مرحلة المراهقة في حياة الأبناء:
المراهقة هي الفترة الانتقالية بين الطفولة والبلوغ، حيث يمر الأطفال الذين يدخلون مرحلة المراهقة بالعديد من التغييرات في أجسادهم وأدمغتهم. ويواجه الأبناء في هذه المرحلة الكثير من التحديات الجسدية والفكرية والنفسية والاجتماعية، فضلاً عن تطوير بوصلة أخلاقية خاصة بهم.
يمكن أن تكون فترة المراهقة مثيرة ولكنها مليئة بالتحديات، فهي الوقت الذي يصبح فيه الطفل أكثر استقلالية ويبدأ في استكشاف هويته.
يشمل التطور الجسدي في مرحلة المراهقة التغيرات التي تحدث من خلال عملية تسمى البلوغ. خلال فترة البلوغ، يفرز دماغ الطفل هرمونات معينة تتسبب في تغير جسم الطفل ونضوج أعضائه الجنسية.
وفي مرحلة المراهقة ينتقل الدماغ إلى مستوى أعلى من الطفولة، حيث يصبح الطفل قادراً على التفكير بشكل منطقي في الأمور الملموسة، ويتجاوز المراهقون هذه الحدود ويمكنهم التفكير فيما قد يكون صحيحاً، وليس فقط ما يرونه صحيحاً.
كما يمكن للأبناء في هذه المرحلة التعامل مع التجريدات واختبار الفرضيات ورؤية الاحتمالات اللانهائية. ومع ذلك، لا يزال المراهقون يظهرون في كثير من الأحيان سلوكيات ومواقف أنانية.
نصائح للأب للتعامل مع الابن المراهق:
كونك أب ليس الأمر سهلاً دائماً، يمكن أن تكون سنوات المراهقة لدى الأبناء صعبة بشكل خاص، حيث قد يتصرف المراهقون مثل البالغين في دقيقة واحدة والأطفال في الدقيقة التالية. وهنا يأتي دور الأب في تربية الأبناء حيث يقع على عاتقه الكثير من المسؤوليات خلال هذه المرحلة.
ولتجنب أخطاء الآباء في تربية المراهق سوف نقدم لك بعض النصائح التي قد تجدها مفيدة:
1. تفهم احتياجات المراهق:
مع نمو ابنك الجسماني والعقلي والوجداني ودخوله لمرحلة جديدة من حياته، تطرأ عليه بعض التغيرات وتختلف احتياجاته، فهو لم يعد الصغير الذي ينتظر لعبة أو قطعة حلوى، من حقه إذن أن تستوعب أنت هذه الاحتياجات وتتفهمها وتقبلها أيضاً، حتى لو كنت لا تتفق معها في بعض الأوقات.
2. أهمية وجود أصدقاء للمراهق:
الأصدقاء هم العائلة الجديدة، وعليك أن تتقبل ذلك. فكل ما يفعله ويقوله أصدقاء ابنك سيؤثر فيه بشكل أو بآخر. تقبل وجود أصدقاء في حياة ابنك، وساعده في اختيار أصدقاء على خلق حميد، وإذا أردت أن تنتقد شيئاً لا يعجبك عبر عن ذلك بلطف وهدوء.
3. كن أباً وصديقاً لابنك:
مفتاح العلاقة في هذه الفترة هو الاحترام. إذا أظهرت لابنك احترامك لرغباته واختياراته وكذلك تقبلك لكل التغيرات التي ستحدث في شخصيته، مع قدر من الحزم والحب، فسوف تكتسب مودة ابنك وحبه، وستكون أنت مصدر الأمان الذي سيلجأ إليه ابنك عندما يمر بأي أزمة.
شاهد بالفيديو: نصائح للتعامل مع المراهقين
4. الأب مدرسة لابنه:
انقل لابنك خبرتك في الحياة، علمه مبادئ ومهارات التعامل مع تلك الحياة الصعبة. علمه كيف يقود سيارة، كيف يختار وظيفة، كيف يتصرف في المال، كيف يختار كليته. كل هذا سوف يقربك أكثر من ابنك، ويجعله يثق بك.
5. علم ابنك على المشاركة في الأنشطة المنزلية:
المراهقون يميلون للخروج من البيت إلى أماكن مختلفة مع أصدقائهم، لا يهم أين، علمه أن يشارك في متطلبات المنزل، وأن يؤدي بعض الواجبات المنزلية ويتحمل المسؤولية، لأنه على أعتاب الرجولة وسيكون يوما ما مسؤولاً عن بيته.
6. التعود على تحمل المسؤولية:
عود ابنك أن يكون رجلاً في تصرفاته، وأن يتحمل مسؤولية أفعاله بتوجيه منك، وأن يتعاون مع أخواته من البنات في المنزل، وعلمه كيف يحترم النساء والفتيات، وأن يتصف بالأخلاق الحميدة والرجولة.
في الختام:
وجود علاقة قوية بين الأب وابنه في تلك المرحلة الحرجة، مهم جداً لنفسية الابن، فتلك العلاقة تدعم ثقته بنفسه، وتعطيه طاقة إيجابية. إذا استطاع الأب أن يكون صديقاً لابنه، سيكون الشخص الذي يلجأ إليه الابن، وستستمر تلك العلاقة قوية حتى بعد أن يكبر الابن ويستقل.
استثمر وقتاً ومجهوداً لأجل ابنك ولا تبخل عليه بعلاقة صداقة قوية مع أبيه، لأن رجل اليوم هو ذلك المراهق الذي وجد الاهتمام والنصح من أبيه، وهي أثمن هدية تقدمها لابنك ليكون صالحاً لتكوين أسرة.
أضف تعليقاً