ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "تيم ساكيت" (TIM SACKETT)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن الوقت المناسب للبدء بعملية الاحتفاظ بالموظفين.
تحدَّث صديقاي "لوري روتيمان" (Laurie Ruettimann) "ودون بيرك" (Dawn Burke) عن هذا الأمر؛ إذ ترى "لوري" أنَّ الاحتفاظ بالموظفين يبدأ في أثناء توجيه الموظفين، وهذه نظرية قوية بالتأكيد؛ إذاً يجب مراقبتهم في اليوم الأول والبدء بعملية الاحتفاظ بهم من البداية.
التركيز على الاحتفاظ بالموظفين عند فوات الأوان:
ما تعرفه "لوري" هو أنَّ معظم المؤسسات لا تبدأ بالاحتفاظ بالموظفين إلَّا بعد فوات الأوان، لا سيَّما عندما تعلم أنَّ المرشَّح يُجري مقابلة مع منافسيك، أو عندما تجد سيرتهم الذاتية على منصة "كارير بلدر" (CareerBuilder)، أو ترى أنَّهم حدَّثوا في الفترة الأخيرة ملفهم الشخصي على منصة "لينكدإن" (LinkedIn)، أو عندما يطلبون مهلة أسبوعين قبل بدء العمل.
أنا أميلُ إلى الاعتقاد أنَّ الاحتفاظ بالموظفين في جوهره يبدأ بالاختيار؛ أي وظِّف أشخاصاً يرغبون في العمل في شركتك، وبقدر ما يبدو الأمر غريباً، فهم يميلون إلى البقاء لفترة أطول؛ إذ تحدُث معظم حالات معدَّل دوران القوى العاملة، بسبب ضعف التنظيم أو الأخطاء في اختيار المنصب المناسب لكل موظف؛ لذا وظِّف أشخاصاً لديهم رغبة قوية في العمل لشركتك خاصة، وستسير عملية الاحتفاظ بالموظفين سيراً طبيعياً.
وإن بدأت بالاحتفاظ بالموظفين منذ البداية - بصرف النظر عمَّا إذا كنت أنا أو "لوري" على صواب - فلماذا ما تزال المؤسسات تنتظر كل هذا الوقت لمعالجته؟ أظن أنَّ معظم المنظمات ما تزال تظن أنَّ الموظفين يغادرون لأنَّهم يكرهون رئيسهم؛ لقد سمحنا لهذه الفكرة بالانتشار لعقد من الزمن وأصبحت الآن حقيقة؛ وهذا جانب صغير من معدَّل دوران القوى العاملة، لكنَّني أميلُ إلى الاعتقاد الآن أنَّ معظم الموظفين يتوقعون ويتعاملون مع الرؤساء السيئين تعاملاً جيداً إلى حدٍّ ما.
شاهد: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين
المسؤولية تقع على عاتق مديري الخط الأمامي:
تكمن المشكلة في تركيز جهود الاحتفاظ بالموظفين في وقت متأخر جداً من العملية، وجزء آخر في معضلة الاحتفاظ بالموظفين؛ هو أنَّ الموارد البشرية لا تظن أنَّها تستطيع حل هذه المشكلة، وأنا أميلُ إلى الاتفاق مع هذه النظرية؛ فالحقيقة هي أنَّ المشرف المباشر يجب أن تكون لديه معالجة أفضل للاحتفاظ، ويجب أن يُكوِّن إجراءً يتم مساءلة جميع مديري الصف الأول عنه.
وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، نتحمَّل جميعاً بعض المسؤولية عن مشكلة الاحتفاظ بالموظفين، ولكن لا توجد جهة محددة لحلها، وهو تشبيه كلاسيكي بمنزل مشتعل؛ إذ يرى شخص واحد منزلاً يحترق ويفعل كل ما في وسعه للمساعدة، ويرى عشرة أشخاص منزلاً يحترق، وكلهم يشاهدون، ويظنون أنَّ شخصاً آخر سيفعل شيئاً حيال الأمر.
والاحتفاظ بالموظفين في شركة هو منزل يحترق، ولإيقافه، يحتاج شخص واحد أو مجموعة واحدة، إلى فهمه وقياسه وتحمُّل مسؤوليته والتأكُّد من أنَّ الجميع يرون المشكلة، ولستُ متأكِّداً كيف تبدأ عملية الاحتفاظ بالموظفين، لكنَّني أعرف دائماً كيف سينتهي ذلك؛ وذلك بإعادة ملء الشاغر نفسه أكثر من مرة.
أضف تعليقاً