10 طرق بسيطة للتخلص من الشرود الذهني

إذا كنتَ تشعر بالشرود الذهني بصورة متزايدة في هذه الأيام، فلا داعي للخوف، أنت لستَ وحدك من يعاني من هذا الأمر، وشعورك بالخوف من ذلك سيزيد من قلقك ويجعل الأمور تسوء أكثر.



لقد أثَّرَت جائحة كورونا (Covid-19) في قدرة الجميع على التركيز، ففي الفترة الممتدة من شهر شباط إلى نيسان من عام 2020، ازداد عدد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت للبحث عن طريقة تساعدهم على التركيز بنسبة 300%، وإذا كنتَ من بين الأشخاص الذين يعانون من الشرود الذهني، فإنَّ أفضل استراتيجية هي أن تمنح نفسك بعض الراحة لأنَّ تفكيرك حينها يكون غير مُنظَّم وسليم.

بعد تَقَبُّل فكرة أنَّ إنتاجية الجميع قد تأثرت وانخفضت كثيراً، ستكون في وضع ذهني أفضل لتتفحص الهفوات التي تعاني منها في ذاكرتك، وإذا كان بإمكانك كتابة يومياتك دون الشعور بالإحباط واليأس؛ فافعل ذلك، وضَع قائمة بنصائح تحاول القيام بها لتحسين ذاكرتك، إلى جانب رأيك بالتقدم الذي تحرزه مع مرور الوقت.

نُقدِّم لك فيما يلي 10 طرائق بسيطة للتخلص من الشرود الذهني:

1. تناوُل الطعام المناسب:

نحن نعلم جميعاً أنَّ تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات غير صحية من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (low-density lipoprotein) يضر بالقلب، وفي الفترة الأخيرة، كشفَ باحثون في جامعة هارفارد (Harvard) عن دليل يؤكد أنَّ كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة يضر بالدماغ أيضاً، ولقد رُبِطَت الأنظمة الغذائية المُشبعة بالبروتين الدهني منخفض الكثافة بتكوين لويحات "ببتيد بيتا النشواني" (beta-amyloid)، وهي مجموعات البروتين نفسها التي تسبب التلف الدماغي المرتبط بمرض الزهايمر. ولمواجهة هذا الاحتمال؛ ضع نظاماً غذائياً يتضمن المزيد من الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة؛ حيث يُعدُّ كل من الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والأسماك، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون مصادرَ جيدة للدهون غير المشبعة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتحسين مدى انتباهك وتركيزك

2. ممارسة الرياضة:

وفقاً لمؤسسة مايو كلينيك (Mayo Clinic)، تشير الأبحاث إلى وجود علاقة قوية بين ممارسة التمرينات بانتظام وصحة الدماغ؛ حيث لا تعمل التمرينات الرياضية على تعزيز تدفُّق الدم فحسب؛ وإنَّما يمكِنها أن تعكس عملية الانخفاض في حجم الدماغ الذي يَحدث طبيعياً مع تَقدُّمنا في العمر.

بينما يُشكِّك البعض في وجود علاقة سببية مباشرة بين ممارسة التمرينات الرياضية وصحة الدماغ، إلا أنَّ الفوائد الواضحة للتمرين المنتظم، مثل: زيادة الصحة البدنية، والتمتع بالعافية، وغيرها لا جدال فيها، أما بالنسبة إلى المبتدئين، يمكِن أن تساعد التمرينات في التعامل مع التوتر بصورة أفضل؛ وإذا استمرَّت الدراسات في إظهار أنَّ التمرينات تُحسِّن الإدراك والذاكرة، فهذا أمر جيد.

3. التقليل من الكافيين:

على الرغم من أنَّه لا يوجد مشكلة في الاستمتاع بفنجان من القهوة بين الحين والآخر، إلا أنَّنا نميل إلى استهلاك الكافيين بصورةٍ أكبر عندما نشعر بالقلق والتوتر. للتقليل من هذا الأمر، يمكِنك تدوين اليوميات عندما تَشعر بالقلق، ومراقبة كمية استهلاكك للكافيين؛ وستكون قادراً على ربط تلك الجهود بأي تحسينات ملحوظة في أداء الذاكرة خلال الأسابيع القادمة.

إقرأ أيضاً: إلى أيّ وقت متأخر يسمح بشرب القهوة يومياً؟

4. القراءة:

يوجد فرق شاسع بين تصفح أخبار الدمار على وسائل التواصل الاجتماعي، والجلوس بجانب المدفأة مع كتاب تقرؤه. ويكمُن الاختلاف الوحيد بين هذين الأمرين في طريقة تفاعل الدماغ في أثناء معالجة المعلومات؛ حيث يعمل إفراز مادة النورإبينفرين (norepinephrine) الناتج عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي على إبقاء عقلك في حالة غير صحية من استجابة الكر والفر، ومن ناحية أخرى، فإنَّ الوقت الذي يقضيه المرء في قراءة رواية جيدة يجعله يغوص في الخيال. يساعد استخدام الهواتف الذكية في الوصول الفوري إلى المعلومات، ولكنَّه لا يفيد في الاسترخاء واستعادة النشاط، لذلك استثمِر وقتك في قراءة كتاب ورقي.

5. إجراء نقاشات مباشرة مع الناس:

في عصر الرسائل النصية، يُعدُّ إجراء نقاش جيد مهارةً تتضاءل بسرعة، حتى عندما ثَبُتَ أنَّه يزيد من التعاطف ويمنح أدمغتنا فرصةً للتدريب واستعادة النشاط. لهذا، اجعل من فكرة المشاركة في نقاش مباشر عادةً لديك، ولمراتٍ عدَّة كل أسبوع. إذا صُنِّفتَ ضمن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا (لا سمح الله)، فيمكِنك الاعتماد على إجراء مكالمة جماعية عبر الفيديو، لكنَّ التواصل الشخصي أفضل بكثير؛ وذلك لأنَّنا نتمكَّن من استيعاب الطرف الآخر بصورةٍ أفضل.

6. ممارسة بعض الألعاب المفيدة:

تمنحك ممارسة بعض الألعاب المفيدة فاصلاً ترفيهياً لتعزيز صحتك النفسية، إلى جانب صقل مهاراتك الدماغية، ويشمل ذلك سرعة المعالجة واتخاذ القرار والوقت اللازم للاستجابة والتخطيط ووضع الاستراتيجيات. إذا كان هدفك هو تقليل شرودك الذهني؛ فاختر الألعاب المناسبة، فغالباً ما تثير ألعاب الفيديو اللوزة الدماغية وتُهدِّد بالإرهاق، لذلك يمكِن أن يكون اختيار ألعاب أكثر تقليدية خياراً أفضل، مثل: ألعاب الورق والشطرنج وغيرها، والتي تُعَدُّ ممتعةً جداً وتساعدك على استعادة نشاطك في نفس الوقت.

7. الاستفادة من الإشارات البصرية الاستراتيجية:

إحدى الطرائق المُثبتة لتقليل شعورك بالإحباط من شرود الذهن هي التحايل على الأمر عن طريق تجنُّب المشكلة تماماً، على سبيل المثال: إذا طلب منك صديقك استعارة إحدى رواياتك؛ فضَع الكتاب على مقعد الراكب في سيارتك قبل يوم من مقابلة صديقك، كي يكون بمثابة إشارة بصرية تمنعك من نسيانه.

لضمان نجاح هذا الأسلوب، عليك أن تتصرف بشأن أفكارك في اللحظة التي تخطر فيها ببالك، وعندما تتناول قهوتك في الصباح؛ لا تجلس لتناول طعام الفطور قبل أن تسجل المواد التي تحتاجها في قائمة التسوق. ابحث دائماً عن طرائق لتحرير نفسك من الأمور التي تشغل تفكيرك، فعندما يتناقص عدد الأمور التي ينبغي عليك تذكُّرها، ستكون قادراً على التركيز في الأمور التي تحتاج إلى ذلك.

8. النوم:

يُعدُّ الحصول على نوم جيد ليلاً من أكثر الأمور التي تساهم في التخلص من الشرود الذهني؛ حيث تحتاج أدمغتنا إلى الراحة لمعالجة المعلومات ونقلها إلى الذاكرة، وعندما نمنع أنفسنا من النوم حتى نتمكن من إنجاز المزيد من الأمور؛ فإنَّنا نعزز زيادة فقدان الذاكرة.

في حين يمكِن لدماغك أن يستعيد نشاطه بسبب النوم الجيد ليلاً؛ إلا أنَّ النمط المستمر من النوم غير الكافي سيسبب مشكلات أكثر ممَّا يحلها، وإذا كنتَ تواجه مشكلات مستمرة في النوم؛ فابدأ في تدوين تجاربك؛ حيث سيساعدك تحديد مسببات الأرق على اتخاذ خطوات لتحسين نومك الصحي مع مرور الوقت أو على الأقل إجراء نقاش مع طبيبك حول هذا الأمر.

إقرأ أيضاً: 3 طرق بسيطة لتحسين قدرتك على التركيز

9. الاستمتاع بأشعة الشمس:

يرتبط قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس بإفراز مادة السيروتونين في الدماغ، ويُعدُّ هذا أمراً جيداً، حيث لاحظَ الباحثون في جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins) انخفاض مستويات ناقلات السيروتونين لدى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، والذين أظهروا انخفاضاً معرفياً معتدلاً وفقداناً للذاكرة.

صحيحٌ أنَّ تأثير السيروتونين في الشرود الذهني لم يُثبَت بالكامل، فمن المعروف أنَّ له تأثير إيجابي في الحالة المزاجية للشخص، واستجابة الاسترخاء، والقدرة على التركيز؛ لذا ابدأ بالاستفادة من أشعة الشمس، حيث سيؤثِّر موقعك الجغرافي والوقت من اليوم ولون بشرتك في مقدار تأثُّرك بأشعتها، ولكنَّ الأمر يستحق زيادة تعرُّضك لها في اليوم.

10. الحصول على المساعدة التي تحتاجها:

من الخطأ الاستهانة بتأثير الأشهر الماضية في صحتنا النفسية، ومهما كان عمرك، فإنَّ جائحة كورونا وحظر التجول سبَّبا ضغطاً كبيراً على الجميع، فقد كان معظمنا منشغلاً جداً بسلامتنا لدرجة أنَّنا اضطررنا إلى إجراء تغييرات عدة نفسية لنتمكن من تخطي يومنا. 

إذا فقدتَ أحد أفراد أسرتك (لا سمح الله) نتيجة المرض، فمن المحتمل أن تشعر بالحزن إلى جانب الكم الهائل من المعلومات التي تتلقاها كل يوم وتدفعك نحو الشعور بالخوف. لهذا السبب، أنت بحاجة إلى أشخاص متعاطفين؛ لذا تعمَّد التواصل مع الأصدقاء المقربين، وفكِّر في بعض الجلسات الاستشارية حتى تشعر أنَّك استعدتَ ثقتك بنفسك.

أفكار أخيرة:

إنَّ تركيبة الجسم البشري معقدة بصورةٍ لا توصف، وعلى الرغم من كل التطورات في علم الأعصاب، لا تزال الوظائف الداخلية للدماغ غامضة بعض الشيء، وإنَّ الأمور التي تنجح مع شخصٍ ما قد تنجح أو لا تنجح مع شخصٍ آخر، وهذا أمر عادي. في أثناء محاولة التخلص من الشرود الذهني، أبقِ دفتر يومياتك قريباً منك، وراجِع تقدُّمك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وعدِّل روتينك حتى تلاحظ تحسُّناً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة