية مصابيح شمسية تستطيع استعمالها إذا لم تكن تستطيع شراء مصباحٍ شمسي. من المهمّ أن تستعمل المصباح الشمسي حسب تعليمات المُصنِّع وأن تستعمله في الوقت نفسه كلّ يومٍ مدةً تتراوح بين 30-60 دقيقة. يحصل معظم الناس على أفضل النتائج حينما يستعملون المصباح الشمسي قبل الساعة العاشرة صباحاً.

10- اجلس قرب النار:

يعود ذلك الشعور الذي تُحِس به حينما تلصق وجهك بجسمٍ دافئٍ متوهّج إلى العصور البدائية، حيث تنبعث الطمأنينة في النفس عند التحديق في ألسنة اللهب وتدفئة اليدين بحرارتها. ليس ضرورياً أن تشعل موقداً في منزلك، يمكنك أن تستعير النار التي يوقدها الآخرون -في المقاهي على سبيل المثال- أو إشعال بضع شمعاتٍ فقط والاستمتاع باللحظات التي تُذكِّرك بأنَّك تنتمي إلى هذا العالم الذي يعيش فيه البشر الذين جلسوا حول النار لآلاف السنين للحصول على الدفء والاستمتاع بلحظات الطمأنينة.

في شهور الشتاء الباردة قد يؤدي غياب أشعّة الشمس معظم الوقت وتدني درجات الحرارة وخمول الحركة إلى إحساس الإنسان بالاكتئاب. إذا كنت تبحث عن طريقةٍ للتصدي لاكتئاب الشتاء وقضاء أشهره الباردة بنشاطٍ وحيوية اتبع هذه النصائح العشرة التي تساعدك في التحلّي بالنشاط وتحسِّن مزاجك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة