10 خطوات سهلة للتخلص من الشعور بالعجز والشعور بالسعادة مجدداً

عندما يتملكك الشعور بالعجز، تشعر وكأنَّ العالم قد تآمر ضدك؛ إذ لا ينجح أي شيء تحاول القيام به، فتشعر كأنَّك سجين في حياتك، إنَّها تجربة شائعة للغاية، ويمر بها الكثير من الناس في مرحلة ما من حياتهم، هذا إن لم يكن مرات عدة؛ فقد تشعر بالعجز في جسدك وعقلك، أو قد ينتابك في وظيفتك أو علاقاتك، أو ربما حتى تظل تردد السؤال الآتي باستمرار في ذهنك: "ما هو الهدف من حياتي؟". لحسن الحظ، لن يدوم هذا الشعور إلى الأبد، مع أنَّ الأمر قد يبدو كذلك الآن، والأفضل من ذلك هو أنَّ لديك القدرة على تغييره؛ لذا دعنا نتعمق في الموضوع إذا أردت التحرر منه.



لماذا يشعر المرء بالعجز؟

قد يكون هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تشعر بالعجز، لكن في معظم الأحيان، يوجد سبب أساسي واحد: لا يتوافق واقع حياتك مع توقعاتك؛ فأحياناً نتعثر؛ وذلك لأنَّنا نتمسك ببعض الأفكار السابقة التي كانت لدينا، وعندما تتمسك بتوقعاتك التي لا تتطابق مع الواقع، تشعر بالعجز.

تُعَدُّ "هوليوود" (Hollywood) مثالاً رائعاً عن ذلك؛ إذ يحقق العديد من نجوم هوليوود المشهورين قدراً هائلاً من النجاح والمال والشهرة؛ ففي الظاهر، يظهرون كأنَّهم يعيشون أفضل حياة على الإطلاق، ومع ذلك، ينتهي الأمر بالكثير منهم بالإدمان والانتحار؛ إذاً، كيف يحدث ذلك؟ إذا كانت حياتك لا تتوافق مع توقعاتك، فسيسبب ذلك الإحباط.

هناك العديد من الأسباب وراء حدوث ذلك: فربما كانت توقعاتك غير واقعية، أو لم تَعُد الأهداف والرغبات والأحلام التي كانت تراودك في الماضي تهمك، أو تكاسلت عن الاستمرار بتحقيق ما كنت ترغب فيه، لكن تذكَّر أنَّ السعادة لا تكمن في الوجهة أبداً؛ بل في الرحلة بحد ذاتها.

إذا كنت تشعر بالعجز؛ إذاً، فقد حان الوقت للتخلي عن المعتقدات والتوقعات السابقة؛ لذا ومن خلال الخطوات الآتي، لنبدأ بالتركيز على جعل رحلتك أكثر جدوى تخلصك من الشعور بالعجز وتوصلك إلى السعادة المنشودة:

1. ممارسة الرياضة:

أول خطوة سهلة للتخلص من الشعور بالعجز هي الحركة؛ فممارسة الرياضة والخروج في نزهة يساعدانك على الشعور بالرضى عن نفسك، فأنت تتمتع من خلال ذلك بفوائد جسدية ونفسية.

فيما يأتي بعض فوائد الرياضة:

  • يمكن أن تعالج ممارسة الرياضة باعتدال الأنواع الخفيفة من الاكتئاب.
  • يقلل الجري لمدة 15 دقيقة من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 26%.
  • تزيل التوتر والضغط.
  • تعزز الطاقة الجسدية والذهنية.
  • تشعرك بهدوء وراحة أكبر.
  • تعزز المرونة والثقة بالنفس.

باختصار، إذا كنت تشعر بالعجز، ولا تعرف ما عليك فعله، فاخرج في نزهة، أو مارس بعض التمرينات الرياضية السهلة.

2. التركيز على إجراء تغييرات صغيرة:

في ظل عالم يتغير باستمرار، قد تشعر كأنَّك تتخلف عن أقرانك، وأنَّك يجب أن تكون سعيداً طوال الوقت بعد أن حققت النجاح؛ لذا تبحث عن طرائق للتقدُّم واللحاق بالآخرين.

إذا كان هذا ما تشعر به، فليس من المستغرب أن يتملكك العجز، فالحياة لا تسير على هذا النحو، وأفضل ما يمكنك القيام به عندما تشعر بالعجز هو إجراء تغيير صغير، والبحث عن أمر سهل يمكنك تحقيقه؛ فربما يكون ذلك الاستيقاظ باكراً، أو اتباع روتين جديد، أو خطوة شجاعة للبحث عن وظيفة جديدة تمنحك المزيد من الرضى.

اتخذ خطوة واحدة صغيرة، ثم أتبِعها بأخرى؛ إذ تساعدك هذه التغييرات الصغيرة - على مدى السنوات القادمة - على إجراء التغييرات الكبيرة الذي ترغب فيها.

ستكون محاولة إيجاد طريق مختصر أمراً كارثياً؛ فلا توجد طريقة للحصول على عضلات مفتولة في غضون شهر إذا لم تمارس التمرينات الرياضية واستمررت بأكل الطعام المشبع بالدهون لسنوات.

ولكن إذا بدأت بممارسة التمرينات مرتين في الأسبوع، وتناول وجبات صحية، فستحقق مع مرور الوقت نتائج لا يمكنك حتى أن تحلم بها الآن، فأجرِ تغييراً صغيراً هذا الأسبوع، وكرر تلك العملية.

إقرأ أيضاً: أهم النصائح لتطوير الذات والتغيير للأفضل

3. تخصيص وقت لاكتساب الوضوح:

هل تعرف ماذا تريد، وما الذي ترغب أن تكون عليه؟ نادراً ما نتوقف لطرح هذا السؤال على أنفسنا، ومع ذلك، من الهام جداً أن تفعل ذلك دائماً؛ فالافتقار إلى الوضوح سبب كبير وراء تعثُّر الناس؛ وذلك لأنَّه مفتاح النجاح والسعادة.

وحتى إذا كنت لا تعرف ما تريده، فتحديد بعض الأهداف أفضل من عدم وجودها؛ وذلك لأنَّ السعي إلى تحقيق أهدافك يكسبك الوضوح، كما أنَّ العمل يساعدك على معرفة ما الذي تريده.

إذاً، كيف تحدد ما الذي عليك فعله؟ ضع قائمة بكل الأمور التي تود القيام بها في حياتك، ثم اختر الأمر الذي يميزك أكثر وابدأ به، فما عليك سوى التحرك والتعلم خلال مشوارك، وإذا كنت تريد تجنُّب الشعور بالعجز في حياتك، فوضِّح الأمور على نفسك أكثر.

4. الإيمان بأنَّ الأمور تحت السيطرة:

غالباً ما يكون سبب شعورك بالعجز هو أنَّ توقعاتك لا تتوافق مع واقع الحياة، ولسوء الحظ، لا يوجد الكثير مما يمكنك تغييره بشأن الواقع، ولكن لحسن الحظ، أنت تتحكم تحكُّماً كاملاً بتوقعاتك؛ إذ يمكنك تغيير المعنى الذي تعطيه لأي موقف تتعرض له؛ فأنت قادر على فعل ذلك في هذه اللحظة، ولست عاجزاً عن أي شيء أبداً، وحتى لو شعرت بأنَّك كذلك، فلن يدوم ذلك الشعور إلى الأبد؛ فلربما تكون قد فقدت بعضاً من حماستك فقط، ويبدو الأمر سهلاً للغاية، كما أنَّه صحيح أيضاً.

5. استعادة قوَّتك:

عندما ينتابك الشعور بالعجز، تشعر وكأنَّ العالم قد تآمر ضدك؛ ونتيجة لذلك، قد يجتاحك الغضب أو حتى الإحباط بسبب الظروف الخارجية، ولكن لسوء الحظ، لن يؤدي ذلك سوى إلى تعثُّرك أكثر؛ فكلما ركزت على الأمور التي لا يمكنك السيطرة عليها، شعرت بضعف قوَّتك أكثر.

مع أنَّ الآخرين قد يكونون على خطأ، إلا أنَّ إلقاء اللوم عليهم لن يجعلك تشعر بتحسن، كما لن تفيدك الشكوى من ذلك أيضاً، فكيف يمكنك تغيير هذا الوضع؟ لن تتمكن من فعل ذلك سوى من خلال تحمُّل المسؤولية الكُلية عن تصرفاتك، وتجنُّب إلقاء اللوم على ما لا يمكنك التحكم به؛ بل البحث عن طرائق لتحسين وضعك.

بصرف النظر عما حدث أو مهما كانت ظروفك، ما الذي يمكنك فعله الآن لتحسين وضعك؟ عندما تجيب عن هذا السؤال، ستشعر بقوة أكبر، وستبحث تلقائياً عن حلول بدلاً من المشكلات، وهذا يساعدك على تقليل الشعور بالعجز.

6. إعطاء الأولوية للنمو:

التركيز على النتائج سبب آخر قد يجعلك تشعر بالعجز، وكما ذكرنا آنفاً، عندما لا يلبي الواقع توقعاتك، سيؤدي ذلك إلى الإحباط؛ لذا أعطِ الأولوية للنمو بدلاً من النتائج، فهو عصب الحياة وهي ليست سوى أمر ثانوي لتلك العملية، حتى عندما تحقق النتائج التي تريدها، قد تتعثر، كمثالنا عن هوليوود الذي ذكرناه آنفاً.

إذاً، ما هي العملية التي يمكن أن تستمتع بها؟ مارس هواية جديدة أو ربما غيِّر عملك، واسعَ وراء أمر تستمتع به، ويتيح لك النمو، حتى لو كان ذلك يعني حصولك على نتائج أقل على الأمد القصير.

7. تقبُّل الخوف:

يعوقنا الخوف غالباً، ويرجعنا إلى الوراء، ولكن عندما تسمح بحدوث ذلك، ستبقى حبيس منطقة راحتك، وستشعر بالمزيد من الخوف؛ فكلما حاولت تجنُّبه، شعرت بالعجز أكثر؛ إذاً، كيف تتخلص من هذا القيد؟ إنَّ أهم خطوة هي تقبُّل الخوف ومواجهته؛ لذا ابحث عن مواقف صغيرة تجعلك تشعر ببعض الخوف، ثم حاول التخلص منه.

عندما تفعل ذلك، سيتحسن وضعك أكثر وتتحرر من منطقة راحتك؛ وهذا سيؤدي إلى تعزيز ثقتك بنفسك، كما سيقلِّل خوفك من الأمور التي كنت تخافها.

لا يعني هذا أنَّك لن تشعر بالخوف أبداً، إلا أنَّ عدد مرات الخوف الذي ستشعر به يعتمد على عدد المرات التي تجاوزت فيها مخاوفك، وكما يقول المؤلف "تي هارف إيكر" (T. Harv Eker): "إذا كنت على استعداد لفعل ما هو سهل فحسب، فستكون الحياة صعبة، ولكن إذا كنت على استعداد لفعل ما هو صعب، فستكون الحياة سهلة".

8. تجربة شيء جديد:

عندما ينتابك العجز، قد تشعر بأنَّه لا يوجد شيء يمكنك أو تريد القيام به، ولا تستمتع بأي شيء، ولا تجد شخصاً يساعدك أو مهنة مناسبة لك، فالمشكلة هي أنَّك لم تحاول كما يجب؛ إذ لا يجرِّب معظم الناس سوى جزء صغير من الاحتمالات الموجودة في حياتهم.

العالم مليء بأمور لا تعرف عنها شيئاً بعد، كأشخاص يستمتعون بصحبتك، ووظائف لم تسمع عنها من قبل، ورياضات لم تكن تدرك بأنَّها موجودة، بالإضافة إلى العديد من الفرص الأخرى الموجودة أمامك لتكتشفها إذا فتحت عينيك لتراها فقط.

يكمن عيش حياتك إلى أقصاها في تجربة أشياء جديدة، حتى تلك التي تعتقد أنَّك لن تستمتع بها؛ لذا ضع قائمة بالأشياء التي تريد تجربتها، وابحث عن أمور ممتعة، واسأل الآخرين عن تجاربهم، واجمع بعض الأفكار.

9. البحث عن وظيفة جديدة:

قد تكون هذه النصيحة الأصعب في قائمتنا، ولكن إذا لم تَعُد تستمتع بعملك، فقد حان الوقت للعثور على وظيفة جديدة؛ إذ يمثِّل عدم الاستمتاع بالشيء الذي تفعله معظم الوقت مشكلة، وإذا كنت تعاني من هذا الأمر، فلا عجب أنَّك تشعر بالعجز في عملك، مهما بدا الأمر صعباً أو مخيفاً، يمكن أن يؤدي تغيير وظيفتك إلى تغيير كبير في حياتك، وغالباً ما سيكون القرار الكبير الذي يمكن أن يغير نوعية حياتك برمتها.

وإذا كنت تكره وظيفتك، ولا تعرف ماذا عليك أن تفعل حيال الأمر، فابدأ بالوعي الذاتي، وأجرِ بعض اختبارات القوة والشخصية على الإنترنت لتكتشف شخصيتك، وما الذي يناسبك بصورة أفضل.

كما يتيح لك الإنترنت الوصول إلى معلومات عن أيَّة وظيفة؛ فعلى الأرجح يمكنك العثور على بعض المعلومات الأساسية، أو البرامج التعليمية على منصة "يوتيوب" (YouTube)، هذه طريقة رائعة لتجربة الأمور دون اتخاذ أيَّة مخاطرة.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات التي تحتاجها خلال بحثك عن فرصة عمل

10. بدء عمل جانبي:

ينبع الشعور بالعجز غالباً من غرقك في المشاعر السلبية، والبحث عن شغفك والسعي وراءه أفضلُ طريقة للتخلص من ذلك؛ فعندما تشعر بالعجز، سيجتاحك التوتر والقلق بشأن المستقبل، والخوف من أن تبقى عالقاً على هذا الحال لبقية حياتك.

لذا، يساعدك استثمار وقت فراغك في ممارسة الأمور التي تحبها على تخفيف بعض هذا التوتر، ويحررك من مخاوفك، وبعدها ستستفيد من وقتك في فعل شيء يجعلك تشعر بالمزيد من السعادة أيضاً، أما إذا لاقى عملك الجانبي إقبالاً، فقد تترك وظيفتك التي لا تحبها يوماً ما وتتفرَّغ لتطويره، وحتى إذا لم ينجح مشروعك بالطريقة التي تريدها، فمن المؤكد أنَّه سيمنحك الخبرة والوضوح.

لا يهم ما إذا كان مشروعك يجلب لك المزيد من المال في الوقت الحالي، فضع سعادتك في المقام الأول، ثم انظر إلى أين سيقودك ذلك؛ إذاً، ما هو الشيء الذي تحب أن تفعله أو تستمتع بالحديث عنه؟ وكيف يمكنك تعريف العالم به وبنفسك؟ أفضل طريقة منخفضة الميزانية للبدء هي مشاركة شغفك مع العالم؛ وذلك عبر إنشاء مدونة أو قناة على موقع "يوتيوب" أو مدوَّنة صوتية.

أنت لست مقيداً بذلك فقط بالطبع؛ فربما يمكنك صنع وبيع المنتجات، أو عرض خبرتك على شخص ما في شكل استشارات على سبيل المثال، فالفكرة هي أن تبدأ ليتوقف شعورك بالعجز، فلا تقلق بشأن ما سيؤول إليه مشروعك الجانبي؛ بل ركِّز على ما يجعلك سعيداً.

في الختام:

أهم ما يجب أن تتذكَّره عندما تشعر بالعجز هو أنَّه لا يدوم إلى الأبد؛ إذ يمكنك إجراء تغييرات وتحسين حياتك، فكن واضحاً، وحدِّد أهدافاً لنفسك، وابدأ باتخاذ الإجراءات، ولا تقلق بشأن ما حدث في الماضي أو قد يحدث في المستقبل، فأهم شيء هو استعادة حماستك، لتنمو وتستمتع في مشوار حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة