ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والمدوِّن "ليو بابوتا" (Leo Babauta) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته مع الشكوى الدائمة.
لقد قابلتُ أشخاصاً حاولوا تطبيق نظام للحد من التذمر - حيث يمتنعون عن الشكوى لمدة شهر- وهذه تُعَدُّ طريقة غريبة، ومع ذلك، إذا حاولنا ببساطة التوقف عن الشكوى، فإنَّنا نفوت فرصة رائعة لاستعادة وعينا.
على سبيل المثال: إذا كنا نشكو، فما هي العواطف الكامنة وراء الشكوى؟ وهل يمكننا التعامل مع ذلك؟ وهل يمكننا التعامل مع الخوف المتجذر في هذه العاطفة؟ مع هذا النوع من ممارسة اليقظة الذهنية، تصبح الشكوى فرصة لعيش تجربتنا، مع مخاوفنا وعواطفنا، بدلاً من مجرد الانغلاق على أنفسنا.
لماذا نشتكي؟
نشكو غالباً عندما لا نقبل الأشياء كما هي عليه، ونقول: "الأمور لا تتم بالطريقة التي أريدها، أريد الأشياء على طريقتي"؛ لذا فإنَّ الشكوى هي تعبير عن الإحباط أو الانزعاج أو الغضب لأنَّنا لم نصل إلى هدفنا.
في الواقع، لا حرج في ألَّا تسير الأمور على طريقتنا، ولكن غالباً ما يكون هناك خوف من أنَّنا لن نكون على ما يرام إذا لم تجرِ الأمور على النحو الذي نريده، ونخشى عدم السيطرة على الأشياء؛ لذلك نشعر بهذا الخوف من انعدام السيطرة، الخوف من أنَّنا لن نكون على ما يرام إذا لم نحقق ما نريد؛ الأمر الذي يؤدي بنا إلى الشعور بالإحباط والانفعال والغضب.
ثم، نخلق رواية حول كيف أنَّ الأمور لا ينبغي أن تكون على هذا النحو، وينبغي أن تكون بطريقة أخرى، نتذمر دائماً بعباراتٍ مثل: "لا ينبغي أن يتصرفوا بهذه الطريقة"، "لماذا يفعلون ذلك دائما؟"، "يجب أن أكون أفضل"، "لا ينبغي أن أكون على هذه الحال".
في الواقع، هذا ما يحدث عندما نحاول التخلص من شكوانا، نشعر أنَّ هناك خطباً ما فينا عندما نشكو؛ لذلك نحن بحاجة إلى التغيير؛ لأنَّه لا ينبغي أن نكون على هذا النحو، فالتخلص من الشكوى هو بالأساس شكل من أشكال الشكوى.
في الختام، الامتنان هو الحل:
إنَّ الممارسة هي ببساطة أن تتأقلم مع ما هو موجود؛ وهذا يعني أنَّه عندما نشعر بالحاجة إلى الشكوى، يمكننا أن نشعر بعدم الإعجاب بالأشياء كما هي، ويمكن أن نعبِّر عن انفعالنا وإحباطنا وغضبنا، كما يمكننا أن نتعامل مع خوفنا الكامن وراء كل ذلك؛ الخوف من أنَّنا لن نكون على ما يرام إذا لم نملك السيطرة على كل شيء.
يمكننا أن نتوقع الكيفية التي يجب أن يتصرف بها الشخص الآخر بشكل مختلف، أو أنَّنا يجب أن نكون مختلفين عما نحن عليه، فبمجرد أن نفعل كل ذلك، يمكننا بعد ذلك أن نتعامل مع الشخص أو الحالة، تماماً كما هي أو كما هم، كما يمكننا أن نتقبل الأمور على حالها، وفي هذه الحالة يكفي أن نوسع آفاقنا ونتقبل ببساطة ما يمكننا إدراكه تماماً كما هو والاستسلام له، ربما حتى نكون ممتنين له. إنَّها ممارسة جميلة تستمر مدى الحياة.
أضف تعليقاً