تربية المراهق:
تربية المراهقين هي مرحلة حساسة ومهمة في حياة الأهل والمجتمع بشكل عام. ففي هذه المرحلة، يتعرض المراهقون لتحولات جسدية وعقلية واجتماعية كبيرة، ويبدأون في استكشاف هويتهم وتحديد قيمهم ومبادئهم. لذلك، تحتاج تربيتهم إلى توجيه ودعم مستمر من قبل الأهل والمعلمين.
قبل كل شيء، يجب أن يكون هناك تواصل واضح ومفتوح بين الأهل والمراهقين. ينبغي للأهل التعامل مع الابن المراهق بشفافية وأن يبدو اهتمامهم الحقيقي بما يشغل تفكير أبنائهم وأن يستمعوا إليهم بصدق واحترام. ويمكن أن يتم ذلك من خلال إنشاء بيئة آمنة ومفتوحة حيث يشعر المراهقون بالراحة في التحدث عن أفكارهم ومشاعرهم دون الخوف من الحكم أو الانتقاد.
كما يجب على الأهل والمعلمين تقديم الإرشاد والتوجيه الصحيح للمراهقين، حيث يحتاج المراهقون إلى معرفة الحقائق والمعلومات الصحيحة حول القضايا المختلفة التي يواجهونها، مثل الصحة النفسية والجنسية والعلاقات الاجتماعية. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مصادر موثوقة وإجراء مناقشات مفتوحة ومعلومات تثقيفية.
هذا وينبغي أيضاً تشجيع المراهقين على تطوير مهاراتهم واكتشاف مواهبهم الشخصية. يمكن تحقيق ذلك عن طريق توفير الفرص والأنشطة المتنوعة، مثل الرياضة والفنون والموسيقى والعمل التطوعي. هذه الأنشطة تساعد المراهقين على بناء الثقة بالنفس وتطوير مهارات القيادة والتعاون.
كما يجب أن يكون هناك توازن بين الحب والقواعد الصارمة في تربية المراهقين. يحتاجون إلى الشعور بالدعم والمحبة اللازمين من الأهل، وفي الوقت نفسه يجب أن يتعلموا المسؤولية والانضباط. يمكن تحقيق هذا التوازن من خلال وضع قواعد واضحة ومنصفة وتطبيقها بعدالة.
أخطاء يرتكبها الآباء في تربية المراهق:
تربية المراهقين هي تحدي كبير، وقد يقع الآباء في بعض الأخطاء التي قد تؤثر سلباً على نمو وتطور الطفل المراهق. فيما يلي أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء في تربية المراهقين:
1. المحاضرات والأوامر بدلاً من لغة الحوار:
يأتي هذا التصرف من اعتقاد الأب أنّ ابنه طائش، غير عقلاني في تصرفاته، ومن أكثر الجمل شيوعاً عندما يبدأ المراهق بالتحاور مع أبيه (لا تناقشني أنا والدك وأنا أدرى بمصلحتك منك)، (أنت مازلت صغيراً، ولا تدري ماذا تفعل)، جمل يقطع بها الوالد كل سبل التواصل الممكنة بينه وبين ابنه، ويحاول بها تسيير ابنه، والتحكم بأسلوب حياته.
هذا الأسلوب قد يمنع المراهق من أن يفكر حتى ببدء حوار مع أبيه، لأنه يعلم نتيجة ذلك الحوار مسبقاً، وأنه سينتهي بأوامر ونصائح هو في غنى عنها.
2. التجاهل وضعف المقدرة على التواصل:
من الغريب أنّ الآباء وعلى الرغم من إدراكهم لعمق الهوة بينهم وبين أبنائهم المراهقين، إلا أنهم لا يبذلون جهداً لمحاولة التواصل معهم، وتأتي الحجة بأنهم لايستطيعون فهم أبنائهم المراهقين، وأبناؤهم كذلك لا يفهمونهم.
3. التركيز دوماً على سلبيات المراهق وتجاهل إيجابياته:
وذلك يعود للمعتقدات السائدة المتعلقة بهذه الفترة العمرية، والتي تنظر للطفل وكأنه كتلة من الأفعال السلبية غير المقبولة أسرياً واجتماعياً، وقد لا تأتي هذه الفكرة من خبرة سابقة للأب، ولكن قد تكون نقلاً على ألسن بعض الآباء التي كانت لهم تجربة سيئة مع أبنائهم المراهقين.
شاهد بالفيديو: نصائح للتعامل مع المراهقين
4. تقييم المشاكل على أساس التفوق الدراسي:
قد تقتصر فكرة الأب عن المشاكل التي قد يواجهها ابنه المراهق في مشاكل الدراسة والتحصيل العلمي، فالأب يرى أن ما يجب أن يشغل بال المراهق هو دراسته وتحصيله العلمي، وغير ذلك لا يعد مشكلة في نظره.
ذلك فيه ظلم للمراهق وللتغيرات الكبيرة التي يمر بها وتؤثر على طريقة تفكيره ومشاعره وسلوكياته، وتؤسس لبناء شخصيته.
5. الاعتماد التام على الأم في التربية:
صعوبة التفاهم بين الأب والمراهق، وقلة التواصل بينهما تجعل الأب يوكل أمر تربية الابن أو الابنة في مرحلة المراهقة إلى الأم لظنه أن الأم أقدر على استيعاب التغيرات التي يمر بها المراهق، والتعامل معها.
وهذا معتقد خاطئ، فشخصية الأب الديناميكية في هذه المرحلة تؤثر كثيراً على نضج ووعي المراهق وعلى الإشباع العاطفي والثقة بالنفس التي يحتاجها الأولاد والفتيات على حد سواء.
6. الامتناع عن إظهار العواطف للمراهق:
يجد الآباء الصعوبة في إظهار مشاعرهم تجاه أبنائهم المراهقين، على اعتقاد أنهم قد أصبحوا أكبر سناً وقد يشعرون بالإحراج إذا ما أظهر الأب بعض العاطفة، كأن يقبل ابنه أو أن يجلسه بجانبه يمازحه ويحتضنه.
لا تخجل من حق ابنك وابنتك عليك، وتذكر أنهم سيتعلمون منك التعبير الصحيح عن مشاعرهم وعدم الخوف أو الخجل من ذلك.
في الختام:
من المهم أن تؤكد لابنك من وقت إلى آخر أنه مهم جداً بالنسبة إليك وأنك تثق به. حاول أن تطبق ذلك بالثناء على إيجابياته أمام الناس وأمام أصدقائه، وابتعد عن القيام بالسلوكيات السابقة.
أضف تعليقاً