ما هو الذكاء الاصطناعي؟
يُعرَف الذكاء الاصطناعي بأنَّه أحد فروع علم الحاسوب، والذي يختص بدراسة وتصميم الأنظمة الذكية للآلات والبرامج التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية، كالقدرة على التعلم والاستنتاج وردود الأفعال وبرمجة الآلات لتصبح قادرة على القيام بفعل معين.
تاريخ الذكاء الاصطناعي:
تيمناً بقول أحد الفلاسفة الإغريق: "علينا عند البحث عن أي علم أن نبدأ من المهد"؛ وبما أنَّنا في مقالنا هذا سنتحدث عن علم قائم، فلا بد أن نذكر تاريخ هذا العلم كي نفهم تسلسل تطوره، بدءاً من العصور القديمة وأساطيرها وقصصها الشائعة عن الكائنات الاصطناعية المتمتعة بالذكاء البشري، إلى تاريخ تأسيس الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 1956م ضمن ورشة عمل عُقِدت في كلية دارتموث (Dartmouth College)، حيث ذكر العالم جون مكارثي -الذي يُعَدُّ أحد المؤسسين لهذا العلم- مصطلح الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) لأول مرة.
لقد بدأت الفكرة بالرواج، وحازت على اهتمام الكثيرين، وتلقت الدعم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ لكن انخفض الدعم وقلَّ الاستثمار في سبعينيات القرن الماضي بسبب تخفيض الدعم من قِبل الحكومات على أبحاث التطوير، لعدم وجود نتائج فعلية على أرض الواقع، وقد عُرِفت تلك الفترة "بشتاء الذكاء الاصطناعي".
بدأت الفكرة تستعيد عافيتها خلال تسعينيات القرن الماضي -تحديداً في عام 1997- مع تطور البرمجيات التي أثبتت فاعليتها وقدرتها العالية، حيث تمكَّنت شركة (IBM) من تصنيع حاسوب "ديب بلو" الذي استطاع هزيمة بطل العالم الروسي "جاري كاسباروف"، وقد اعتُبِر هذا الحدث نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي.
أهمية الذكاء الاصطناعي:
- في مجال الصناعة: الحفاظ على الخبرات البشرية من خلال نقلها إلى الآلات والأجهزة الذكية.
- في مجال البرمجة: استبدال لغة البرمجة بلغة الإنسان، ممَّا يؤدي إلى سهولة وصول الجميع إليها.
- في مجال الصحة: قدَّم الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في الطب من خلال التقنيات التي تساعد في التشخيص والفحص والعمل الجراحي.
- على الصعيد الاقتصادي: ساعد في نهضة اقتصاد دول كثيرة من خلال التطبيقات التي قدمها، والتي تساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة بناء على البيانات المقدمة.
- على صعيد الشركات المُصنِّعة: تعتمد الشركات المُصنِّعة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع التي تُجريها، حيث توفر لها الوقت والجهد والمال أيضاً.
- على صعيد المؤسسات: بدأت المؤسسات من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحسين أدائها وإنتاجيتها، وذلك من خلال أتمتة العمليات والمهمات التي كانت تلاقي صعوبة من قِبل الأفراد في المؤسسات، كما تتيح فهم البيانات بصورة شاملة وواسعة.
كما يعدُّ هاماً في كل مجالات الحياة الأخرى، كالتسويق، والإدارة، والترجمة، والكتابة، والخدمات العسكرية، والصناعة؛ والكثير من المجالات التي لا تُعَد ولا تُحصَى.
مجالات الذكاء الاصطناعي:
يدخل الذكاء الاصطناعي اليوم في كل مجال تقريباً، وسنذكر فيما يأتي أهم المجالات:
- الرعاية الصحية: تطوير الأجهزة والمعدات وربطها بالذكاء الاصطناعي، وكذلك التطبيقات في التشخيص الطبي.
- مجالات البحث: تطوير مجالات البحث عبر الشبكة العنكبوتية وتسهيله.
- النقل الجوي والبري والبحري: تطوير أنظمة النقل بفروعها كافة، خصوصاً النقل الجوي، كالطائرة دون طيار.
- عالم الاقتصاد والأعمال: ساهم الذكاء الاصطناعي في مجالات الاقتصاد والأعمال كافة، ومنها: الأسهم وإدارة المصارف والمحافظ الاستثمارية.
- تطوير ألعاب الفيديو: من خلال إضفاء نموذج المحاكاة.
- تطوير التعليم: من خلال الرد على استفسارات وتساؤلات الطلبة.
فوائد الذكاء الاصطناعي:
ممَّا لا شك فيه أنَّ للذكاء الاصطناعي فوائد عديدة في مجالات مختلفة نذكر أهمها:
- التسويق: يساعد الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق؛ ذلك لأنَّه يعتمد على البيانات الذكية ودراسة السوق من الناحية التسويقية؛ لذلك يمكن للذكاء الاصطناعي إعطاء خبراء التسويق والشركات بيانات دقيقة وسريعة في الوقت نفسه.
- المبيعات: يفيد الذكاء الاصطناعي فرق المبيعات في التواصل مع العملاء، وتحسين إدارة علاقتهم مع موظفي خدمة العملاء والشركة على حد سواء.
- التسوق عبر الإنترنت: يفيد التسوق عبر الإنترنت واختيار ما يحتاجه العميل من خلال تطبيق الجوال أو الموقع الإلكتروني، كما يمكن أن يقترح للعميل بعض السلع والخدمات التي يحتاجها من خلال عملية بحثه المتكرر.
- الرعاية الصحية: يُستفاد من الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، كالمختبرات والمستشفيات.
- التعليم: دُمِج التعليم وأُضِيف الذكاء الاصطناعي إليه من خلال الرد والاستفسارات وتعليم اللغات والكثير من العلوم، حيث استُخدِمت تقنيات مطورة من شأنها تعزيز التعلم للفئات التعليمية كافة.
- تقليل نسبة الخطأ عند إنجاز المهمات: من فوائد الذكاء الاصطناعي تقليل الأخطاء البشرية، وقد تصل نسبة الخطأ في بعض تقنياتها لـ 0%؛ ممَّا يعزز الجودة في صناعة المنتجات وتقديم الخدمات بمجالاتها كافة.
- زيادة القدرة على تحمل المخاطر: وذلك من خلال بعض المهمات والواجبات التي تكون خطرة بطبيعتها، كعمليات هدم المباني العملاقة، وفِرق انتشال الأحياء من تحت الأنقاض، وفِرق الحرائق، والكثير من المجالات التي تُعَدُّ ذات درجة خطورة عالية.
- العمل دون كلل أو ملل: من المعروف أنَّ للبشر طاقة معينة يستطيعون منحها خلال فترة معينة، على عكس تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعمل لـ 24 ساعة في اليوم دون كلل وملل؛ لذلك تعدُّ الخيار الأفضل لدى الشركات الكبرى التي يكون الإنتاج فيها ضخماً.
- الاستفادة من وقت وجهد الأفراد والشركات: يمكنك من خلال الذكاء الاصطناعي أن تسدد أقساط البنك وتدفع الفواتير بدل الذهاب إلى البنك لإجراء عملية دفع تستغرق وقتاً وجهداً، كما تستفيد الشركات كذلك عن طريق تقديم خدماتها ومنتجاتها بوقت أقل وكمية أكبر.
شاهد بالفديو: 10 حقائق قد لاتعرفها عن العقل البشري
سلبيات الذكاء الاصطناعي:
- قلة فرص العمل ونقص الوظائف: من الأمور السلبية التي حدثت وستحدث بصورة أكبر هي نقص الوظائف؛ وذلك بسبب الاعتماد على الآلات في أداء المهمات البشرية، لكونها أكثر فاعلية وأقل تكلفة.
- انخفاض الدخل: لا يقلل استخدام الذكاء الاصطناعي فرص العمل فحسب، بل ودخل الأفراد أيضاً؛ وذلك بسبب الاعتماد الأساسي على الذكاء الاصطناعي في أداء العمل والواجبات، ممَّا يقلل الطلب على الأيدي العاملة البشرية، فيبدأ الموظفون بقبول أجور متدنية في سبيل لقمة العيش.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب: لقد تهافتت الحكومات والمؤسسات العسكرية للحصول على الأسلحة المتمتعة بالذكاء الاصطناعي، كالطائرات بدون طيار، والصواريخ الحرارية.
- قلة الخصوصية: تطلب أدوات الذكاء الاصطناعي الكثير من البيانات كي تمنحك بعض الميزات، وفي حال لم تزودها بالبيانات، ستُحرَم من هذه الميزات، والتي ربَّما ستُقدَّم إلى عملاء آخرين؛ لذلك يضطر الكثير من الأفراد إلى منح بياناتهم.
- الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي: من الأمور السلبية للذكاء الاصطناعي الاعتماد الكلي عليها، إذ يعدُّ هذا الأمر خطيراً جداً؛ ذلك لأنَّه سيصيب المجتمعات بالكسل ويجمِّد العقل البشري.
- التكلفة المرتفعة: من سلبيات الذكاء الاصطناعي أنَّ مقتنيها محدودون؛ وذلك بسبب ارتفاع تكلفتها.
- جمود العاطفة: يتحول المجتمع من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي إلى مجتمع مادي يخلو من العواطف والمشاعر.
رواد الذكاء الاصطناعي:
امتاز الكثير من الأشخاص في هذا المجال، ومن أشهرهم البروفيسور جيفري هينتون، وهو أستاذ الذكاء الاصطناعي في كلية الكمبيوتر والعلوم في جامعة تورنتو الكندية.
يقول البروفيسور هينتون في إحدى نظرياته حول الذكاء الاصطناعي أنَّه يمكن في المستقبل صناعة روبوت ذكي يمكنه التعلم والتفكير وحتى الفهم أيضاً، ويعدُّ أحد المتقدمين في هذا المجال.
كذلك، يُعدُّ الباحث الألماني "يورغ شميدهوبر" الذي يدير المركز السويسري لأبحاث الذكاء الاصطناعي من الرواد في هذا المجال، ويقول في إحدى مقابلاته أنَّ الروبوتات ستحل محل العلماء في المستقبل، حيث يمكنها إجراء التجارب وإنشاء نظام جديد يمكن الاعتماد عليه.
أضف تعليقاً