وكل ما سبق ينتج عنه زيادة الفقر فالناس تعجز عن تأمين احتياجاتها الأساسية من مسكن وغذاء ولباس وتعليم فقد أصبح الفرد يشتري كميات أقل من السلع وبنفس القدر من المال الذي اشترى به سابقاً.
هذا وينتج عن غلاء الأسعار اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار، وفي وقتنا الحالي أصبح الجميع حول العالم يعاني من انخفاض القدرة الشرائية فقد انتشر التضخم في كل مكان ويمكنك أن تشعر بذلك عندما تملأ خزان الوقود أو تشتري من محل البقالة أو تدفع فاتورة الكهرباء والماء والإنترنت.
وأصبح مصدر قلقنا الأساسي كيفية مواجهة غلاء الأسعار واستمرار إمكانية شراء مستلزمات الحياة الأساسية فالكثير منا أصبح بعيداً كل البعد عن الرفاهية وانحصر تفكيره في مكافحة آثار الغلاء ومواجهته.
لذلك سنقدم في مقالنا الحالي مجموعة من الأفكار والاستراتيجيات التي يساعد اتباعها على مواجهة غلاء الأسعار.
كيف تواجه غلاء الأسعار؟
أصبح هذا السؤال هو محور حديثنا في كل مكان ومناسبة، وفيما يلي عدة نقاط يساعدك اتباعها على مواجهة غلاء الأسعار:
1. تحديد الأهداف المالية
تحديد الأهداف المالية هي أول وأهم الخطوات التي يجب اتباعها لتتمكن من توفير المال بحيث تفكر بالأشياء التي تريد تحقيقها في حياتك مستقبلاً مثل شراء سيارة أو منزل أو السفر برحلة حول العالم أو ربما بناء مشروع خاص.
وبالطبع يجب أن تكون منطقياً وواقعياً في أحلامك فلا تضع أهدافاً لا تناسب الظرف المالي أو الوضع المهني لك تجنباً للإحباط عند الشعور باستحالة تحقيق تلك الأهداف.
ومن ثم يجب تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر ليصبح تحقيقها أسهل ويترافق ذلك مع وضع جدول زمني يحدد مدة زمنية مناسبة لتحقيق كل هدف ليساعدك ذلك في البقاء على المسار الصحيح ولتتمكن من تعديل الأهداف في الوقت المناسب إن احتجت لذلك.
والهدف الرئيسي لخطوة تحديد الأهداف هو الحالة النفسية فالإنسان عند وجود هدف يسعى نحو تحقيقه يتمكن من ضبط نفسه وهذا ما نحتاجه كثيراً لنتمكن من تنفيذ الخطوات التي تلي هذه الخطوة.
2. راجع ميزانيتك باستمرار
يجب أن يمتلك كل منا ميزانية لمصاريفه الشهرية وهي عبارة عن خطة يتم فيها توزيع الراتب الشهري أو الدخل أياً كان بأفضل طريقة بحيث يخصص مبلغ للطعام وآخر للنقل أو السكن أو الترفيه وتختلف الميزانية باختلاف الوضع المالي لكل شخص، ويختلف ذلك عن الخطة المستقبلية للأهداف المالية.
ويجب الانتباه إلى ضرورة تخصيص مبلغ شهري للظروف الطارئة لتتجنب قدر الإمكان الديون في هذه الحالات.
أما مراجعة الميزانية فتتم بمقارنة النفقات بالأهداف المالية والدخل الشهري لتتمكن من تخفيض النفقات في الأماكن التي يمكن فيها ذلك فمثلاً تتوقف عن شراء أشياء أو خدمات ترفيهية أو تقتصر على شراءها مرة واحدة في الشهر.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإدارة أموالك بشكل أفضل
3. تنويع الدخل
عندما يكون التضخم المالي مرتفع ولا تتمكن من شراء ما تحتاجه من مستلزمات أساسية أو ادخار مبلغ مناسب يساعدك على تحقيق الأهداف المالية المستقبلية فعليك إيجاد طرق جديدة لتوفر دخل جديد.
فمثلاً يمكنك العمل بدوام إضافي بوظيفتك الحالية مقابل زيادة في الراتب الشهري أو يمكن البحث عن عمل جديد مع المحافظة على الوظيفة الحالية.
حيث يمكنك مثلاً أن تعمل بعد انتهاء دوامك اليومي خلال ساعات المساء فالكثير من الموظفين يعملون في وظائف ضمن مجال عملهم نفسه ولكن في شركات أخرى عبر الإنترنت أو في مجالات أخرى تمتلك موهبة فيها مثل الكتابة أو التصوير أو تصميم الأزياء أو الطبخ فمثلاً في منطقتنا سيدة تعمل في مدرسة منذ الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً وخلال ساعات المساء تقوم بإعداد أطباق متنوعة من الحلويات والفطائر وتعلن عن ذلك عبر الإنترنت والآن أصبحت مشهورة على مستوى المدينة ويوفر لها عملها مبلغ جيد وأعلى من راتبها الشهري في المدرسة ويساهم ذلك في تحسين وضعها المادي فتؤمن متطلبات عائلتها بأفضل شكل.
4. تجميع المهمات
ارتفاع أسعار الوقود أدى لارتفاع تكلفة التنقل والمواصلات ولتخفيض الكم من المال الذي تدفعه للتنقل يجب أن تجمع المهمات فبدلاً من الذهاب للعمل والعودة ومن ثم الذهاب مساءً للتسوق أو لدفع الفواتير فالأفضل مثلاً التسوق في طريق العودة من العمل إلى المنزل أو الخروج باكراً لإنجاز مهمة قبل الوصول إلى العمل فكلما تمكنت من إنجاز عدد مهام أكبر كلما استطعت توفير المزيد من المال.
5. إعداد الطعام في المنزل
اعتاد الكثير منا وخاصة ممن يعمل لعدد ساعات طويلة يومياً على تناول الطعام في المطعم عند العودة من العمل أو شراء الوجبات وشراء العصائر وحتى القهوة صباحاً أو غيرها من المشروبات التي يتم تناولها بشكل دائم.
ولكن في ظل غلاء الأسعار يجب تغيير هذا السلوك كلياً لأن ثمن الوجبة التي تشتريها من مطعم يمكن أن يساوي تكلفة إعداد عدة وجبات في المنزل وكذلك القهوة والعصائر يمكن شراء المعدات اللازمة والاعتياد على إعدادها في المنزل.
وفي حال كنت تعود متعباً من عملك يمكن إعداد عدة وجبات في يوم العطلة وتقوم بتسخين الطعام فقط خلال أيام الأسبوع.
6. إعداد خطة للتسوق
الذهاب إلى المتجر دون خطة معدة بدقة يؤدي لخسارة الكثير من المال دون فائدة تذكر حيث توجد الكثير من المنتجات التي نشتريها فقط لأنه أعجبنا شكلها أو ربما الفضول دفعنا إلى تجربتها وأغرتنا الدعايات والأشكال الملفتة للانتباه.
لذلك خصص البعض من وقتك في نهاية الأسبوع وحدد الوجبات التي تريد طبخها في الأسبوع المقبل والمواد المطلوبة لذلك والكميات التي تحتاجها بالإضافة إلى تحديد المستلزمات الضرورية فقط وإنشاء قائمة تحدد المشتريات لتجنب مختلف عمليات الشراء الاندفاعية.
ولتوفير المال يمكن أن تشتري في كل مرة نوع واحد من الفاكهة وكذلك اللحوم يمكن أن تشتري هذه المرة اللحم وأخرى السمك ومرة أخرى الدجاج ويمكن أن تستبدل مصادر البروتين تلك بمصادر أخرى أقل ثمناً مثل البيض والمكسرات واللبن وهكذا بالنسبة للمواد الغذائية الأخرى.
وقبل شراء أي سلعة أو خدمة يفضل أن تقارن الأسعار فيوجد الكثير من العلامات التجارية الخاصة تقدم منتجات جيدة وبأسعار أقل بكثير من منتجات العلامات التجارية المعروفة والعالمية التي تقدم سلعتها بأسعار باهظة نتيجة الشهرة فقط وكذلك المتاجر فالبعض منها يبيع السلع بأسعار أقل من غيره.
وحاول أن تتابع الأخبار المتعلقة بالمتاجر المختلفة لتستغل أوقات العروض والخصومات وتشتري ما تحتاجه من مستلزمات حيث يساعد ذلك في توفير الكثير من المال.
واحذر التسوق مع الأطفال فكل دقيقة يتواجد فيها الطفل في المتجر يزداد احتمال شراء منتج ما سواءً الملابس أو الألعاب أو الطعام ولا يمكن إقناع الطفل بعدم قدرتك على شراء ما يرغب به.
ولا تنس أن تتناول الطعام قبل الذهاب إلى متجر أو سوق ما تجنباً لتناول الطعام أو شراء الوجبات.
7. قنن في استخدام الكهرباء
يمكن أن تخفض فاتورة الكهرباء فقط في تشغيل الأشياء التي تحتاجها حقاً والانتباه لعدم ترك أدوات كهربائية متصلة بالكهرباء أثناء عدم تواجدك في المنزل أو أثناء عدم الحاجة لها.
فالبعض منا يترك الحاسوب متصل أو المدفأة أو التلفاز أو سخان الماء والكثير منا يترك الإنارة خلال الليل والنهار بالرغم من عدم الحاجة لها حتى عند التواجد في المنزل.
حيث أن بعض الأدوات يتم تسميتها بمصاص الدماء لأنها تهدر الكهرباء أثناء اتصالها دون استخدام فعلي لها.
8. الإنفاق بالمال نقداً فقط
شراء المنتجات والسلع باستخدام البطاقات يقلل من شعورك بالخطر ومن تأنيب الضمير أما عند رؤيتك للمال يخرج من جيبك وتنفق الكثير منه ستشعر بالخطر من انتهاء المال في أي لحظة فيقل اندفاعك للشراء لذلك عليك بالإنفاق نقداً فقط.
9. ركوب الدراجة أو المشي
قد يبدو الأمر سخيفاً بالنسبة لك الآن ولكن عندما تلاحظ كم المال الذي توفره عندما تذهب مشياً أو بواسطة الدراجة بدلاً من استخدام سيارتك الخاصة أو استخدام وسائل النقل العامة دائماً سيشكل ذلك دافعاً لك، بالإضافة إلى أن الأمر صحي ويعتبر ممارسة للرياضة يومياً.
في الختام
غلاء الأسعار خطر يواجه الجميع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في كل مكان حالياً وينتج عن ذلك انخفاض في القدرة الشرائية وعدم استقرار اجتماعي، ولكن نحن كأفراد علينا مواجهة غلاء الأسعار دون انتظار تغير الأوضاع المحيطة.
ويبدأ ذلك بتحديد الأهداف المالية لتشكل حافز يدفعك إلى توفير المال، ومن ثم وضع ميزانية وخطة تحدد ضمنها المستلزمات الضرورية وتقوم بمراجعتها باستمرار.
وكذلك تحديد خطة للتسويق ويسبق تحديدها التفكير بالوجبات التي تريد إعدادها وما تحتاجه من معدات ومواد لذلك وحاول شراء ما تحتاجه خلال فترات العروض والخصومات ومن المتاجر.
ومن الضروري إعداد الطعام في المنزل والابتعاد عن الوجبات الجاهزة قدر الإمكان، كما يفضل الدفع نقداً بدلاً من الاعتماد على البطاقات، ولتوفير تكلفة التنقل ننصحك بالتنقل مشياً في الأماكن القريبة أو باستخدام الدراجة.
أضف تعليقاً