ما هي أنواع الطفيليات المسببة لمرض الملاريا؟
توجد خمسة أنواع رئيسة من الطفيليات مسؤولة عن انتقال الملاريا عند البشر وهي: المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة والمتصورة البيضوية والمتصورة النولسية والمتصورة الملارية، وتتركز هذه الأوليات في مناطق مختلفة من العالم، وكل منها يسبب مظهراً مختلفاً للعدوى، والمتصورة المنجلية هي أخطر أشكال الملاريا؛ إذ تُعَدُّ مهددة للحياة.
كيف تنتقل طفيليات الملاريا إلى الإنسان؟
تنتقل هذه الطفيليات إلى الإنسان عن طريق لدغة أنثى بعوضة الأنوفيل، وعادة ما تستهلك البعوضة وجبة من الدم لإنتاج البيض، ومن ثمَّ تحتاج إلى البشر والحيوانات بوصفهما مضيفين، ويستغرق نمو الطفيليات في البعوض من 10 إلى 21 يوماً اعتماداً على نوع الطفيلي.
بعد دخول الطفيليات إلى كبد المضيف تبدأ مرحلة التكاثر، ثم يحدث التكاثر اللاحق في كريات الدم الحمراء وقد يستمر من أسبوع إلى عام واحد، وتظهر أعراض الملاريا بعد أن تغادر الطفيليات الكبد وتبدأ بتخريب خلايا الدم الحمراء.
الملاريا وهطول المطر:
يُعَدُّ هطول الأمطار عاملاً مساهماً في انتقال البعوض؛ وذلك لأنَّ مجاري الأنهار وبرك المياه الراكدة تشكل مناطق تكاثر لبعوض الأنوفيل؛ لذا يجب إخطار المسافرين بأنَّ احتمالية الإصابة بالملاريا تكون خلال موسم الأمطار وبعده.
ما هي أعراض الملاريا؟
- ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة.
- صداع وشعور بالارتباك.
- شعور بالتعب الشديد والنعاس (خاصة عند الأطفال).
- شعور بالغثيان وآلام البطن والإسهال.
- فقدان الشهية.
- آلام في العضلات.
- اصفرار الجلد أو بياض العينين.
- التهاب الحلق والسعال وصعوبة التنفس.
- تظهر هذه الأعراض عادة ما بين 7 و18 يوماً بعد لدغة بعوضة مصابة بالعدوى، لكن في بعض الأحيان قد لا تظهر عليك الأعراض لأشهر بعد السفر ونادراً لسنوات.
هل يمكن تجنب الإصابة بالملاريا؟
غالباً ما يمكن تجنب الإصابة بالملاريا؛ وذلك باتباع التعليمات الآتية:
- اكتشف ما إذا كنت معرضاً لخطر الإصابة بالملاريا، فهناك خطر أكبر للإصابة بالملاريا إذا سافرت إلى منطقة موبوءة، ومن الهام أن تتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض.
- تجنَّب لدغات البعوض باستخدام طارد الحشرات وغطِّ ذراعيك وساقيك واستخدم ناموسية.
- تأكد فيما إذا كنت بحاجة إلى تناول أقراص الوقاية من الملاريا، وإذا كنت تتناولها فتأكد من تناول الأقراص الصحيحة بالجرعة المناسبة.
- اطلب المشورة الطبية في حال ظهرت لديك أعراض الملاريا حتى لو كان ذلك بعد عام من عودتك من السفر.
- اتصل بطبيبك العام أو عيادة السفر المحلية للحصول على المشورة بشأن الملاريا بمجرد أن تعرف إلى أين تسافر.
هل تعني إصابتك بالملاريا في الماضي أنَّك لن تُصاب بها مجدداً؟
لا أحد لديه مناعة كاملة ضد الملاريا؛ إذ يتم فقد أي مستوى من الحماية الطبيعية التي تكون قد حصلت عليها بسرعة بعد التعافي من المرض.
ما هي أهم التعليمات التي يجب اتباعها عند تناول الأدوية المضادة للملاريا؟
- تأكد من حصولك على الأقراص الصحيحة المضادة للملاريا قبل أن تتناولها.
- استشر طبيبك أو الصيدلي إذا كنت غير متأكد.
- اتبع التعليمات المرفقة مع الدواء بعناية.
- استمر في تناول أقراصك لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد العودة من رحلتك لتغطية فترة حضانة المرض.
ما هي الحالات التي تكون فيها مضادات الملاريا مؤذية؟
قد تكون أكثر عرضة لخطر الآثار الجانبية لمضادات الملاريا في الحالات الآتية:
- لديك فيروس نقص المناعة البشرية أو ما يسمى الإيدز.
- لديك صرع أو أي نوع من الاختلاطات.
- مصاب بالاكتئاب أو أيَّة أمراض عقلية أخرى.
- لديك مشكلات في القلب أو الكبد أو الكلى.
- تناول أدوية لمنع تجلط الدم.
- استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية المركبة، مثل حبوب منع الحمل أو لصاقات منع الحمل.
- يعتمد مضاد الملاريا الذي تحتاج إلى تناوله على المكان الذي تذهب إليه.
تعرَّف إلى أهم النصائح لتجنب لدغة البعوضة الناقلة لمرض الملاريا؟
تقلل مضادات الملاريا من خطر الإصابة بالعدوى بنسبة 90% فقط؛ لذا من الهام أيضاً اتخاذ خطوات لتجنب اللدغات؛ ولذلك ننصحك بالآتي:
- ابقَ في مكان يوجد فيه مكيف هواء وحاجز على الأبواب والنوافذ، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فتأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ بشكل صحيح.
- نم تحت ناموسية سليمة تمت معالجتها بالمبيدات الحشرية إذا كنت لا تنام في غرفة مكيفة.
- استخدم طارد الحشرات على بشرتك وفي بيئات النوم، وتذكر إعادة تطبيقه بشكل متكرر، فأكثر المواد الطاردة فاعليةً هي التي تحتوي على "ثنائي إيثيل تولواميد" (DEET).
- لا يوجد دليل يشير إلى أنَّ الطنانات الإلكترونية أو الفيتامينات (B1) أو (B12) أو الثوم أو مستخلص الخميرة مثل (Marmite) أو زيوت شجرة الشاي أو زيوت الاستحمام توفر أيَّة حماية ضد لدغات البعوض.
- ارتدِ سراويل خفيفة وفضفاضة بدلاً من السراويل القصيرة، بالإضافة إلى قمصان بأكمام طويلة، فهذا هام خاصةً خلال المساء الباكر والليل عندما يزداد نشاط البعوض.
هل يمكن لبخاخات البعوض والناموسيات أن تمنع انتقال الملاريا؟
تُعَدُّ بخاخات البعوض والناموسيات فعالة في منع انتقال الملاريا؛ إذ أظهرت تجربة في منطقة الأمازون البوليفية أنَّ إصابات الملاريا انخفضت بنسبة 80% بين الأشخاص الذين يستخدمون طارد الحشرات والناموسيات المعالَجة بمبيدات الحشرات.
تعرَّف إلى تعليمات استخدام طارد الحشرات (DEET) لتجنب بعوضة الملاريا:
غالباً ما تُستخدم مادة (DEET) الكيميائية في طارد الحشرات، فلا يُنصح به للأطفال دون سن شهرين، فهو آمن للأطفال الأكبر سناً والبالغين والنساء الحوامل، ويُستخدم على الجلد المكشوف، ومن أهم التعليمات نذكر ما يأتي:
- لا ترش على وجهك مباشرة، يكفي الرش في يديك والتربيت على وجهك بلطف.
- تجنب ملامسة الشفاه والعينين.
- اغسل يديك بعد التطبيق.
- لا تستخدمه على كسر أو جرح.
- تأكد من تطبيق (DEET) بعد وضع واقي الشمس وليس قبله.
في حال كانت رحلتك غداً، ما هو الدواء الأفضل لوقايتك من الملاريا؟
يُعَدُّ دواء (Atovaquone /proguanil) خياراً جيداً للمسافرين في اللحظة الأخيرة؛ إذ يمكن البدء به قبل السفر بيوم أو يومين، بدلاً من أسبوع إلى أسبوعين بالنسبة إلى بعض الأدوية الأخرى، وتشمل الآثار الضارة الشائعة آلام البطن والغثيان والقيء وارتفاع مستويات الألانين ترانس أميناز، وهو مضاد استطباب عند المرضى الذين لديهم تصفية الكرياتينين أقل من 30 مل في الدقيقة لكل 1.73 متر مربع، كما يُصنَّف هذا الدواء من الفئة (C) بالنسبة إلى أدوية الحمل من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
تعرَّف إلى أفضل الأدوية المستخدمة لمواجهة مرض الملاريا:
1. دوكسيسيكلين:
يتم تناول "دوكسيسيكلين" يومياً؛ إذ يوفر حماية إضافية ضد العديد من الأمراض الجرثومية ومختلف الالتهابات، ومن ذلك الأمراض التي ينقلها القرَّاد، لكن يجب أن يدرك المسافرون أنَّ الحساسية للضوء قد تزداد خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
تشمل الآثار الضارة الأخرى داء المبيضات المهبلي وآلام البطن والإسهال، وقد تم تصنيف "دوكسيسيكلين" (Doxycycline) ضمن فئة الحمل (D) من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويجب استخدامه فقط إذا كانت فوائده بالنسبة إلى الأم تفوق مخاطره على الجنين، وهو مضاد استطباب للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات.
2. ميفلوكين:
يؤخذ "ميفلوكين" مرة في الأسبوع، ويُعَدُّ آمناً للاستخدام خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، كما توجد مقاومة "ميفلوكين" في مناطق من الصين وميانمار ولاوس وفيتنام وكمبوديا، لكن سيعاني 5% من المرضى الذين يتناولون "ميفلوكين" من تأثيرات عصبية نفسية مثل (الأرق والبارانويا والهلوسة والنوبات الاختلاجية) التي تؤدي إلى التوقف عن تناول الدواء.
3. الكلوروكين:
كان "كلوروكين" الدواء الأساسي للوقاية من الملاريا لسنوات عديدة، لكن نظراً لأنَّ المتصورة المنجلية أصبحت مقاومة إلى حد كبير للـ "كلوروكين"، فإنَّه يوصى بها الآن فقط للمسافرين المتجهين إلى الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى وهايتي وجمهورية الدومينيكان، ويمكن استخدام "كلوروكين" في جميع مراحل الحمل وللأطفال من جميع الأعمار، وقد تشمل التأثيرات الجانبية الرؤية المشوشة وطنين الأذن وفقدان السمع.
4. بريماكوين:
يُستخدم "بريماكوين" استخداماً رئيساً في المناطق التي تكون فيها المتصورة النشيطة هي السلالة الأولية من الملاريا مثل (أجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية)، فيجب فحص المرضى من خلال تحليل تحري نقص أنزيم الجلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز قبل تناول "بريماكوين"؛ وذلك لأنَّه قد يسبب انحلال الدم لدى الأشخاص المصابين، وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الغثيان والقيء وآلاماً في البطن، و"بريماكوين" هو دواء من فئة الحمل (C) حسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
في الختام:
يجري تطوير لقاح ضد الملاريا لإيصاله من خلال برنامج التلقيح الشامل التابع لمنظمة الصحة العالمية التي تجري دراساتها على الرضع الأفارقة خلال الأشهر الثلاثة عشر الأولى من العمر، وقد تم اكتشاف أنَّها تقلل من انتقال الملاريا بنسبة 65% مع القليل من الآثار الجانبية، ولكنَّه لا يُستخدم وحده؛ بل يجب استخدامه جنباً إلى جنب مع الواقيات الحاجزية والوقاية الكيميائية والدوائية، وقد يؤدي التطعيم في النهاية دوراً رئيساً في القضاء على الملاريا في جميع أنحاء العالم في المستقبل القريب.
أضف تعليقاً