قد تتَّخذ مقابلة التوظيف الثانية أشكالٍ عدَّة مختلفة، ولكن هناك بعض الأمور الشائعة التي يمكِنك الاعتماد عليها، فقد تتحدث مع مدير التوظيف، إمَّا في مقابلة فردية أو جماعية، وإمَّا في اجتماع واحد مستقل أو في جزء من سلسلة مقابلات، وقد تتحدَّث في هذه المرة مباشرةً مع الشخص الذي سيقرر في النهاية ما إذا كنتَ ستحصل على الوظيفة، ومَن قد يصبح رئيسك في العمل، كما قد تتضمن المقابلة الثانية مقابلة أعضاء الفريق الآخرين، أو حتى رئيسك المستقبلي، أو ربما تكون مجرد محادثة ثانية مع مدير التوظيف بعد الانتهاء من المقابلات أو الخطوات الأخرى في هذه العملية.
سيتَّخذ مدير التوظيف غالباً قراره النهائي بناءً على ما تفعله في المقابلة الثانية؛ لذا تُعدُّ هذه المقابلة هي الوقت المناسب للتميُّز وإبهار رب العمل المستقبلي.
كيف تستعد لمقابلة التوظيف الثانية؟
لكي تستعد بصورة أفضل، فكِّر فيما تعلَّمتَه من مقابلتك الأولى ليساعدك على الاستعداد للمرة الثانية.
فكِّر أولاً فيما جذب انتباه المحاوِر في المقابلة الأولى، وما إذا كان حريصاً على معرفة المزيد من المعلومات عن مهارة أو خبرة محدَّدة تتمتع بها، ثمَّ جهِّز أمثلةً عن كيفية تخطيك للأوقات العصيبة وتحديات العمل في الماضي، وما هي المشروعات أو الإنجازات التي تفتخر بها فيما يتعلَّق بما تعلَّمتَه عن الوظيفة؛ لأنَّ هذه هي الأشياء التي ستُثبِت أنَّك الموظف الأفضل، كما تقول "شانا هوكينغ" (Shanna Hocking)، مؤسسة موقع "بي يورسيلف بولدلي" (Be Yourself Boldly) ومُقدِّمة المدوَّنة الصوتية "وان بولد موف آداي" (One Bold Move a Day) التي تساعد الأشخاص على التطوُّر الوظيفي.
بعد ذلك، راجِع ما تعلَّمتَه عن الأهداف المستقبلية أو رؤية الفريق أو الشركة، وكيف تتناسب هذه الوظيفة مع هذه الأمور، تقول "شانا" (Shanna): "أجرِ بحثاً حول الشركة والمشكلات التي يعمل الموظفون على حلها، وخصِّص وقتاً للتفكير في الحلول المحتملة أو الأفكار المناسبة، وكيف قد تجعلك تجاربك قادراً على حل هذه المشكلة"، وبمجرد أن تجد بعض التجارب أو الأفكار الجيدة، تصبح الخطوة التالية هي التدرُّب على إجابة عيِّنة من الأسئلة بصوت عالٍ.
تقول "جينيفر سميث" (Jennifer Smith)، مؤسسة شركة "فلوريش كاريرز" (Flourish Careers): "سيشعرك الاستعداد والممارسة في وقت مبكر بمزيدٍ من الراحة والثقة عندما تتحدَّث مع المحاوِر"؛ لذا قد يكون تنسيق الأمثلة التي أعددتَها بطريقة تسلط الضوء على الأجزاء المتعلقة بكل قصة أمراً مفيداً للغاية.
تقول "جينيفر" (Jennifer): "حدِّد قصصك بالصيغة الآتية: اذكر الهدف الذي وضعتَه، والإجراءات التي اتخذتَها، ثم تحدَّث عن النتيجة، وبعد ذلك، تدرَّب على الإجابة مراراً وتكراراً؛ إذ ستساعدك معرفة التفاصيل التي يجب تضمينها وما يجب التحدُّث عنه قبل الذهاب إلى مقابلتك على توضيح النقاط التي تريد إبرازها وجعلها تبدو أكثر تميُّزاً".
شاهد بالفيديو: 7 أسئلة لا يجوز أن تطرحها أثناء مقابلة العمل
مع وضع كل ذلك في الحسبان، إليك 10 أسئلة قد يتم طرحها عليك في مقابلة التوظيف الثانية، بالإضافة إلى بعض المؤشرات حول أفضل طريقة للإجابة عليها:
1. هل يمكِن أن تحدِّثني عن نفسك؟
هذا السؤال غير مفاجئ؛ إذ يكون سؤال افتتاحي لعديدٍ من المقابلات، وهنا، يريد مدير التوظيف معرفة هويتك، ويريد أيضاً التعرف إليك في سياق الوظيفة التي تترشَّح إليها، بعبارة أخرى، يتيح لك هذا السؤال الفرصة لتقديم نفسك إلى المحاوِر وربط قصتك باحتياجات الشركة.
كيف تجيب عن هذا السؤال؟
في المقابلة الأولى، نوصي بأن تبدأ الحديث بالتكلُّم عن حاضرك، والتحدث عن ماضيك بعد ذلك، ثمَّ إنهاء الإجابة بالحديث عن مستقبلك، ويتمثِّل الحديث عن حاضرك في التحدُّث عن وضعك الحالي بجانب أيَّة خبرة أو اهتمامات محدَّدة، بينما يوضح الحديث عن ماضيك خبراتك السابقة والمهارات التي اكتسبتَها وكيف حدث ذلك (مثل تعليمك مثلاً)، وأخيراً، تتحدَّث عن مستقبلك من خلال إيضاح طموحك لبقية حياتك المهنية أو المستقبل القريب على الأقل.
لكن بالنسبة إلى المقابلة الثانية، يجب أن تركِّز أكثر على الشركة وعلى ما عرفتَه عن الوظيفة خلال المقابلات السابقة؛ وبالتالي، ينبغي عليك الحديث عن المستقبل، مع التحدُّث قليلاً عن الحاضر من خلال ذِكر الأمور التي تعمل عليها حالياً أو الأشياء التي تتحمَّس لها والتي تتعلَّق بالوظيفة، أو التحدُّث عن الماضي من خلال تسليط الضوء على الخبرات أو المهارات المتعلقة بالمنصب الجديد.
علي سبيل المثال: "لقد عملتُ كمدير إنتاج في شركة "ألفا تيك" (Alpha Tech)؛ ممَّا منحني بعض المعلومات عن التخصصات المتعددة بما في ذلك الجانب التصميمي من الأشياء؛ لذا أجد أنَّ هذه الوظيفة رائعة بالنسبةِ إليَّ؛ لأنَّ الشركة هنا تعتمد على التفكير التصميمي.
لقد تعلَّمتُ قيادة الفِرق خلال السنوات الست التي قضيتُها في شركة "ألفا تيك" (Alpha Tech)؛ إذ قدتُ فريقاً، وتمكنَّا سوياً من تسويق المنتجات جيداً، كما تعلَّمتُ أن أكون على تواصل دائم وواضح مع أعضاء فريقي. فضلاً عن أنَّني شاركتُ في برنامج تناوب عند انضمامي للشركة؛ ممَّا زوَّدني بعديدٍ من الخبرات، وسمح لي برؤية آلية عمل عديدٍ من الفِرَق المختلفة قبل تَولِّي منصبي الحالي؛ لذا أعتقد أنَّ هذا سيساعدني على القيام بالمهام على نحو أسرع في هذه الشركة.
قبل ذلك، حصلتُ على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر؛ ممَّا منحني خبرةً في كتابة الأكواد البرمجية، والتي ستساعدني في بعض الجوانب التقنية لهذه الوظيفة. والآن، أتطلع حقاً إلى تَولِّي منصب أعلى في إدارة المنتجات في مكان يمكِنني فيه العمل مع قادة المجال المعروفين بدمجهم المدروس للتصميم والجوانب التقنية لأعمالهم".
2. ما الذي يجعلك مؤهَّلاً لهذه الوظيفة؟
قد يكون هذا السؤال قد طُرح عليك في المقابلة الأولى، ولكن ربما تتحدَّث إلى أشخاص مختلفين في المقابلة الثانية؛ لذا لا بُدَّ من تكرار بعض الأفكار، وإذا كانت المقابلة الثانية مع الشخص نفسه؛ فقد يكرِّر السؤال ليعرف إجابتك الآن بعد أن عرفتَ مزيداً عن الوظيفة والشركة في المقابلات والمحادثات السابقة، وفي كلتا الحالتين، يريد المحاور معرفة مقدار ملاءمة مؤهلاتك مع الوظيفة، كما يرغب في التأكد من فهمك لما يستلزمه المنصب؛ لذا لا تَختصر إجابة هذا السؤال لمجرد أنَّك أجبتَ عنه من قبل.
كيف تجيب عن هذا السؤال؟
يجب أن تجيب إجابة محدَّدة أكثر فيما يتعلَّق بالوظيفة والشركة بعد أن أصبحتَ على دراية أكبر بالوظيفة ونوعية التحديات التي يواجهها الفريق أو المنظمة؛ لذا ابحث عن العامل المشترَك بين مؤهلاتك وما تحتاجه الشركة، وإذا كنتَ لا تعرف كيف تفعل ذلك، فتقترح "جنيفير" (Jennifer) التحدُّث من منطلق الخدمات والحماس للوظيفة من خلال توضيح أنَّك تمتلك المهارات والأسلوب المناسب للوظيفة، وأنَّك أيضاً محفَّزاً جوهرياً بناءً على مسار حياتك المهنية، بعبارة أخرى، تحدَّث عمَّا يمكِنك أن تفعله من أجل الشركة، وليس عما يمكِن أن تفعله الشركة من أجلك.
على سبيل المثال: "لقد تكلَّمنا في محادثتنا الأخيرة عن مدى سرعة تقدُّم الشركة؛ لذا أرى أنَّ هذا وقت مناسب للغاية للانضمام إليكم رغم علمي بأنَّه سيكون هناك تحديات في عملية إعداد وتدريب كثيرٍ من مديري الحسابات الجدُد، ولكن بصرف النظر عن خبرتي التي تزيد عن عقد من الزمن كمدير حسابات، فقد أمضيتُ كثيراً من الوقت في تدريب وتوجيه الموظفين الجدُد؛ لأنَّ هذا عمل استمتعتُ بالقيام به في البداية، ولكن لاحقاً صرتُ أطبقِّه بصورة رسمية، بعدما لاحظ المشرفون أننَّي جيد في ذلك؛ لذا يسعدني أن أساعد في إضفاء الطابع الرسمي على برنامج تدريبي شامل وداعم لمديري الحسابات الجدُد، بالإضافة إلى كوني أحدهم".
لقد كان هذا الجزء الأول من المقال، وسوف نستكمل بقيَّة الأسئلة وكيفية الإجابة عنها في الأجزاء التالية.
أضف تعليقاً