على الرغم من أنَّه قد يكون من الصعب تخيُّل ذلك، إلا أنَّه يمكن استخلاص العديد من الدروس القيِّمة من عام 2020؛ لذا نقدم إليك عزيزنا القارئ في هذا المقال ثلاثة من هذه الدروس:
1. تحديد الأولويات:
في هذا العام، اضطررنا جميعاً إلى البقاء في المنزل خلال فترة حظر التجول، الأمر الذي أدى إلى حدوث تأثيراتٍ جانبيَّةٍ إيجابية غير متوقعة تتمثل في قضاء أوقات جيدة مع الأهل والأحباء، وتخصيص وقت للتمعن في مسارات حياتنا.
يعد التمعن في الخيارات المتاحة في أوقات الأزمات كل شيء؛ حيث وجد استطلاع أُجرِيَ على 2000 أمريكي، من قِبل شركة "ون بول" (OnePoll) بتكليف من شركة "كروكبوت" (Crockpot)، أنَّ الأشخاص الذين يتمهلون ويعدُّون أنفسهم قبل الإقدام على اتخاذ أي إجراءٍ كان، يتصرفون بطريقة هادئة ومسترخية، ولا يتكيفون بسهولة أكثر مع الحياة في المنزل فحسب، ولكن من المرجح أيضاً أن يروا أنَّهم أقدر على حل المشكلات الصعبة خلال فترة الحجر الصحي مقارنةً مع نظرائهم الذين يصفون أنفسهم بأنَّهم قادرون على إنجاز المهام بسهولة وسرعة، أو الأشخاص سريعي الانفعال والتوتر.
2. وجهات النظر:
تبيَّن للقادة في كل من المنظمات الحكومية والخاصة خلال هذا العام أنَّ الحديث عن قضايا المساواة لا يكفي؛ بل يجب بذل الوقت والجهد في تدريب الموظفين على معالجة التحيز اللاواعي.
وبالحديث مع "ناتالي مولينا نينو" (Nathalie Molina Niño) وهي رائدة أعمال ومبرمجة ومديرة تنفيذية لشركة "برافا" (BRAVA) للاستثمارات -تلك المستثمرة التي قضت وقتاً طويلاً في عام 2020 في تقديم النصائح لرائدات الأعمال حول طريقة الحصول على قروض الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم أعمالهن التجارية- عن أهدافها المتعلقة بالاضطرابات العنصرية التي حدثت في العام الماضي على خلفية مقتل جورج فلويد؛ حيث قالت:
"لقد كانت المجتمعات متعددة الأعراق -كما هو الحال في جميع فترات الوهنِ الاقتصادي- الأكثر تأثراً، لهذا السبب أنا مقتنعة الآن أكثر من أي وقت مضى، أنَّ إلغاء جميع أشكال الخطوط الحمراء الحديثة مثل سياسة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يجب أن يكون من أهم الأولويات لدى أي شخص يتولى القيادة في زمن الاقتصاد المقبل".
3. المثابرة:
لقد كان الأبطال الرئيسون لعام 2020 بالتأكيد هم الأشخاص العاملون في مجال الرعاية الصحية؛ أولئكَ الذين وقفوا بقوة واستمروا في بذل قصارى جهدهم لإنقاذ أرواح الناس؛ حتى في حالة عدم توفر أجهزة الحماية التي يحتاجونها، ومع ذلك لم تكن قصص هذا العام عن القدرة على التحمل والتكيف في ممرات المستشفيات فحسب؛ وإنَّما في الأسواق التجارية أيضاً.
قد تعني المثابرة الحفاظ على الاستمرارية في أثناء إغلاق مشروع تجاري أو مواجهة موقف يجعلك تشعر بالحزن أو خيبة الأمل المترافق مع تغيير اتجاه عمل الشركة.
تعد قصة "إيل وانغ" (Elle Wang)، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة "إميليا جورج" (Emilia George)، مثالاً رائعاً عن المثابرة؛ فقد انتشر الوباء بعد 3 أشهر من إطلاقها منتجاتها من الملابس الفاخرة، ومع إغلاق جميع الأماكن العامة، توقفت مصانع النسيج الخاصة بها عن الإنتاج.
تَذكُر "وانغ": "لم يكن البكاء هو الحل، فقد كان الخيار الآخر الوحيد هو إيقاف العمل مؤقتاً أو إغلاقه قبل أن تتاح لنا فرصة بنائه".
وفي شهر نيسان في ذروة الوباء، أدركوا أنَّ هناك نقصاً في الكمامات، لذلك قرروا إعادة استخدام الأقمشة التي كانت مخصصة للملابس لصنعها، وبعد حصول المنتج على الموافقات اللازمة بسرعة، تلقَّوا خطاباً من المعهد الوطني للصحة (National Institute of Health) يطلب منهم 100،000 كمامة على الفور، فأعطوا الأولوية للطلب وقاموا بتسليمه خلال شهر ونصف.
تُؤكِّد "وانغ" بأنَّ أكثر اللحظات فخراً بالنسبة إليها عندما ارتدى الدكتور "أنتوني فاوتشي" (Anthony Fauci) -المساعد في المعهد- كمامةً من صنع شركتها في جلسة استماع لمجلس الشيوخ، لقد تطورت علامتهم التجارية منذ ذلك الحين، وتوسعت لتصل إلى متاجر مثل "نيمان ماركوس" (Neiman Marcus) وغيرها.
تنصح "إيل": "إذا كان بإمكانك المثابرة لفترة أطول قليلاً، فقد ينتهي بك الأمر في مكان لم تتخيله أبداً؛ ابكِ إن أردت، فلا بأس في ذلك طالما أنَّك تثابر وتجتهد".
في حين لا يعرف أحد منَّا ما ينتظرنا في عام 2021، إلا أنَّه يمكننا التأمل في الأفضل، والتمسك بأحبائنا، والتعامل مع الناس بكرامة عندما تسوء الأمور؛ لذا واظب على المثابرة.
أضف تعليقاً