لا أحد يبدأ حياته مكتئباً ومهزوماً، فعندما كنا أطفالاً كانت أحلامنا وطموحاتنا لا تنتهي، لكن مع تقدمنا في السن، تبدأ الحياة في الوقوف في طريقنا، ونتيجةً لذلك نكتسب معتقدات تضعفنا ونعاني من الإخفاقات والنكسات، لكن على الرَّغم من ذلك لا تتخلَّ عن أحلامك.
ما الذي يجعل الناس يفكرون في التخلي عن أحلامهم؟
التخلي عن الأحلام هو أمرٌ شائعٌ جداً؛ فالبشر كائنات غير مثالية، ونحن نتخلى عن أحلامنا للأسباب جميعها، ومع ذلك لا يُعد أيٌّ من هذه الأسباب عذراً حقيقياً للتوقف عن تحسين نفسك وحياتك.
إليك الأسباب التي تجعل بعض الناس يقعون ضحية لمعتقداتهم المُقيِّدة ويستسلمون في حياتهم:
1. خوفهم من الفشل:
يخشى معظم الناس الفشل، وعندما يفشلون مرة واحدة في حياتهم؛ فإنَّهم يستسلمون على الفور، ويظنون أنَّهم فاشلون؛ ومن ثَمَّ يتقبلون الفشل.
2. عدم إيمان الآخرين بهم:
بعض الناس ليسوا محظوظين بما يكفي لكي يكونوا محاطين بأصدقاء وعائلة داعمة لهم؛ لذلك لا تتخلَّ عن أحلامك فقط لأنَّ الآخرين يظنون أنَّك لا تستطيع تحقيقها؛ بل استخدم هذا الأمر ليمدَّك بالطاقة ولكي تعمل بجدِّيَّة أكبر.
3. شعورهم بالملل:
قد يكون العمل نحو تحقيق أحلامك أمراً مرهقاً، لكنَّه ليس مملاً، والحقيقة هي أنَّك إذا شعرت بالملل، فمن المحتمل ألا تُلهمك أحلامك؛ لذا إنَّ هذا الوقت هو أكثر وقت مناسب لكي تتأكد من مخططك في الحياة، وأن تسأل نفسك، هل أعمل على تحقيق الأهداف التي أريدها أنا أم التي يريدها الآخرون؟
4. وصولهم إلى مرحلة من الجمود:
الرياضيون ورجال الأعمال والمشاهير وكلُّ شخص ناجح في الحياة وصل إلى الجمود في مرحلة ما من حياته، فعندما تشعر بأنَّ الحياة جامدة، من الضروري أن تدرك أنَّ الجمود جزء طبيعي من تحقيق أهدافك.
5. توقهم إلى اليقين:
اليقين: هو تلك الحاجة إلى تجنب الألم وتجربة المتعة، وهو أحد أقوى الحاجات البشرية الست، فإذا كنت تفكر في التخلي عن أحلامك، فاسأل نفسك ما إذا كنت تشعر حقاً بالحاجة إلى البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك.
شاهد بالفديو: 20 حكمة عن الإبداع والطموح
أهم الأسباب لعدم الاستسلام أبداً:
التخلي عن أحلامك هو الطريق الأسهل، وغالباً ما يكون من المريح أن تسمح لظروفك أو للآخرين بتوجيه حياتك، لكنَّك لن تجد إنجازاً بهذه الطريقة أبداً.
إليك بعض الأسباب لعدم الاستسلام في الحياة:
1. النمو ضروري للتجربة البشرية:
إذا كنت لا تنمو، فأنت تحتضر، وفي حين أنَّ النجاح هو الهدف؛ فإنَّ الخبرات التي ستحصل عليها في حياتك لها نفس القيمة؛ لأنَّها تلبي حاجتنا البشرية للنمو؛ فالحياة والنمو هما نتاج سعينا إلى تحقيق أحلامنا.
2. أنت لا تعرف أبداً مدى قربك من النجاح:
إنَّ أصغر التغييرات يمكن أن تحقق أكبر النتائج؛ فأنت في الواقع لا تبعد إلا مسافة صغيرة جداً فقط من نجاحك الآتي، وقد تحقق الإنجاز فجأةً؛ لذلك لا تتخلَّ عن أحلامك عندما تكون قريباً جداً منها.
3. سوف تتساءل دائماً "ماذا لو":
جميعنا نعرف أشخاصاً يشعرون بالندم في حياتهم، ولا أحد يريد أن ينتهي به الأمر مثلهم، إنَّهم الأشخاص الذين عاشوا حاضرهم في الماضي، وتفكيرهم دائماً متعلقٌ في "ماذا لو"، هذا هو المكان الذي ستنتهي فيه إذا تخليت عن أحلامك.
4. المكافأة عظيمة:
لا شيء يوازن الشعور الذي ينتابك عندما تجد أخيراً حياة مميزة، ستستيقظ كلَّ صباح بحماسة شديدة، وستتمتع بالحرية المالية والعلاقات الرائعة، وستعيش حالة من الفرح والوفرة على الدوام.
كيف تتوقف عن التخلي عن أحلامك؟
يتطلب بناء الحياة التي تحلم بها تكريس الوقت والتركيز؛ فبالعمل الجاد والخطة الصحيحة، يمكنك التغلب على أيِّ شيء؛ لذا لا تتخلَّ عن أحلامك؛ بل استخدم هذه الأساليب بدلاً من ذلك:
1. تغيير وجهة نظرك:
يقول المؤلف الأمريكي توني روبنز (Tony Robbins): "الشيء الوحيد الذي يمنعك ممَّا تريده هو قصتك عن سبب عدم حصولك على الشيء الذي تريده"، فالتخلي عن الأحلام لا يتعلق بالعالم الخارجي؛ بل إنَّه يتعلق بالعثور على إيمان كبير جداً في نفسك، ويتعلق الأمر بأن تدرك المُعتقدات المُقيِّدة، وأن تغير نظرتك لتشعر بالقوة بدلاً من ذلك.
2. الارتباط بغايتك من الحياة:
عندما يميل معظم الناس إلى التخلي عن أحلامهم، لا يقومون بذلك لأنَّهم كسالى أو يشعرون بالملل؛ بل لأنَّهم وضعوا أهدافاً لم يكونوا شغوفين بها حقاً، فإذا كنت لا تشعر بالإلهام، لا تتخلَّ عن أحلامك؛ بل اكتشف غايتك المطلقة من الحياة، واربط كلَّ إجراء وقرار تتخذه بتلك الغاية، وبهذه الطريقة سوف يعود إلهامك بقوة.
3. تحويل العقبات إلى فرص:
الفرق بين النجاح والفشل هو وجهة النظر؛ فالأشخاص الناجحون يعدون التحديات على أنَّها فرص للتعلم والنمو، ويجدون العبرة في كلِّ فشل، ويستفيدون منه حين يتخذون قراراتهم المستقبلية، إنَّهم يعلمون أنَّ الحياة تقف إلى جانبهم، وليست ضدهم؛ لذلك فكِّر بهذه الطريقة، ومن ثَمَّ لن يكون التخلي عن الأحلام خياراً لك بعد ذلك.
4. وضع استراتيجية:
من السهل أن تقول لنفسك: "لا تتخلَّ عن أحلامك"، لكن من الصعب جداً تحويل قوة الإرادة إلى عمل؛ إذ يقول توني: "قوة الإرادة في حد ذاتها ليست كافية، وإذا أردنا تحقيق تغيير دائم في حياتنا، يجب أن يكون لدينا استراتيجية فعالة"؛ ولذلك اتخذ إجراءات كبيرة اليوم لتبدأ في الحصول على ما تريده في الحياة.
5. الاحتفاء بالنجاحات الصغيرة:
ليس عليك الانتظار لبدء الاحتفاء بنجاحاتك، فكلُّ يوم هو هدية، وكلُّ يوم ننجز شيئاً ما، وبمجرد أن تضع استراتيجية ما، تأكَّد من أنَّك تدرك وتحتفي بالخطوات الصغيرة التي ستوصلك إلى هدفك الكبير، ودائماً اشعر بالامتنان تجاه كلِّ تملكه، وعند قيامك بهذا الأمر ستجذب طاقة إيجابية تدفعك نحو أحلامك.
أضف تعليقاً