10 أسس تُبنى عليها العلاقة القوية

ها قد قُيِّم أداؤك في العمل وكان مميَّزاً، إلا أنَّ هناك مجالاً واحداً يحتاج إلى التحسين؛ لكنَّ السؤال الذي ربما طرحتَه على نفسك لاحقاً هو "ما هو هذا الجانب؟" الجوانب السلبية، بالطبع هكذا سوف تكون الإجابة؛ إذ يعلم بعضكم أنَّه لأمر سخيف أن تسمح لهذا الشيء أن يزعجك؛ إذ في نهاية المطاف الخير في هذه الحياة أكثر بكثيرٍ من الشر، ولكن لا يبدو أنَّك تستثمر ذلك. لسوء الحظ، إنَّنا نفعل الشيء نفسه في علاقاتنا العاطفية؛ إذ إنَّ معظمنا لديه تحيُّز للأمور السلبية، أو ميل للتركيز على الجوانب السيئة للتجارب، ومن ثمَّ فإنَّ هذا الأمر يجعلنا ننتقد علاقتنا بشكل أكثر مما ينبغي.



طيلة فترة علاقتنا، فإنَّنا نَعُدُّ الأوقات الجيدة التي نمضيها مع الشريك أمراً مسلَّماً به، وتصبح جزءاً من علاقتنا التي لا تحظى بالتقدير الكافي؛ لذلك، فإنَّ المشكلات تبدأ بالظهور؛ إذ إنَّ التعليقات غير اللطيفة التي يوجهها إلينا الشريك وحالاته المزاجية والفوضى دائماً ما تجذب انتباهنا بشكل كامل.

قم بربط هذه الفكرة في علاقة فقدَت القليل من بريقها، وقد يكون من الصعب ملاحظة أي شيء آخر في هذه العلاقة سوى المشكلات.

كما يصف المؤلف "دانيال كانيمان" (Daniel Kahneman) في كتابه "التفكير السريع والبطيء" (Thinking, Fast and Slow)، فإنَّنا نميل إلى رؤية ما هو أمامنا فقط والتغاضي عما هو غير موجود في الوقت الحالي، لكن عندما تكون المشكلات هي كل ما تراه، فإنَّك تشعر أنَّ هذا هو كل ما في علاقتك.

في الواقع، لدينا ميل قوي للتركيز على الجوانب السيئة لدرجة أنَّنا قد نختلق مشكلات لا أساس لوجودها؛ إذ تشير دراسة نُشِرَت في مجلة "ساينس" (Science) إلى أنَّه إذا لم تكن علاقتنا بها أيَّة مشكلات رئيسة، فمن المرجح أن نأخذ ما كان يُعَدُّ سابقاً مشكلة صغيرة ونشعر بأنَّها أكثر إشكالية.

عندما نقضي وقتنا في القلق بشأن الأشياء الخاطئة التي تحدث، فلن يكون لدينا متسع من الوقت لتقدير ما يجري بشكل صحيح؛ فلا يعني هذا فقط أنَّ نظرتنا للعلاقة متحيزة؛ ولكنَّه يعني أيضاً أنَّنا نفقد فرصة هامة لفهم ما يحدث، في حين أنَّ حل المشكلات هو إحدى الطرائق لتحسين علاقة طويلة الأمد، إلا أنَّه من الهام أيضاً التفكير في الصفات الجيدة التي يتمتع بها شريكك والجوانب الإيجابية لعلاقتك به.

أسس العلاقات الصحية:

لتغيير وجهة نظرك، ابدأ بإيلاء المزيد من الانتباه إلى أوجه العلاقة المستقرة والثابتة والمريحة؛ فإنَّه من السهل نسيان تلك الجوانب الهادئة والبعيدة عن المآسي والمستقرة؛ لكنَّها تُعَدُّ مصادر لقوة العلاقة.

فيما يأتي 10 ركائز أساسية للعلاقات الصحية التي تشير الأبحاث إلى أنَّها أساسية لعلاقة مُرضية ودائمة؛ فمن المحتمل أن تكون العديد من هذه الركائز موجودة في علاقتك، وما عليك سوى أن تتوقف وتنتبه لها.

1. إمكانية التصرف على طبيعتك:

تقبَّل أنت وشريكك بعضكما بعضاً على حقيقتكما، ولا تحاولا تغيير بعضكما بعضاً. يمكنك بسهولة أن تكون على طبيعتك وتظهر هويتك الحقيقية دون قلق إذا كان شريكك سيحكم عليك؛ إذ إنَّ هذا أمرٌ مفيد لأنَّ الأبحاث تظهر أنَّ الشركاء الذين يتقبلون بعضهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر رضى عن علاقاتهم.

2. امتلاك صداقة متينة:

إنَّ شريكك العاطفي هو أفضل صديق لك من نواحٍ عدة، وأنت كذلك بالمقابل؛ فهذه أخبار جيدة لأنَّ الأبحاث تشير إلى أنَّ الشركاء الرومانسيين الذين يركزون على الصداقة يميلون إلى أن يكونوا ملتزمين أكثر، ويعيشون حياةً مليئة بالرضى؛ إذ تركز العلاقات العاطفية التي تقدر الصداقة على الدعم العاطفي والألفة والعاطفة والحفاظ على رابطة قوية، كما أنَّها تركز أيضاً على تلبية الاحتياجات المتعلقة بتقديم الرعاية والأمن وحُسن المعشر.

3. الشعور بالراحة والقرب:

إنَّ الاقتراب من شخص ما ليس بالأمر السهل دائماً؛ لكنَّك نجحتَ في ذلك في علاقتك وأنت تشعر بالراحة تماماً لمشاركة مشاعرك معتمدين على بعضكما بعضاً وعلى وجود الألفة العاطفية بينكما، فحتى لو كان إظهار الضعف أمراً صعباً في بعض الأحيان، إلا أنَّك قد تعلمت أن تثق بشريكك وتجد أنَّه يقترب منك أكثر؛ إذ إنَّك لم تعد تضع حواجز عاطفية بينك وبينه ولم تعد تقلق باستمرار بشأن رحيل شريك حياتك؛ الأمر الذي يمنحك شعوراً بالاستقرار.

4. التشابه بينكما أكبر من الاختلاف:

تشير دراسة جديدة إلى أنَّ هناك الكثير من القواسم المشتركة بينك وبين شريكك؛ إذ يشير أحد الأبحاث الجديدة إلى أنَّ أوجه التشابه بينك وبين شريكك يمكن أن تساعد على جعل علاقتكما أكثر إرضاءً، فمن المؤكد أن تظهر الخلافات بينكما، ولكن بخلاف تلك الخلافات القليلة، فإنَّكما تتشابهان من نواح كثيرة.

على سبيل المثال: قد يستمتع شريكك بمشاهدة أفلام الأبطال الخارقين، بينما تستمتع أنت بمشاهدة الأفلام الكوميدية، على الرغم من أنَّ هذا الأمر يبدو تناقضاً كبيراً، إلا أنَّكما تستمتعان بإعداد وجبة طعام معاً في المنزل، ثم تجلسان على الأريكة لمشاهدة البرامج التلفزيونية حيث يمكنكما مناقشة الخيارات المتاحة أمام الآخرين في الحياة، والتعليق على الحوار الذي تشاهدونه بطريقة مضحكة، ومحاولة تخمين المشهد التالي. في النهاية، الأشياء المشتركة بينك وبين شريكك أكثر من الاختلافات.

شاهد: كيف تعلم أنَّك في علاقة سامة؟

5. الشعور بأنَّكما فريق واحد:

إنَّ الكلمات التي تتبادلانها هامة؛ فعندما تتحدث مع شريكك، هل تستعمل غالباً كلمات مثل "نحن" و"لنا" و "لدينا؟" وإذا سأل شخص ما: "ما هو برنامجكما المفضل الذي تشاهدانه بكثرة؟" فهل تجيب عن هذا السؤال، "لقد بدأنا بمشاهدة مسلسل "مناورة الملكة" The Queen’s Gambit"؟ يُظهِر استعمال كلمة "نحن" شعوراً قوياً بالتقارب المعرفي أو الهوية المشتركة في علاقتك؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ الأزواج المترابطين على هذا النحو يميلون إلى أن يكونوا أكثر رضى والتزاماً.

6. تجعلك شخصاً أفضل:

إنَّ شريكك يساعدك على صقل وتحسين شخصيتك؛ ففي هذه النقطة، لا يوجه شريكك الاتهامات ولا يخبرك بالطريقة التي يجب أن تتغير بها؛ ولكنَّه يدعم اختياراتك كي تتمكن من تحقيق التطور الذاتي، كما أنَّكما تبحثان معاً عن تجارب جديدة ومثيرة للاهتمام تساهم في الشعور بالتطور الذاتي، ووفقاً لآراء الباحثين المتخصصين في العلاقات، عندما تتوسع وتتطور كشخص، فإنَّ الشيء نفسه ينطبق على علاقتك أيضاً.

7. تقاسم السلطة مع شريكك:

على الرغم من أنَّ الشركاء يبرعون في مجالات معينة حسب خبرتهم (على سبيل المثال: يتولى أحدهم الاهتمام بالحديقة، بينما يتولى الآخر الاهتمام بالديكور الداخلي)، إلا أنَّهم غالباً ما يتشاركون في اتخاذ القرار وفي السلطة والتأثير في العلاقة، وعندما يكون لكلا الشريكين رأي، فإنَّ العلاقات تكون أقوى وأكثر رضى ويزداد احتمال استمرارها، وليس من المستغرب أن يصبح الأزواج أكثر سعادة عندما يشعرون أنَّ تقسيم العمل في علاقتهم أمرٌ عادل.

8. علاقة أساسها الخير:

ماذا يريد الشخص من شريكه؟ الأمر سهل إلى حدٍ مدهش؛ فالمرء يريد من شريكه أن يكون شخصاً موثوقاً، وحنوناً، ولطيفاً، وعادلاً، وجديراً بالثقة، وذكياً. على الرغم من أنَّ هذه السمات ليست لافتة للانتباه وقد لا تتبادر إلى الذهن على الفور عند إنشاء قائمة بالسمات التي ترغب أن تكون في شريكك، إلا أنَّها تشكل الأساس لعلاقة مرنة؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّه عندما يكون لدى الشركاء شخصيات مقبولة ومستقرة عاطفياً، فإنَّهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر رضى في علاقتهم.

9. الثقة المتبادلة:

نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على الاعتماد على شريكنا، وهذا أمرٌ يأتي من الشعور بالثقة، فنحن لا نثق في شريكنا بمجرد إعطائه كلمة مرور هاتفنا، أو بإمكانية الوصول إلى حسابنا المصرفي فحسب؛ بل نعلم أنَّ شريكنا دائماً ما يضع في حسبانه أفضل مصالحنا وسيقف إلى جانبنا عندما نحتاج إليه؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ هذه دورة إيجابية، فالثقة تشجع على قدر كبير من الالتزام؛ الأمر الذي يشجع على قدر كبير من الثقة.

إقرأ أيضاً: ماهي حركات الجسد التي يجب تجنبها أثناء التواصل مع الآخرين؟

10. ليست لديك مشكلات خطيرة:

مراراً وتكراراً هناك مشكلات في أيَّة علاقة، وفي بعض الأحيان، يكون من السهل نسيان جميع المشكلات والخطوط الحمراء الرئيسة التي لا يتعين علينا التعامل معها، لكن تُعَدُّ قضايا "الجانب السيئ" مثل عدم الاحترام والخيانة والغيرة والإساءة العاطفية أو الجسدية من الأسباب التي تدمر العلاقات، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون مصدر الأمل عدم وجود أمور سيئة.

اقضِ بضع لحظات في التفكير في كيفية تطبيق كل من هذه الأشياء على علاقتك؛ ففي هذه المرحلة، قد ترغب في منح العلاقة درجةً من نوعٍ ما لتأكيد أنَّ علاقتك في حالة جيدة.

السؤال هنا: كم واحداً من هذه الأسس يوجد في علاقتك؟ وكم عدد الأسس غير الموجودة؟ لكنَّ هذا ليس هو موضوعنا الأساسي؛ إذ إنَّ الشيء المحتمل هو أنَّ علاقتك بها بعض الركائز المذكورة آنفاً؛ لكنَّ الحل يكمن في ملاحظة هذه المجالات الأساسية، وتطويرها متى ما لزم الأمر؛ فإنَّه غالباً ما يكون تعزيز هذه الركائز أمراً سهلاً مثل الاستمتاع بكل شيء ناجح في علاقتك، فهناك الكثير عندما تعرف ما الذي تبحث عنه.

نأمل أن تكون قد لاحظت أيضاً مجالات قوة ليست في هذه القائمة، وهذا أمرٌ رائع؛ لأنَّ هذه القائمة ليست شاملة بأي حال من الأحوال، والأهم من ذلك، يبدو أنَّك بدأتَ تلاحظ المزيد مما ينجح، ولا تهتم بما لا يجدي نفعاً.

بالطبع، يجب ألا تستعمل بعض الإيجابيات لتبرير البقاء في علاقة سيئة؛ إذ إنَّ التركيز على نقاط القوة أمرٌ مفيد فقط لمن هم في علاقات جيدة يتطلعون إلى تحسينها، فالعلاقات الجيدة مبنية على الاحترام المتبادل والحب والصداقة بين الأطراف.

الدرس هنا أيضاً ليس التظاهر بأنَّ علاقتك ليس بها مشكلات؛ فبدلاً من ذلك، يكون حل هذه المشكلات أسهل كثيراً عندما تقدر مدى نجاح علاقتك بالفعل؛ إذ إنَّ العلاقات صعبة بما يكفي دون أن تجعلها أكثر صعوبة، فعندما تسلط الضوء فقط على الخطأ، فمن السهل أن يبادر إلى ذهنك الاعتقاد الخاطئ بأنَّ علاقتك ليست على ما يرام، ولكن عندما تتوقف عن عَدِّ الخير أمراً مفروغاً منه، وعندما تمنح شريكك وعلاقاتك المزيد من التقدير، فقد تدرك أنَّ علاقتك أقوى مما تعتقد.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة