يُعد انعدام الثقة مشكلة في العديد من أماكن العمل، وإذا لم يحدد القادة قيمهم في العمل؛ فإنَّ عدم الثقة أمرٌ مُتوقَّع؛ حيث لا يعرف الناس ما الذي يمكنهم توقُّع حدوثه. في حين إذا حدد القادة قيمهم وشاركوها في العمل، فإنَّ إظهار تلك القيم بوضوحٍ يومياً سيخلق الثقة، وسيضر التعبير عن رأيك في أمر والتصرف بطريقة مناقضة لذلك الرأي بثقة الآخرين بك، وقد يستمر ذلك إلى الأبد. إنَّ تطابق أقوالك مع أفعالك كقائد هو أهم طريقة تُظهِرُ فيها لموظفيك لم يمكنهم الوثوق بك، وبأنَّك قائد أخلاقي وملتزم بالمبادئ.
يقترح الدكتور دوان سي. تواي (Duane C. Tway) ثلاثة ركائز للثقة؛ حيث يسمي الثقة ركيزةً؛ وذلك لأنَّها تتألف من هذه المكونات الثلاثة: "القدرة على الثقة، وإدراك الكفاءة، وإدراك النوايا".
كما تتبع أخلاقيات مكان العمل المسار نفسه؛ فإذا كان لدى قيادة المنظمة مدوَّنة تتضمن قواعد السلوك والتوقعات الأخلاقية، فإنَّها ستصبح أضحوكة إذا فشل القادة في الوفاء بتلك القواعد، ويؤثر القادة الذين يظهرون السلوك الأخلاقي بشدة في تصرفات الآخرين، ولكي تُحدِثَ تغييراً حقيقياً في منظمتك، يجب أن تتوفر لديك المكونات الثلاثة.
يقول الدكتور دوان: "ضمن المنظمات التي أُتِيحت لي فرصة العمل فيها، أُبلِغَ عن القيم الأساسية من خلال اتخاذ الإجراءات وغالباً بالطرائق التي تجري بها الأعمال التجارية على أساس يومي، وليس باستخدام الكلمات المنطوقة أو المكتوبة مباشرة؛ حيث يُنصَح بشدة بإظهار القيم عن طريق السلوك عوضاً عن القيام بذلك عن طريق كتابتها أو تلاوتها؛ فالأفعال أهم من الكلام، لكن يُعتقَد أنَّ القيم المكتوبة تعزز وتدعم بعض الإجراءات والعكس صحيح، فكلاهما يشكِّل مزيجاً فعالاً؛ فقوَّتهما معاً تفوق قوة هذا أو ذاك وحدها، وإذا دُوِّنَت وأُظهِرَت هذه الإجراءات، فيمكننا فعلاً الموافقة عليها عند الحاجة إلى استخدامها".
اختر قيمك القيادية:
نقدِّم لك فيما يلي بعض الأمثلة عن القيم، بحيث يمكنك استخدامها كنقطة انطلاق لمناقشة القيم داخل منظمتك:
الطموح، الكفاءة، التفرد، المساواة، النزاهة، العمل، المسؤولية، الدقة، الاحترام، التفاني، التنوع، التحسين، الاستمتاع / المرح، الولاء، الموثوقية، الصدق، الشفافية، الابتكار، العمل الجماعي، التفوق، المساءلة، التمكين، الجودة، الفاعلية، الكرامة، التعاون، الإدارة الجيدة، التعاطف، الإنجاز، الشجاعة، الحكمة، الاستقلالية، الأمان، التحدي، التأثير، التعلم، المودة، الانضباط / النظام، الكرم، المثابرة والإصرار، التفاؤل، المرونة، الأمانة، خدمة الزبائن.
كقائد، اختر القيم والأخلاقيات الهامة بالنسبة إليك، والتي تؤمن بها وتحدِّد شخصيتك، ثم مارسها بوضوحٍ كل يوم في العمل؛ حيث إنَّ ممارسة القيم هي إحدى أقوى الأدوات المتوفرة لمساعدتك على قيادة الآخرين والتأثير فيهم؛ فلا تضيع أفضل فرصة لديك للدخول بقوة إلى عقول وقلوب الموظفين والعملاء.
اختر بعنايةٍ قيم منظمتك:
تضع المنظمات الفعالة التي تركز على العملاء، والموجهة نحو الموظفين، مغزىً واضحاً ومختصراً ومشتركاً للقيم والمعتقدات والأولويات والتوجهات ضمن منظمتها.
تريد تلك المنظمات أن يفهم كل موظف القيم، ويساهم فيها ويتعايش معها؛ فبمجرد تحديدها، ينبغي أن تؤثر في كل جانب من جوانب منظمتك.
يجب أن تدعم وتعزز هذا التأثير وإلا سيكون تحديد تلك القيم مضيعة لوقتك؛ حيث سيشعر الناس بالخداع والتضليل ما لم يروا تأثير تلك القيم في منظمتك كل يوم، كما يجب على القادة أن يتولُّوا القيادة في كل جانب من جوانب اختيار قيم المنظمة والوفاء بها.
أمثلة عن القيم في مكان العمل:
لقد طُوِّرَت هذه النماذج من القيم من قِبل العديد من المنظمات بمساعدة قادتها؛ حيث اختار موظفو الموارد البشرية هذه القيم انعكاساً للطريقة التي يريدون من المنظمة أن تراهم فيها:
- النزاهة.
- الانتماء / الاهتمام.
- المساعدة / المساهمة.
- التناغم الداخلي والاطمئنان.
- التطور الشخصي والتعلم وتحقيق الذات.
- الإنجازات.
- الاستقرار المالي.
- المرح.
لقد طور موظفو إحدى الجامعات الاختصار "I CARE" كأداة للتذكر والتعبير عن القيم؛ حيث يعبر كل حرف عن قيمة معينة في مكان العمل وهي:
- النزاهة (Integrity).
- التعاطف (Compassion).
- المساءلة (Accountability).
- الاحترام (Respect).
- التميُّز (Excellence).
خصائص أسلوب القيادة الناجحة:
لقد ذُكِرَ الكثير من الأمور المتعلقة بما يجعل القادة ناجحين، وسنذكر لك فيما يلي مجموعة من الخصائص والصفات والإجراءات التي يعتقد العديد من القادة أنَّها أساسية لتكون القيادة ناجحة.
- اختيار القيادة وممارسة القيادة التكيفية.
- أن تكون الشخص الذي يختار الآخرون اتباعه.
- توفير رؤية للمستقبل.
- أن تكون مصدراً للإلهام.
- جعل الآخرين يشعرون بالأهمية والتقدير.
- التعايش مع قيمك، والتصرف بطريقة أخلاقية.
- يحدد القادة وتيرة عملهم من خلال توقعاتهم ونماذجهم.
- تحديد بيئة التحسين المستمر.
- توفير الفرص للأشخاص للتطور والنمو من الناحيتين الشخصية والمهنية.
- الاعتناء والتصرف بتعاطف واستخدام أسلوب للتواصل بحيث يؤثر تأثيراً إيجابياً في الصحة النفسية.
أضف تعليقاً