10 سمات قيادية تصنع قائداً عظيماً؟

لطالما أثارَ إلهامنا القادةُ العظماء وأثارت إلهامنا سماتُهم القيادية، وببساطة القيادة هي القدرة على التأثير في الآخرين لتحقيق هدف مشترك، إنَّها ليست شيئاً يمكن أن يُعزى إلى خاصية أو ميزة واحدة؛ بل هي مزيج من خصائص عدة.



هل السمات القيادية فطرية أم مكتسبة؟ يبدو أنَّ بعض الأشخاص يتمتعون بصفات قيادية فطرية، وإذا قرأت سيرة القادة العظماء الذاتية، سترى أنَّهم أصبحوا قادة من خلال المصاعب أو المعاناة التي تعرضوا لها في حياتهم، ومن خلال ممارساتهم وأفعالهم المدروسة.

يمكنك من خلال تبنيك للسمات القيادية التالية:

1. التمتع بالرؤية:

نحن نحتفي بأولئك الذين لديهم أحلام كبيرة ولديهم رؤية أفضل للمستقبل، إنَّ امتلاك رؤية هو أحد أهم الصفات القيادية التي يجب أن يتمتع بها القائد في المنظمة، فالرؤية هي الهدف أو الحلم بالوصول إلى مكانة مستقبلية يشاركها القائد مع الفريق من أجل تحقيقها.

كثيراً ما تعوقنا معتقداتنا التي تحد من قدراتنا، وإذا أردنا إزالة الشكوك عن سبب عجزنا عن تحويل أحلامنا إلى حقيقة، وامتلاك حرية التفكير فيما نريده حقاً من الحياة، فعلينا وضع معايير عالية ليس فقط لأنفسنا؛ بل لعائلاتنا ومجتمعاتنا والمنظمات التي نعمل بها أيضاً.

إذا لم يكن لديك رؤية، فأنت بحاجة إلى وضع واحدة، فلم يتحقق أيُّ شيء عظيم قط من دون الرؤية والحماسة لجعلها حقيقة، ويُعدُّ التركيز على المهام قصيرة الأمد أمراً جيداً؛ لكنَّك تحتاج أيضاً إلى التفكير على الأمد الطويل في المكان الذي تريد أن تتجه إليه حياتك أو مؤسستك.

2.التركيز:

التركيز هو واحدة من أهم الصفات القيادية، ويُقال في المثل روسي: "إذا طاردت أرنبين، فلن تصطاد أيَّاً منهما"؛ فالقائد الجيد لديه أولوياته ولا يتخلى عنها بصرف النظر عن العقبات التي تعترض طريقه، وعندها فقط، يمكنه قيادة الفريق نحو الهدف المراد.

توجد أشياء كثيرة تستدعي انتباهنا، وتوجد ضوضاء كثيرة تدور حولنا وتشتت انتباهنا، والتركيز هو القدرة على تجاوز هذه الضوضاء والاهتمام المطلق بالأولوية ذات الأهمية القصوى لتحقيق رؤيتك.

إقرأ أيضاً: قيم القيادة وأخلاقيات العمل

3. الثقة بالنفس:

الثقة هي النظرة أو الاعتقاد الذي تملكه بشأن إمكاناتك، فهي تحدد أفكارنا وما نفعله، وبدورها أفعالنا تحدد نوع الحياة التي سنعيشها، ومن الضروري أن يؤمن القائد بنفسه وبقدرته، وسيعزز هذا إيمان الآخرين به وسيساعد على بناء فريق قوي يمكن أن يساند قائده.

يمكن تطوير ثقتك بنفسك من خلال طرائق مختلفة، فإذا كنت تفتقر للثقة بالنفس، يمكنك تعزيزها من خلال زيادة كفاءتك ومعرفتك والبدء على نطاق صغير ثم الانتقال تدريجياً إلى أهداف أكبر.

4. التواصل:

التواصل الجيد هو أحد السمات المميزة للقائد العظيم، ويجب أن يكون القائد قادراً على إيصال أفكاره ورؤيته وخطة عمله إلى فريقه للتأكد من أنَّهم يساندونه، وفي كثير من الأحيان، قد يواجه القائد صراعات داخل الفرق، أو قد يضطر إلى التعاون مع الفرق الأخرى، عندها تكون مهارات التواصل ضرورية لتحقيق الأهداف وفقاً للخطة.

يمكن أن يكون التواصل لفظياً أو غير لفظي، ومرئياً ومكتوباً، حتى فن الإصغاء هو نوع من أنواع التواصل، ويمكن تطوير مهارة التواصل من خلال الممارسة والتفاعل مع الآخرين، حتى في المواقف الصعبة إذا كنت انطوائياً في عالم الشركات، فقد تحتاج إلى بذل جهد إضافي لتطوير هذه المهارة.

5. النزاهة:

يجب أن يتمتع القائد بالنزاهة حتى يثق به أتباعه، ولا تقل أخلاق القائد أهمية عن كفاءته في العمل، وعندما يُظهر القائد النزاهة والإنصاف، فإنَّه يوحي بالثقة لأتباعه، والتاريخ مليء بأمثلة عن القادة والمديرين التنفيذيين الذين فشلوا بسبب ضعف أخلاقهم، وعندما يتولى شخص ما منصباً قيادياً، يكون هناك اتفاق ضمني بأن يكون متميزاً وقدوةً لمن حوله.

شاهد بالفيديو: مهام وأعمال القائد الفعّال

6. الحزم:

يجب أن يكون القائد قادراً على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب لإلهام فريقه، وقد يبدو القائد الذي لا يمتلك مهارات قوية في اتخاذ القرار خجولاً أو يفتقر إلى الثقة.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التردد في اتخاذ القرار أو تأجيله مشكلات مالية وتنظيمية خطيرة، وقد يكون اتخاذ القرار مطلوباً في بعض الأحيان في ظل نقص المعطيات، لكن يجب أن يكون القائد قادراً على اتخاذ قرارات ذكية من خلال الاعتماد على خبرته أو من خلال الاستعانة بمستشارين موثوق بهم.

7. الصراحة:

تبني الصراحة الثقة بين القادة وفرقهم، فمن خلال التفاعل الصريح، يضمن القادة عدم وجود مفاجآت لفريقهم وأنَّ الفريق على دراية بالقرارات الهامة التي تُتخذ ولماذا تُتخذ، ويشجع هذا أعضاء الفريق على التحدث والصراحة، ممَّا يؤدي إلى تعزيز المشاركة وإيجاد حلول أفضل للمشكلات بسبب التواصل ثنائي الاتجاه بين الفرق والقيادة.

8. التعاطف:

يفهم القادة المتعاطفون احتياجات فرقهم، فعندما يشعر الموظفون بأنَّ القائد يهتم لأمرهم، سيصبحون أكثر تفاعلاً ويعملون عملاً أفضل معاً، ويساعد التعاطف على بناء علاقات أفضل وإنشاء بيئة إيجابية، ومع ذلك، يجب أن يتأكد القادة من أنَّهم غير متحيزين في قراراتهم، وألا يتأثروا في التحيز اللاواعي الناتج عن التماهي مع مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم.

9. المساءلة:

لا يتحمل القائد مسؤولية نجاح فريقه وحسب؛ بل مسؤولية إخفاقه أيضاً؛ هذا يعني ألا تبحث عن شخص للومه إذا ساءت الأمور؛ بل تحمُّل المسؤولية الكلية للنتيجة، والقادة لا ينتظرون حدوث الأشياء؛ بل هم من يصنعونها، ولا يترددون في تحسين الأمور عن طريق تحمل المسؤولية بصرف النظر عمَّن يلقى المديح.

إقرأ أيضاً: 4 أدوار تلعبها المساءلة في شركتك

10. القدرة على الإلهام:

القادة العظماء لديهم قدرة التأثير في فرقهم وإلهامها بدلاً من استخدام مناصبهم ليشعروا بالقوة والسلطة، فهم قادرون على التأثير والإلهام من خلال بناء الثقة وتحفيز فرقهم لتحقيق نتائج إيجابية، كما أنَّهم قادرون على ذلك باستخدام أهدافهم وشغفهم.

في الختام:

يمكن لأيِّ شخص أن يكون قائداً، بصرف النظر عن المنصب أو المسمى الوظيفي؛ وذلك من خلال إدراكه وممارسته لمبادئ القيادة هذه وتطويرها، فلا تتعلق القيادة بالمنصب أو بعدد المرؤوسين لديك؛ بل بكسب احترامهم وتجسيد نموذج يحذون حذوه، إذا كنت تعمل على تطوير هذه الصفات أو السمات القيادية، فعندما تتولى الدور أو المنصب القيادي، ستظهر بوصفك قائداً بالفطرة وستكون قادراً على القيادة دون عناء.




مقالات مرتبطة