أظهر استطلاع أُجرِي في سبتمبر الماضي على موقع "أو سي سي مونديال" (OCCMundial) أنَّ 77% من الموظفين يودُّون العمل ضمن نظام هجين، إذا سمحَت ظروف الجائحة بذلك.
يجدر بالذكر أنَّ نظام العمل الهجين (hybrid work model) يحمل فوائد لكِلا الموظفين والشركات وهي:
- توفير الأعباء المادية على الشركات، بسبب الحاجة إلى مكاتب أصغر، أو عدم الحاجة إليها على الإطلاق، واستئجار مساحات العمل المشتركة (coworking) مرَّة أو مرتين في الأسبوع، إضافةً إلى ضمان ظروف الاستقلالية والمرونة لموظفيهم، والتي تؤدي إلى إنتاجية أعلى ورضا أكبر.
- تمتُّع الموظفين بمرونة أكبر في جداولهم، وتوفير تكاليف النقل، وتوفير الوقت الضائع من وإلى مكان العمل، والتمتع باستقلالية أكبر، وتحقيق التوازن بين حياة العمل والحياة الشخصية، وبالوقت نفسه الحفاظ على العلاقات مع زملائهم والمشرفين عليهم وجهاً لوجه.
الأمر الآخر الذي يجب أخذه بالحسبان هو ما إذا كانت الشركات التي تستخدم نظام العمل الهجين ملزمةً في معظم الدول بتقديم الدعم لموظفيها في المنزل عبر دفع فواتير الكهرباء والاتصال بالإنترنت إذا كان الموظف يعمل على الأقل 40% من الوقت من المنزل.
يجب على الشركات إذاً التفاوض مع الموظفين للوصول إلى اتفاق ينصُّ عليه في عقد العمل، حيث يُحدَّد نظام العمل ونسبة النشاطات التي يجب إنجازها من المنزل وتلك التي عليهم تنفيذها ضمن مكاتب الشركة، بحيث يكون الاتفاق مناسباً للطرفين.
من الضروري أن تكون الشركات ملمَّةً بالقوانين جيداً، وتعمل وفقاً لمبادئ توجيهية داخلية، وأن تتوافق ميزانياتها مع الالتزامات الجديدة مثل: توفير الدخل اللازم للموظفين ليؤدوا عملهم على النحو الأمثل، وذلك يتضمن في النظام الهجين تسديد نسبة من فواتير الكهرباء والاتصال بالإنترنت والحواسيب، علاوة على ذلك، عليهم التفكير بتدريب الموظفين على العمل وفق هذا النظام أو غيره، إلى جانب ضمان حقِّ الموظفين بتحديد ساعات العمل للمحافظة على التوازن بين حياتهم الشخصية وعملهم، وبالتالي الحفاظ على التوازن في صحتهم النفسية والجسدية.
لا أحد واثق اليوم متى ستعود الشركات إلى العمل كسابق عهدها، ولكنَّ المؤكد هو أنَّ عالم العمل قد تغير، وستتشجع العديد من الشركات على تبنِّي نظام العمل عن بعد لبعض الوظائف وتطبيق النظام الهجين على غيرها.
أضف تعليقاً