فالزواج والعلاقة مع الجنس الآخر موجود لدى كافة الكائنات، وغايتها الأساسية التكاثر والحفاظ على النوع. يصحّ هذا الكلام من الناحية البيولوجية، إلا أنّ الله منح الزواج قيمة أعلى ليتعدى مرحلة التكاثر وزيادة الأعداد والحفاظ على النوع، ليكون رسالةً سامية من الرسائل التي يعمر بها الكون؛ فالزواج بالنسبة للإنسان ليس مجرّد علاقة غريزية بقدر ما هي علاقة إعمار للكون كله. لذا، فإنّه من الضروري والمهم لكل علاقة زوجية أن تكون مبنية على أسس صحيحة لما لها من تبعات إيجابية على الأبناء والأسرة والمجتمع.
في الطرف المقابل، نجد أن هناك كثير من العلاقة الزوجية مهددة بالانفصال والطلاق لأسباب معروفة في بعض الأحيان وغير معروفة في أحيان أخرى، ومن حق كلا الزوجين الدفاع المستميت عن العلاقة والتمسك بالشريك لمنع انهيارها وتصحيح مسارها لأن تبعات انهيارها كارثية سواء على الزوجين أم على الأبناء. سنتعرف في هذا المقال على أهم العلامات التي يمكن أن تصدر من الرجل وتدل على الابتعاد عن الزوجة وقرب انتهاء العلاقة الزوجية.
كيف تتعرف المرأة على الدلائل التي تشير إلى فتور العلاقة الزوجية مع الشريك؟
في حقيقة الأمر، ومن خلال تصفُّحنا لمواقع التواصل الاجتماعي وسماع الأخبار المختلفة لا يمكن أن نغفل عن حقيقة مهمة، وهي أنّ الزوج هو المسبب الرئيس الأول لغالب العلاقات الزوجية المهددة بالانفصال. يمكن القول إنّه لا يوجد شيء، بالنسبة للزوجة، أسوأ من معرفة أن الرجل الذي تحبه لا يُكِنّ لها نفس المشاعر.
وتوجد بعض العلامات التي تظهر على الرجل والتي تدل على تدني مستوى العلاقة الزوجية، ومن أهم العلامات التي يمكن أن تتعرف الزوجة من خلالها على فتور العلاقة الزوجية هي:
- يصبح الزوج سريع الانفعال بسهولة، ويهاجم كل شيء يخص العلاقة الزوجية سواءً أكان كبيراً أم صغيراً.
- يسود العلاقة الزوجية ما يسمى بالطلاق العاطفي، أي يصبح الزوج مغلقاً عاطفياً تجاه الزوجة، وكأنَّ الوصول إلى قلبه بات مهمة مستحيلة.
- يحاول الزوج الابتعاد عن أي شيء يذكّره بالعلاقة الزوجية، فيبقى في العمل أو في الخارج، ويتهرب من الأمور التي تتطلب القيام بالأشياء معاً، وقد يتطور الأمر لدرجة عدم مشاركة الزوجة سرير النوم أيضاً.
- يتوقف الزوج عن الاعتناء بنفسه وتلبية رغبات الزوجة، كما لا يظهر اهتماماً برعاية الزوجة أبداً.
وهنا تدخل الزوجة في صراع كبير ويتبادر إلى ذهنها كثير من الأسئلة العميقة، مثل:
- ماذا يريد زوجي من العلاقة الزوجية معي؟
- لماذا تظهر عليه علامات تدل على ملله من العلاقة الزوجية؟
- هل التصرفات التي تظهر منه تدل على انتهاء العلاقة أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الحياة الزوجية؟
وغيرها من الأسئلة التي تدور في ذهنها عندما تشعر بأنّ الرجل لم يعد راضياً عن العلاقة. هذا الشعور بفتور العلاقة الزوجية يضعها أمام مفترق طرق؛ فإما أن تضغط على نفسها وتثابر على تصحيح مسار العلاقة الزوجية، أو أن تسماح للزوج بالرحيل وإنهائها.
على الرغم من كل المؤشرات السابقة، إلا أنّها ليست دليلاً قطعياً على أنّ الزوج يريد الابتعاد عن الزوجة، إلا أنّ تلك العلامات تدل على وجود خلل في العلاقة الزوجية، ويجب إصلاحه. تجاهل تلك المؤشرات يعني زيادة في الشرخ العاطفي في العلاقة الزوجية وصولاً إلى ابتعاد الزوج عن الزوجة في نهاية المطاف.
شاهد بالفيديو: 8 علامات تنبّهك بأنّ زواجك على وشك الانهيار
11 علامة تدل أن الرجل قد اتخذ قراراً نهائياً بالابتعاد عن زوجته
في ما يلي، سنتعرف معاً عزيزي القارئ إلى علامات تدل على أنّ الرجل قد اتخذ قراراً نهائياً في الابتعاد عن الزوجة وإنهاء العلاقة الزوجية، وهذه العلامات هي:
1. الرغبة في الانعزال والحفاظ على مساحة من الحرية بعيداً عن الزوجة
يُعتبر انعزال الزوج عن زوجته في الحياة اليومية، سواءً بانعزاله في المكتب، أو انشغاله بالهاتف، أو تهربه من مشاركتها الأنشطة المختلفة، دليلاً واضحاً على فتور العلاقة الزوجية ورغبته في الابتعاد.
2. شعور المرأة الداخلي وحدسها
لا يمكن أن ننكر أن للمرأة حدساً لا يخطئ عندما تحس أن الزوج أصبح مشغولاً بأمر ما يدل على ابتعاده عنها. فهي تعرف طباع زوجها وعاداته وما يحبه وما يكرهه، وما يميل إليه، وأي تغير في تلك الطباع والعادات يتجلى مباشرة أمامها، فلا تستطيع التغافل عنه.
3. فقدان الاهتمام
لا يختفي اهتمام الزوج بزوجته بين ليلة وضحاها، وإنما يستغرق وقتاً. لكن بداية ظهور علامات الإهمال، كعدم ملاحظة تغييرات مظهرها (قصة الشعر أو لون الصبغة أو حتى اختيارها لألوان ملابس غير مألوفة)، تُعدّ مؤشراً واضحاً على فتور العلاقة وبدء الابتعاد العاطفي من قِبَل الزوج. وكثيرة هي الدلائل التي تشير إلى هذا الأمر.
4. انخفاض أو انعدام التواصل مع الزوج
إن لم يعد الرجل مهتماً بالتواصل مع زوجته فهذا يعني أنه يقوم بمحاولة إغلاق باب العواطف مع الزوجة. يعد ذلك من العلامات الواضحة على انتهاء العلاقة الزوجية، فعندما لا يتواصل الزوج مع زوجته فهناك إذاً مشكلة في الثقة.
5. ملاحظات الآخرين
عندما تسير العلاقة الزوجية في منحى غير صحيح، ستبدأ العائلة والأصدقاء المقرّبون بملاحظة هذا التحول. قد لا يرغبون في التدخل، إلا أنّ صمتهم وعدم حديثهم عن الحياة الزوجية وعن علاقاتهم الاجتماعية يجب أن يدعو المرأة إلى مراجعة العلاقة.
6. وجود علاقة خارجية
مؤلم جداً أن تكتشف المرأة أنّ زوجها على علاقة مع امرأة أخرى، ولكن هل تريد سبباً أوضح من هذا لتدرك أنّ علاقتها الزوجية باتت في مهبّ الريح؟ فوجود امرأة أخرى في قلب الرجل وحياته يعني أنّ حياته وعلاقته مع زوجته شبه منتهية.
7. التوقف عن الحوار
نعلم جميعاً أنّ الحياة الزوجية فيها كثير من المجادلة والحوار، وتضارب المواقف بين الزوج وزوجته. فعدم مجادلة الزوج لزوجته، واستمرار الأمر على هذا الحال يعني بكل بساطة أنّ الزوج قد مل التواصل والحوار، وأنّه ملَّ من العلاقة الزوجية كلّها وقرر الابتعاد عنها.
8. التوقف عن تحمل مسؤولياته المالية
تقوم الحياة الزوجية على أن يتحمّل الزوج، وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية، أعباء وتكاليف الحياة المادية. إنّ الإخلال بهذه المسؤولية من دون وجود انخفاض في الدخل يعني أن الرجل ينفق ماله على شيء أكثر أهمية بالنسبة إليه من زوجته، وهذه علامة مهمة وواضحة في أنّ العلاقة الزوجية باتت في مرحلة خطيرة.
9. عدم اهتمام الزوج بالتواريخ المميزة
دائماً ما تكون الحياة الزوجية مفعمة بتواريخ وذكريات جميلة، كذكرى يوم التعارف في الجامعة مثلاً أو في السوق، ويوم الخطوبة، ويوم ميلاد الزوجة، وغيرها من التواريخ. إلا أنّ عدم اهتمام الزوج بتلك المناسبات يعني أنّه لا يهتم أيضاً بصاحبة تلك المناسبات، وبالتالي يُعد هذا الأمر مؤشراً على ابتعاده عنها.
10. غياب الأهداف الزوجية
نعلم جميعاً أنّ العلاقة الزوجية هي ليست مجرّد علاقة عابرة بل هي رحلة من الأهداف ووضع الخطط لتحقيق الأحلام، وعندما يتوقف الزوج عن التخطيط مع زوجته لأهداف يريد الوصول إليها أو أحلام يريد تحقيقها، فهذا يعني أنّه قرر الابتعاد عن زوجته والاكتفاء من علاقته الزوجية.
11. توجيه الإهانات
تقوم العلاقة الزوجية في أساسها على الاحترام المتبادل بين الزوجين، وعلى حفظ كلا الزوجين لكرامة الآخر سواء أمام أنفسهم، أو أمام الآخرين. إنّ تغيُّر المنحى وبدء الزوج بتوجيه الإهانات للزوجة أو السخرية منها، ولو على أصغر الأشياء، يعني قطعاً أنّ الزوج بدأ خطواته الواضحة في الابتعاد.
في الختام
على الرغم من كل تلك العلامات التي تدل على فتور العلاقة الزوجية بين الزوجين إلا أنّه توجد علامات أخرى عديدة. هذا لا يعني مطلقاً أن تستسلم الزوجة وتترك علاقتها الزوجية في مهب الريح، بل يجب عليها اتخاذ قرار جريء في الحفاظ على بيتها وأسرتها وزوجها، والدفاع عن الكيان الذي لطالما حلمت به، ورسمت له في مخيلتها أحلاماً وطموحات كبيرة.
يجب أن تضع في حسبانها أنّ انحراف الزوج في العلاقة الزوجية قد يكون له مسببات كثيرة، وقد تكون هي واحدة من تلك المسبّبات. ومن أجل الدفاع عن علاقتها الزوجية مع الشريك وتصحيح مسارها، عليها أن تنظر إلى أفعالها وسلوكاتها، فتصحح الخاطئة منها، لتنتقل في المرحلة الثانية لمعالجة أخطاء الزوج وتصحيح سلوكاته وأفكاره.
يمكن للزوجة في هذا الإطار الرجوع إلى عدة حلول مثل طلب العون من أهل الزوج أو أهلها، وحتى الأصدقاء، أو زيارة المختصين في علاج حالات الخلافات الأسرية.
أضف تعليقاً