تمثِّل المقابلة الشخصية مرحلة من مراحل البحث عن العمل، فهي المرحلة الثانية من مراحل الحصول على عمل، وفي كثير من الأحيان تمثِّل العامل الحاسم في قبولك أو رفضك، فكلما كنت متفوقاً فيها، وأثبتَّ ذاتك خلالها، كانت فرصتك أكبر بالحصول على الوظيفة التي تحلم وترغب بها.
ما هي المقابلات الوظيفية؟
المقابلات الوظيفية هي المقابلات التي تعتمدها المنظمات والشركات وأصحاب العمل بهدف اختيار أفضل العاملين من حيث القدرة والكفاءة والموهبة لشغل وظيفة محددة، فهي تمثِّل صيغة رسمية يقوم بها صاحب العمل أو مَن ينوب عنه بهدف إجراء تقييم شامل للمتقدِّمين لشغل هذه الوظيفة.
تهدف هذه المقابلات عادةً إلى التعرف إلى الجوانب الشخصية والمعرفية والثقافية للفرد المُتقدِّم على الواقع، وتقييم مدى صلاحية هذا المرشح لشغل الوظيفة.
المقابلة الشخصية هي الخطوة الحيوية في رحلة السعي إلى الحصول على وظيفة؛ إذ يُكرِّس الأفراد أوقاتهم ومؤهلاتهم وخططهم من أجل النجاح فيها، فهي خطوة حاسمة من أجل تحقيق هدفك بشغل هذه الوظيفة التي تقدَّمت إليها؛ ولذلك من الطبيعي الشعور بالقلق أو الخوف والتوتر، لكنَّ الأفضل هو من يستطيع التخلص من هذه المشاعر والمضي بنجاحٍ في المقابلة، فالبقاء فيها للأفضل دائماً.
أهداف مقابلات التوظيف
يواجه الكثير من الأشخاص تحدي البحث عن وظيفة مناسبة، وإجتياز عملية التوظيف والمقابلة الشخصية قد يكون من أصعب التحديات التي يمرون بها. ولكن يجب أن يكون لديهم فهم واضح لأهداف هذه المقابلة ليتمكنوا من التألق والنجاح فيها. فيما يلي نبين أهم أهداف مقابلة التوظيف:
1. تقييم مهارات وقدرات المتقدم للوظيفة
حيث يتمكن المسؤولون عن التوظيف من خلال المقابلة من تقييم قدرة المتقدم على أداء المهام المطلوبة في الوظيفة ومدى توافقه مع متطلبات العمل.
2. التعرف على شخصية المتقدم ومدى توافقه مع ثقافة وقيم الشركة
فمن خلال الحوار والمحادثة مع المتقدم يمكن للمسؤولين عن التوظيف تقييم شخصيته ومدى توافقه مع طبيعة العمل والبيئة في الشركة.
3. تقييم استعداد المتقدم لتطوير نفسه وتطوير مهاراته في مجال العمل
يمكن من خلال المقابلة استكشاف رغبة المتقدم في الاستمرار في التعلم وتحسين أدائه وإضافة قيمة للشركة.
4. مساعدة المتقدم على فهم طبيعة الوظيفة ومتطلباتها بشكل أفضل
وذلك عبر تقديم فرصة له لطرح أي استفسارات يمكن أن تكون لديه بخصوص الوظيفة أو الشركة.
بالاستعداد الجيد والفهم الواضح لأهداف مقابلة التوظيف يمكن للأشخاص أن يتألقوا في هذه العملية ويحققوا أهدافهم في الحصول على الوظيفة المناسبة وبناء مستقبل مهني ناجح.
أنواع المقابلات الوظيفية في الموارد البشرية
تعتبر المقابلة الوظيفية من أهم الخطوات في عملية اختيار الموظفين، حيث تساعد في تقييم مهارات الأفراد وقدراتهم على أداء الوظيفة المطلوبة. وتتوفر العديد من أنواع المقابلات الشخصية التي تستخدم في مجال الموارد البشرية، حيث يتم اختيار نوع المقابلة بناءً على الغرض منها والمتطلبات الوظيفية للوظيفة المعنية. وفيما يلي نستعرض بعض أنواع المقابلات الوظيفية في مجال الموارد البشرية:
1. الاستشارة
الهدف من مقابلات الاستشارة انتقاء خبراء متخصصين في مجال معيَّن. تتضمن هذه المقابلات عادة تقديم تحليلك لمشكلة عمل افتراضية أو سيناريو صنع القرار. يقيم هذا النوع من المقابلات قدراتك على التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرار
2. الترقية
هي المقابلة الوظيفية التي تُعقد بين المدير والموظف في ذات مكان العمل (منظمة، أو شركة، أو عمل خاص آخر)؛ بهدف ترقية الموظف إلى مستوى وظيفي أعلى.
3. التوظيف
هي المقابلات الوظيفية التي تجري بين أصحاب العمل والمتقدمين لشاغر وظيفي محدَّد؛ إذ يُركَّز على اختيار الشخص الأكثر كفاءة لهذه الوظيفة. ميزة إجراء هذه الأنواع من المقابلات هي القدرة على العثور على أشخاص رائعين قبل فتح الوظيفة.
4. التأديب
هي المقابلات الوظيفية التي تُعقد بين المدير والموظفين الذين لم يصل أداؤهم إلى المستوى المطلوب، للوقوف على أسباب التقصير واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة.
5. الفرز
مقابلة وظيفية تجري بين المدير والموظفين من أجل تصنيف الأخيرين وَفقاً لمعايير محددة، مثل المواهب، والقدرات، والشهادات العلمية، ومن ثمَّ توزيعهم على الأعمال التي تناسبهم داخل المنظمة أو الشركة، بحيث يمكن لهم تحقيق النجاح وفقاً للخبرات التي يمتلكونها.
6. الاستكشاف
هي نوع من المقابلات الوظيفية التي تهدف إلى استكشاف ما يوجد لدى الموظفين الموجودين من مواهب وقدرات، أو استكشاف أساليب وطرائق جديدة في العمل، أو الوقوف على الأخطاء الموجودة.
أساليب إجراء المقابلات الوظيفية
تختلف أشكال المقابلات الوظيفية وأساليب إجرائها بحسب الهدف الذي ينشده أصحاب العمل ونوع الكفاءات التي يرغبون بالحصول عليها، كما تساهم خصائص السوق في اختيار الأشكال والأساليب التي تجري فيها المقابلات الوظيفية.
المقابلات الوظيفية ليست بالأمر البسيط، سواء على من يجري المقابلة، أم على الذي يخضع لها، فكلاهما يحتاج إلى التحضير الجيد لها، فهي عملية استكشاف متبادل؛ إذ توفِّر فرصةً للمُتقدِّم ليعرض إمكاناته، واستكشاف الجوانب المختلفة عن نشاطات الشركة، وطبيعة الوظيفة، والتفاصيل المتعلقة بها، وكذلك تمثِّل فرصةً لمسؤول التوظيف للاستفسار عن الجوانب التي يريدها واستكشاف سِمات المتقدِّم وصفاته.
من طرائق إجراء المقابلات الوظيفية:
- المقابلة الفردية: هي المقابلات الوظيفية التي تُعقد وجهاً لوجه بين مُقدِّم الوظيفة، ومسؤول التوظيف الذي يمكن أن يكون فرداً أو مجموعة.
- المقابلة الجماعية: هي المقابلات الوظيفية التي تجري بين صاحب العمل ومجموعة من الأشخاص الراغبين بالحصول على الوظيفة في وقت واحد.
- المقابلة الهاتفية: هي المقابلات الوظيفية التي تجري خلال الهاتف بين مسؤول التوظيف أو صاحب العمل، وبين المُتقدِّم، دون الحاجة إلى وجود الفيزيائي في موقع محدد.
- المقابلة من خلال الإنترنت: هي المقابلات الوظيفية التي تجري بين المُتقدِّم، ومسؤول التوظيف خلال شبكة الإنترنت، وتُتيح إمكانية الرؤية في أثناء المقابلة.
كيف تستعد للمقابلة الوظيفية؟
إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة وتمتلك فرصة لإجراء مقابلة وظيفية، فإن الاستعداد الجيد لهذه المقابلة يمثل خطوة مهمة لزيادة فرص نجاحك في الحصول على الوظيفة المرغوبة. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في الاستعداد لمقابلة عمل بشكل مثالي:
1. اجمع المعلومات
إذا أردت التقدم إلى وظيفة ما، ينبغي لك أولاً أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عن الشركة وصاحبها أو مديرها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، لا سيما عن دور الوظيفة التي تتقدَّم إليها في تحقيق تلك الأهداف، كما يُفضَّل أن تتعرف إلى الأشخاص المسؤولين عن المقابلة الوظيفية، وتتعرَّف إلى مجالات عملهم، وإن كان في الإمكان معرفة اهتماماتهم، كما ينبغي لك التعرف إلى نشاطات الشركة أو المنظمة وأعمالها وخدماتها والفئة التي تستهدفها بهذه الخدمات.
يجب أيضاً عدم إغفال تاريخ الشركة، وكم من الوقت مضى على وجودها، وما حققته من إنجازات، ويُفضَّل أن تدخل إلى موقع الشركة أو المنظمة على شبكة الإنترنت وتطَّلع على كل ما يتعلق بها: (نوع المنظمة، وأهدافها، ورسالتها، ورؤيتها، وتاريخها، وأخبارها، ونشاطاتها، ومنافسيها، وعملائها، وأصولها، والرواتب، والفروع، وأي الكفاءات يحتاجون إليها).
شاهد بالفيديو: 6 طرق لزيادة فُرص النجاح في مقابلات العمل
2. كن مستعداً للأسئلة
بعد أن تجمع المعلومات سيصبح في إمكانك توقُّع بعض الأسئلة التي يمكن أن يطرحها مسؤولو التوظيف عليك، اكتب ما تتوقعه من أسئلة، ودوِّن إجاباتك عليها؛ فذلك سيفيدك بترتيب أفكارك، عليك تحديد أهدافك والمهارات التي تملكها والتي يمكن أن توظفها في العمل المُتقدِّم إليه.
أجرِ تدريباً وحدك على طريقة دخولك أمام اللجنة أو مسؤول التوظيف وطريقة الجلوس والإجابة، ويُفضَّل إجراء التجارب أمام أفراد مُقرَّبين منك، سواء من عائلتك، أم من أصدقائك؛ وذلك من أجل أخذ الملاحظات وتلافيها قبل الدخول إلى المقابلة الحقيقة.
ليس بالضرورة أن يُطرَح عليك في المقابلة ما توقعته من أسئلة، لكنَّ تدريبك على طرائق الإجابة سوف يساعدك على تلافي الأخطاء أو الشعور بالإحراج والتوتر، ويجب أن تحضر نفسك بحيث تستطيع إيصال كل ما تريده في غضون مدة قصيرة تتراوح بين (10 إلى 15) دقيقة، ويُحبَّذ أن تسجِّل ما تقوله من أجل مراجعة الكلمات بحذر وتدارك الأخطاء المحتملة.
3. اهتم بمظهرك الخارجي
يقول أستاذ التسويق في جامعة "بنسلفانيا الأمريكية": "إذا أردتم الظفر بوظيفة، فعليكم بالتفاصيل الصغيرة؛ إذ أصبح المظهر الخارجي يؤدي دوراً رئيساً في الحصول على وظيفة مهما كانت ثقافتك ومعدلك".
المظهر الخارجي يعكس روحك، كما يؤدي دوراً رئيساً في نجاحك؛ لذا يجب أن تهتم بمظهرك الخارجي، وبملابسك، وطريقة تنسيقها، والألوان المناسبة للمقابلة، وابتعد عن التكلف والبهرجة والتصنع، واختر الملابس ذات الطابع الرسمي الأنيق والألوان الهادئة المريحة للنظر، وكلما اقتربت الملابس من نمط الملابس التي يرتديها العاملون الموجودون في المنظمة كان أفضل، لا داعي أن تكون الملابس غالية أو فخمة؛ بل يكفي أنَّها نظيفة ومرتبة وتحمل التناسق فيما بينها، ومن سبل العناية بالمظهر الخارجي أيضاً تمشيط الشعر، وتقليم الأظافر، والحرص على الرائحة العطرة.
4. كن منضبطا
احرص على أن تصل على موعد مقابلتك تماماً، فالتأخر سيكون سبباً في خسارتك؛ لذا يجب عليك أن تستطلع مكان المقابلة قبل موعد المقابلة، وتحدِّد ما يجب عليك فعله، لكيلا تتأخر عن موعدها أو يحصل سوء تقدير في الوقت.
5. تجنب القلق والتوتر
المقابلة الوظيفية هامَّة جداً، فهي التي تشكِّل الانطباعات الأولى، ويُحكم عليك من خلالها؛ لذا احرص على أن تكون في حالة نفسية مستقرة في يوم المقابلة، وابتعد عن كل ما قد يؤثر فيها ويجعلك تغضب أو تشعر بالتوتر، فعليك أن تثبت ذاتك، وتفرض حضورك؛ وذلك لن يحدث ما لم تتحلَّى بالثقة بنفسك، وتشعر بأنَّك قادر على أن تثبت جدارتك وكفاءتك وحقك في الحصول على هذه الوظيفة.
6. استمع وأنصت جيدا
ينبغي ألا تقاطع المتحدث في أثناء المقابلة مهما كان نوع الكلام الذي يقوله، وحتى إن كان لديك اعتراض عليه، وفي حال وجود اختلاف في وجهات النظر، يجب عليك إبداء رأيك بكل لباقة واحترام، واستخدام العبارات التي تنمُّ عن احترام شديد للآخر، ولا تبدِ العناد، أو تتمسَّك برأيك بشدة؛ بل حاول الانتقال إلى موضوع آخر.
شاهد بالفيديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي
7. اطرح الأسئلة
قد يُتاح لك في أثناء المقابلة الوظيفية طرح الأسئلة، عليك استغلال الفرصة وطرح أسئلة للحصول على مزيد من المعلومات عن الشركة أو المكان الذي ترغب بالعمل فيه، مثل (عدد ساعات العمل، ومكان العمل، والراتب، وشركاء العمل، والمدير المباشر لك).
8. قدِّم نسخة نظيفة من أوراقك المستندية
عليك أن تحرص على أن تقدِّم الأوراق الشخصية الثبوتية الخاصة بك بصورة مرتبة ونظيفة وضمن ملف واحد.
نصائح من أجل المقابلات الوظيفية
لكي تكون المقابلة الوظيفية ناجحة وتزيد من فرص الحصول على الوظيفة المرغوبة، يجب اتباع بعض الارشادات الهامة التي ستيسر لك مهمة الفوز بوظيفة المستقبل. فيما يلي عدة نصائح للنجاح في مقابلة العمل:
- اذهب قبل موعد المقابلة إلى المكان المحدد.
- احرص على أن تكون مرتاحاً قبل يوم المقابلة من خلال حرصك على النوم الكافي.
- خذ معك أكثر من نسخة لسيرتك الذاتية.
- ضع عينيك في عيني الشخص الذي يحدِّثك.
- أجب عن الأسئلة بوضوح، ولا تراوغ، ولا تختصر إجابتك بنعم أو لا.
- حاول أن تبرز إنجازاتك السابقة.
- لا تفتعل مشكلات شخصية مع اللجان.
- إذا لم تستطيع تحديد أي الملابس المناسبة، فيجب عليك ارتداء البدلة الرسمية، وبألوان غامقة أو هادئة، مثل الأسود والأبيض.
- لا تجب عن الأسئلة بسرعة؛ بل يجب أن تصغي جيداً، وتعطي نفسك برهة من الوقت للتفكير.
- تحدَّث بصوت واضح غير منخفض ولا جهوري.
- لا تخرج عن موضوع السؤال.
- لا تتعمَّق في التفاصيل أو تسهب في الكلام.
- لا ترتبك أو تتوتر بالصورة التي تُظهرك غير واثق بنفسك.
- إياك أن تدخِّن، أو تمضغ العلكة، أو أي شيء من هذا القبيل.
في الختام
حتمية البحث عن عمل تستطيع من خلاله كسب رزقك وإثبات نفسك هي أمر لا مفر منه؛ لذا عليك الحرص على اختيار المكان الذي يمكن أن تحقِّق فيه ذاتك ويشعرك بالرضى، وهذا لن يحدث دون التحضير الجيد المسبق، فاحرص على تنمية مهاراتك ومواهبك، وتعلم الأشياء الجديدة باستمرار من أجل النجاح في مساعيك، فالتحضير للمقابلات الوظيفية هي الجزء الأهم لحصولك على الوظيفة المناسبة؛ لذا لا تدَّخر جهداً في سبيل التدرب عليها، واكتساب كل ما يمكن من شأنه أن يدفعك لتجاوزها بنجاح.
أضف تعليقاً