يكون أو لربما يبدو كلَّ شيء مُلائماً لفترة من الوقت، وكأنَّ الحياة تسير سيراً جيداً إلى أن تأتي مرحلة ما، ربما في فترة الثلاثينيات أو الأربعينيات أو الخمسينيات من عمرك؛ تنصدم فيها بواقع قاسٍ لا يتوافق مع القصة التي كنت تخبرها لنفسك، الأمر الذي يجعلك تشعر بالألم.
تكافح من أجل التغلب على الألم الذي تشعر به، لكن تتعرض للصدمات مراراً وتكراراً جراء حقائق ووقائع مماثلة، ويستمر الأمر على هذا النحو حتى تدرك أنَّ القصة التي كنت تخبرها لنفسك وتتمسك بها طوال هذه السنوات، هي المصدر الأساسي لألمك؛ لأنَّ المعتقدات التي تدعم القصة خاطئة كلَّياً، وميؤوس منها.
الأمر ليس سهلاً، لكن عليك تقبُّله، وعليك أن تجلس بجدية مع نفسك وتتعرف إلى الحقيقة التي كنت مخطئاً بشأنها طوال الوقت، فما كنت تظنُّ أنَّه حقيقي كان مجرد وهم مبني على معتقدات خاطئة، ولم يكن أبداً بالشكل الذي رسمته في مخيلتك عنه.
إنَّ هذه اللحظة بمنزلة يقظة لك، وعلى الرَّغم من أنَّ الأمر يكون مؤلماً في البداية؛ إلا أنَّه سيتحول إلى شيء جميل على الأمد الطويل، ويصبح الإدراك تدريجياً مع مرور الوقت، الأساس الجديد لرحلتك؛ إذ تُعاد كتابة قصتك بحقائق قوية.
التخلي عن معتقدات مغلوطة لا حصر لها، مثل المعتقدات الآتية:
1. الاعتقاد أنَّ الانتظار حتى الغد هو أمر منطقي:
نعلم في أعماقنا أنَّ الحياة قصيرة، وأنَّ الموت سيأتي إلينا جميعاً في نهاية المطاف؛ ومع ذلك نتفاجأ دائماً عندما يحدث مع شخص نعرفه؛ إذ يُشبه الأمر صعود الدرج بذهن مشتت، وعدم الانتباه إلى الخطوة الأخيرة، فلربما كنت تتوقع أن يكون هناك درج إضافي؛ لذا تجد نفسك غير متوازن قبل أن يعود عقلك إلى اللحظة الحالية، وتتقبل العالم بشكله الحقيقي.
لكنَّ الحق يقال، سيأتي يوم ما لن يكون بعده غدٌ، ونحتاج إلى تقبُّل هذا الواقع القاسي.
شاركت إحدى النساء التي تبلغ 72 عاماً بعض الأفكار التي راودتها حيال الندم، قائلةً: "لماذا لم أتعلم قبول كلِّ شيء، وتقديره، والتعامل مع كلِّ يوم على أنَّه الأخير؟ إنَّ أكبر أسف لي بصراحة هو مدى إيماني بالغد". على أمل أن نلتفت جميعاً إلى كلماتها ونتعلم منها.
2. الاعتقاد أنَّه يجب عليك أن تجد دافعك في مكان ما خارج نفسك:
تكمن المشكلة الأكثر شيوعاً التي تتعلق بالدافع، وهي أنَّه عندما نقول إنَّنا نبحث عن الدافع يبدو الأمر كأنَّه يختبئ بطريقة ما وراء شجرة أو تحت صخرة في مكان ما؛ وغالباً ما لا تُدرك هذه المشكلة حتى في وقت لاحق في الحياة، لكنَّ هذا بعيد البعد كلَّه عن الحقيقة.
الحقيقة هي أنَّ دافعنا يأتي من القيام بالأشياء الصحيحة؛ فعندما يكمن مغزى وراء جهودنا؛ فإنَّها تحفِّزنا على اتخاذ الخطوة الآتية.
صحيح أنَّنا جميعاً مختلفون، لكن لنأخذ مثالين على طموحين اثنين قد يحفِّزانك:
- أن نعرف اليوم أكثر ممَّا كنا نعرف بالأمس؛ خاصة وأنَّ القيام بذلك يتعلق بمشاريع، ورغبات ذات مغزى.
- تخفيف آلام الآخرين.
فإنَّ العيش وفق هذين الطموحين الجوهريين على أساس يومي، والتفكير الدائم في التقدُّم الذي نحقِّقه، قد يُحفِّزنا شخصياً ومهنياً؛ لذا فكِّر في الأمر، واسأل نفسك بعيداً عن كلِّ الأشياء التي تقول إنَّه عليك القيام بها، ما هي الأهمية والقيمة التي تأمل في تكوينها في النهاية؟
شاهد بالفيديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها
3. الاعتقاد أنَّ كلَّ شخص آخر يعرف ما يلائمك:
امنح نفسك المساحة للإصغاء إلى صوتك وروحك؛ إذ يصغي معظم الناس إلى الضجيج الذي يصدر عن العالم ليفقدوا أنفسهم إثر ذلك وسط الزحام، لكن يمكن لخيارك أن يكون مختلفاً، فلا تشاهد التلفاز كثيراً، ولا تستمع لكثير من الأخبار، كُن قوياً بما يكفي لتقوم بملء وقتك بتجارب ذات مغزى.
إنَّ الحياة هي المكان والزمان اللذان تشغلهما في هذه اللحظة بالذات؛ فإذا كنت قلقاً بشأن المشاهير مثلاً؛ فأنت مُستضعف وتضع حياتك تحت سيطرة التسويق وخزعبلات الإعلام اللذَين أنشأتهما الشركات الكبرى في النهاية لإثارة رغبتك بأن تكون أو تظهر بطريقة معينة.
هذا النوع من التفكير مأساوي للغاية، فكلُّه عبارة عن تشتيت عمَّا هو حقيقي وجيد؛ إذ تمثل أنت وأصدقاؤك وعائلتك وأحبَّاؤك ولحظاتك الرائعة وآمالك وأحلامك كلَّ ما هو حقيقي وجيد.
أنت تعرف هذا فعلاً، فأصغِ إلى ما يخبرك به قلبك؛ لأنَّك في النهاية، وبطريقة أو بأخرى، ستفعل؛ لأنَّه سيأتي حتماً يوم تصبح فيه أخيراً حكيماً وقوياً بما يكفي للقيام بذلك.
4. الاعتقاد أنَّ جميع التنبيهات والمشتتات الفورية تستحق اهتمامنا:
توجد المشتتات في كلِّ ما حولنا هذه الأيام، لكن علينا أن نتذكر أن نبحث أكثر؛ فنحن بحاجة إلى التعلم لنكون أكثر إنسانية مرة أخرى؛ لذلك لا تتجنب التواصل بالعين مع الآخرين، ولا تختبئ وراء أدواتك الإلكترونية، وابتسم أكثر.
اسأل الناس عن قصصهم وأصغِ؛ فلا يمكنك التواصل مع أيِّ شخص، ومن ذلك نفسك إلا إذا كنت حاضراً وغير مشتت الذهن، ولا يمكنك أن تكون أيَّاً من الاثنين عندما تتصفح فيسبوك (Facebook) أو إنستغرام (Instagram) أو سناب شات (Snapchat) على هاتفك الذكي، ومستغنياً عن الشكل الطبيعي لحياتك بهذه الطريقة.
إذا كنت تشعر بالارتباط بهاتفك الذكي باستمرار، ولا تركِّز على أيِّ شيء يحدث من حولك؛ فأنت تحرم نفسك من تجربة علاقات حقيقية وحياة حقيقية أيضاً.
5. الاعتقاد أنَّ الانشغال مفيد:
لننظر إلى هذا السؤال البسيط: "هل أُحقق استفادة هادفة من هذا اليوم النادر والثمين؟"، لقد اقتُرِحَ مجموعة من الطلاب بأن يسألوا أنفسهم عن الوقت الذي يشعرون فيه بأنَّ الانشغال يُربكهم، السؤال الذي يبدو أنَّه يكتسب أهمية أكبر كلَّما اكتسبنا خبرة في الحياة.
يُظهر لنا الوقت تدريجياً كيف أنَّ حياتنا عابرة بالفعل، وتمتلئ كلَّ يوم بالانشغالات التي لا معنى لها، والتي تبدو مع ذلك مغريةً للقيام بها، لكن عليك مقاومة الإغراء، وترك مساحة لنفسك؛ فهدفك المطلق هو أن تعيش حياة خالية من معظم مصادر التشتيت التي يملأ الناس بها حياتهم، ممَّا يترك لك مساحة لما هو هام حقاً.
الحياة ليست عبارة عن انشغال مستمر واندفاع ومقاومة؛ بل تأمل واعٍ وتواصل مع الأشخاص والمشاريع التي تحبُّها بالفعل.
6. الظنُّ أنَّ المعرفة وحدها كافية:
التعلُّم أمر رائع على الأمد القريب، لكن في حال كنت تخطط لإجراء تغييرات إيجابية في حياتك؛ لن تحقق لك المعرفة بذاتها النجاح على الأمد الطويل، فعلى سبيل المثال: إنَّ معرفة جميع الخطوات اللازمة للتعافي من إدمان الكحول، تختلف عن تكريس نفسك تكريساً كاملاً لتنفيذ كلِّ خطوة من هذه الخطوات.
إنَّ اكتسابك المعرفة لا يعني أنَّك تنمو؛ وذلك لأنَّ النمو يحدث عندما يغير ما تعرفه الطريقة التي تعيش بها، فنحن نتعلَّم جميعنا هذا الدرس في مرحلة ما، وغالباً بالطريقة الصعبة بإدراك أنَّنا لم نحرز أيَّ تقدم حقيقي، لكن بعد ذلك نتخذ إجراءً؛ لأنَّ هذه هي الطريقة التي يحدث بها التقدم الحقيقي؛ ليتغير بعدها كلُّ شيء للأفضل.
7. الاعتقاد أنَّه كلَّما كان الإنجاز أسرع كان الأمر الأفضل:
بدأ الأمر في شبابنا، وكأنَّ هذه المقولة صحيحة، ولكنَّنا نشهد تدريجياً ومع مرور الوقت قوة فكرة "السير ببطء وثبات" في العمل، ونتعلَّم أنَّه لا تضيع أيَّة فرصة من فرص الحبِّ أو اللطف أو الاجتهاد مهما كان صغيراً.
حقيقةً يمكنك زرع بذرة لتصبح شجرة، وتشارك قليلاً من المعرفة ليمتلكها شخص آخر فيما بعد، وتبتسم لشخص ما لتتلقى ابتسامة في المقابل، وهذا دليل على أنَّك تستطيع إحداث فرق كبير في الحياة والعمل.
لذا لا تُضنِ نفسك بالعمل اليوم، وتذكَّر أنَّه لا يمكنك رفع 1000 رطل دفعة واحدة، لكن يمكنك بسهولة رفع رطل واحد ألف مرة؛ خاصةً عندما توزع العملية على مدى مجموعة من الأيام؛ إذ ستوصلك الجهود اليومية الصغيرة والمتكررة إلى المكان الذي تريد الوصول إليه.
8. الاعتقاد أنَّ الراحة هي الهدف النهائي:
الإدمان الشائع جداً، والضار في هذا العالم هو الرغبة في الراحة؛ لذا لا تكن شخصاً لا يسأل أبداً "كيف؟" أو يتردد بالسؤال: "لماذا؟"، فلا يطرح كثير من الشباب هذه الأسئلة؛ لأنَّهم يعرفون أنَّ الإجابات ستتطلب حدوث اضطراب جوهري في منطقة راحتهم، الأمر الذي لا يريدون تكبده، ولكنَّها الطريقة التي ينمو بها العقل البشري، ونتعلم جميعنا هذا الشيء في النهاية بطريقة أو بأخرى.
عندما تمتلئ أذهاننا بأسئلة جديدة وخبرات ناتجة؛ فإنَّها لا تعود مطلقاً إلى سابق عهدها؛ إذ نصبح أكثر كفاءة وقدرة، والحقُّ يُقال عندما يُتقبَّل الضيق في الحياة سيزول في النهاية، وتظهر كنوز لم نتوقع العثور عليها مطلقاً، ونتخلص من قلة الخبرة ليحلَّ الوعي محلَّه، ونتخلص من الإحباط ليحلَّ الصمود محلَّه، وتذهب الكراهية ليحلَّ محلها اللطف، وهلمَّ جراً.
9. الاعتقاد أنَّك محور الكون:
نحن نضع أنفسنا عندما نكون صغاراً في محور كلِّ شيء، ورؤية كلِّ نتيجة من وجهة نظر كيفية تأثيرها فينا شخصياً، لكن عندما نكبر ونوسِّع آفاقنا، نبدأ في رؤية أنَّ تفكيرنا المتموضع حول الذات يحتوي كثيراً من الأمور المصاحبة له بدءاً من الشعور بالأسف على أنفسنا عندما لا تسير الأمور كما هو متوقع تماماً وصولاً إلى الشك في أنفسنا عندما نفشل في أن نكون مثاليين.
لنُدرك أنَّه يمكن لتحويل تركيزنا وصبُّه على الآخرين لفترة من الوقت أن يساعدنا، وإنَّها لإحدى أعظم مفارقات الحياة أن ينتهي الأمر بنا عندما نخدم الآخرين بالاستفادة بنفس القدر إن لم يكن بقدر أكبر من أولئك الذين نخدمهم.
لذلك كلَّما شعرت بأنَّك عالق، حاول تحويل تركيزك من النظر في ظروفك إلى ظروف من حولك، وعوضاً عن أن تسأل نفسك: "ما خطبي؟"، اسأل: "كيف يمكنني مساعدتك؟"، اعثر على الشخص الذي يحتاج إلى يد المساعدة، وقدِّم عرضاً صغيراً، ومعقولاً؛ إذ لا يمكنه أن يرفضه، وستُرشدك وجهة النظر هذه التي اكتسبتها إلى الأمام.
10. الاعتقاد أنَّه لدى الجميع القدرة على أن يكونوا لطفاء ومحبين:
لن يُقدِّر الناس ما تفعله من أجلهم، ولن يفعل كلُّ شخص من أجلك ما تفعله من أجله؛ لأنَّه ما من أحدٍ يمتلك نفس القلب الذي تملكه، وهذا هو الواقع.
لذلك ستدرك في نهاية المطاف أنَّك ستُصاب بخيبات أمل في حال كنت تتوقع أن تكون الأمور مختلفة؛ لذا كن لطيفاً ومحبَّاً للناس لأنَّك تريد أن تكون كذلك، ولا تدع توقعاتك تتمكن منك، وحدِّد الأشخاص الذين يستحقون اهتمامك على الأمد الطويل، وأولئك الذين يستغلونك فحسب.
إن أهدرت وقتك، وطاقتك على الأشخاص الغلط ولأسباب مغلوطة، فقد ينتهي بك الأمر في دائرة مُملَّة من الصداقات العابرة والعلاقات العاطفية السطحية بلا مغزىً، وقد يقودك إلى شعور عام بالتساؤل عن السبب الذي يجعلك دائم السعي وراء مودة الآخرين، ومصادقتهم لأفعالك.
11. الاعتقاد أنَّك تستطيع إنقاذ بعض الأشخاص الميؤوس منهم من أنفسهم:
ستتعلم تدريجياً أنَّك لا تستطيع بسهولة إنقاذ بعض الأشخاص من أنفسهم؛ لذلك لا تنغمس كثيراً في مأساتهم اليومية، وعلى أيِّ حال لن يُقدِّر أولئك الذين يصنعون الفوضى الدائمة في حياتهم تدخُّلك فيما أحدثوه؛ فهُم يريدون كلاماً تتعاطف فيه معهم من قبيل: "يا لك من مسكين"، لكنَّهم لا يريدون التغيير.
إنَّهم لا يريدون منك أن تُصلِح حياتهم، ولا يريدون حلَّاً لمشكلاتهم وقصصهم أو ترتيب فوضاهم؛ لأنَّهم لا يعلمون ما الذي سيبقى لهم في حال حصل ذلك، وليسوا مستعدين للمعرفة بعد، وفي الحقيقة إخبارهم ليس من واجبك.
12. الاعتقاد أنَّ التسامح ليس ضرورياً:
نتعرف مع مرور الوقت إلى قوة التسامح وأهميته؛ إذ نتعلَّم أنَّه يمكن للعلاقة التي كُسِرت سابقاً وأُصلحت بالتسامح، أن تصبح أقوى ممَّا كانت عليه من قبل، ولكنَّنا نتعلم أيضاً بالطبع أنَّ الأمور ليست على هذا الحال دائماً؛ لأنَّ المسامحة لا تؤدِّي بالضرورة إلى علاقات ملتئمة؛ وذلك لأنَّ هذا ليس الهدف منها.
فبعض العلاقات ليس مكتوب لها النجاح والاستمرار، وينبغي أحياناً ألا تستمر، لكن ينبغي أن تسامح لأجلك أنت بكلِّ الأحوال، ثم دع العلاقات التي كُتِب لها النجاح أن تكون كذلك؛ إذ يتيح لك التسامح التركيز على المستقبل من دون محاربة الماضي.
إنَّك تتعهد لنفسك بعدم التمسك بالماضي غير القابل للتغيير على حساب شخصك الحالي عندما تسامح شخصاً ما؛ لذلك لا يتعلق الأمر بتحرير مجرم من جريمته؛ بل إنَّ الأمر برمته متعلق بتحرير نفسك من عبء أن تكون ضحية أبدية.
13. الاعتقاد أنَّ الجمال الخارجي يُشكِّل أولوية قصوى:
يصبح شكل مظهرك الخارجي مع تقدمك في العمر ذا أهمية أقل، وتصبح شخصيتك من الداخل تُمثل نقطة الاهتمام الأساسية؛ وذلك لأنَّك تتعلم تدريجياً أنَّ افتتانك بشخص ما لشكله الخارجي فحسب يشبه اختيار طعامك المفضل على أساس اللون بدلاً من المذاق.
تبدأ لاحقاً بإيلاء مزيد من الاهتمام للخصائص الفطرية وغير المرئية وغير القابلة للقياس والتي تعطي جاذبية دائمة، ومثلما يستمتع بعض الناس برائحة النعناع، بينما يفضل بعضهم الآخر رائحة القرفة، يوجد عامل جذب لا يمكن إنكاره يجذبك إلى صفات بعض الأشخاص.
تكون في بعض الأحيان الندوب التي تشاركها مع أولئك الأشخاص هي التي تجذبك إليهم، وتمنحكم المحاور ذاتها التي تجعلكم متماسكين معاً على الأمد الطويل.
14. الاعتقاد أنَّك تستطيع شراء طريقك نحو السعادة طويلة الأمد:
يوجد نوعان أساسيان من السعادة في الحياة، وهما العابرة والدائمة، ويُكتسب النوع العابر اكتساباً شائعاً بتوقع واكتساب ممتلكات جديدة أو رقمية، بينما يُحقَّق النوع الدائم بالنمو التدريجي لعقلك؛ أي التجارب والدروس والإدراك الذي يجلب مزيداً من الوعي والقبول، والسلام إلى وعيك في النهاية.
قد يكون من الصعب معرفة الاختلاف بين السعادة العابرة والدائمة في سن مبكرة، لكن يتضح جلياً مع مرور الوقت أنَّ الأخيرة أكثر إرضاءً؛ لذا ابدأ اليوم بتحدي نفسك بأن تكون أقل انبهاراً بالأشياء التي تمتلكها، وأكثر إعجاباً بالحياة التي تعيشها.
15. الظنُّ بأنَّ جميع مخاوفك وهمومك ستتحقق:
عندما تنظر إلى الوراء يوماً ما، ستدرك أنَّ مخاوفك وهمومك المضطربة جميعها لم تتحقق أبداً، وقد كانت غير مبررة ومن دون داعٍ كاملة، فلماذا لا تستيقظ على هذه الحقيقة وتدركها الآن؛ فالأمر الذي يُقلقك يسيطر عليك، ولن يغير النتيجة على أيَّةِ حال.
لكن يمكن للسلوك الإيجابي تجاه الأمور أن يغيِّر كلَّ شيء مع مرور الوقت؛ لذا أعِد النظر إلى الأيام القليلة الماضية، كم عدد اللحظات التي أفسدتها بالقلق، والسلبية التي لا داعي لها؟ وعلى الرَّغم من أنَّه لا يمكنك فعل أيِّ شيء حيال هذه اللحظات الضائعة، إلا أنَّ لديك كثير ممَّا يمكنك فعله بشأن تلك التي تعيشها الآن، والتي بطريقها إليك أيضاً.
16. الاعتقاد أنَّ الفشل هو نهاية العالم:
هل تريد معرفة الفرق بين المحترف والمبتدئ؟ يكمن الفرق أنَّ الشخص البارع فشل مرات أكثر بكثير من المحاولات التي قام بها المبتدئ، فوراء كلِّ اختراع عظيم أو ابتكار أو عمل فني مئات المحاولات الفاشلة لتحقيقه، لكن - ببساطة - لا تظهر أمامنا هذه المحاولات أبداً.
الحقيقة هي أنَّك قد لا تنجح بالطريقة التي كنت تأملها بالضبط، وفي غضون الإطار الزمني المحدَّد الذي كنت تتمناه، لكنَّك ستتعلم وتنمو من تجاربك وإخفاقاتك، وستكون أفضل حالاً في النهاية.
سوف تتعلم في النهاية أنَّه لا يوجد مسار محدد في الحياة عليك أن تستمر فيه لتحصل على ما تريد، فما تريده يأتي بملاحظتك للتقدم الذي أحرزته وفهمك أنَّ كلَّ درس هو خطوة للأمام.
17. الاعتقاد بصحة كلِّ ضمان بالسلامة والأمان:
نحن نؤمن في كثير من الأحيان، وخاصة عندما نكون صغاراً وسذجاً بعض الشيء بأوهام وضمانات السلامة والأمان، فنشتري تأميناً وننغلق على أنفسنا في منازلنا؛ منعزلين عن أجزاء كبيرة من العالم، ونقوم بكلِّ ذلك في محاولة منا لنكون آمنين.
لكن كلَّما تقدَّمنا في العمر أكثر، أدركنا أنَّه لا توجد أشياء مؤكَّدة في هذا العالم؛ فطبيعة العالم تتطور باستمرار، وإنَّ حجز نفسك، وتقييدها باتباع معظم تدابير السلامة والأمن، لا يكون عادةً أكثر أماناً على الأمد الطويل من تعريض نفسك للعالم الخارجي واستخدام فطرتك السليمة فيما بعد للمضي قُدماً.
من الأكثر إرضاءً أن تجرؤ على خوض التجارب العظيمة التي تقدمها الحياة، بدلاً من التقوقع إلى الأبد في زاوية الأمن والأمان لتترك الجزء الأكبر من حياتك من دون أن تعيشه وتخوض تجاربه.
شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟
18. الاعتقاد بأنَّك ستشعر بالاكتمال بنسبة 100% في المجالات جميعها يوماً ما:
ستتصالح تدريجياً بينما تعيش حياتك مع فكرة أنَّه لا يمكنك الحصول أو معرفة كلِّ شيء؛ فأنت لست سوى جزءاً صغيراً من الكلِّ؛ لأنَّه في حال لم تكن كذلك، فلن يكون لديك مزيد لتختبره.
لذا قدِّر قيمة ما تعرفه وقيمة الأشياء التي لا تعد ولا تحصى التي لم تفهمها بعد؛ فستجد متعة النمو في الأمور التي لا تفهمها، ودائماً ما ستكون الحياة غير مكتملة وغير متكافئة إلى حد ما، فقدِّر هذا وتقبله، وكن سعيداً وحزيناً في نفس الوقت، وكن متوتراً ومتحمساً في ذات الوقت، وتقبَّل هذه الحالة.
19. الاعتقاد بصحة الطريقة التي من المفترض أن تكون عليها الأمور:
مع تقدُّمك في السن ستجد أنَّ الحياة ليست بالضرورة أسهل أو أصعب ممَّا كنت تظنُّ أنَّها ستكون، وكلُّ ما في الأمر أنَّ السهل والصعب لا يُمثلان الطريقة التي كنت تتوقعها بالضبط، ولا يكون الأمر هكذا أو ذاك عندما تتوقع، إنَّ هذا ليس بالشيء السيئ؛ بل إنَّه يجعل الحياة ممتعة.
باتخاذك سلوكاً إيجابياً، ستتفاجأ بسرور في كثير من الأحيان، ويمكنك عندما تتوقف عن توقع حدوث الأمور بطريقة معينة، أن تُقدرها على ما هي عليه، وستدرك في النهاية أنَّ أعظم هدايا الحياة نادراً ما تُغلَّف بالطريقة التي تتوقعها.
20. الاعتقاد بأنَّ البدء من جديد ليس خياراً:
لا أحد يربح لعبة شطرنج بمجرد التحرك للأمام؛ فسيكون عليك في بعض الأحيان أن تتراجع للخلف لتضع نفسك في وضع يسمح لك بالفوز؛ لذا فكَّر في كيفية ارتباط هذا المثال بحياتك.
عندما تشعر في بعض الأحيان أنَّك تواجه طريقاً مسدوداً تلو الآخر، فهذه في الواقع علامة على أنَّك لست على الطريق الصحيح، وهذا أمر طبيعي تماماً، ويوجد فرق كبير بين الاستسلام، والبدء من جديد في الاتجاه الصحيح، وتوجد ثلاث كلمات بسيطة يمكن أن تحررك من أخطائك الماضية وندمك وتعيدك إلى المسار الصحيح، وهي: "من الآن فصاعداً ...".
أضف تعليقاً